أميره التركي تجمع حميد بأصدقائه القدامي والشمس والقمر نهاراً بقاعة الشارقه

عبد العزيز الننقة

ساح الحبر .. طاح القلم .. طار الورق .. سكت الكلام مات انشرق .. في لجج إندهاش ذاك النهار ، توسط القاعة العتيقة ديوان (ياكا حميد) من كل المنافذ والشُّرف ، وبالقرب من ركنها الجنوبي الشرقي توسط بعض الاصحاب عروس ذاك النهار الكاتبه أميره التركي .
لا هدوء المحيط القريب الذي كان بسبب غياب طلاب الجامعة العريقه (الجميله ومستحيله) لجهة ان اليوم يوم سبت ، أصبغ علي نهاريتنا تلك بعض هدوء ، ولا ابداع عثمان بشري المشفر كلماته النابعة من القلب في حق الكاتبة والديوان وصديقه الراحل حميد زادت الاجواء بعض الغازٍ وغموض ، ولا حتي ألبست محدودية الدعوات التي تكبدت الكاتبة إيصالها تسليماً باليد بعض قلةٍ للحضور الذين امتلأت بهم قاعة الشارقة ذاك النهار .
حرارة اللقاء بإحتشاد عددٍ من النجوم تحت سقف القاعة مضافاً اليها إندهاشة البعض بتطريزات الفنان محمد جباره الذي كان وقبل ساعةً من وصلته يتناول بعضهم خبر نيته إعتزال الغناء ، كل هذا شكل لوحةً عمد مقدم البرنامج استاذ المدني ان يوزع الفرص ما بين القديم والمستحدث والقادمين الجدد الذين فاتهم قطار انطلاقة البرنامج الذي انطلق وكعادة السودانيين متأخراً بعض الشئ حسب توقيت الإحتشادية المحلي لولاية ذات اللوائين (اميرةٌ بإسمها ، واميرةٌ بأول مطبوع رثاءً ل “نبي الصي” وشاعر الغُبش التعابا و(مصابيح السماء التامنه وطشيش) و (نورا) و (الضو وجهجهة التساب) و (عم عبد الرحيم) و (السره بت عوض الكريم) و الأخريات و (باسم السلام نبدأ) .
باسم السلام نبدأ تزينت بها اطراف كراسي الجلوس الفاخرة والفنان ابوبكر سيداحمد يعبّق بها الاجواء أداءً تزحزحت به المقاعد من تحتنا مفتتحاً بها وصلته التي جاءت بعد بعض القراءات والشهادات التي افتتحها الصحفي والناقد الزبير سعيد والشاعر والروائي عثمان البشري وآخرين تخللوا الفقرات شهادةً لوجه التاريخ والحقيقة في حق الديوان والكاتبة ومشروع حميد الثقافي والمطبوع من أجل المطبوع الذي دائماً ما كان يحتفي به الناس بعد ان يتم توزيعه فوق ارفف المكتبات للعرض ذاك كان قديماً دائم الحدوث واليوم نصفّق محتفين بالاميرة التي جاءت بنا لنحتفي به قبل ان يرفعه الاحباب والاصحاب وخبره لأعلي علّيين حيث يجلس المُرثي وراحلنا الشهيد ، وقبل ان يجف مداد من يوقع عقده او يعدّل من وقفته ليضعه معروضاً فوق الرفوف والمناضد .. وعثمان البشري في لغته عالية تيرموميتر المثاقفة يدور بالبعض حتي يضحك فهم بعض القريبين منا في “هل يمدح ام يسكب دمعاً علي علاقته بصديقه الذي اختطفه الموت قبل ان يقول كل ما عنده” ويظل الباب مشرعاً لفهم هذا الظاهرة السودانية والحالة المُسمي حميد و (حواء السودان ولاده .. ولّااااده “هكذا قالها” ونظل نحلم ان في باكر ستلد من يشابهه) في الخصال والتفرد والعطاء .
ده صعيب علينا .. صعيب علينا آلظافر .. الفاتح مداين العزه لينا .. نطاطي راسنا .. نخالي في الدمعه الثخينه .. وإدينا باردات بالفواتح نرفعا .. ياسيدي شوف بي عين حديد .. يا الشوفك الهِنا في الصعيد .. بي عين بصيره مصادفا .. لو قدّرت فقدك أكيد .. كان شالتك فوق الكفوف .. كان شالتك غره ووفا .. في كل سفره
نقيف صفوف .. سيرة ومشيّاً بالحفا ، وسيره ومشيّاً بالحفا تفجعنا العبارات والتعابير وكأنه الفقد كان اللحظة و .. كتا مشهد وافي ضافي .. للمشاهدين البطوله .. وماها بي كتر اللجاجه .. المواقف هي الرجوله .. وماهو هرشاً بالقوافي .. كُت تسوي البي تقولا .. وما بتهيم بي كل وادي .. كلها الوديان تشيلا ، ويشيلنا الفرح حزناً دامعاً ان صارت دنيانا من غيرك والمتحدثين يؤكد الواحد فيهم بعد الاخر انك كنت مشهد بطولةٍ وافي ضافي والكاتبة تؤكد ذات نفسها انه ما كان هرشاً بالقوافي فقط لا ولا كنت نمراً من ورق وسحابة نهارنا ذاك نوزعها متلهفين ومنقبين عن كلماتك التي انسالت عبيراً فوّحاً من افواه المغنيين والمتحدثين .
النهارية تمضي بنا في عوالم أخري وسجل الحاضرين يزداد عدداً والقاً والشاعر ازهري محمد علي شكل الحضور الأبرز في ظل غياب “او تغييب” كل الفاعلين في المشهد الحزائني منذ رحيل حميد عبر الاجسام التي نشأت تحمل اسمه (الخيرية ، واللجنة العليا ، وحلم حميد) وآخرين فيما تجلّت النهارية وفوقها سحباً وبعض غيماتٍ هن في الاصل نجوماً ومواطنين لا شئ يجمع بينهم غير حميد متجلببين ب (ياكا حميد) المطبوع الذي استطال وقتذاك ليشكل العمائم والطواقي وثياب الحرائر ولبسات الشُفّع ممن شكلو رمانةً إزدهت بها تشكيلات الحضور وذادتهم ألقاً .
والصغير الذي بهتافه (سيف .. ياسيف) انفجر كل الحاضرين ضحكاً وتعليق وذلك عندما اعتلي الفنان سيف عثمان خشبة المسرح ليؤدي وصلته الغنائية التي أعقبت مفجرة طاقات الفرح في نفوس الحاضرين والاجواء وهي الطلة المفاجئه (للكثيرين) لصاحب الصوت المُعتق الفنان محمد جباره الذي تجاوبت معه الايدي تصفيقاً يكاد يصل مرحلة الانفجار وهو يهدي القلوب رائعة حميد (نورا) ويعقبها ب (عفارم عفارم) ليتهامس الكذب والتكذيب من بين العيون لشائعة اعتزاله فن مراودة المسارح .
رابطة ابناء نوري شكلت الحضور الابرز وعبر رئيسها تفتتح شراء الديوان بنسخةٍ إكراميةٍ بمبلغ اثنان مليون ، وقبل الاستراحة التي فصلت البرنامج لنصفين ليتم اكرام الضيوف بتناول المرطبات وصلاة الظهر لمن أراد تسلّل الخبر اليقين بوجود (ياكا حميد) الديوان في شكل سي دي مضافاً اليه ال 67 صفحةٍ من القطع الصغيرة هي مجموع صفحات الديوان الذي رثت فيه ابنة منطقة نوري في تفصيلٍ يحمل كل البر والوفاء للراحل الذي شكل وجدان الشعب السوداني باروع القصائد وانبل المنتوج الفكري الذي لم ينقطع عنه الالق حتي رحيله بل انه سيبقي فينا ينبض روعةً :
نحفظك حميد .. خلال كل النصوص .. البي تنُنصّك .. بث مباشر فينا بثك .. لا بيُمنتج .. لا بيُمكسج .. لافي مخرج حايمسّك .. وما بيتوه همساً همستو .. أصلو حسك ما بيدسك ، وحسّه اكدت لنا مثل هذه التجمعات انه سيبقي فينا عالماً للتفرد والدهشة مدفوناً يشيل من فوقه التراب الباحثين والنقاد ليكتشفوا كل يومٍ وباجتهادهم ودأبهم في التنقيب عوالم اخري اكثر ادهاش .

