هوت دوغ البشير وبسكويت أنطوانيت مع تهديدات أبرز «أخ» في السلطة

مشاري الذايدي

البلاء موكل بالمنطق، كما قالت العرب.

هذا ما فعله الرئيس السوداني الجنرال عمر البشير، وهو يشرح للشعب أهمية قرار الحكومة برفع الدعم عن المحروقات.

البشير معروف بحدته في الخطب الارتجالية، أهل السودان يعرفون هذا. قبل أيام خرج الجنرال مخاطبا الناس، راغبا في إقناعهم بجدوى هذا القرار القاسي، فكان جافا محتدا، في لحظة تقتضي الهدوء واللين.

الكلمة التي اختزلت حكي البشير، وصارت عنوانا للغضب، حين قال «أتحدى لو فيه (زول) سمع بـ(الهوت دوغ) قبل حكمي!».

غصت شوارع الخرطوم وغيرها من المدن السودانية بالمظاهرات العاصفة، احتجاجا على قرار رفع الدعم عن المحروقات، كاسبة المزيد من طاقة الغضب بكلمة البشير هذه. حاول البشير لاحقا تلطيف هذه الكلمة، وفي مؤتمر صحافي لاحق أكد على أنه هو ذاته – وهو الرئيس – لم يكن يعرف معنى (هوت دوغ) أو (الكلب الحار) كما سماه! حسبما ذكر ساخرا الصحافي السوداني الخاتم محمد المهدي، رئيس التحرير التنفيذي في «سكاي نيوز عربية».

لا ندري إلى أين تنتهي هذه الاحتجاجات الدامية في السودان، وهل تنهي حكم البشير و«إخوانه»، خصوصا مع تهديدات أبرز «أخ» في السلطة بعد البشير، وهو النائب الأول للرئيس علي عثمان، الذي ذكر أنه «سينزل شبابنا للشارع لحماية الممتلكات العامة والخاصة من المتفلتين والمخربين»، حسب «الشرق الأوسط».

خصوم البشير اغتنموا الفرصة للضغط على النظام. ولا ندري لو كانوا هم في السلطة ماذا كانوا سيفعلون بالاقتصاد. ليس دفاعا عن البشير، فهو لم يزرع مع «إخوانه» في السودان إلا ريح الفرقة، ليكون الحصاد عاصفة الفتنة. فالبلد الضخم في عهده قسم إلى دولتي جنوب وشمال، وربما غرب وشرق. ونظامه روج المزايدة باسم الدين، ومارس علاقات إقليمية ورطت السودان في مغامرات الجماعات الأصولية بنصائح معلم الجماعة، حسن الترابي، الذي ينتقم اليوم من تلاميذه.

مع هذا كله، فإن رفع الدعم الحكومي عن السلع والخدمات هو السبيل الأوضح لتعافي أي اقتصاد في العالم، وتوفير النفقات الهائلة في مسالك أجدى للتنمية. هو قرار خطير أحجمت دول كثيرة عن فعله وسوفت، لكن كل تأجيل يزيد فاتورة الأعباء على خزائن الدول. وهو قرار يوفر بيئة مثالية للاضطراب السياسي.

مدير عام وزارة المالية السودانية عادل عبد العزيز أشار لـ«الجزيرة نت» إلى خسارة الخزينة لنحو 25 مليار جنيه سوداني «وهي تعادل موازنة الدولة كاملة» لقاء دعم المحروقات، وعليه، كما قال، فإن «الوضع خطير حقا ولا توجد بدائل». المشكلة ليست في القرار فقط، بل في مجيئه والحاضنة الشعبية الشرعية للنظام ليست مضمونة.

فوق هذا كله، يتحف البشير شعبه بمزحة الـ«هوت دوغ»، مثل ماري أنطوانيت، مترفة القصر الفرنسي أثناء الثورة، مداعبة الشعب الثائر والجائع للخبز بطرفة البسكويت بدل الخبز، رغم شك المؤرخين في صحة القصة، ويقيننا نحن بصحة طرفة البشير..

رب كلمة قالت لصاحبها دعني.

الشرق الاوسط

تعليق واحد

  1. التنظيم التحالفي ســـودان ســــــوا لتيار المستقبل هو الوعاء الجامع لإسقاط النظام وإقامة البديل الديمقراطي الذي تلتقي فيه الحلول المتكاملة والشاملة للطروحات السياسية والإقتصادية للقضية الوطنية السودانية على دولة الهوية الجامعة بنظام حكم ديمقراطي تعددي مدني لا مركزي. فيا جماهير الشعب السوداني المدني السياسي والثوري عليكم الإصطفاف حول شرعة ومنهاج إدارة الحكم بالوسائل المشروعة التي تكفل المشاركة والتوزيع العادل للسلطة والثروات، وحماية وصون كرامة الإنسان السوداني ومكونه الديمغرافي والثقافي وتنمية موارده الإقتصادية، وإندماجية الكيانات القبلية للحفاظ على النسيج الإجتماعي والعيش معاً بكرامة في سلام دائم “أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور” صدق الله العظيم.

