مشاركة فنية سودانية في احتفالات استقلال إريتريا

صلاح عمر الشيخ: وللمرة الثالثة نحتفى مع إريتريا الشقيقة فى احتفالاتها التى يحرص السفير ماجد يوسف هذا السفير النشط والعميق المعرفة بالعلاقات المتميزة بين الشعب السودانى والاريترى، على ان يضرب فى وتره الثقافى والفنى الحساس على دعوة عدد كبير ومتنوع من المطربين السودانيين فى المناسبات.
وهكذا كان الدكتور حمد الريح والدكتور عبد القادر سالم والفنان الشاب محمد حسن حاج الخضر والواعدة فهيمة عبد الله والفنان الكردفانى المبدع ناصر محمد احمد ومطربو الشرق درير محمود واحمد سعيد ابو آمنة ومحمد بدرى والفرقة الموسيقية المتميزة.
٭ مسارح «تمشاكتو»:
حينما وصلنا الى العاصمة الجميلة اسمرا كان الوفد الفنى قد سبقنا اليها بصحبة طاقم قناة النيل الازرق: المذيعة الرقيقة نجود حبيب والمصورون وهبة ورحمة والمخرج أيمن.
والاحتفالات الشعبية كانت فى شارع تمشاكتو المشهور الذى يتوسط العاصمة الاريترية، وأغلق الشارع قبل اسبوع من الاحتفالات ونصبت عليه مسارح فى كل جوانبه وخصص منها اكثرها تميزاً على اول الطريق للوفد الفنى السودانى، والجماهير الاريترية سدت شارع تمشاكو الذى لا يقل طوله عن خمسة كيلومترات، وهناك كانت كتل بشرية من بداية الطريق تلتف حول المسارح، وقد حظي المسرح السودانى بجمهور غفير وخليط بين العرسان السودانيين الذين احتفلوا بشهر عسلهم وفرحتهم اكثر من مرة، وسطعوا بكاميراتهم تصويراً رقصوا على أنغام الموسيقى السودانية التى تبعتهم حتى اسمرا، وانتقلت فلاشات كاميراتهم تصويراً مع المطربين السودانيين، ووصلتا حمد الريح وعبد القادر سالم الهبت الجماهير الاريترية والسودانية، وكلما توقف حمد الريح طالب الجمهور بالمزيد وغنى كما لم يغن من قبل.. اما عبد القادر سالم فقد جعل الشارع يرقص بالمردوم «وليمون بارا» ونزل من المسرح وسط الجمهور يشاركهم طرباً فحملوه على الاعناق وطافوا وسط الجماهير الراقصة، أما محمد الحسن الخضر وفهيمة عبد الله فقد غنيا اضافة للاغانى السودانية باللهجة التقرية والبجاوية ولا فرق بينهما، فاطربا الجمهور الإريتري فرقصوا كما لم يرقصوا من قبل.
وجاء ناصر محمد أحمد ليضيف طرباً كردفانياً باغنيته الجميلة «سمحة بت الفكى» والايقاعات الكردفانية، أما درير محمود وأحمد سعيد ابو آمنة فلقد تقمصا روح اريتريا ولهجتها، واكدا عمق العلاقة الثقافية الفنية الواحدة فلا فرق بين اللبس والموسيقى والغناء خاصة سكان المناطق المتاخمة للسودان، وظهر هذا جلياً فى الرقصات التى قدمت فى الاحتفالات باستاد اسمرا.
٭ مهرجان الاستقلال:
وأكثر ما يميز اريتريا وشعبها انه دقيق فى موعده بشكل مذهل، وحدد للبرنامج الساعة الرابعة والنصف عصراً فى يوم 24 مايو 2013م. والاخ محمد الازهرى وصلاح عمر منسق الرحلة كانا حريصين على ان نخرج فى الموعد المحدد لأنه لا مجال للتأخير، وبالفعل ذهبنا قبل الموعد بوقت كافٍ. ولأن الشوراع كانت مغلقة على السيارات فقد ذهبنا مشياً حوالى كيلو حتى وصلنا إلى الاستاد حيث الاحتفال، وكنا فى المنصة الرئيسة حيث الضيوف الأجانب.
