لنعلمنهم الوطنية .. ومعنى الحب ..!

في مرحلة دراستنا الإبتدائية في آواخر ستينيات القرن الماضي لم تكن في قريتنا النائية مدرسة للبنات .. فكنا نشارك الصبية في فصول الدراسة نحن على قلة عددنا ونحتل جانباً خاصا منها ..!

في أحد الصباحات ونحن نقف في طابور الصباح خلف صفوف الأولاد تقدم تلميذ الى الأستاذ شاكيا زميله الذي كتب على أحد ابواب القرية
( أحب فلان ابن فلان ) ذاكراً في شكواه أنه المقصود .. فما كان من مشرف الطابور إلا أن أمر برفع المشكوفي حقه بواسطة أربعة من عتاة التلاميذ شادين ثوبه الى أسفل و نفذ فيه حكما فورياً بالضرب المبرح بلا عدد محدد و بلا تحقيق .. ثم خطب فينا بأنه لن يسمح بقلة الآدب مطلقا !
ماذا لو أنه شرح لنا معنى كلمة أحبك و فصلها في أذهاننا الصغيرة عن تلك المفردات المقذعة التي كان يتباذ بها الأولاد طبعا على خلاف الفتيات ..وماذا لو علمنا ماهوالحب وغرس فينا تلك القيمة السامية لتصبح شائعة في نفوسنا بالفهم الحقيقي لها .. سؤال يظل قائما ومحولا لرجال التعليم في هذا الزمن المفتوح على كل فضاءات المعرفة و الأذهان قد سبقت زمانها فيه خاصة في العقول الصغيرة قبل الكبيرة !
أحد ابناء الرؤساء السابقين جلس الى شاب جامعي من أجيال تعليم اليوم الإنقاذي الملامح وعرفه بنفسه .. فلم ينتبه الشاب أو لم يعرف إسم الوالد الرنان .. فسأله إبن الرئيس الراحل ألم تسمع بإسم والدي من قبل ؟
فرد الشاب ببراءةالعصافير .. والله أنا ما متابع فناني الحقيقة القدام ديل !
حكايتان قصدت منهما أننا لم نكن في العهود السابقة نعبر عن مشاعرنا وإن كانت تملاء الجوانح بالصورة التي تنعكس إيجابا على من تصل الى قلوبهم .. فاباؤنا كانوا يظنون العبارات الطيبة فيها تدليل يفسد الأبناء .. حتى أمهاتنا وهن يتدفقن حبا فائضا في الدواخل لا شك في صدقه مطلقاً .. يندر أن تقول للإبن ياحبيبي أو البنت ياحبيبة !
عنصران لابد من أن ننتبه لهما في هذا الزمان وهما التربية الوطنية بتاريخها وشخوصها و العاطفةالإنسانية التي يجب أن نصوغها في الكلام الحلو ..لنخلق جيلا مؤسسا على أعمدةالوطنية الصلبة و المحبة التي تقرب الناس لبعضهم وإن إختلفوا في مشارب الحياة وتركيبة الذات .. وكل استقلال و الوطن وأهله بخير منعتقين من ظلم الذين باعوا الوطن وقتلوا المحبة فيه!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بارك الله فيك يا أستاذة , رجعتيني لتلك الأيام , أيام الزي المدرسي كان الجلابية والدراسة مع الفتيات , والآن أصبح لنا أبناء وأحفاد والحمد لله.

  2. أما أن الإخوان المسلمين قتلوا المحبة,فنعم,,
    –وأما الذى كتب على باب من أبواب القرية,أحب فلان بن فلان,فهذه ليست تلك.
    والله أعلى وأعلم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..