رهائن ومسامير لـ(يوم الحوار الأسود)..!!

عثمان شبونة
* بعد كل هذه السنوات من التبعثر، ما عادت ثمة قشة أمل في السلطة القائمة، وهي تسعى حثيثة للمزيد من مرجحة السودان (الرهينة) فوق أخاديد النيران.. واستمراء التعامل مع الآخر وفق عين مؤقتة ترنو إلى تثبيت لبنة سنوات قادمات ينتظرها النظام ــ متحايلاً ــ فوق كرسيه المرصع بأسنان المحروقين وجلود المسلوخين؛ يكمل في مداها منجزاته المعروفة في تنمية الكراهية وزرع الألغام واقتلاع السلام وتفكيك المجتمع بنحو ما نراه من الإفقار والدمار وسطوة المجموعات الأمنية على مفاصل المدن حتى أصابها الشلل والبوار..!
* لقد هيّأ قادة هذه المجموعات فرصتهم باسم (الحوار) في إدعاء ظاهره حسُن هذه المرة؛ كالبيضة الفاسدة تماماً لا يختلف إطارها عن أختها السليمة ــ والإطار لا يكوِّن الحقيقة ــ فإذا اختبرتها بالكسر اعتقلك العفن.. وبسمكرة الفرص المخادعة أدركت عصابة الحكم بأن سقف (بعض المتعارضين) أقصر من طول البيضة.. لقد تغافل المتعارضين ــ وليس المعارضين الأصلاء ــ تغافلوا أنهم يشاركون في صنيع أكثر تشوهاً وعتمة وإظلاماً مما جرى في 25 عام سلفت وتحطم فيها كل عزيز متين بمعاول السلطة التي ينادمونها الحوار بكؤوس الوهم.. فغواية التسلط لدى عُبَّاد الكذب أصبحت تجري مجرى الدم والإنعاش، مع لا مبالاة منقطعة النظير بالمستقبل.. كيف لا والعيش يصعب بدون الطغيان لمن أدمنه وأعمى بصيرته.. فإذا لم تحدث معجزة لفكفكة آلة الدمار الإخوانية التي “يشحِّمها” المستغفلين من أحزاب (التراخي الوطني) سيتفاقم العنف ولا مناص أن يُباد خلق كثير ثمناً للتحرر.. شئنا أم أبينا..! وذا ثمن لا يقبل “الدفع الآجل”..! لقد قاتل أجدادنا الإنجليز بلا هوادة رغم (عدلهم..!) فما بالنا بفئة خارجة عن أية قيم؛ جامعة لشواذ “الدين” والدنيا.. أما هذا الذي تدعيه السلطة ترحيباً بالانفتاح والحوار فلن يقدم سوى هدنة مفتراة على الهواء مباشرة؛ شأن المؤمل فيها كحال من يستأمن الذئب على الغنم.. فمن تاسع العجائب أن يتغير نيرون والذين معه بالأماني وحوارات أهل الأرض، وهم لا يأبهون بجبار السموات..!
* إن وزير دفاع نيرون خير مثال لـ(الذين معه..!).. لقد فقدت البلاد أقدس مؤسساتها بعد أن صار الوزير بجانب مهامه الأخرى قائداً لمليشيات قبلية خاصة تدمِّر القرى و”الكراكير” بما حوت، تتنمر في الداخل ولن تجرؤ على مقاتلة عدو خارجي بائن حتى لو جاء هذا العدو ماشياً (بالمقلوب)… التاريخ يكلمنا بأن القبائل مهزومة والوطن منتصر ــ لكن لا وطن الآن ــ عرفنا ذلك من فناء الممالك؛ ومروي شاهدة عندما تحولت إلى (كيمان) قبائل تنهب ولا قانون يردعها ــ كما يفعل الجنجويد تماماً ــ فهزمها حاكم أكسومي يدعى عيزانا جلب له الإنتصار شهرة ومجداً لا يمحوه الزمن، وهو القائل: (أما أنا فسأحكم بالعدل والقسطاط ولن أصيب بشراً بسوء، وضعتُ العرش الذي أسسته والأرض التي تحمله في رعاية إله السموات الذي جعلني ملكاً). تلك كانت هزيمة مروي الغابرة؛ توارى في عقابيلها الصولجان والرمز؛ وتبقّت طلول فلتت من عاديات الأيام.. وكذا الحال حينما كانت امريكا في الظلمات مجرد شتات من أعراق متناحرة وقطّاع طرق ــ كالجنجويد ــ لم تقم لها قائمة إلاّ حين توحدت بهمّة أبطال يؤمنون بالوطن، كللتهم العظمة بلا تهليل أرعن.. أما في (المملكة الحاضرة) فالسيطرة لأعداء الوحدة، ممزقي الأرض والعرض، مفرقي الجماعات، مثكلي النساء، وصُنّاع الفتن “ما ظهر منها وما بطن”.. ماذا ننتظر منهم؟ لقد سهّلوا المهمة لغيرهم من الغزاة فصار السودان مرتعاً فوضوياً للدول الكبرى والدويلات الصغرى بمصائبها ومذاهبها؛ امراؤه منشغلون بعلف الإرهاب لا بتغذية أجساد مواطنيه الذين إذا لم تهلكهم الوزارت والمستشفيات شيّعت المحليات أفراحهم إلى مثواها الأخير..!
