أوقفوا مفارم الكبابيش والحمر..!!

لعن الله من أيقظ الفتنة وأعان شياطينها..
فتنة تنتقل عدواها من مكان لآخر في وطنٍ لم يُكتب له الاستقرار..
مجموعة سيارات تتهادى كانت في طريقها من الجماهيرية الليبية إلى حمرة الشيخ المحطة الجُمركية السودانية (الحديثة) كانت السيارات تئن وهي تُقاوم رمال الصحراء وكثبانها الرهيبة وتُعاني كذلك من حَملِها لأعداد كبيرة من الشباب كانوا على ظهورها وفي معيتهم حصاد غربتهم القاسية وما جمعوه منها من أموال يخشون ضياعها ، تجاوزت القافلة جبل العوينات بكثير وتخطت مُعظم المسافة من العوينات إلى حمرة الشيخ والشباب يتسامرون في ليل الصحراء الهادئ الجميل والخوف من (ناس) (نهب) رُبما اعترضوا طريقهم وحولهم كانت تدور الحكايات والبُطولات ..
في منتصف الليلة قبل الأخيرة من وصولهم للحمرة وما زالوا في الصحراء كانت المفاجاة التي أعادت ليل الصحراء إلى صمتِه إلا من صوت ماكينات السيارات أما من هُم فيها فانقطع حديثهم وطار نومهم وكأن السيارات لا تحمل سوى المتاع وهُم ومتاعهم سواء وضوء (بطاريات) بعيد ما من تفسير له سوى أنّ هُناك من ينتظرهم لنهب ما عندهُم ، صمت أهل البُطولات توقف سائق السيارة الأولى بأمرٍ من أحد الركاب الذين كانوا يُشاركونه المقعد الأمامي وأشار لبقية السيارات بالتوقف وانتظار عودته..
حمل العم (يوسف) بطاريته وذهب راجلاً إلى مصدرِ الضوء يصيح بأعلى صوته يا ناس أنا يووووسف يا عرب أنا يوووسف إلى أن وصل مصدر الضوء ولبث فيه نحو ساعة ثم عاد وعادت الحياة وقصص البطولات بعودته ، عاد عم يوسف خبير الطريق الشهير إلى القافلة ليُخبرهم بأنّ مصدر الضوء هو لرعاة فقدوا بعض الإبل يبحثون عنها ، استمرت الرحلة إلى أن وصلت سالمة إلى محطة الحمرة الجُمركية ، سأل أحدهم عم يوسف بعد وصولهم عن هُوية أؤلئك النفر الذين قابلوهم في الصحراء..
نعم هُم ناس نهب ولولا لطف الله ومعرفتي بهم لكنتم اليوم بلا شئ ..
ما من قوة تردع أمثالهم وقد امتهنوا النهب حرفة تهون أرواحهم دونها وكم من مرة اشتبكوا فيها مع قوات حكومية قاوموهم إلى نفاد ذخيرتهم ، لكن هُناك من يعملون له ألف حساب ولا يعصون له أمرا إنّه الشيخ (ودالمر) زعيم الكبابيش فقط يُرسل إليهم أحد الخُفراء يعودوا معه طواعية دون أن يُطلقوا عليه رصاصة واحدة لمكانته الكبيرة عندهم وتقديراً له وقد رأيتموهم وهم يستجيبون لي ويصرفون النظر عن نهبكم بمجرد أن وجدوني بينكم ..
ما زال ودالمر بينهم ورُبما العم يوسف وامثاله من العُقلاء الحُكماء بينهم لماذا لم يقفوا بحمكتهم للحيلولة دون دوران مفارم الدم التي دارت بين قبيلتي الكبابيش والحمر وأحالت أمنهم فزعا ، أين أنتم أيها الزعماء الكبار وأوديتكم الناقلة للخير حلت الدماء مكان الماء فيها..
نسأل الله السلامة..
بلا أقنعة…
صحيفة الجريدة..
[email][email protected][/email]