ما أشبه الليلة بالبارحة..!!

تراسيم

ما أشبه الليلة بالبارحة..!!

عبد الباقى الظافر

غادر المشير نميري العاصمة الخرطوم في أواخر مارس من العام 1985.. الخرطوم كانت تغلي.. مظاهرة هنا وأخرى هنالك..المشير لم يكن يرى شيئاً.. طول البقاء في الحكم جعل على عينيه غشاوة.. في مؤتمر صحفي تحدى معارضيه عبر جملته الشهيرة «ما في زول يقدر يشيلني».. حينما عم الحريق تعجّل المشير العودة للوطن لإنقاذ حكمه.. في مطار القاهرة رأى رجال المراسم يسارعون بطي البساط الأحمر..الرئيس يصدر أوامره لطياره الخاص أن يمضي إلى السودان..«لا استطيع» كانت الرد على تعليمات المشير.

مايو سبقت يونيو بعشرين عاماً.. ولكن تجربة وأد الديمقراطية تتقاطع في كثير من المسارات.. مايو جاءت مسنودة بزخم اليسار الغاضب على الديمقراطية التي طردته من البرلمان.. نميري في البداية كان يفكر بعقل التنظيم السياسي وانتهى في أواخر أيامه بأن وضع التنظيم السياسي في جيبه الأيمن.. الإنقاذ صنعها الإسلاميون المتعجلون إلى إصابة السلطة..كما تخلص النميري من رفاقه في المجلس العسكرى واحداً تلو الآخر..لم يبقَ بجانب المشير البشير من إخوانه في مجلس الثورة إلا رجلان.. نميري صنع مفاصلة مع الشيوعيين انتهت إلى المقاصل عقب انقلاب هاشم العطا في يوليو من العام 1971.. مفاصلة الإسلاميين انتهت إلى سجون وحركات تمرد ترتدي لباساً جهوياً.

نجحت مايو في البداية في تحقيق نهضة اقتصادية ..مصنع للسكر هنا وطريق معبد هنالك..ثم داهمها الفساد الكبير..رجال حول نميري باتوا يتاجرون في كل شيء..البترول يباع في عرض البحر والناس تحتشد في محطات الوقود ..رجال أعمال عرب استثمروا في كل شيء حتى ترحيل الفلاشا لإسرائيل.. فيما أفلحت يونيو في استخراج الذهب الأسود والأصفر.. تمكنت الإنقاذ من توسيع شبكة الكهرباء ومدت الطرق.. ولكنها أصيبت بذات الداء.. انتشار الفساد جعل الدولة تنشيء آلية لمحاربته تتخذ من القصر الرئاسي مقراً لها.. التجاوزات المالية وصلت أموال الشعائر الدينية في هيئة الحج وما يتصدق به الأكرمون في الأوقاف.

في ملف الحرب والسلام تشابهت الخطى.. جاءت مايو وفي خاطرها حرب جنوب السودان.. بعد أعوام قصيرة ظفرت الثورة بسلام حقيقي توجته اتفاقية أديس أببا.. الهدنة الطويلة انقلبت إلى حرب شرسة بعد أن قسمت مايو الجنوب إلى ثلاثة أقاليم.. ذات المنقلب كان نصيب الإنقاذ.. حرب ممتدة انتهت إلى سلام قصير العمر وانفصال وقعه قاسٍ على ذوي القلوب الرحيمة.

انتهت مايو منذ أن تم إلحاق التنظيم السياسي برئاسة الجمهورية.. رصاصة الرحمة انطلقت من العملة السودانية التي تحمل صورة الرئيس.. جنيهنا بات يتراجع كل يوم وترتفع الأسعار كل ساعة.. في السنوات الأخيرة كان الرئيس القائد يحكم بقبضة أمنية.. يجمع بين يديه كل السلطات.. على مزاجه يطيح بالوزراء في نشرة الثالثة ظهراً.

تتشابه الأعراض والمرض واحد.. التغيير العسكري لا ينتج ديمقراطية والانقلابات لا تثمر تنمية.. ولكن أمام الإنقاذ فرصة أن تختار نهايات مختلفة عبر تبني الإصلاح الذاتي والتغيير الشامل.

آخر لحظة

تعليق واحد

  1. أمام الإنقاذ فرصة أن تختار نهايات مختلفة عبر تبني الإصلاح الذاتي والتغيير الشامل.