* وكما ابتدع إخوان مسيلمة طرق الإذلال للشعب الكريم؛ ابتكروا للعالمين حيل كثيرة ستصير ملهمة للمجرمين وحدهم لتأسيس ممالك الخراب والسطو والهلكة؛ فما ترك حزب المشير ثغرة لفكرة خبيثة إلاّ ولج من جحرها إلى غاياته الأنانية الرخيصة.. فكانت ثغرة الحوار الذي صدع الرؤوس بالتوازي مع وعيد (مقرف) لن يجدى فتيلا.. إنهم رهط كالعاويات الصائحة خوفاً حين تحاصرها الوحشة..! ولما تقطعت حبال هرطقاتهم المنكرة وتمزقت أرواحهم الدنسة وخاروا رغم العتاد والمال القذر؛ وجدوا أن ليست ثمة طاولة جديدة تحتمل سوء كيلهم سوى (مائدة الحوار).. استمسكوا بأرجلها الأربعة مسك الغريق بعشب النهر..! لكن.. هل يتغير الشيطان..؟ ربما نعم.. نحن لا ندري بالعوالم السفلية.. لكننا بالتجارب أيقنّا بأنهم قوم يتحولون ولا يتغيرون… تزداد وجوههم وصدورهم سواداً (هذا ممكن) ومنظور.. من يرجو أن تتبدل أقفال قلوبهم الصدئة فليؤمل لقاء هامان في الفردوس..!
وفي هوج الإدعاء الخليع بضرورة الإصلاح ــ المزعوم ــ زادوا على (ترلة الحوار) بـ(الإفراج المؤقت..!) كأن الرهائن الذين أطلقوهم أو سيطلقون سراحهم، كأنهم ظلوا مأسورين بسبب جرائم اقترفوها وليس نتيجة أهواء أمنية جعلت منهم صكاً لصالح النظام الماكر يستخدمه عند الحاجة، أو ورقة (مِنّة وتفضُّل) يستغلونها حتى في زغاريد الأمهات الفرحات بعودة أكبادهن من السجون..! يعتقلون أشراف الناس ليكبر عدد المطالب لدى الطالبين بعيداً عن كرائم الحقوق وأولها (الدم).. ما أيسر أن يستجيب الباغي فيفك قيد بعض الضحايا من شباب المعارضة وقد كان يدخرهم (ليوم كريهةٍ وسداد ثغرِ) هو يوم الحوار.. ثم يستحسن المتعارصين زائغي النظرات حسن نوايا النظام..! لست أدري لماذا نصدّق رجالاً كذبوا ولم يعاهدوا الله يوماً ــ صادقين ــ على فضيلة..! كأن شواهد التاريخ الداني لهذا النظام حملتها الريح من عقولنا.. فالمنطق يقول أن حسن النوايا تجاه الشعب المنهك يبدأ بتسلّيم أي مطلوب نفسه للعدالة.. وأن يرد جيش السارقين ما اغتنمت أياديه.. وأن يعتذر كل ظالم عن ظلمه (من الجنود الجهلة وإلى ضباط التنظيم المأفونين).. وهذا ما لن يحدث..! فمن يتسكع مضاداً لسكك الإنسانية طوال حياته تستحيل عليه الاستدارة نحو جادة الصواب..! حسن النوايا يبدأ بهتك الستارة المضروبة على القتلة وآمريهم في مظاهرات سبتمبر وقد استشهد العشرات من الشباب والأطفال، فكيف بالآلاف استشهدوا بلا مظاهرات.. كيف بحوَّاءات حرائر مارست المليشيات اغتصابهن وقتلهن لزوم الانتقام و(تجريب القسوة) التي يبرأ منها أبونا آدم..!
* هذا نظام لا شرعية له؛ مع ذلك يدعو للحوار بقلب حجري.. فإذا أغلق النظام جميع المعتقلات السياسية فإنه قادر على توفير بدائل أشد فتكاً بالخصوم.. لن يعدم من يتولون أمر الرهائن بتلفيقات ومؤامرات (بعيدة أو قريبة المدى) في السجل الجنائي.. فالمال الإخواني السائب يشتري (التهمة) والرصاص؛ بجانب العملاء..! ولو هيأت الأقدار لنا مخرجاً من “طوفان” سيتبرع هؤلاء الخوارج لخرم السفينة بمسمار (الحوار)..!
