مقالات سياسية

ثلاثة جبهات مصرية في الحرب ضد الجماعات التكفيرية

شهدت الاوضاع في الجارة الشقيقة مصر واجزاء اخري في الجوار العربي الافريقي اجواء حرب حقيقية في اعقاب التطورات الاخيرة والمذبحة التي ارتكبتها الجماعات التكفيرية في ليبيا ضد 21 شخص من المصريين من ابناء الطائفة المسيحية.
وكان العالم كله قد شاهد بنوع من الوجوم والصدمة المشاهد واللقطات الحية الممعنة في السادية التي بثتها ماتعرف باسم منظمة داعش التكفيرية ومشاهد الذبح والتنكيل وقطع الاعناق بحق الابرياء المصريين من ابناء الجماعة القبطية.
اختارت الجماعة التكفيرية احد الشواطئ الليبية مسرحا لتنفيذ عملية الذبح ويحتار العقل لماذا اختاروا ذلك المكان والاجواء الطبيعية الخلابة والناس اعتادوا الشواطي مكانا للترويح عن النفس والتنزه ومكانا يلتقي فيه العشاق بعض الاحيان وملهمة للشعراء والكتاب والادباء وامكنة للصيد وانشطة انسانية اخري.
تلقت مصر الرسمية والشعبية الخبر بعد بثه بواسطة الجماعة التكفيرية بغضب شعبي ورسمي واضح في الشارع وعبر ردود الفعل التي عبرت عنها اتجاهات الرأي العام المصرية عن طريق الميديا الاجتماعية ومواقع الانترنت وفي الدوائر الرسمية من خلال تحرك فوري واعلان عن اجتماع لقيادة الجيش ومجلس الدفاع الوطني حيث تحولت الحكومة المصرية الي خلية ازمة وظهر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في اجهزة الاعلام يكسو وجهه غضب وحزن واضح عبر عنه من خلال تعزية الامة المصرية في مصابهم الاليم والضحايا الابرياء المغدورين.
لم تمضي ساعات قليلة علي اجتماع مجلس الدفاع الوطني حتي شنت الطائرات المصرية غارات جوية دمرت بعض المعسكرات والمباني الادرية التابعة للجماعات التكفيرية التي اصبحت تسيطر علي اجزاء واسعة من خريطة الدولة الليبية الممزقة.
عبر الملايين من المصريين عن فرحتهم بالضربات الجوية التي نفذتها قواتهم الجوية وقالوا انها اخرجتهم نسبيا من اجواء الحزن والصدمة علي مواطنيهم المذبوحين بغير ذنب بواسطة جماعة داعش التكفيرية واظهرت ردود الفعل الاولية درجة التماسك والوحدة العفوية التي سادت اجماع الامة المصرية.
الذين خططوا لتلك العملية في كواليس تلك المنظمات والجهات الداعمة والممولة لها لم يحصدوا غير النتائج اعلاه وتناسوا طبيعة النفسية المصرية التي توحدها الازمات والكوارث القومية.
ومعروف عن الجماعات التكفيرية المعروفة في كل منظماتها انها اعتادت علي استخدام خطاب بائس لتبرير اسرافها في القتل والعشوائية في اختيار الضحايا من اتباع الاديان والطوائف غير الاسلامية بحجة الدفاع عن القضية الفلسطينية والمقدسات والقضية العراقية ولكن الضحايا واخرهم الذين ذبحوا في ليبيا مواطنين بسطاء لاعلاقة ولاتاثير لهم علي مجريات الامور في القضايا التي تثيرها هذه الجماعات علي اي مستوي وليسوا طرفا في اي صراع من اي نوع في اي مكان وانما مجرد اناس عبروا حدود بلادهم الي الجوار الليبي بحثا عن تحسين اوضاعهم المعيشية وسعيا وراء لقمة عيشهم وعملية قتلهم والتنكيل بهم يخالف الاعراف والقيم الاخلاقية ناهيك عن الدين ولاحديث بالطبع عن القانون ويتساوي حالهم مع من قال فيهم القران الكريم ” اذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت” عندما كان يتم دفن المواليد من الاناث احياء خوفا من العار بناء علي مفهوم العيب الجاهلي في تلك المجتمعات البدائية والفترة المظلمة من تاريخ العرب والانسانية والتي تعيدها تلك الجماعات اليوم سيرتها الاولي.
