لماذا لا نجرّب ثورة الفوتو شوب !

صحيح نحن في السودان فينا ما يكفينا من الذي يستوجب قتله بحثاً وتنقيباً بمعول الحروف البناءة لجدران الوطن الجديد المنشود .. والهدامة لحكم الباطل الذي تشقق بالتقادم والفشل !
غيرأن تطور الوضع المصري الأخير القريب من جلبابناً إحتراقاً بناره إن هو مضى في الإتجاه السلبي أو تطهراً بمائه إن هو غشى أطرافه .. يظل كالشأن الداخلي لتقارب الصور ومطابقة نسختها التي مرت بنا وتلك التي رسمها إخوان مصر فأحترقت في معمل فشلهم ، عندما خرجوا بها من زوايا الظلام لتحميضها في فضاءات النور التي ثبت انهم لا يجيدون العمل فيها ولو في الحد الأ دنى !

وهذه أولاً شهادةٌ لله من أهل بيتهم ..ليست كشهادة الهندي عزالدين !

وأوضح الهلباوي أن ما قاله الداعية الإسلامي صفوت حجازي من تصريحات تلفزيونية:
«اللي يرش مرسي بالميه أرشه بالدم»
كلام لا يحتاج إلى تعليق، لأنه بعيد عن منهاج الدعوة الإسلامية. وقال الهلباوي إن حملات التكفير التي كانت متبادلة بين السنة والشيعة في غابر الزمان، تنطلق اليوم وتتفشى بين المصريين. وانتقد الهلباوي ما قاله أحد قيادات الجماعة الإسلامية المصرية في أعقاب ثورة 30 يونيو:
«قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار».
وقال: «لقد كان تعليقي ساعتها:
«إنها الجاهلية بعينها».
وأشار الهلباوي إلى قول قيادي آخر من على منصة «رابعة العدوية» بعد الثورة:
«إما النصر أو الشهادة»،
وبدا الأمر وكأن المجتمع قد قسم بين مؤمنين وأشرار في قلب القاهرة العامرة التي كانت مضرب المثل في وحدة الصف. وأوضح:
«كنت أتمنى رؤية مرشد جماعة الإخوان المسلمين يسير على كورنيش النيل أو في قلب قاهرة المعز، يتحاور مع المارة ويقول لهم:
(هذا هو الإسلام)،
وما يحدث الآن دليل على أن الدعوة تأخرت». واستطرد قائلا: «الإخوان المسلمون لم يفهموا فكر حسن البنا أو غيره، والرئيس مرسي لم يفِ بالوعود التي قدمها للشعب المصري، ولن أعود لجماعة الإخوان بالمرة..!
***

ذلك ليس كلام كاتب السطور وإنما جزءٌ مبتسر من لقاءٍ طويل أجرته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية مع القيادي الذي إنسلخ مؤخراً عن عباءة إخوان مصر الدكتور كمال الهلباوي.. وكان خيطاً رئيساً في نسيجها ، بل كان الناطق الرسمي باسمها !
الرجل قال في الجزء اللاحق من المقابلة ، ما حصل في مصر ليس إنقلاباً وإنما هو تدخل من الجيش بإعتباره مسئولاً عن حماية الوطن درءاً للفتنة والحرب الأهلية التي كانت تطل برأسها واستجاب لرغبة ثلاثين مليوناً خرجوا لإسقاط شرعية مرسي التي صحيح انه نالها عبر الصناديق ولكنه لم يراعي أو يوفي بما أعقبها من عقدٍ وتعهد مع الشعب ..فحق اسقاطه.. وحمّل الرجل الإخوان ومرسي تبعات فشلهم في الحكم بما لم يوفر الإستقرار والطمأنينة التي يدعو لها الإسلام ..ودعاهم الى التعاطي مع الواقع الجديد بقيادات شابة ، تعترف حتى بالحاكم الليبرالي طالما أنه مسلم !
أو ما يصب في ذلك المعنى ضمناً وإن إختلف الصياغ الحرفي لكلامه!

