الأمر ليس أمر فرد

*رغم أنني رديت عليه في الايميل الذي وصلتني منه رسالته التي إنتقد فيها “كلام الناس” الذي كتبته في السادس من ابريل الماضي بمناسبة ذكرى الإنتفاضة الشعبية بعنوان” الإنتفاضة الشهبية .. درس الحاضر والمستقبل” إلا أنني رأيت تناوله معكم لمزيد من التفاكر حول هذا الشان العام.
*ليس الهدف من هذا التناول الدفاع عن مواقفي فهذا أمر أتركه لكم أعزائي القراء، فقط أردت أن أؤكد أنن لم أكن في يوم من الأيام مسبطاً للهمم، حتى في العهد المايوي حسب إتهام صاحب الرسالة التي وقع عليها باسم “غازي البلولة”.. دون أن يعني أن مواقفي لم تتغير.
*لن أقول كما قالت الراحلة المقيمة الفنانة عائشة الفلاتية عليها حمة الله، لكنها الحقيقة .. لست وحدي الذي تغيرت مواقفه، حتى” الجبهة الإسلامية القومية” تغيرت مواقفها ومازلت تتغير، وهذه سنة الحياة ودروسها العملية التي لابد من الإستفادة منها واتخاذ المواقف تجاهها.
*لا أخفي أنني تأثرت في مرحلة تفتح وعيي السياسي بالتجربة الناصرية التي قادها الزعيم المصري جمال عبدالناصر عام 1952م رحمة الله عليه، وكنت من المتحمسين لأطروحاتها التي أثرت بصورة أو بأخرى في كثير من حركات التحرر والإنقلابات العسكرية في أوطاننا وفي المنطفة العربية والافريقية وكل دول العالم الثالث انذاك، ومن بينها ماحدث في السودان في الخامس والعشرين من مايو 1969م.
*عندما عملت في صحيفة “الصحافة” في تلك الفترة كنت من المدافعين عن الشعارات التي رفعت في ذلك الوقت ومشروعات الانفتاح على الريف ومحاربة العطش وغيرها من المشروعات، كما كنت من المقتنعين بفكرة” المستبد العادل” وب “تحالف قوى الشعب العاملة” الذي أصبح في نهاية العهد المايوي تحالف الإنتهازيين والنفعيين، وسقط عملياً قبل ان تسقط مايو.
* حتى الان لاأدعي إنتمائي لحزب محدد رغم أنني من أسرة إتحادية وأصبحت الان أقرب لطرح ونهج حزب الامة القومي، دون أن أدعي أنني أنتمي إليه، لكنني أصبحت مقتنعاً بأن الديمقراطية هي الحل، الديمقراطية التعددية، وبدولة المواطنة بدلاً من دولة الحزب، وبالتداول السلمي للسلطة بدلاً من الإنفراد والعناد ومحاولة إقصاء الاخر بالقموة.
*مرة أخرة عزيزي”غازي” إن الأمر ليس أمر فرد وإنما هو أمر أمة تواجه تحديات واختناقات سياسية وإقتصادية وأمنية تستوجب إعادة النظر، ليس في مواقف الأفراد وإنما في مواقف ونهج أهل الحكم الذين هم أيضاً في حاجة ماسة لاستلهام هذه الدروس التأريخية والعملية للإنتقال بالسودان من دولة الحزب لدولة الوطن الجامع بعيداً عن التسلط والقهر والإكراه ومحاولة إقصاء الاخر بالقوة أو بالمكر السياسي.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..