وخطورة الامر تكمن في ان الطريقة التي تتصرف بها هذه الجماعات المتشددة التي تعيش خارج العصر تحولت الي حصار نفسي ومعنوي لملايين المسلمين الذين يتحركون في انشطتهم ومعاملاتهم المختلفة بطول وعرض العالم اضافة الي الاقليات الاسلامية التي تعيش في كل شبر من ارجاء المعمورة.
وتحولت وسائل القتل البشعة التي تستخدمها المنظمات المعنية في بعض الاحيان الي سكين ارتدت علي صدور الاقليات الاسلامية عن طريق عمليات قتل علي الهوية في اجزاء واسعة من اقاليم العالم واخرها حادثة فردية راح ضحياتها ثلاثة طلاب من بلد عربية في احد المدن الامريكية الاسبوع الماضي.
ولاحديث عن تاثير ممارساتهم التي يصعب علي الناس ان يجدوا الكلمات المناسبة في وصفها علي القضايا التي يدعون الحرص عليها في فلسطين والعراق وتمهيدهم الارض للمزيد من عزلة الشعوب العربية والاسلامية عن طريق وصمها بالتخلف والهمجية.
ردة الفعل المصرية وادارة الازمة الرسمية بواسطة القيادة المصرية المترتبة علي تلك الكارثة الانسانية احدثت بدورها ردود فعل ايجابية علي الاصعدة الدولية الرسمية والشعبية لما تميزت به من صرامة وقوة وصدق وعفوية اضافة الي انها وحدت الامة المصرية بطريقة تنجسم مع ماعرف عن المصريين خلال تاريخهم الطويل من التوحد امام الاخطار الخارجية اضافة الي رفعها الحرج والضغوط الغير مباشرة علي المجتمعات والاقليات الاسلامية في مختلف انحاء العالم بسبب حالة الاسلاموفوبيا .
القيادة المصرية لم تكتفي بالضربات الجوية المحسوبة والمركزة والدقيقة التي وجهتها الي معسكرات الجماعات الاسلامية المتشددة داخل الاراضي الليبية واتجهت الي تطوير العملية علي الاصعدة الداخلية والخارجية عبر استعراض للقوة وانتشار للقوات المسلحة في مختلف المدن المصرية و مطالبات للمجتمع الدولي بتحمل المسؤولية في الحرب علي الارهاب ووقف قنوات الدعاية العقائدية والتحريضية التي تبث عبر اقمار صناعية تابعة لبعض الدول الكبري.
طالب الرئيس المصري في ذات الصدد دول حلف الناتو بمراجعة الطريقة التي تعاملوا بها مع ليبيا اثناء الانتفاضة الشعبية والحركات المطلبية المشروعة التي تم اختطافها منذ اللحظات الاولي بواسطة جماعات العنف التكفيرية المسلحة التي كانت تتحرك بطول وعرض الدولة الليبية والتي استفادت لاحقا من هجمات قوات حلف الناتو الغير محسوبة والتي اهملت عملية المسح المعلوماتي لما يجري انذاك في ليبيا وتقييم الموقف بصورة عملية.
يتضح الان ان الدولة المصرية اصبحت في مواجهات مع الجماعات التكفيرية علي ثلاث جبهات مفتوحة في البر والجو اضافة الي جبهة اخري في فضاء المعلوماتية وشبكة الانترنت الدولية كما جاء في خبر لمحطة السي.ان.ان الامريكية التي قالت” ان مصر تبدأ حربا علي ارهاب الانترنت الي جانب انها استحدثت ادارة خاصة لتأمين قناة السويس اهم المرافق الاقتصادية ذات القيمة التاريخية للامة المصرية التي دفعت ثمنا مستحق لاسترداد هذا المرفق من ادارة اجنبية عام 1956 ودخلت بسببه في مواجهة دولية بقيادة الزعيم الراحل والقائد الفذ جمال عبد الناصر الذي تحدي اكبر حلف عسكري في العالم زحف علي بلادة من كل الانحاء وانتصر بالحنكة والشجاعة والدعم الدولي له من معظم شعوب العالم بمختلف ثقافاتها وخلفياتها.