يأتي ذلك الكلام ولازال الإخوان يقيمون في ميدان رابعة العدوية ويحشدون بعض المغرر بهم من البسطاء محتمين بهم من الملاحقة كدروعٍ بشرية متعطلة عن الإنتاج وممارسة الحياة الأسرية ،إغراءاً من الجماعة بالإعاشة الكاملة من أموالهم التي تتدفق عليهم من جهات معروفة وقد ضاق بهم سكان المنطقة المحيطة ذرعاً ، إذ أن حالات تجارتهم وحرية حركتهم و عدم الهواء النقي جراء قضاء الحاجة في الشوارع وتراكم القمامة و اصوات مكبرات الصوت ليلاً ونهاراً باتت لا تطاق بما ينذر بصدام معهم قد لا تحمد عقباه وذلك سلوك ينافي آداب الإسلام الداعية لإماطة عوائق المسالك عن وجهات الناس وإزالة الأذى عن الطريق العام .. بل وهي الفتنة بعينها التي نهى الإسلام عنها ولعن من أيقظها .طالما أن إنقسام الشارع هناك هو ليس جدلاً حول أن يكون الدين أو لا يكون بما لا يستوجب إطلاق كل تلك الشعارات الإرهابية التي ندد بها شاهدٌ من أهلهم ، وإنما هو في المبتدأ والخبر شأنٌ سياسي في بلد هش الديمقراطية تعثرت تجربتهم في الخطوات الأولي عند دربها.. وقليل التجربة في معاركتها فسقطوا أو أزيحوا..نعم .. ولكن الأمر يظل ُ قابلاً للتحاور مجدداً لمن يراعي مصلحة الوطن لا الجماعة ولا التنظيم العالمي.. ولعل الباب لازال مفتوحاً بعد كل التعنت الإخواني لحظة القوة في السلطة رفضاً لمبدأ التفاهم فدفعوا برئيسهم المنتخب الى الهاوية التي كانوا حفروها ليسقط فيها الأمن السلمي الإجتماعي ..بيد أن المولى الكريم لطيفٌ بعباده !
و قادة الأخوان المغبونين على فقدان حكمٍ لم يصونوه كبشرٍ حضاريين في العهد الديمقراطي ..فعادوا بعد زواله ينادون باعادته كمجاهدين بالسيف !
هم لا زالوا ينكرون بل ويستخفون بالملايين التي أسقطت مرسي حينما أدرك الجيش حجم كفة الشعب مقابل الجماعة.. ويرددون أن صور الثلاثين من يونيو كانت محض فبركة..
( بالفوتو شوب )!!!

ياترى هل من فني تصوير مختص بالفوتو شوب شاطر في السودان ..يتسلل من وراء عيون أجهزة أمن الإنقاذ التي تمنع خروج الناس ولو بالمئات ..ليصطاد لنا مجموعات متفلتة هنا وهناك من المتظاهرين إحتجاجاً على إنقطاع المياه في العاصمة الحضارية المشروع ، ويضخّم الصورة حتى تبدو للعالم عبر الفضائيات ضامة لعدة ملايين يعيشون في العاصمة العطشى وعشواياتها.. لتسقط بها موجات الجماهير المُمنتجة حكم الأخوان في السودان ، طالما أن جماعتهم في شمال الوادي قد اشاروا علينا بجدواها في عزل الحكام غير المرغوب فيهم ..!
وطبعاً منع التظاهر السلمي هو هدف نبيل لديمقراطية إخوان السودان على غير الجماعة في مصر الذين يتمتعون بذلك الحق في بلد الإنقلاب قبل وبعد أن توصلوا الى إكتشاف الأعداد التى يمكن أن تخرج قليلة في الميادين ويتم تحويلها الى جموع هائلة بحكم تطور تقنية التصوير الحديثة .. إلا أنه من المؤسف حقاً أن إنشغالهم بهمهم هناك أنساهم تذكير حكومة الخرطوم الشقيقة بنصيحة إستخدام تلك التقنية ، وهو ما فوّت عليها الفرصة لتكبير صور المظاهرة المئوية العدد و التي قادها ثلاثي النواح الكيزاني .. الزبير محمد الحسن..وابراهيم السنوسي ..و الطيب مصطفي.. وقد خرجت مؤيدة لشرعية مرسي المنزوعة الدسم بشهادة حزب النور السلفي المصري ..لاشرعية البشير المؤكدة.. لعلها وهي الهزيلة كانت ستبدو مسيرة مليونيةً مهولة .. بنظام الفوتو شوب ..!
..و.شوب.. ياحبيبي .. شوب !

.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..