ميلاد البعث (1)

كان ميلاد البعث ضمن السياق التاريخي لتطور الحركة النضالية القومية في المشرق العربي وخاصة في بلاد الشام، بعد أن تعرضت الحركة العربية القومية لسلسلة من النكسات الخطيرة، بدأت أولاها مع تحطم مشروع الثورة العربية الكبرى حين فشلت بإقامة دولة عربية مستقلة تضم الجزيرة والشام والعراق، وثانيها الاندفاع الاستعماري الفرنسي والبريطاني لاحتلال الشام والعراق، بعد أن تم تمزيق آسيا العربية إلى دويلات صغيرة تطبيقاً لمعاهدة سايكس ? بيكو، ثم أعقب تلك النكسات السعي الأوربي الأمريكي المحموم بمساندة الحركة الصهيونية مادياً ومعنوياً لإقامة كيان يهودي في فلسطين، لتكون بؤرة سرطانية مهمتها تدمير أي مشروع قومي عربي وحدوي في تلك المنطقة، وإستمرار العرب في حال التخلف والفقر والتمزق.
وإختتمت بتحول النضال القومي الواحد إلى حركات وثورات قطرية غير مترابطة مع بعضها البعض في مواجهة المحتل الأوربي. فنما (في تلك المرحلة) النضال القطري على حساب النضال القومي، وكبر حجمه مع ظهور الدعوات القطرية بألوانها السوداء الطائفية والمذهبية والعشائرية، التي تتصادم بالضرورة مع الفكر الوحدوي والنضال القومي التحرري. فبرزت في الثلاثينيات من القرن الماضي أحزاب وحركات قطرية فجة في طروحاتها وممارساتها وعقليتها، حين دعت إلى تكريس القطرية، من خلال شرذمة الأمة العربية إلى أمم، فظهرت دعوى باسم الأمة المصرية والقومية السورية والمغربية والفرعونية والفينيقية وغيرها من المسميات، ورافق هذا الظهور إنسحاب تدريجي للعديد من الأحزاب والحركات القومية العربية التي برزت في بداية القرن العشرين من الحراك الشعبي في الشارع القومي، مما سمح للبرجوازية الوطنية القطرية الناشئة أن تأخذ الدور القيادي للشارع العربي المكبل بالاحتلال الأجنبي.
ومع بداية الحرب العالمية الثانية وأجيج نارها، والصراع الدامي بين القوى الاستعمارية ظهرت الحاجة الجماهيرية إلى التنظيم القومي الواحد، والذي يحمل مشروعاً نهضوياً تحررياً، ليقوم بإخراجها من واقع التجزئة والاحتلال والتخلف الاجتماعي الاقتصادي المريع، الذي رزح على صدرها سنين، ليقود نضالها ويحقق آمالها، بعد أن فشلت البرجوازية القطرية من تحقيق مسألة الاستقلال، وإخراج قوات الاحتلال من البلاد العربية، والتصدي للمشروع الصهيوني في فلسطين، الذي بدأت إشارات تحقيقه ظاهرة للعيان، فكانت ولادة حزب البعث العربي الإشتراكي تلبية لتلك الحاجة الماسة للجماهير العربية من جهة، ولإستمرارية النضال القومي من جهة أخرى.
بدأت مرحلة مخاض ولادة البعث مع تصاعد الصدام بين النخب القومية العسكرية والمدنية والشعبية وبين قوى الاستعمار وعملائه، فتفجر الصدام في بغداد عام 1941 بثورة عسكرية شعبية قادها المربع القومي الذهبي ضد الاستعمار البريطاني والوصي، وشكلت الثورة حكومة قومية وطنية برئاسة رشيد عالي الكيلاني في بغداد، أعلنت الاستقلال والحرية ضد الاستعمار البريطاني، مما كان له الصدى الواسع في الشارع العربي، تمت ترجمته عملياً في دمشق، فأعلنت الجماهير العربية السورية تأييدها ودعمها لتلك الثورة التحررية، وأرسلت لها دعماً مالياً وبشرياً، كما تشكل في دمشق تنظيماً شعبياً سمي بحركة نصرة العراق، فأرسلت تلك الحركة إلى بغداد أعداداً كبيرة من المتطوعين السوريين للدفاع عن الثورة ضد الغزو البريطاني، وحين فشلت الثورة العراقية بفعل الغزو البريطاني العسكري الكبير ومساندة العملاء، لم تهدأ الحركة القومية في القطر العربي السوري بفعل هذا الفشل، ولم تتراجع الحركة القومية من الشارع السوري بل أكدت على ضرورة النهوض القومي العربي، فولدت في دمشق عام 1942 حركة الأحياء العربي لتقود النضال القومي نحو مشروع وحدوي قومي عربي.
