مكتبة الشاعر النور عثمان أبكر ..حصاد رحلة إبداعية بين الدوحة والخرطوم.. المعرفة كنز الأجيال

الخرطوم ? ()
من بين عشرات المكتبات العامة، في مختلف أنحاء السودان، يبقى منزل الأكاديمي والشاعر السوداني الراحل، النور عثمان أبكر بحسب ? وكالة الأنضول التركية للأنباء ? واحداً من أكثر المكتبات (رمزية). كثيرة هي صفات الرجل، من أكاديمي ومترجم إلى شاعر وأديب، لكن أكثر أعماله إلهاماً، كما يرى زملائه وتلامذته، حرصه ومعاونته غير المحدودة للناشئة من الكتاب والمبدعين، حيث كان منزله في سبعينيات القرن الماضي منتدى، فقدته الحركة الثقافية، عندما غادر للعمل بالدوحة، في الثمانينيات. في واحدة من مقالاته، كتب الشاعر السوداني، عالم عباس، عن دار أبكر بأنها كانت «تتلقى أرتالاً منّا، نحن ناشئة الأدباء، زغب الحواصل، أقلامنا طرية، ومحاولاتنا تنهض وتكبو. كان يرى في البذور براعم مُبشرة، وفي الزند المتساقط ناراً مقدسة على وشك الاشتعال». وما يحزّ في نفس هذا الجيل الذي تربى على يد أبكر، أنه لم يعد من غربته، حيث أمضى في قطر نحو ثلاثين عاما، عمل خلالها في تليفزيونها الرسمي ومجلة الدوحة ومترجماً في الديوان الأميري. توفي الرجل بالدوحة في 2009، عن عمر ناهز 71 عاما، لكن ما يعزي محبيه، التزام أسرته بوصيته جعل قسم من داره بالخرطوم، مكتبة عامة، أُفتتحت رسمياً في مارس الماضي. وتضم المكتبة نحو 7 آلاف كتاب، بلغات مختلفة، هي بالأساس تلك الأسفار التي جمعها الرجل، خلال مسيرته، وتتفاوت من الفكر والسياسة إلى التاريخ والأدب. وتحتوي المكتبة كذلك على قسم في الموسيقى، يجمع أعمال عالمية كلاسيكية وأغاني الجاز، بجانب مقطوعات نادرة لفنانين عرب وسودانيين. وقالت إيزيس، ابنة الراحل، لمراسل الأناضول، أثناء زيارته للمكتبة، إن والدها «نذر أسمه وأراد له أن يكون مقرونا بالقراءة والكتابة، وكانت وصيته قبل الموت أن تحفظ كتبه من الضياع، وتتاح لكل طالب معرفة».
وتحكي إيزيس كيف اجتهدت أسرتها، على مدار ثلاثة أعوام، في جمع كتب والدها، ونقلها من الدوحة إلى الخرطوم، قبل فهرستها، لتكون متاحة للجمهور، دون أي رسوم اشتراك.
وفيما تعمل المكتبة حاليا بمعدل يومين في الأسبوع، مع إقبال (متوسط) من طلاب الدرسات العليا والباحثين، تشير ابنة الراحل إلى رغبتهم في «توسعتها مستقبلا لتعمل يوميا».
وبالنسبة إلى أحمد الطاهر، أحد رواد المكتبة من طلاب الدراسات العليا، فإن «هذه الكتب لا تعبر عن شخصها فحسب، بل تاريخ واهتمامات جيل بأكمله».
ومشيرا إلى صورة لأبكر، مرتديا الجلباب والعمامة التقليديتين، عُلقت على أحد جدران المكتبة، أضاف الطاهر «هو ببساطة، صاحب أكثر المكتبات رمزية في بلادنا».
اليوم التالي

تعليق واحد

  1. كان لى الشرف ان اكون احد طلابه بمدرسة المؤتمر بأمدرمان كم كنا نسعد بدروسه وننتظرها بشوق اللهم ارحم استاذى وقدوتى النور فهو من المعلمين الذين حببوا الى دراسة اللغة الانجليزية وادابها والتحية الصادقة لأسرته الكريمة
    محمد فريد

  2. ومن مع هذا الجيل يعرف النور فقد طمست الانقاذ عن عمد رموز هذا البلد وأخرجت لنا صور مشوه للفن والأدب والسياسة فأصبحت الصحف ذات لغة ركيكه والغناء ليس له طعم والتلفزيون مكياج وأصبح الطمبور مفروض علينا وهكذا بلادي يقودها العقل الرعوي

  3. كم عاد بي هذا المقال من سنين مضت وذكريات وادي سيدنا الحبيبة ، لقد كان الأستاذ الجليل المرحوم النور عثمان من الاساتذة النادر وجودهم حتى في ذاك الزمان ، إنه صاحب العلم وكم استمعنا له وهو يعزف في فناء المدرسة على آلة الساكسفون ناثرا من الفرح ومعطرا لطيفا على الطلاب والأساتذة الأجلاء وجميعهم من الصعب أن تنساهم مهما امتد الزمان ، لكم منا اساتذتنا العظام الود والمحبة الأبدية

  4. كان لى الشرف ان اكون احد طلابه بمدرسة المؤتمر بأمدرمان كم كنا نسعد بدروسه وننتظرها بشوق اللهم ارحم استاذى وقدوتى النور فهو من المعلمين الذين حببوا الى دراسة اللغة الانجليزية وادابها والتحية الصادقة لأسرته الكريمة
    محمد فريد

  5. ومن مع هذا الجيل يعرف النور فقد طمست الانقاذ عن عمد رموز هذا البلد وأخرجت لنا صور مشوه للفن والأدب والسياسة فأصبحت الصحف ذات لغة ركيكه والغناء ليس له طعم والتلفزيون مكياج وأصبح الطمبور مفروض علينا وهكذا بلادي يقودها العقل الرعوي

  6. كم عاد بي هذا المقال من سنين مضت وذكريات وادي سيدنا الحبيبة ، لقد كان الأستاذ الجليل المرحوم النور عثمان من الاساتذة النادر وجودهم حتى في ذاك الزمان ، إنه صاحب العلم وكم استمعنا له وهو يعزف في فناء المدرسة على آلة الساكسفون ناثرا من الفرح ومعطرا لطيفا على الطلاب والأساتذة الأجلاء وجميعهم من الصعب أن تنساهم مهما امتد الزمان ، لكم منا اساتذتنا العظام الود والمحبة الأبدية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..