  2. هذه نتيجة سياساتهم وتخديرهم للشعب السودانى وعلماء اقتصادهم الاغبياء امثال حمدى وانفصال الجنوب ليس السبب لان الجنوب قبل الانقاذ كان لا ينتج شئ والسودان فى احسن حالاته السبب الرئيسى هو تدميرهم لقطاع الزراعة والفساد الكبير الذى مارسه قادة النظام فى السلطة المالية ومشروع الجزيرة كان الداعم الاول للاقتصاد فى السودان وليس البترول ولقد دمرو هذا المشروع دمارا كبيرا واستعاضو عنه بالبترول لانه يضمن لهم ثراءا مستعجلا واموالا سائلة يستطيعون نهبها قبل ان تدخل الى خزينة الدولة واكثر الاموال المنهوبة فى الصين وماليزيا وهى الدول المنقبة عن النفط

  3. ذكر النائب الاول أنه (سينزلون شبابهم للطرقات )فهل أصبح المؤتمر الوطنى حزبا طائفيا له شباب كما شباب الانصار والختمية؟وقد قامت الانقاذ ضد الطائفية كما ذكر سابقا؟؟؟؟؟؟!!!!!!

  4. بداية الرحمة والمغفرة لجيع شهداناء ربنا ينزلهم منزلة الشهداء والصدقيين.
    التحيةوالتجلة ولاحترام للاستاذ مشارى على هذه المقارنة المشابهة من حيث السخرية ةالتكبر والغروربل والدكتاتورية بين مارى انطوانيت البشيرفى الصلف والغرورولكن هناك وجه شبه اخر اخى مشارى لم تذكره وهى ان كليهما ذهبا الى مذبلة التاريخ وسقطا سقطة مريعة والبشير سوف يذهب الى مذبلة التاريخ وسقوطه الفعلى انتهى بخروج الشعب عليه وهى مرحلة اولى من السقوط وبنهاية الثورة الشعبية اما سقوطه الاكبر سوف يتم بذهابه من الحكم باذن الله مهما كانت شدة ادوات قمعه ولو وصلت الى مرحلة الابادة الجماعيةالتى استخدمها في دافوروجبال النوبة والنيل الازرق
    شكرا لكم اخى استاذى مشارى ونرجو من الاخوة الكرام من الصحفيين تناول الحراك الشعبى والسياسى والاحداث الجارية في السودان لان نظام الاخوان الظالم الفاسد يكمم افواه اخوانكم من الصحفيين السودانيين الشرفاء الوطنيين ويراقب الصحف والوقوف مع هذه الثورة المباركة التى خرجت من رحم الشعب وخرجت من معاناته ومن القتل والتشريد والظلم الذى يتعرض له من قبل نظام البشير الاخوانى الشعب الذى تحمل الفساد والظلم من قبل الاخوان ولكنه لم يقبل الذل من قبل رئيسه الذى من عليه باكل الهوت دوغ الذى لو عرف معناه وتركيبة هذه الاكلة الرخيصة والمضرة لما ذكرها

  5. أبداً يا سيد، ليس رفع الدعم علاجاً للإقتصاد السوداني.

    إيقاف الحرب، إيقاف الحرب

    ثُم

    إعادة هيكلة مؤسسات الحُكم (عشرين حكومة إقليمية وعشرين برلمان)

    ثُم

    إسترداد الأموال المنهوبة.

    مهدي

  6. ما كشفه وأكده كل خبراء الاقتصاد الحقيقيون أنه أصلا ليس هناك دعم ولا يحزنون ولكن سوء إدارة لموارد الدولة وتوظيفها لأمن النظام وفساد اركانه وأهليهم. فالبشير يتصرف فى ثروات الدولة ومدخلاتها كأنها ضيعة خاصة به ورثها عن أبويه. ثم على عثمان فنافع وإن تبقى شئ يترك لوزير المالية لذر الرماد على العيون .
    فاليعيدوا الاموال المنهوبة اولا إذا ارادوا معالجة حقيقية للوضع الاقتصادى ثم يستغفروا الله سبعين مرة قبل ان يرحلوا ويتركوا الامر لمن فى مقدورهم معالجة الامر

  7. يا أخي الكريم شكرا على اجتهادك…ولكن تناولك للموضوع جاء مبتورا…لا خلاف أن رفع الدعم عن السلع واحدة من آليات استرداد عافية الاقتصاد…ولكن أقول لك ليس هناك دعم حتى يرفع…يرفع الدعم عندما تكون السلعة معروضة في الأسواق بأقل من تكلفتها الانتاجية أو تكلفة استيرادها…وهذه ليس الواقع في السودان…أسعار الوقود والخبز في السودان تفوق نظيرتها في أكثر بلدان العالم رفاهية والتي ليس فيها دعم ولا يحزنون..عصابة الأخوان في السودان مثل التاجر المحتكر تريد أن ترفع الأسعار بمعدلات تفوق بكثير جدا تكلفتها الانتاجية وأسعارها العالمية…رفع الأسعار (ولا اقول رفع الدعم لأنه كما ذكرت ليس هناك دعم يرفع) بهذه الطريقة سوف يصيب الاقتصاد بالشلل التام لأنه سوف يؤدي إلى انخفاض القوة الشرائية التي هي اصلا في الحضيض..الحل هو في اجتثاث المفسدين وتقليل الصرف الحكومي البذخي والصرف على الأمن وعلى الحروب التي افتعلها هذا النظام الفاسد…نرجو من الاخوة الكتاب العرب أن يتحروا الدقة فيما يكتبون…