أعوذ بالله
و الله إنك الكاتب القوى المتمكن ، لا أسكت الله لك صوتا، إنها الصورة الجليه لمن اراد أن يتخذ قرار و صورتك و تصويرك بهما القرار ، الا و هو عدم المهادنة و إقتلاع هذه الآفات من جحورها و جذورها و بكل صورها و أشكالها التي تظهر بها ، انهم الحرباء و الثعبان فتلك تغير لونها و ذاك يغير جلده و لكن يظلان كما هما حرباء و ثعبان ،،، قواك الله يا شبونه ،
يا شبونه حياتي هؤلاء كما قال الشاعر …..وراعى الشاة يحمى الذئب عنها…فكيف اذا الرعاه لها ذئاب…….. فنحن ياصاحبى تاكلنا الرعاه ويتعفف الذئب عن اكلنا
الصوره دي شنو يا ناس الراكوبه ما فهمتهاعايزه شوية شرح
فمن تاسع المستحيلات ان يتغير نيرون واللذين معه بالامانى وحوارات اهل السودان .وهو لايأبهون لجبار السموات .صدقت العزيز شبونه .ادام الله قلمك عونا وزخرا للانسان السودان المكلوم.
فى القرن الرابع عشر قفزت فئران من السفن إلى ميناء مسينا الإيطالى فنشرت الطاعون الذى قضى على نصف سكان إيطاليا وثلث سكان أوربا
وفى عام 1989 (أى بعد 642 سنة) دخلت فئران مشابهة إلى سدة الحكم فى السودان ولا زالت تنشر طاعونها وإفكها وضلالها على الناس يساعدها أناس لا ندرى متى يتخلون عن غبائهم وطمعهم الموسوم بطعم الدم و يتهمون الآخرين بالخيانة الوطنية
صورة بليغة الحكومة العجفاء ترضع من ثدي الشعب الهزيل. عجبي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وتمزقت أرواحهم الدنسة وخاروا رغم العتاد والمال القذر؛ وجدوا أن ليست ثمة طاولة جديدة تحتمل سوء كيلهم سوى (مائدة الحوار).. استمسكوا بأرجلها الأربعة مسك الغريق بعشب النهر..! لكن.. هل يتغير الشيطان..؟ ربما نعم.. نحن لا ندري بالعوالم السفلية.. لكننا بالتجارب أيقنّا بأنهم قوم يتحولون ولا يتغيرون… تزداد وجوههم وصدورهم سواداً (هذا ممكن) ومنظور.. من يرجو أن تتبدل أقفال قلوبهم الصدئة فليؤمل لقاء هامان في الفردوس
هذا هو التوصيف الحقيقى لعصابة الكيزان فهلا اتعظتم يا اهل السودان
اخي شبونه
هل يعي ناس المعارضة ما زكرت من شروط الحوار وهي حق للشعب قبل ان تكون حق لهم
أني أراهم يساقون للحوار كما تساق السوام
وخاصة المتخازلون واعني الصادق المهدي والميرغني
الغنمايه هي الشعب طيب العجل يبقي من؟
كفيت وجزاك الله. لكن بسؤالك هل يتغير الشيطان؟ جائت بعدها كلمة ربما نحن لا ندري. اقولها لك وللشعب السوداني واضحه كوضوح الشمس في كبد السماء حي نوفر علي انفسنا جهد كبير ووقت مع استمرار المعاناة للعباد بانهم لن يتغيروا ابدا . كيف يتغيروا ويتنزلوا عن السلطه اوالمال والجاه ويقدموا انفسهم للعداله وعلي رآسهم عمر الشئوم؟ كيف يتغيروا وهم عشقوا ذل الشعب وجوعه ومرضه ومازالوا يقولونها علنا هي لله هي لله وهم يعلمون بان الله يعلم بانهم منافقين؟ كيف يتغيرون وهم لا وطنيه ولا حب للوطن لهم؟ كيف يتغيرون وهم كذبوا علي الشعب طيلة ربع القرن الماضي حتي انهم الان يصدقون كذبهم؟
يا اهل السودان لا يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم . يا اهل السودان كما تكونوا تولوا ولن يرسل الله ملائكه من السماء ليغير هؤلاء الظالمين .
يا اهل السودان قوموا الي ثورتكم اثابكم الله
ياإلهى ياشبونة … ما تكتبه يدمى القلوب
الذي يعي و يدرك جيدا حقيقة هذه الأفعى المسماة الإنقاذ لا ينساق وراء دعواتها الزائفة للحوار فهي مجرد رتوش لوجهها الذي أصبح مظلما من كثرة ذنوبها و بشعا بقدر جرائمها في حق الشعب السوداني … أما من يلتقون حولها فما زالوا يحلمون بدفة الحكم و بمشاركة الإنقاذ في السلطة فيا لهم من أغبياء الأفعى قد تغير جلدها و لكن يظل السم سما …
لا اسكت الله لك قلما يا شبونة و سلمت يدك