دارفور.. من المسؤول عن استمرار العنف؟

الخرطوم: نبيل صالح
من المستفيد من عودة العنف لإقليم دارفور وما وراء الأحداث الأخيرة في مناطق متفرقة من الإقليم آخرها أحداث فوربرنقا، في غرب دارفور التي راح ضحيتها العشرات في غضون يومين. أسئلة كثيفة تتردد في الشارع السوداني، ويبدي المراقبون دهشتهم من غياب السلطة الانتقالية لإقليم دارفور وضعفها إزاء ما تحدث من فوضى، ويتحسر عدد من الدارفوريين من إهدار الوقت فيما يسمى بسلام جوبا والذي لم يكن أكثر من باب لعودة العنف إلى الإقليم.
حصيلة ضحايا
ارتفعت حصيلة ضحايا القتال القبلي الذي تشهده محلية فوربرنقا 185كيلومتر جنوب مدينة الجنينة ولاية غرب دارفور إلى 25 قتيلاً، بينما تشهد المدينة هدوءًا نسبياً قبل زيارة مرتقبة لوالي الولاية أمس الأربعاء. وقال المدير التنفيذي لمحلية فوربرنقا بالإنابة محمد حسين تيمان في تصريحات حسب دارفور24، إن السلطات الحكومية والأجهزة الأمنية بدأت صباح أمس الأربعاء في جمع الجثث التي تم حصرها 26 قتيلاً من الطرفين، فيما تشهد المدينة هدوءًا نسبياً وأن الأجهزة الأمنية تنتشر بصورة كبيرة في الشوارع وأطراف المدينة.
صراعات قبلية
وتجدَّدت الثلاثاء الصراعات القبلية التي تشهدها محلية فوربرنقا 185كلم جنوب مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وقال المدير التنفيذي لمحلية فوربرنقا محمد حسين تيمان في تصريح مقتضب لدارفور24، إن هنالك إطلاق نار مكثف صوب حي التضامن شرقي المدينة بجانب اشتعال النيران، وأضاف القوات الأمنية اتجهت إلى منطقة إطلاق النار ووضعنا لا يسمح بالتصريحات أكثر، واندلعت مواجهات مسلحة – الإثنين- بمنطقة فوبرنقا على خلفية مقتل شخصين في حادثين منفصلين يومي السبت والأحد، وقال مراسل دارفور24 إن القوات الأمنية أرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى منطقة فوربرنقا، بينما خلت شوارع المدينة من المارة وشوهد عددٌ من أصحاب المحال التجارية يحملون أسلحة لحماية محالهم من عصابات النهب، ونقل شهود عيان أن هنالك تجمعات قبلية كبيرة في أطراف المدينة فيما نزح مواطنو الأحياء الشرقية إلى وسط المدينة وغربها بموجبها فرضت حكومة ولاية غرب دارفور السودانية، يوم الاثنين الماضي، حالة الطوارئ في جميع أنحاء الولاية لمدة شهر قابلة للتجديد، بالإضافة إلى حظر التجول لمدة أسبوعين، بعد مقتل خمسة أشخاص في اشتباكات بين ميليشيات مسلحة.
إعلان الطوارئ
جاء في القرار الذي نشرته صفحة حكومة ولاية غرب دارفور في صفحتها على فيسبوك “بعد التداول في لجنة أمن الولاية في شأن الأحداث التي شهدتها مدينة فوربرنقا وبعض المناطق الأخرى بالولاية، وتعزيزاً للسكينة والطمأنينة والسلامة العامة للمواطنين، أصدر الجنرال خميس عبد الله أبكر والي ولاية غرب دارفور قرار إعلان حالة الطوارئ العامة في جميع أنحاء الولاية لمدة شهر قابلة للتجديد.” كما نص القرار على حظر تجول وتحرك المواطنين في جميع أنحاء ولاية غرب دارفور اعتباراً من الإثنين ولمدة أسبوعين من الساعة السابعة مساءً إلى السابعة من صباح اليوم التالي.
أحداثا دامية
يشار إلى أن الولاية شهدت في وقت سابق من يوم الاثنين أحداثا دامية أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين في اشتباكات بين مواطنين وميليشيا مسلحة في محلية سربا، التي تبعد حوالي 23 كيلومتراً شمال مدينة الجنينة عاصمة الولاية.
نزوح مئات السكان
كما وقعت مواجهات مسلحة بمنطقة فوربرنقا بعد مقتل شخصين يومي الأحد والإثنين، مما أدى إلى إضرام النار في أجزاء كبيرة من الأحياء الشرقية للمنطقة ونزوح مئات السكان، وأرجع مسؤول الإعلام بحكومة غرب دارفور محيي الدين زكريا إعلان حالة الطوارئ إلى الحادثتين اللتين شهدتهما الولاية. ويقول الناشط الدارفوري حسب الله أبكر الدومة إن دارفور لن تهدأ طالما لم يلغ ما يسمى باتفاق سلام جوبا الذي فتح الباب واسعاً لمزيد من العنف، وتابع في حديثه لـ(الحراك) يمكننا عقد مقارنة للوضع الأمني قبل وبعد الاتفاق الذي كان مجرد صفقة لتقسيم السلطة والثروة بين قادة ما يسمونه عبثاً النضال المسلح على حد تعبيره، وأردف “أين قادة النضال مما يجري في دارفور من قتل وإزهاق أرواح، لماذا لا يصدر أحدهم بياناً”.
الحراك السايسي