  8. ياأخ الذايدي هذه المعالجات تتم الأن بعد فوات الأوان يعني بعد أن قاموا بنهب ثروات الشعب من قبل 20 سنة وهم ينهبوا ثروات الشعب السوداني , وعلي لسانهم قالوا طبيعي إنو نحنا نعمل ذي أي حزب جاء إلي الحكم خلي جماعتوا أغنياء . ده سؤال وجه لأحد المسئولين ربنا يرحموا وده كان ردوا…

  9. تحليل منطقي لما تؤول اليه الاوضاع في الراهن السوداني..
    ولكن من يتحمل وذر سؤ الاحوال الاقتصاديه في السودان هو نظام البشير وحده ويكفي ان في عهده تمذقت البلاد وشرد الالوف وهاجر العشرات خارج السودان وكل ذلك بسبب السياسه الرعناء التي تنتهجها الحكومه (فرق تسد) ناهيك عن بيع الاراضي السودانيه لكل من هب ودب واحاله معظم مؤسسات القطاع الحكومي الي افراد في ينتمون الي نظام حكمهم المتهالك والاسن الي ان جاءت الطامه الكبري بعد انفصال الجنوب من السودان والذي ايقظهم من احلام خيالاتهم المريضه وانكشف حالهم ..؟؟
    والان يحاولون ان يرموا خيبتهم علي المواطن لكي يتحمل معهم نتائج اخطائم السازجه ولكن هيهات!!

    ومهما ضاقت الاحوال اكيد قلم الظلم مبتور؟؟ يا حكومه الهوت دوق!!

    ثوره حتي النصر..

  10. اصبت عين الحقيقة اخى الكاتب ان ريسنا استفز مشاعر شعبة اغلب الناس لا تجد ما تاكلة وهو يتحدث عن الهوت دوغ اى رئيس هذا

  11. والله انا محتار من اللذين يقولون رفع الدعم علاج للاقتصاد
    ورونا اقتصاد فى الدنيا لا يوجد فيهدعم للفقراء والطبقات الكادحة
    الاقتصاد الامريكى
    يدعم المزارعين بالمليارات فى شكل ـامين لمحاصيلهم اى ان المزارع لايخاف الجفاف والعطش والارباح الهابطة
    يدعم جيوب الغقراءبالfoodstamps وهى كروت ذكية تشترى بها من الدكاكين
    ثم يدعم العلاج المجانى لملاين الاسر الفقيرة والمتوسطة وتذكرة الكشف 5 دولارات والدواء كذلك من دولار الى 5
    وبجانب كل ذلك يدرس بعض الحالات الاسرية ويعطيهم كاش عبر برنامجtanaf
    والسعودية تدعم السلع كذلك وضاحب المقال لا بدرى
    السعودية تخلو منضرائب الانتاج ورسومه وقبانات الانتاج الزراعى
    وتخلو من رسوم العبور للبطائع و الجمارك على السلع
    وليس هناك ضرائب على الدخل او اى نوع من الدمغات
    كل ذلك عبارة عن ملياراتمن الدعم
    وللدعم مردود اقتصادى
    فعندما تدعم دولة السلع بطريقة مباشرة او غير مباشرة كما فى امريكا فانك تحرك الامنتاج و تخلق دورة اقتصادية
    وهذالدورة تنعش السوق وتقلل من الكساد
    وهذه سياسة يحرص عليها الحزبين فى امريكا
    اى ضرورة ان تكون للمواطنين قدرة للشراء
    لان فى النهايه هذا الدعم سيستهلك سلعا محلية وينعش المصانع والعمل وبالتالى يذيد عائد الدولة من الضرائب اى تسترحع مادفعته من دعم
    ولكنها حركت الانتاج كذلك
    ومصيبة الانقاذ انها قفلت كل المصانع المحليةو المشاريع واعتمدت على الاستيراد حتى يحقق منسوبيها ارباح طائلة من دون فلقة دماغ ومشاكل صناعةوهى الغت الدعم منذ مدة طويلة والان عاوزة تدعم حروبها وجيوبها
    انه الاقتصاد الطفيلى

  12. طير طير يا راقص يا عوير انت ومن معك من الضلاليين الواهميين الشعب بالدين والله لا اسلاميين ولا اخوان بل انتم اهل النهب والسلب من دم المواطنن الكرام.

  13. شكرا الزايدي على تناول الهم السوداني وندعو كل الاعلاميين العرب الاحرار تعرية نظام الاخوان الماسونيين اعداء الله والشعب

  14. شكرا أستاذ مشارى . أنت تعرف السودانيين جيدا بحكم وجودهم معكم وقت طويل وتعرف كرامتهم وعزة نفسهم التى يضعونها فوق كل شيىء ولكن حكومتنا أبت نفسها الا وان تدنس كرامتنا وللاسف بماذا بالأكل الذى لا يضع له السودانيون اعتبار فى قاموسهم ويعتبرونه من الأشياء المخجلة فى التحدث بها انها مصيبة كبيرة أن نصبح مسار سخرية بالأكل وربنا موجود

  15. الخلل الاساسي في الميزانية هو على جانب المصروفات وليس الايرادات
    مصروفات القتل (الحروب والجيش والشرطة والاجهزة الامنية الضخمة والمتعددة)
    مصروفات الفساد (المميزات والمخصصات والنهب المباشر من ميزانية الحكومة لمصلحة البشير واخوانه واصحابه ومن معه واعضاء حزبه وحكومته ومن معهم)
    مصروفات جهاز الدولة المترهل (الحكومة المركزية وحكومات الولايات ومجالسها و و )
    وبعد كل هذا يطلب من المواطن البسيط المعدم ان يتحمل المزيد من فاتورة هذه الاشياء من خلال رفع الدعم!!!!