جاء ذلك علي خلفية قرار مجلس الوزراء المصري ادخال تعديلات تشريعية هامة علي صعيد القوانين المتعلقة بالامن القومي للتعامل مع الحرب الاليكترونية الدعائية والتحريضية والجزء المتعلق بالحرب النفسية والفبركة والاختلاق ضد رموز وقيادات ومؤسسات الدولة المصرية في شبكة الانترنت.
القيادة المصرية شكلت مجموعة ازمة وزارية برئاسة وزير العدل وممثلين عن وزرات الدفاع والانتاج الحربي والمخابرات العامة.
سننتظر مع المنتظرين نتائج التطورات الجارية في الساحة المصرية ودول الجوار والمنطقة التي يبدو انها ستشهد متغيرات استراتيجية كبري ربما تكون بكلفة عالية نسبيا والمهم في العملية ان القيادة المصرية تحظي بدعم شعبي داخل حدود بلادها في ظل مناخ الوحدة الوطنية الي جانب احترام وتقدير في الاقليم ودعم واعتراف متصاعد من المجتمع الدولي علي الرغم من المواقف الغامضة والمترددة من بعض الدول الكبري.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ليس بعيدا عن موضوع المقال :

    ما هي حقيقة مبادرة ميتران لمنع العدوان الثلاثيني؟
    صلاح المختار
    تجنبت كثيرا الاشارة الى، او الكتابة عن بعض ما اطلعت عليه او شاركت فيه من احداث معروفة لاسباب متنوعة، ومنها حدث كبير اطلقت عليه تسمية (مبادرة ميتران) لمنع العدوان الثلاثيني على العراق في عام 1991 والذي يسمى ب(حرب الخليج الثانية)، ففي تموز من عام 1990 التحقت بوظيفتي الجديدة وهي الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون الاعلام، وكان مقرها تونس، وبعد فترة قصيرة تفجرت ازمة الكويت وتطورت الى دخول العراق لها عسكريا (في 2 اب – اغسطس) ونشأت ازمة عالمية كبيرة.
    وبعد اعداد سياسي واعلامي ونفسي قامت به امريكا ومن معها خصوصا بعد قمة القاهرة التي قام فيها الرئيس المصري حسني مبارك بفرض قرار صاغته امريكا مباشرة من اجل الاعداد للحرب على العراق طلب تدخل قوات دولية (لتحرير الكويت)، بدأ تدفق القوات الامريكية ومعها جيوش اكثر من 28 دولة وبدعم قدرات 40 دولة تحالفت مع امريكا لغزو العراق تحت غطاء (تحرير الكويت)! كانت التطورات تنذر بكوارث للعراق والوطن العربي والعالم لان العراق من اكبر منتجي النفط بينما دول الخليج العربي اكبر مصدر للنفط الى العالم لهذا فان الازمة اتخذت منذ بدايتها طابعا عالميا عاما.
    وكان الامين العام للجامعة العربية السيد الشاذلي القليبي قد استقال بعد قمة القاهرة وحل محله مؤقتا المرحوم اسعد الاسعد (لبناني) امينا عاما وكالة، وكان وقتها يشغل منصب امين عام مساعد في الجامعة العربية، وكنت وقتها اتجول مساء كل يوم في مقرات دعم العراق من قبل القوى الوطنية التونسية التي واصلت العمل الداعم للعراق والرافض للعدوان عليه طوال تلك الفترة، وكانت كل قوة او تجمع قوى لديه مركزا للتجمع. القي كلمات اشرح فيها ما يجري في العراق واكشف حجم التأمر على العراق واربطه بوجود مخطط شامل ضد الامة العربية تكون بدايته العراق ولكن نهايته هي تقسيم كافة الاقطار العربية.
    وفي صباح يوم وكنت في مكتبي في مقر الجامعة العربية اتصل بي صديق وقال لي ان السيد ادجار بيزاني مدير معهد العالم العربي في فرنسا ? ومستشار الرئيس الفرنسي ميتران – يريد رؤيتك بأسرع وقت، فلم الح في الاستفسار عن السبب وعرفت فورا بوجود سبب مهم ان لم يكن خطيرا دفع السيد بيزاني لطلب اللقاء بي مع ان العراقيين منعوا من دخول فرنسا وقتها. قلت اعطوني وقتا كي اعد نفسي ولكنني كنت اريد اخذ موافقة القيادة العراقية على السفر الى باريس في ذلك الوقت. اتصلت فورا بالاستاذ طارق عزيز فك الله اسره – وكان وزيرا للخارجية – واخبرته بان بيزاني اتصل بي وطلب اللقاء الفوري بي، فقال لي سافر والتقي به واعرف ما لديه واخبرني.