إلا أن حركة الأحياء التي جاءت رداً على فشل الثورة العراقية، وولدت من رحم حركة نصرة العراق لم تستطع أن تلبي طموحات الحركة القومية بسبب عدم التجانس التنظيمي والطبقي، فكان من الضرورة أن تولد حركة قومية فاعلة قادرة عقائدياً و تنظيمياً، أن تقود الحركة القومية وجماهير الوطن العربي ؛ لتحقيق جملة من الأهداف أولها تحرير الوطن العربي من الاستعمار والهيمنة، ومن ثم تناضل من أجل وحدته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية، لتستطيع نقله من حالة التخلف والجهل والتبعية إلى حالة الحرية والتقدم، عندها تتمكن الأمة العربية بماضيها الحضاري وتراثها العظيم أن تأخذ مكانها الطليعي في صناعة الحضارة الإنسانية الحالية، عندها ولدت حركة البعث منذ مطلع الأربعينيات من القرن الماضي.
[email][email protected][/email]
البعث مدرسة فكرية ونضالية متميزة ولكنها تعرضت الي انتكاسات معروفة بسبب مشكلات داخلية بلغت مداها بالانقلاب علي نفس المبادي التي دعا لها هذا الحزب الذي بعث فكرة التنوير والتحرر وفكرة الاشتراكية العقلانية والمساواة والارتقاء بالانسان لا استعباده واستخدامه وكان ذلك في غزو الكويت.
النظام العالمي الجائر والغير اخلاقي ضرب حصار غير قانوني وغير اخلاقي ايضا علي دولة العراق الذي كان شعبه يموت موتا بطيئا وفشلت كل محاولات الخروج من الازمة بسبب انعدام الديمقراطية وتوج الامر بالحرب العالمية الظالمة التي شنتها ادارة الرئيس بوش الذي يعاني من اختلالات عقلية ومن ضعف الوعي والثقافة مما جعله يقع ومعه العصابيين في ادارته فريسة سهلة لشرزمة من الكذابين والمضللين فيما كانت تعرف باسم المعارضة العراقية الصنيعة الايرانية التي تاتمر بامر الملالي وايات الشر الايرانيين وكانت المهزلة والماساة وجرائم الحرب الغير مسبوقة في تاريخ البشرية المعاصر دون ذنب جناه العراق وحتي حكومة الرئيس الشهيد صدام حسين الذين لاعلاقة لهم باحداث سبتمبر كما زعم هولاء المجرمون وكانت حرب عالمية في نتائجها واصابت لعنة الدم العراقي كل الدنيا ودمرت اقتصاديات الشعوب وكل مايدور من تداعيات واحداث وفوضي اقليمية ودولية له علاقة مباشرة بتلك المهزلة ولاحديث بالطبع عن البربرية الامريكية الايرانية ومحاكم التفتيش التي نصبوها للقيادة العراقية الباسلة التي واجهت الموت بثبات منقطع النظير, للاسف البعث السوداني لم يرتفع الي مستوي التحدي والاحداث وتشظي بلاسبب وفي توقيت حرج والعالم كله يتغيير من حولنا ولاسبيل امامهم الا البدء في وقف فوري للتراشق الارعن علي صفحات الصحف والاساءة لبعضهم البعض بطريقة غير لائقة والتوحد الفوري والالتحاق بركب الاحداث والتغيير وضرب المثل الاعلي في التجرد والمشاركة في حملات التغيير وتوعية وتثقيف الناس..