  16. قراءت كتاب الاستاذ مشاري , و لكن ما يفهم من المقال ان السيد مشاري يؤكد اعتراضه على العلاقات التي سماها بالمغامرات السياسية و التي لا تريح نظامه , لكنه لا يعرف ان هذه المغامرات هي التي جعلت الشعب يصبر على الكثير من الفقر (و على البشير ) في حين ان البشير لو فتح سفارة لاسرائيل في السودان كان يمكن ان يجنب الشعب هذه المصائب , المهم ما علينا من رأي الاستاذ العظيم مشاري فلننظر للمعلقين السودانين الذين يملكون من السودانين الاسم فقط , هل انتم ضد النظام صراحة ام مع الشعب السوداني , فليكن احدكم رجلا ليقول انا ضد الكل ( اي انه مع فتح السفارات و فتح المجال للخلاعة التي تدعوا لها الشرق الاوسط ) , كيف تريدون حكومة ذات اخلاق و لا تحارب من النظم الغير اخلاقية التي تسود العالم الان , لا اعفي النظام الحالي من قتل الابراياء و لو كان فرد واحد مغيب بسبب الجدل الكثير الذي لا يهمه الا لقمة عيشه , التدخل الناعم من الدول التي تتدعي انها محايدة الا في مصر وضح جليا عدم الحياد , (العربية) و (الشرق الاوسط) يمثلان حقا الاعلام الفاسد و قلت قبلا و اثار حيرتي لماذا يضحكون على (رغد منورو ) التي فهمت رسالتهم بوضوح البراءة الطفولية و نقلتها بصدقها ظنا منها ان هذا هو القرن الواحد و العشريين الخالي من القيم و الاخلاق و ذلك عندما وجدت ان الكل يصفق لهيفاء و هبي وهي تتعرى و تتمايل بكل الخلاعة في الارض لم تبقي منها شياءا لغيرها( المفروض يفرحوا لان رسالتهم وصلت )او يحزنوا لانهم استخدموا من غير ارادتهم لذلك المهم كان الوقت وقت جد لا استهزاء , المهم في القول ان المصادر التي استند اليها الاستاذ مشاري بها الكثير من الذي يجب ان يوجه الاستاذ له العديد من المقالات عله ينفع الاطفال في بلد مشى فيه الرسول الكريم بقديميه و كان يجب ان يقدس كل حبة رمل فيه و يجنبهم هذا الضلال البين , في بلد يتجه قلب ( كل مسلم في العالم) اليه يوميا 5 مرات ,في بلاد يتوق اهل السودان ان يزوروا فيه مسجد النبي و حرم الله سبحانه , لم اقدم مسجد النبي عبسا و سوء تقدير , اخيرا رحم الله كل نفس قتلت و اسكنها برضاه على اهل السودان من شيوخ عباد و ركع يسعون جياعا و مرضى لرفع كلمته و نساله ان يجعلهم شفعاءنا يوم الساعة و الحشر ,و نساله كذلك ان يجل كل وجعة الم او جوع او قلت حيله مفتاح لباب من ابواب جنته لهم و لنا جميعا .

  17. صحي والله يا بشير انت عرفت الهوت دق قبل شهر عرفته قريب ده يا حليل زمن ما كنت بتشرب من موية السعن

  18. مقال ممتاز بين غباء وجهل البشير دون التصريح بذلك الا انني اود العروج لنقطتين للتنبية

    اولا لا عزاء الا بعد ازالة البشير وعصابتة من اللصوص
    ثانيا يا اخوان كلمة لا اسلامي والزول ده ما عنده صلة بالاسلام او كلمة متاسلمين هي كلمة تكفيرية والرجاء عدم استخدامها وممكن للواحد يصفهم بانهم تاجر باسم الدين

  19. الغريبة البشير لايعلم عن الهوت دوغ فى مؤتمره الصحفى أنا لما سمعت بالكلب الحار ماعرفت هو لحم كلب أم ماهية اللحم ويشتم الرجل فى الشعب أنه أدخل هوت دوق لكن لايعرف هل هو لحم كلاب أم بقر أوغنم أو دجاج يجب معرفته فى مختبرات الجودة وتحديد نوعية اللحم ومدى صلاحيته وملاءمته مع الشعب السودانى المسلم والمصيبة كيف صدق بإستيراده دون فحصه ومعرفة نوعية اللحوم المستورد المكون لهوت دوغ .شر البلية مايضحك وبعض المعلقين يتحدثو عن علاقات السودان مع أسرائيل سوف تنزل عليهم خيرات من السماء لولا حفاظهم على الاسلام نقول العلاقات مع اليهود خيرا لنا من المتأسلمين الارهابين المنفلتين فى الارض أمثال المنظمات الارهابية التى يحتضنه حكومة البشير وهى وبال على الشعب السودانى والكاتب مشكور فى سرد هذا الموضوع الممتاز وتزيدنا ثقة هناك أمم تشاركنا فى مصائبنا على حكامنا الطغاة .