    **** ارفض اختيارك
    * لا مغادرة بدون حساب
    ** لا تغيير بدون حساب
    *** لا لا لا لا لا ثم لااااااااااااااااااااااااااااااااا
    عمرها عمر انسان فات مرحلة الحلم ويفترض يكون ليه ابناء او احفاد افتح عيونك الدقاق ديل وشاهد ابناء جارك او كل مديريات السودان (غير معترف بمسمي الولايات) او مدرسة الشارع من هم سائقي رقشات امجاد هايس بتاعين كارو درداقات شحادين مساطيل مغتصبين قتلة كمان مقمليين مثيلي الجنس اخرتة بتاع شرق النيل هذا هي النتيجة و حصيلة الانقاذ داء العطاله والقبلية والجهويه الا شبابهم

    *******حليل الباع عنقريبوا وقام بليلو

  2. برافو عليك اخى عبدالباقى الظافر…أتمنى على أهل الأنقاذ ان يفعلوا ماختمت به مقالتك..من أختيار طريق الأصلاح الذاتى فهو الأنفع لبلادن..ا

  3. غريييييبه

    المقال ده ما حظرهو ليه ؟؟؟؟

    عمودك يا الظافر الليله مولع ناااار عديل ..

    ليتهم يستوعبون ماقلته .. ليتهم .

  4. عايز نقول شنو يا استاذ بدون تبنى اصلاح ذاتى وايه قلت ؟ تغييييير شااااااااااااااامل !!

    زودتها شوية مش كدة

  5. من الغريب ان الانقاذ لم تستوعب دروس الديكتاتوريات السابقة في السودان واخذت الشعب بالشدة ولم تحترمة وزيفت ارادته واختارت نظاما سياسيا يضمن لها السيادة المطلقة فأضعفت الأحزاب ولم تستوعب ان الحكومات القوية تلزمها معارضة قوية رشيدة. كما أن سياسات التمكين الوظيفي والاقتصادي والعسكري والأمني ادت لسيطرة محدودي التجربة والمطبلين ولفساد كبير وبالطبع لا امل في اصلاح في ظل فساد عم وانتشر فمن يحاسب من وكلهم متورطون. ومن كان شريفا فليقل ما يملك واهله ومعارفة قبل الانقاذ والأن.
    الفقر يعم وتزداد جيوشه كل يوم بالسياسات الاقتصادية الخاطئة والفشل الاقتصادي لا يخفي وقد فشل البرنامج الثلاثي الخيالي
    السيد الرئيس حل المجالس التشريعية والمجلس الوطني ومجالس الوزراء ولنعلن دولةتقشف ولتسود الكفاءة ولنحاسب المفسدين ونفرق بين السلطات ونضمن حرية الاعلام ونفرق بين الحزب والدولة لنني دولة حضارية قوامها العلم وكرامة الانسان

  6. قراءات اكثر من واقعيع ….. وتشابه في الاحداث وكانها تستنسخ….. . لم يشفع لللاسلاميين اسلامهم في حل النزاعات والخلافات والمشاكل … لسوء النوايا وعدم الاخلاص …. شكر ا الظافر النهايه بقت

  7. انت بتحلم يا اخي عبد الباقي ديل ماشين في مخطط تدمير البلد وصدقني لا يلتفتوا لي اي نصيحه وما تحرقوا دمكم ساكت

  8. أبدعت يا ود الظافر في وصف الصورة والأصل ، فقط الفرق في عدد السنوات التي زادت فيها الصورة عن الأصل .
    وهي سنوات ما مفروض تزيد لولا الخلل في حيوية المعارضة العريضة بكل أشكالها وحجمها .
    تعرف يا ود الظافر هؤلاء القوم سيستمرون كمان وكمان لأنهم صنعوا ترياق البقاء من هوان الذين يعارضونهم أفراداً وأحزاب وجماعات . تخيل أبدعوا في (فرق تسد) واللعب والإستفادة من المتناقضات والفوارق في المجتمع .
    ولنا في هجليج العبرة . وسيستخدمون في الجايات أخوات هجليلج .

  9. عجيب يالظافر… مقال تشكر عليه
    فقط ارجو الاجابة علي: ايهما اكثر فسادا مايو ؟؟ ام يونيو ؟؟؟(لأن المقارنات يجب ان تحدد ايهما اكثر ايجابية وبنسب مئوية ولو تقديرية ) لكن ان تطلق المقارنات وكأنما مايو ويونيو متطابقان ومتشابهان ومتساويان في الأخطاء …فهذا ما لا اتفق معك فيه ابدا .
    وهل من معتبر ؟؟ الأ ينظر اصحاب يونيو في مشاهد الربيع العربي ؟؟؟ القريييييييب ناهيك عن النهايات المختلفة التي كانت في مايو !!!!!!!!! ؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..