لم يقل لنا الكاتب عن مردود هذا الحزب على الأمّة العربيّة منذ تأسيسه وحتّى الآن بمعنى كم دولة تحرّرت من الإستعمار بفضل هذا الحزب وكم من الدول العربيّة قد توحّد بفضل هذا الحزب بل وأين الحزب الآن من الجماهير في كلّ من العراق وسوريا بلدي المنشأ؟
حزب البعث العربي الإشتراكي هو تجربة تاريخيّة مضت بعجرها وبجرها وقد تجاوزته الأحداث التي فشل في التعامل معها ولا أظنّ انّ هناك بلداً يرغب أهله في تكرار تجربة هذا الحزب غير الديموقراطي والمتهوّر الذي أورد العراق دار البوار ونسال الله اللطف بسوريا.
يا رامي صح النوم انت راميك جمل ولا شنو نحنا مالنا و العراق و الشام و ما تعرف سوريا و فينيقيين انت عايش وين نحنا في السودان كل الهيصة دي ما بتهمنا بلا عرب بلا بعث هسع في زمتك دي مصدق انك عربي و الله من عجائب الزمن يكون في حزب اسمه البعث العربي في السودان يا اخي قوم لف لفاك قطر
عزيزي رامي لك الود من على البعد يا حبيب اراك كمن يغرد على الاطلال ماضي الذكريات .. لقد تشظي الحزب كما ذكر الاخ محمد فضل الله وبفعل فاعل حتى أصبح مشكوكا في امره وفي بعثيته التى يدعيها كذبا ضرب مثلا أخرق في ضرب الحزب من الداخل فكانت القاضية ثم ذهب الى اهله يتمطى منتشيا بصنيعه الغزر هذا الرجل لو غادر الحزب وترك التسلط على اعضاءه لعاد الحزب معافى الى سابق عهده مستمدا قوته من تاريخه التليد . ولكن كيف وهذا المرجف الجبان يدلى ساقيه على رقبة هذا الحزب . كان الله في عون البعثين . الرجل الذي لا يستطيع ادارة شؤون بيته لا يستحق الحياة يا بني فكيف له ان يدير حزبا كالبعث . حتى لا اشخصن الامر واختزله في هذا المرتجف . احيك على هذا المقال وهذا السرد التاريخي وتعريف الجماهير بهوية البعث لمن يريد التعرف عليها فهو مقال يستحق ان قف عنده ونتأمل ما جاء فيه من طرح .
محمد فضل علي شبكة الصحافة السودانية ادمنتون كندا]..ياخى صراحة عذبتنا فى الراكوبة وأيضا ترد على كل شخص وكأنك تمتلك ( الراكوبة ) بل أيضا تلقى بتوجيهاتك لأدارة الراكوبة لكى تمحص كلمات الآخرين قبل نشرها فياخى أعرض عن هذا فحتى عندما تكتب بعض المقالات ( المشاترة ) فى الراكوبة فأنت تفتقد المتداخلين معك ولاأحد ( بهببو ) ليك وبالمناسبة أنا أعيش فى كندا وأود أن أعرف الآخرين بأنه ليس هناك ( شبكة ) للصحافة السودنية ولاحتى صحيفة سودانية تصدر فى كندا( from water to water) ! وبعدين علاقتك يبدو أنها ضعيفة بالقضايا الفكرية وبصراحة ياخى مليتنا فقر ..!
ولاتزعل ياخي بمناسبة انك تعيش في كندا ايها الشبح الخطير ندعوك للدخول واهي دعوة للشفاء والاستشفاء من الكذب الواضح والصريح
http://www.sudandailypress.net
شبكة معارضة غير ممولة بل جهد شخصي وذاتي وغير مدفوعة الاجر مثلما يدفعون لك ولغيرك من جواسيس المعلوماتية وهي ايضا لها علاقة باليوم الاول لنشاط المعارضة في قاهرة التسعينات التي تعرفها جيدا انت والشرذمة التي معك بعدين عيب انك تشتغل مع الجهة باسم وضدها باسم