  20. الناس فى الخرطوم أكلت الهوت دوق والمارتديلا والبيرقر فى الستينات من جزارة مكسيم شمال الجامع الكبير بالخرطوم أيضا كانت هنالك لحوم مصنعة تأتى من الحارج لذلك أنشات حكومة الفريق عبود مصنع تصنيع اللحوم بكوستى لتصنيع منتجات اللحوم. ياناس حوش بانقا وعد الغنم أقرأوا التاريخ.

  21. ولله بصراحة انا حصلت قراءة المقال لحدي مرحلة (الهوت دوغ) قبل حكمي!». ووقفت

    كرهي لحكومة الانقاذ لا يحده حدود. واسال الله أن الدماء التي سالت في الارض والارواح التي فقدت نسال الله تجعل بحكمه..

    عدم اتمامي لمقالات الخليجيين عموماً لانها مبنية على اجتهادات وعدم معرفة مقالات مكررة ورتيبة واتفق مع الاخ المعلق المدعو/ عمار كمال في بعض جزئيات من تعليقه..

    مقالات عن السودان بجدوا فيها متنفس لهم…
    ثاني حاجة كاتب المقال دا (110 ولا 220 كما ذكر احد المعلقين في مرة سابقة

  22. شكرا مشاري فلقد علمت فحوى رسالة الشعب السوداني بانه شعب معلم وصبور الا ابعد الحدود ولا يعكر صفوه او يحوله الى وحش كاسر الا شيء واحد ان تنتقص من كرامتخ ولو قدرا قليلا عندها فقط سترى انياب اخطر الوحوش الكاسرة على وجه الارض وكما حدث مع غردون وقتها كانت حرب كرامة والان هذه ايضا تظاهرات كرامة ليس بسبب الجوع او حب الرفاهية المسألة ليست مسالة ماديات فقط المسالة مسالة كرامة لا تسترد الا ببذل النفس والدم من اجل كل السودانيين والوطن واجيالنا القادمة من اجل ان نحترم خارج دولتنا اولا من اجل دولة عزيزة يتمنى كل من لا ينتمي اليها ان يجد فرصة ليعيش عليها ولو لايام قليلة احبك جدا يا وطني السودان .

  23. (…..مع هذا كله، فإن رفع الدعم الحكومي عن السلع والخدمات هو السبيل الأوضح لتعافي أي اقتصاد في العالم، وتوفير النفقات الهائلة في مسالك أجدى للتنمية. هو قرار خطير أحجمت دول كثيرة عن فعله وسوفت، لكن كل تأجيل يزيد فاتورة الأعباء على خزائن الدول. وهو قرار يوفر بيئة مثالية للاضطراب السياسي…)
    قد نوافقك عزيزنا ….هذا اذا لم تكن الدولة يديرها مفسدين وعصابات مافيا ولا يعرفون ادارة الاموال بل يصرفونها على ملذاته ما ياخذونه من الفقراء ….
    ثم عن اي دعم تتحدث اصلا لا يوجد ما تقول
    ايقاف الفساد ومحاكمة المفسدين واسترجاع المنهوب يعيد نشاط الاقتصاد
    ايقاف الحروب العنصرية العبثية يوفر مليارات تصرف على القتل
    ايقاف الصرف الحكومي على جيوش الدستوريين والاستشاريين من حملة مباخر النظام
    وهناك الاف المقترحات والمذكرات والمعالجات من اساطين الاقتصاد قد تم تقديمها طيلة ال 25 سنة …ولكن من يستمع ؟؟؟؟؟؟

  24. اخوانى ..المشكلة ليست فى الانقاذ وحدها المشكلة فى تركيبة البنية السياسية السودانية ..فى هذه الظروف الحرجة المعارضة نفسها محتاجة مظاهرات لاصلاحها والبدائل تكاد تكون معدومة والمجتمع الدولى يتفرج على نكبة السودان بدم بارد ..فالولايات المتحدة فى كل العصور لم تقف مع السودان حتى فى افضل اوقات الحكم الديمقراطى …نحتاج الى المزيد من الجرعات الوطنية والحفاظ على هذا الوطن الغالى بعيدا عن الاهواء والمصالح الشخصية الضيقة والانانية …وكل الحكام زائلون ويبقى الشعب والربيع العربى (الدمار العربى)لو دخل بلادنا سيجعلها خرابا لا صلاح له …على الانقاذ ان تلعب دورا واعيا فى هذا الظرف وتصلح مؤسساتها من الداخل وتسعى لخلق بيئة صحية للممارسة الديقراطية حتى نعبر بالوطن الى مراسى التطور الاذدهار …واهمس فى اذن الرئيس : ان الانقاذ لها ما لها من المحاسن وان كانت علمتنا ان نعرف الهوت دوق فى يوم ما فلها الشكر ولكن عليها ان تعلمنا اليوم كيف لنا ان نشترى الفول ؟؟؟ وكيف نتحصل على ثمنه …فالهوت دوق اصبح حلم بعيد المنال.