    وكنت قد تعرفت على بيزاني في عام 1988 عندما جاء مع وفد فرنسي ضخم الى العراق عند الاحتفال بالنصر على ايران واعادة بناء مدينة الفاو التي دمرتها ايران اثناء احتلالها لها، وكنت وقتها مديرا عاما للاعلام ? الخارجي والداخلي ? وكنت اعرف ان بيزاني مفكرا وكاتبا وكان وقتها يشغل منصب مدير معهد العالم العربي في باريس وعندما اتصل بي كان يعمل ايضا مستشارا للرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران، اتصلت بالشخص وقلت له كيف احصل على الفيزا وهي ممنوعة على العراقيين؟ فقال ان الحكومة الفرنسية ستعطيك الفيزا فور طلبها واخبرنا متى تصل وسوف نستقبلك في مطار اورلي.
    التقيت بالامين العام وكالة المرحوم اسعد الاسعد وقلت له ان مكتب الجامعة العربية في باريس لديه مشاكل وارجو الموافقة على ايفادي لزيارته، فوافق بلا نقاش واصدر فورا امرا بايفادي الى فرنسا لمدة اسبوع لتفقد مكتب الجامعة العربية فيها لان تلك المكاتب كانت مسؤوليتي المباشرة. غادرت من تونس الى مطار اورلي وما ان انزلت من الطائرة حتى وجدت شخصا ينتظرني في بابها وقال لي (تفضل سيدي) سار معي الى قاعة الضيوف الكبار لاجل الراحة قلت له رحلتي كانت قصيرة ولا احتاج للراحة، فقال لي اذن سيدي اسمح لي باخراجك من باب اخر غير باب المغادرين لتجنب رؤيتك وانت تخرج، قلت له موافق.
    انتظرت في الفندق قليلا ورن الهاتف وكان بيزاني قال لي : متى نلتقي؟ قلت : في الوقت الذي تراه مناسبا بالنسبة لي انا جاهز. جاءت سيارة بستائر معتمة واخذتني لبناية عتيقة جميلة فيها شقة بيزاني وكانت شقته مزدحمة بالكتب. بادرني بالقوال : قبل ان نبدا اود الاستفسار منك عن امر لا صلة بالعراق فهل تسمح؟ قلت له تفضل، فقل : نحن قلقون منذ ايام من احداث غامضة تجري في الاتحاد السوفيتي ومخابراتنا تقول بوقوع احداث خطيرة فهل لديكم معلومات عنها؟ اجبته كلا ليست لدي اية معلومات. ما قاله لي بيزاني كان مجهولا لان تلك الاحداث لم تكون علنية وكانت تجري في الخفاء.
    انتقلنا لموضوع العراق فقال لي : ما ساخبرك به ابتدانا به مع السيد برزان التكريتي ولكننا لم نستطع الاتصال به رغم محاولاتنا العديدة ولذلك اضطررنا للاتصال بك لاننا نعرف ان لك صلات بالقيادة العراقية. قلت له تفضل. قال الرئيس ميتران كلفني بان انقل رسالة للرئيس صدام حسين خلاصتها ان فرنسا تدعم جوهر ما جاء في مبادرة الرئيس صدام حسين وهو تحقيق تطبيق مترابط لقرارات الامم المتحدة الخاصة بالكويت وفلسطين كوسيلة لانهاء ازمة الكويت سلميا، فهل تقبلون ببدأ الحوار معكم لاجل وضع خطة لتطبيق تلك المبادرة؟ وزير خارجيتنا جاهز للسفر الفوري الى بغداد لهذا الامر وسوف يغادر بطائرة خاصة. هذا هو ما اردت منك نقله للرئيس صدام حسين.
    وكان الرئيس الشهيد صدام حسين قد طرح مبادرة لحل ازمة الكويت تقوم على انسحاب متزامن للقوات العراقية من الكويت والانسحاب الاسرائيلي من الاراضي العربية المحتلة في وقت واحد لتأكيد ان قرارات الامم المتحدة تطبق بمعيار واحد وليس معايير مزدوجة.