تعليق واحد

  1. شكرا لهذا العرض الشيق استاذ عبدالعزيز ولك التحية وللشاعرة الفذة اميرة الشكر والعرفان على هذه اللفتة البارعة والجهد الكبير ومن حق حميد علينا ان نحيي ذكراه بنفس اللغة التي احيا بها آمال الوطن وحمل بين جوانحه هموم اهله الى ان لاقى ربه راضيا مرضيا ان شاء الله.

    وها هي كلماتنا تتقاصر عن ان تطول هامة ذلك الشموخ العتيد الا رحمه الله بقدر ما كان به من نقاء وصفاء

    عز النهار انسد بي كبد الظلام
    لاجت فطين
    ست البكي المو عارفة وين
    تسأل نعزي مع منو؟
    ونقول شنو؟
    حامدنوا رب العالمين
    حميد بنبكي مع منو ؟
    وين نورة وين؟
    يا نورة آآه يا نورة آآه
    آآه يا وطن
    بالله مين قدرك حزين
    كل الوطن
    ياهو الوطن
    العاشو جواه الخزين
    اسوعت اندهدهت وين؟
    راجنك آآ عشم الغلابة المتعبين
    راجنك آآ دخري الضهابة المتربين
    اسوعت اندهدهت وين ؟
    عترلك الحجر آآآآآالبخيت؟
    شوف عيني شفتك من زمان
    في ها المكان
    شوف العيان
    متوشح انوار اليقين
    عترلك الحجرآآآآآالبخيت
    تتسامى بي فوق السحاب
    ولوو… رهاب
    رافع معاك ظلم السنين
    الكان مبوق في الارض من قبل حين
    شايل معاك وسخ الارض نضفتها
    وكمترت تشق كل زيف غربلتها
    واشوفك اتوكل… لي وين؟
    عتر لك الحجرآآآآآآالبخيت
    عيان بيان
    شامخ شموخ
    متجلي في داك المكان
    واقف مع محمودنا راضي ومبتسم
    يتحدى جور الظالمين
    فوق المشانق بي ثبات الآمنين
    روحك بتفدي وطن نفيس
    في البرزخ انت هناك عريس
    لا صفقة مافيش لا رقيص
    لا حني لا طنبور وكشف القرمصيص
    مافيش تعب
    مافيش نصب
    يبراك ملاك
    وسراك براك
    ليك ما تريد
    كل ما تشاء وهل من مزيد
    وحسن الجلالة عليك يميس
    ميست….ميس !
    ضلن رهين

  2. مشكلتكم بتلتقو الكلام لتيق ……والله ما فهمت اي حاجه ..كاتب لك مترين بس للاسف ما لقيت ولا جمله مفيده ….. كان من الافضل تورد وباختصار اسم الديوان وتعريف بالشاعره ومقاطع من القصايد ….دا ما زمن الواحد يقرأ فيهو روايه …..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..