  25. صدق الرسول الكريم ( مقتل المرؤ بين فكيه ) وهذا لم يسعه ان يسعد بالنطق والحال كما لاهو عليه فكيف ان نرجو من الماء جذوة نار فلابد من اسقاطه ولو طال النضال واخر العلاج الكي

  26. كلام عابر
    مع أرقام كبج.. الحساب ولد
    عبدالله علقم
    [email protected]

    كان لي شرف حضور محاضرة الأستاذ محمد ابراهيم عبده كبج عن المأزق الاقتصادي الحالي في السودان والتي استضافتها استراحة “العزيزية” في مدينة الخبر شرق المملكة العربية السعودية أمسية الخميس 5 يوليو 2012م ، وقد أذهلني الأستاذ كبج مثل غيري من الحاضرين بذاكرته المدهشة وغزارة معلوماته وهو يتناول حقيقة الأزمة مستندا على الأرقام التي تدحض الكذب والشعارات المضللة ،وأحاول في السطور التالية أن أستعرض ما جاء في تلك المحاضرة القيمة.
    هناك اضطراب وهلع جلي في الخطاب الحكومي تعكسه تصريحات وزير الخارجية حينما قال إن العالم لا يمكن أن ينظر للسودان متفرجا واقتصاده ينهار. (بمعنى انتظار الفرج من الخارج) وقال السيد مهدي ابراهيم المسئول الرفيع في الحزب الحاكم أنه يجب ألا نكذب على شعبنا ويجب أن نعلمه بأننا مواجهون بثلاث سنين عجاف ، كل سنة أسوأ من الأخرى. أما السيد وزير المالية فقد كان يغرد خارج السرب حينما قال إن كل شيء تحت السيطرة.
    هذا الاضطراب والتخبط مرده سوء قراءة الأحداث في السودان.. من المستغرب أنهم كانوا يتوقعون أن يصوت الجنوبيون إلى جانب خيار الوحدة وتظل أموال البترول تحت سيطرتهم يفعلون بها ما يشاؤون. إن ما يحدث الآن هو حصاد 23 سنة من حكم نظام الانقاذ.
    أول ما جاؤوا رفعوا شعار نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع.وضعوا الخطة العشرية التي تغطي السنوات من 1992 إلى 2002م وقالوا انها ستغير وجه السودان في كافة المجالات وتضمن لهم الاستمرار في الحكم إلى ما شاء الله ، كانت خطتهم تستهدف في نهايتها انتاج 20 مليون طن ذرة و2 مليون طن قمح و2 مليون طن دخن لكن بنهاية هذه الخطة كانت أرقام الانتاج المحققة تعادل أقل من نصف الانتاج في العهد الديمقراطي ، وتواصل فشل الزراعة لكنهم يعتمدون على ضعف الذاكرة في التلاعب بالارقام، مثال لهذا التلاعب بالأرقام هو التناقض في أرقام ايرادات الذهب فالجمارك لها أرقامها ، ولبنك السودان أرقامه وهي تبلغ أضعاف أرقام سجلات الجمارك.
    في عهد الديمقراطية كان استيراد السودان من المواد الغذائية يكلف 72 مليون دولار سنويا، ورغم أنهم وعدوا بتمزيق فاتورة الغذاء والمساهمة في حل أزمة الغذاء في العالم وتخفيض أسعاره على غرار استراليا وكندا، إلا أن أرقام استيراد الغذاء ارتفعت عام 2004م إلى 420 مليون دولار،أي ستة أضعاف ما كنا نستورده في زمن الديمقراطية ثم ارتفع الرقم عام 2008م إلى مليار واربعمائة مليون دولار أي عشرين ضعفا ثم 22 ضعفا عام 2009م ،أما في عام 2010 فقد كانت واردات الغذاء 2 مليار و365 مليون دولار أي أن تكلفة استيراد المواد الغذائية في ظل الانقاذ تعادل 34 ضعف تكلفة الاستيراد في العهد الديمقراطي، و أن واردات الغذاء في سنوات الخطة العشرية 1992 إلى 2002م حسب تقارير بنك السودان (التي يستمد منها الأستاذ كبج ومن سجلات الجمارك أرقامه) بلغت 2,5 مليار دولار، وهذه دلالة كافية على انهيار الخطة العشرية ، ولم نأكل مما نزرع مثلما لم نلبس مما نصنع.
    قبل مجيء الانقاذ كان السودان ينتج 168 مليون ياردة من المنسوجات ومعظمها من المصانع الخاصة ، وهدفت خطتهم العشرية إلى انتاج 800 مليون ياردة يخصص 600 مليون منها للتصدير و200 مليون للاستهلاك المحلي ، ولكن بنهاية الخطة العشرية تقلص الانتاج إلى 15 مليون ياردة فقط أي ما يعادل 15% فقط من انتاج المنسوجات في العهد الديمقراطي. في عام 1990م استوردنا منسوجات بقيمة 3 مليون دولار وارتفع الرقم عام 2002م إلى 360 مليون مليون دولار أي 120 ضعفا، أما في عام 2010م فقد كان انتاج النسيج في السودان صفرا كبيرا حسب ارقام بنك السودان.