    ناقشنا تفاصيل كثيرة حول الامر كي افهم بالضبط ما هو المقترح الفرنسي وغادرته بوعد مني بالرد باسرع وقت وذهبت فورا ومباشرة الى السفارة العراقية وكان الوقت ليلا وكانت شبه فارغة الا من الحراس والدبلوماسي الخفر، طلبت من مسؤول الجفرة ارسال برقية امليتها عليه بما تم بيني وبين بيزاني وارسلت.
    في اليوم التالي وصلني الرد وهو ان احضر الى بغداد، طرت من باريس الى بغداد مباشرة وقابلت الاستاذ طارق عزيز وقال لي انه رفع المبادرة الفرنسية للرئيس صدام حسين وينتظر الجواب وان الرئيس طلب حضوري الى بغداد. في اليوم الثالث على ما اتذكر التقيت بالاستاذ طارق وقال لي ان الرئيس طلب ابلاغ الجانب الفرنسي باننا موافقون على مبادرة الرئيس ميتران وان الرئيس يبعث بتحياته للرئيس ميتران، فاذهب وبلغ بيزاني بالامر. غادرت فورا الى باريس ومرة اخرى اخرجت من باب جانبي والتقيت فورا ببيزاني واخبرته بالرد واتصل هاتفيا بالرئاسة الفرنسية وابلغني بان الرئيس ميتران امر بمغادرة وزير الخارجية غدا فجرا الى بغداد لبدأ التفاوض حول تنفيذ المبادرة.
    ودعت بيزاني وغادرت في نفس اليوم الى تونس ووصلت مساء. وفي الصباح استيقظت لاسمع الاخبار تقول بان زيارة وزير الخارجية الفرنسي الى بغداد قد الغيت! وعرف العالم كله ان بوش الاب تدخل فور معرفته بمبادرة ميتران لمنع الالتزام بها وتنفيذها. في عام 1992 اصدر بيزاني كتابا صغيرا ذكر فيه لقائي به ولكنه قال انه التقى دبلوماسيا عراقيا اتصل به اثناء مروره بباريس وناقش معه مبادرة ميتران وطلب منه ايصالها للحكومة العراقية، وهذا طبعا مخالف للواقع فانا لم اطلب منه شيء ولم اتصل به بل هو من اتصل بي والوسيط حي يرزق حتى الان.
    هذه المبادرة وقبول العراق لها وتحمس فرنسا لتبنيها كانت املا بمنع مسلسل كوارث اصابت العراق والامة العربية وكان يمكن منع وقوعها لو قبلت مبادرة ميتران ومبادرات العراق المتعددة لمنع الحرب، ولكن اصرار بوش الاب على منع اي مبادرة تحل الازمة سلميا كان سببا فيما يواجهه العرب الان من كوارث ذهب ضحيتها من العراق فقط اكثر من ستة ملايين عراقي ماتوا منذ عام العدوان الثلاثيني وحتى الان وتهجير اكثر من 8 ملايين عراقي ناهيك عن الضحايا السوريين والمهجرين السوريين، كان بوش الاب يعرف مثل كلنتون وبوش الصغير بان تلك الحرب كان هدفها بعيدا جدا ولم تكن مجرد محاولة (لانقاذ) الكويت كما قال بل كان يعرف انها مقدمة لاحداث متسلسلة خطيرة يجب ان تقع وتتعاقب عمليات وقوعها وبلا توقف وها هي تقع بكل كوارثها غير المسبوقة وتستمر وتتوسع طبقا للمخطط الستراتيجي الكبير : تقسيم الاقطار العربية على اسس عرقية وطائفية.

  2. مصرى أكثر من المصريين أنفسهم .. الظاهر عليك متخرج منهم .. قال أيه ( الجارة الشقيقة ) ياخى العبارة دى حتى السياسيين السودانيين تركوها للأبد .. أرحمنا !

  3. مصرى أكثر من المصريين أنفسهم .. الظاهر عليك متخرج منهم .. قال أيه ( الجارة الشقيقة ) ياخى العبارة دى حتى السياسيين السودانيين تركوها للأبد .. أرحمنا !

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..