السودانيون حضروا بكثافة:
على منصه الرئيس جلس ضيوف السودان مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد احمد ووالى البحر الاحمر الدكتور محمد طاهر ايلا، ووالى كسلا محمد يوسف، وعدد كبير من الوزراء والمسؤولين ورجال الاعمال، وبدأ الاحتفال البسيط الانيق بلوحات على ارض الاستاد نفذها الطلاب والطالبات مصحوبة بالغناء الذي اشترك فيه معظم الفنانين الاريتريين.
وأجمل ما فى هذه اللوحات تلك التى تعبر عن المنخفضات بزيهم الشرقى الذى يذكرنا بشرق السودان بالاضافة للثوب السودانى، ولأن اللغة العربية هى اللغة الرسمية الثانية فى البلاد مع اللغة التقراية فقد كانت الترجمة مستمرة في كلمة الاحتفال وكلمة الرئيس أسياس افورقى الذى يتحدث اللغة العربية بطلاقة وله ذكريات جميلة فى السودان.
٭ مشاركة الفن السوداني في المهرجان:
ــ في البرنامج وجدنا أن هناك فقرة سودانية يقدمها كبار الفنانين السودانيين، وبالفعل حينما جاءت الفقرة تقدم الفنانون حمد الريح وعبد القادر سالم ومحمد حسن وفهيمة عبد الله وناصر محمد أحمد ودرير محمود وأحمد سعيد أبو آمنة، وقدموا اغنيه «الحلم الإريترى» التى صاغ كلماتها الشاعر محمد حسن السيد ولحنها الفنان الشاب محمد حسن الخضر وتقول بعض كلماتها:
نسمة سودانية طافت
شوقى فى الوجدان بيسرى
صافية فرحت لما شافت
روعة الحلم الإريتري
واللحن كان جميلاً والمشاركة مفرحة جعلت الرئيس افورقى ينزل من المنصة بصحبة مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد احمد والولاة إيلا ومحمد يوسف و «هزوا» وانفعلوا مع الاغنية وحيوا المطربين السودانيين، وكانت لفتة جميلة جعلت المطربين الاريتريين بعد ذلك يحيونهم كلما قدموا للغناء فى أرض الأستاد.
والتحية للرئيس شملت ايضاً زيارة للوفد السودانى فى منزل السفير ماجد يوسف وتناول الغداء مع الوفد السودانى من فنانين وسياسيين ورجال أعمال وصحافيين، ثم دعوة اخرى من حزب الجبهة الشعبية بقصر الرئاسة في شكل عشاء سودانى للوفد السوداني.
حفلات أخرى:
وفى سينما روما نظمت السفارة حفلاً ساهراً، وامتلات السينما بكل جوانبها، حيث قدمت مجموعة الفنانين أجمل اغانيهم بمشاركة فنانين إريتريين وتقديم شاعر إريترى وبلغة عربية فصيحة شعراً جميلاً اطرب الحاضرين، بل ان السفير فيليب سفير جنوب السودان صعد للمسرح ورقص على الانغام السودانية، ودعا الوفد الصحفى السودانى لزيارته فى مقر السفارة باسمرا، والتفاعل ايضاً كان مدهشاًً من الحضور كباراً وصغاراً، بل أن الأطفال شاركوا المطربين في الغناء، وفى منزل الجنرال تخلى مانقوس احد اعمدة القوات المسلحة الذى نظم حفلا ً على شرف الوفد السودانى خاصة وفد الشرق غنى فيه المطربون ايضاً وأحيوا حفلاً خاصاً لهم.
وقناة النيل الأزرق كانت حاضرة وأبدعت فى تصوير كل هذه المشاركة الغنائية الجميلة والفن السودانى كان حاضراً ومدهشاً.
السفير السودانى ماجد يوسف أدار هذه المشاركة بعمق وفهم وسعادة بما حققته من مشاركة جماهيرية شعبية تغلغلت فى العمق الاريترى وروحه ووجدانه، وأزاحت كل الحدود السياسية والنفسية لتؤكد اننا شعب واحد.