    انخفاض الانتاج الزراعي لم يأت صدفة فقد أطلقت سياسة التحرير الاقتصادي العنان لاستيراد السلع البذخية التي بلغت فاتورة استرادها 650 مليون دولار على مدى 15 سنة في حين أن واردات التراكتورات والمبيدات الزراعية طوال نفس الفترة لم تتجاوز135 مليون دولار للتراكتورات و138 مليون دولار للمبيدات وهي تقل عن واردات أدوات الزينة والعطور التي بلغت 148 مليون دولار والمياه المعدنية والبسكويت التي بلغت بدورها 140 مليون دولار.
    بنهاية الخطة العشرية بلغت فاتورة الواردات 11 مليار دولار منها 8,5 مليار دولار للغذاء. الفجوة التي أحدثها انفصال الجنوب وهي 4,4 مليار دولار كان من الممكن أن يوفر منها 2,365 مليار دولار لو تحققت أهداف الخطة العشرية، وهذا هو سبب الأزمة.
    تغطي عائدات البترول على الأزمة بصفة مؤقتة ، ولكن سوء توزيع هذه العائدات هو السبب في الأزمة، فهناك أسبقيات رديئة تحكمت في التنمية ، سد مروي اتجاه جهوي سد مروي كلف 1,6 مليار دولار . المشاريع المصاحبة لسد مروي وهي مطار وكباري ومستشفى كلفت 1,6 مليار دولار ليبلغ المبلغ الاجمالي 3,2 مليار دولار تم تمويل نصفها من القروض والباقي خصما من الميزانيات. كانت الأسبقية الأفضل هي تعلية خزان الروصيرص الذي بلغت تكلفته 600 مليون دولار . تعلية خزان الروصيرص توفر زراعة 2,6 مليون فدان جديدة وهي مساحة أكبر من كل مشروع الجزيرة وتمكن أيضا من توصيل المياه واسترداد نصف مليون فدان من أراضي مشروع الجزيرة لا تصلها المياه وتعادل ربع مساحة مشروع الجزيرة.سد مروي نموذج للتنمية غير المتوازنة والغبن التنموي. التنمية غير المتوازنة خلقت التهميش والغبن التنموي هو القوة الدافعة للحرب في السودان. الصندوق القومي لدعم الولايات جهوي وسياسي ، كان التحويل من الصندوق القومي لولايات معينة يتم بموجب تعليمات هاتفية وليس بناء على أسبقيات اقتصادية وتنموية معروفة وهذا أفرغ الصندوق من محتواه وجعل منه مجرد أداة جهوية. ما لم يعالج الغبن التنموي وتتحقق التنمية المتوازنة لن تتوقف الحروب.
    حسب المسح الأسري الذي أجرته الحكومة فإن 26% من السكان يعيشون تحت حد الفقر في الخرطوم وترتفع النسبة إلى 31% في ولاية النيل و33% في ولاية الشمالية،أما من يعيشون تحت حد الفقر في ولاية شمال دارفور فقد بلغت نسبتهم 69% . التنمية ليست في اقامة السدود والجسور غير المدروسة ولكنها لا بد أن تنعكس على حياة الانسان. لو أنفق 114,000 جنيه سوداني (بالعملة القديمة)أو 114 جنيه سوداني (بالعملة الجديدة) على كل فرد شهريا ستكون الأسرة فوق حد الفقر. هذه المعلومات حسب الدراسة التي أجريت عام 2009م لكن النسبة ارتفعت الآن فمن يعيشون تحت حد الفقر في الخرطوم أصبحوا 40% من جملة عدد سكان الخرطوم ، و95% من جملة سكان ولاية شمال دارفور، والنسبة آخذة في الزيادة. حتى الأسر المتوسطة ليست أفضل حالا فهي تنفق أكثر من 65% من دخلها على الغذاء وحده ولربما يجيء يوم تضطر فيه الأسر المتوسطة إلى إنفاق كل دخلها على توفير الغذاء ولربما لا يكفي هذا الدخل.
    سياسات التحرير الاقتصادي هي أكبر مصنع لانتاج الفقراء في العالم. ولا أحد يعلم ما هي مرجعيات التحرير الاقتصادي في الاسلام. قبل أيام قال عبدالرحيم حمدي ،عراب التحرير الاقتصادي، أنه إذا لم تتخذ اجراءات سريعة لتحسين الوضع فلن يستطيع الناس صرف مرتباتهم خلال الأشهر القادمة.
    البترول كان يمثل 66% من ايرادات الدولة وأعلى ميزانية كانت عام 2008م وبلغت 22 مليار جنيه (جديد)، لكن الميزانيات دائما ما يلتهمها سوء التوزيع ففي عام 2007 م كانت نسبة 80% من مرتبات الحكومة تروح للأمن والجيش والشرطة، انخفضت هذه النسبة المئوية عام 2008م لتصبح 77 % لكن ارتفع الإنفاق وإن انخفضت نسبته المئوية من الميزانية. ، ثم انخفضت النسبة المئوية مجددا عام 2009م فأصبحت 76% من مرتبات الحكومة تذهب للأمن والشرطة والجيش لكن الانفاق كان أعلى من السنة السابقة. أما ميزانية عام 2012م التي توصف بأنها ميزانية تقشفية فقد زاد نصيب الجيش والأمن والشرطة من جملة رواتب الحكومة رغم أن نسبة الانفاق المئوية من الميزانية قد انخفضت إلى 70% .

