في البرلمان الإفريقي

أفق بعيد

في البرلمان الإفريقي

فيصل محمد صالح
[email protected]

ربما يبدو مملا أن تكرر شيئاً ما لمرات عديدة ومتكررة، هذا مايبدو من خلال عملي مع البرنامج التدريبي للصحفيين الأفارقة في جنوب افريقيا، لكن قد تكون هناك جوانب متجددة تجعله محتملا مرغوبا، وفي حالتي هي تغير وجوه وجنسيات المتدربين كل مرة، في هذا البرنامج الذي ينظم بشراكة ثلاثية بين البرلمان الإفريقي ومنظمة GIZ الألمانية وبرنامج الشراكة الجديدة للتنمية لإفريقيا.
هذه هي المرة الثامنة التي اشارك فيها في هذا البرنامج كواحد من المشرفين عليه مع زميلي السنغالي بارثليمي ديوه، فقد بدأت العمل معه في مايو 2007، وكان يتكرر مرتين في العام مع جلسات البرلمان الإفريقي الدورية في مايو وأكتوبر، ثم تحول قبل عامين ليصبح مرة واحدة في العام في أكتوبر.
يستقدم البرنامج عدداً من الصحفيين الشباب (10-12) في كل مرة، من الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، ليتعرفوا على تجربة البرلمان الإفريقي ومؤسسات الاتحاد الإفريقي الموجودة في جنوب إفريقيا، ويتدربون على التغطية البرلمانية. والأهم من ذلك أن يقوموا بدورهم في تعريف الجمهور الإفريقي بالبرلمان والدور الذي يقوم به. ولمحدودية العدد المشارك يأتي الدور للدولة كل فترة، وقد تدرب في هذا البرنامج منذ بدايته عام 2007 وحتى الآن ثلاثة صحفيين سودانيين.
يتلقى الصحفيون تدريبا نظرياً قصيراً حول التغطية البرلمانية، ثم يقومون بتغطية جلسات البرلمان الإفريقي التي تستغرق أسبوعين، والمؤتمرات المصاحبة له والتي تستغرق عادة أسبوعا إضافيا، وإن كانت قد طالت هذه المرة لتستمر لمدة 26 يوما.
تتلخص مهمتنا كمشرفين في متابعة وتوزيع المهام على الصحفيين لتغطية الجلسات المختلفة واجتماعات اللجان، ثم المراجعة التحريرية للمواد التي يقومون بإعدادها وإعادة صياغتها إذا دعا الحال. ويتم تشجيع الصحفيين على مراسلة صحفهم ومحطات الإذاعة والتليفزيون التي يعملون بها وإمدادها بمواد عن جلسات البرلمان حتى يتم التعريف به بشكل واسع في القارة الإفريقية.
واظن أن الفائدة التي تعود على الصحفيين المشاركين في البرنامج كبيرة جدا، ولعل أهمها بجانب ما ذكرت، تعرفهم على بعضهم البعض، خاصة وهم يأتون من كل مناطق القارة. ولدينا هذه المرة ثمانية صحفيين من مصر وتونس وتشاد ويوغندا وجنوب إفريقيا وسيراليون، وتخلف صحفيان من إثيوبيا وغينيا في اللحظات الأخيرة.
يسكن الصحفيون في فندق واحد ويقضون كل ساعات اليوم معا، يتبادلون الأفكار والتعارف والتجارب، ويتمرنون على لغات وثقافات وعادات بعضهم البعض. وفي كل مرة يقول بعضهم إنها المرة الأولى التي يتعرف فيها على شخص من البلد الفلاني، ويكتشف بعضهم فجأة أن مصر وتونس بلدان إفريقيان، كما قال بعضهم بفخر هذه المرة.
ولعل آخر وأهم الفوائد هو التعرف كل مرة على جانب جديد من جوانب الحياة في جنوب إفريقيا، هذه البلاد الكبيرة والعظيمة والتي تضيف كل يوم شيئا جديدا للتجربة والخبرة الإنسانية.
جوهانسبيرج

الاخبار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..