الصحافة

تعليق واحد

  1. عزيزي كاتب المقال
    شكرا لفرحة الشعب السوداني والفنانين السودانيين لمشاركة الشعب الارتري يوم استقلاله وانعتاقه من اسوأ استعمار عرفته افريقيا
    اقول اسوأ استعمار لأنه افريقي
    الشعب الارتري ناضل ثلاثون عاما دفع فيها ارتالا من الشهداء فاق 100000 مائة الف شهيد آلاف من اليتامي والارامل والمعوقين واللاجئين للاسف موجودين حتى الان في المعسكرات بشرق السودان اكثر من ثلاثون عاما في اسوأ ظروف وكأن ارتريا لم تحرر بعد
    آلاف من المهجرين مشتتين في اروبا وامريكا واستراليا والخليج
    ليس لهم حق العودة الي وطنهم لان مشكلتهم الوحيدة لهم رأي مخالف لرأي الدكتاتور افورقي
    في اللحظة التي كنت ترقص مع الدكتاتور يوجد ما يفوق ال 15000خمسة عشر الف معتقل في معتقلات تحت الارض في ظروف صحية بائسة وفي كونتينرات في عصب وساحل البحر الاحمر حيث درجة الحرارة تفوق الاربعين درجة
    لا يتبجح النظام القمعي بترجمة الخطاب الباهت باللغة العربية لانه اكبر عدو للغة العربية لانه اعتقل او بمعني اصح اختطف خيرة معلمي اللغة العربية في المعاهد الدينية من 1993 ولم يعرف مسيرهم حتي الان
    اذهب معسكر الشجراب في شرق السودان واسمع من اللاجئين الجدد ما يشيب له الولدان حرس الحدود له الحرية المطلق ان يعدم من وجده متسللا خاج الحدود عصاباة البدو في شرق السودان وسيناء تخطف الشاب الارتري من له اهل في الخارج تدفع عنه فدية 15000 خمسة عشر الف دولار او اكثر ومن لم يجد يباع [اسبيرات]
    حرائر ارتريا يغتصبن في معسكرات الخدمة الالزامية وعادي جدا تأتي ومعها طفل سفاح اما في بطنها او في حجرها
    ربما لا يعرف القارئ قانون الخدمة الالزامية في ارتريا
    اولا تجب علي شاب [وشابة]
    ثانيا الخدمة مربوطة بالدراسة بمعني تدرس السنة الاخيرة من المرحلة الثانوىة في معسكر [ساوة] وتجلس امتحان الشهادة ومنها علي التدريب العسكري الذين يحالفهم الحظ ويحرزون الدرجات التي تأهلهم يذهبون الي كليات لاطعم لها ولا رائحة والمتبقيين الي العبودىة والاذلال في معسكرات طول العمر
    عفوا علي الاسهاب والله لو كتبت طول عمري لا استطيع حصر جرائم اسياس واعوانه
    لا تغشنكم فرحت الارتريين في الشوارع كل العيون الضاحكة تذرف الكثير من الدموع في الظلام علي بنت اغتصبت او ابن قتل في حروب عبثية او اب اختفي في ظروف غامضة اواواواواو………
    [احتفالات الدكتاتور لتخدير وتغييب الشعب الارتري عيد الاستقلال …يوم الشهيد… مهرجان ارتريا …..فنقل….نادو از….]

  2. هذا الرابط فيه جزء بسيط من معاناة الشعب الارتري والاثيوبي
    MUST WATCH – GETISH MAMO NEW SONG አላየችም ጉዷን

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..