    في ميزانية عام 2008م التي وضعها وزير المالية الزبير أحمد الحسن ونفذها خلفه عوض الجاز وبلغت 22 مليار جنيه، زادت الايرادات بنسبة 19% عن المتوقع ولكن هذه الزيادة لم تذهب للتنمية بل بالعكس فقد صرف 65% فقط من الاعتمادات المخصصة للتنمية كان منها 360 مليون جنيه فقط (2%) للزراعة . الانفاق الفعلي في الزراعة (وليس المبلغ المخصص) لم يتجاوز 18 مليون جنيه أي 5% من المبلغ المخصص للزراعة. ونفس الشيء ينطبق على الثروة الحيوانية فقد خصص لها 52 مليون جنيه أي أقل من ربع في المائة من الميزانية ولكن حتى هذا الربع بالمائة على ضآلته أنفق منه 10 مليون جنيه فقط أي 19% (19% من مخصص الربع بالمائة)
    تقليل حجم الحكومة وخفض مرتبات كبار المسئولين لا يوفر إلا 40 مليون جنيه فقط رغم كل ما صاحب ذلك التخفيض من ضجة اعلامية. المشكلة هي ايجاد سياسات بديلة لسياسات التحرير الاقتصادي.
    قبل مجيء نظام الانقاذ كان سعر رعيف الخبز الفاخر وزن 90 جرام 50 قرشا والآن أصبح سعر نفس الرغيف وزن 70 جرام 250 جنيها ،أي أن الرغيف الواحد في زمن الانقاذ يعادل سعر 250 رغيفا قبل الانقاذ. وهو رقم مأساوي.
    بلغت فاتورة الاستيراد في عام 2009م 9,6 مليار دولار وارتفعت الفاتورة إلى 10,1 مليار دولار عام 2010 أي بزيادة 500 مليون دولار في سنة واحدة.
    الأرقام الحقيقية للبترول تعكس جانبا من صورة الكارثة. يحتاج السودان لانتاج 90,000 برميل يوميا للاكتفاء الذاتي ، 80,000 منها تروح لمصفاة الجيلي و10,000 لمصفاة الأبيض. نصيب الحكومة من هذا الانتاج 64,000 برميل يوميا بعد خصم نصيب الشركات المنتجة، ولهذا تستلف الحكومة 26,000 برميل يوميا من الشركة الصينية المنتجة وتسدد القيمة بالعملة الحرة ،بمعنى آخر نحن نستورد الآن بترول سوداني من داخل السودان بالعملة الحرة، وهذه معادلة جديدة لم تعرفها الدول من قبل. في عام 2007م بلغت واردات المواد البترولية ومن بينها الجازولين 711 مليون دولار .
    وقعت الحكومة اتفاقيات سلام عديدة وما تزال الحرب قائمة والحرب كما هو معروف تستهلك الدولارات وترفع نسبة التضخم، حتى أصبح مطلوبا من السوق الأسود اليوم أن يوفر الدولارات أكثر من بنك السودان. في عام 1996م بلغت نسبة التضخم 66% وهي الأعلى التي يشهدها السودان.
    بلغ الانفاق التنموي في الخرطوم 97% من جملة كل انفاق الولايات ، وحتى بعد تخفيض هذا الانفاق على الخرطوم كانت الخرطوم تستأثر بنسبة 65% من الانفاق التنموي. الخرطوم وولايتا نهر النيل والنيل تستأثر بنسبة 95% من جملة الانفاق على التنمية في كل السودان، وهو مؤشر للتنمية غير المتوازنة وغير العادلة. في عام 2008م كان المخصص لمشروع الجزيرة 40 مليون جنيه لكن لم يصرف منها إلا 8 مليون فقط. عبث تخصيص الميزانيات ينعكس في كهرباء الفلل الرئاسية التي كان مخصصا لها 1,3 مليار جنيه خفضت إلى 601 مليون جنيه ، في حين أن تنمية المراعي خصص لها 300 مليون جنيه وخفض المبلغ إلى 100 مليون، المدينة الرياضية خصص لها 300 مليون جنيه بلا تخفيض.
    البدائل فات أوانها حينما كانت الموارد البترولية متوفرة وأسيء استخدامها واختلس جزء كبير منها، مثل واقعة سرقة أكثر من 300 مليون جنيه من صندوق المعاشات دون أثر للسارق ودون خيوط ترشد المحققين. البدائل تتمثل في دعم القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني ، علي سبيل المثال برنامج حصاد المياه يمكن أن يرفع حجم الانتاج الزراعي خمس مرات في القطاع المطري (أي إقامة الحواجز لحفظ مياه الأمطار ليتمكن المزارع من زراعة أرضه أكثر من مرة في السنة الواحدة). نصيب السودان من مياه النيل 18 مليار متر مكعب لكن الأمطار في السودان توفر 1200 مليار متر مكعب بمعني أن ما يوفره النيل من المياه أقل من 1,5% مما توفره الأمطار وبالتالي كان يجب أن يكون للقطاع المطري أولوية قصوى في الخطط التنموية.
    في ظل هذا الوضع المأساوي يصبح الحل الوحيد هو ذهاب هذا النظام ومجيء بديل ديمقراطي يختاره الشعب يوقف الحروب ويشيع السلام ويوقف اهدار الموارد وسرقة المال العام ويوجه المال العام نحو التنمية الحقيقية المتوازنة العادلة وفق أولويات علمية مدروسة وفي ظل معايير أخلاقية تحكم المجتمع والدولة.
    أرجو أن نتناول في مرة قادمة بعض القضايا التي طرحها الأستاذ كبج ، متعه الله بالصحة والعافية.
    (عبدالله علقم)
    [email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..