دمعة اخري علي روح الكمندر الايقونة ياسر المدو في عليائه ورحي

دمعة اخري علي روح الكمندر الايقونة ياسر المدو في عليائه ورحيله كرحيل مانديلا رسالة اخري .
” القوة ألأقوي في العالم اليوم ليست الشيوعية أو الرأسمالية أو الصواريخ الموجهة _ بل رغبة الانسان ألأزلية في الحرية والاستقلال ” .
إعلان جون ف . كنيدي في تموز / يوليو 1957 .
اترحم علي روح الفقيد المناضل الشهيد الراحل المقيم الاستاذ ( الايقونة ) ياسر المدو حرقاص ، فقد كان الفقيد طيب الله ثراه واسكنه فسيح الجنات ممن ناضلو نضالا مريرا ، ودفعو ثمنا غاليا ونفيسا من أجل قضايا شعبنا العادلة ، ومن اجل بناء سودان يسعنا جميعا دون تمييز علي اية اساس ، الا المواطنة والمواطنة وحدها كاساس للحقوق والواجبات . وقد فجعني وصدمني الخبر حين اطلاعي علي موقع ( سودان جيم ) نبا رحيله ، وقد تساقط الدمع من عيني بغزارة حين اطلاعي علي الخبر المؤسف .
والفقيد من أبناء زالنجي ، وكان رحمه الله قياديا من قادة شرفاء الحركة الطلابية في السودان ، وكان أمينا عاما ( للجبهة الشعبية المتحدة ( U P F ) ، الذراع السياسي الطلابي لحركة / جيش تحرير السودان التي نتزعمها .
وقد عشنا معا في العام 2009 في مدينة جوبا لشهور ، وآخر لقاء لي معه كان في كمبالا في خواتيم العام 2009 حيث قمت برفقة الكمرد الصادق ( برنقو ) ، بزيارة للكمرد صلاح الدين ابكر ابوالخيرات ( صلاح بوش ) ، فوجدناه مع رفيقين آخرين هناك .
وكان آخر كلامه لي حين سالني و ( مسافر وين بعد دا يا دنقم ؟ ) فقلت له ( انا ما مسافر ياكمرد قاعد وحاكون هنا في كمبالا لبعض الوقت ) ، واخبرني بانه متجه للميدان ، وعقب بقوله : والراحل مدو من ضمن كثرين من شرفاء المناضلين ومن من كانو في الحركة الطلابية من رفاقنا في الجبهة الشعبية المتحدة يطلقون علي لقب ( دنقم ) وقال لي : ( دنقم انحن عرفناك تمام جنك سفر ، بالصباح نقومو نلقوك مافي .. نسألو دنقم وين ؟ بقولو لينا سافر .. سافر ، وحسي حتكون مسافر في كم دولة كدا .. فقلت له : والله ما مسافر قاعد هنا يا رفيقي في .. كمبالا دي لكن عندي شغل كبير شغال فيهو .. يا دومنيك دوفلبا واي حاجة في معاك تلفون بتاع كمرد برنقو ) وكان هذا آخر حديث لي مع الراحل المقيم الكمرد ياسر المدو .
وقد احببت ان استرسل في رثاء الرفيق الاستاذ ياسر المدو حرقاس ( دومنيك ) او ( دومييك ) او ( دميكا ) وانا اسميه ( دومنيك دوفلبا ) ، لان الرفيق الشهيد ياسر المدو كان أكبر من مجرد عضو في حركة ، كان مدرسة وفكرا ورؤية ، واستراتيجية ، ووصيته واضحة جدا في ان ينضم الناس الي الجبهة الثورية السودانية ، لتحرير الهامش والمهمشين .
وها انا اضم صوتي الي صوت الراحل انضمو الي مكونات الجبهة الثورية السودانية .. اعملو لوضع حد فوري وسريع لعاناة المهمشين باقصر الطرق .
الا ان ما تميز به كمرد ياسر المدو من بين سائر الرفاق انه كان من المناضلين والمناهضين جدا للتمييز العنصري القائم في السودان ، بين الشعب الواحد علي اسس لا معني لها ، واهم ما عرفت به الكمرد ياسر المدو رحمه الله من شدة كرهه ومناهضته للعنصرية له فلسفة طرحه الخاص جدا في قوله سبحانه وتعالي :
( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فاما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقو العذاب العذاب بما كنتم تكفرون ) .
واما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون ) .
وتناقشنا مرار في مفهومه وفلسفته في الآية الكريمة .. وقلت له ( طيب انت ما مسيري وما اسود زينا كدا ، وما في انسان يستطيع ان يزايد عليك في العروبة في كل السودان ) ..و الآية دي انحن جب ان نحتج عليهو نحن لاننا سود ، ولان السواد كان رمز الشؤم ..
وسالته تقول لي شنو في قوله سبحانه ( كانما اغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما ) ؟ !! .
وكان رده ان الاسود ايضا لون جميل و.. و..
وواضح من طرححه ان مناهضته للتمييز العنصري علي اسس العرق واللون والدين موقف جوهري ومتاصل في نفسه ونفسيته كما كان الايقونة نلسون مانديلا .
الا ان المهم ان الكمرد الشهيد ياسر المدو كان يناهض العنصرية واللونية حتي في الآية الكريمة لفسفة طرح خاص به ومقتنع به ، وضد ماجري ويجري في السودان من حروب وازمات واساءات عنصرية ، وحكي لي انه في المعتقل تلقي من زبانية النظام اساءات عنصرية بالغة ، وبصق ( تف ) في وجهه احد أفراد زبانية جهاز الامن وجلاديه تحقيرا له ، وفي موقف ينم عن اذلال واهانة لشخصه ، وكال عليه الشتائم والسباب علي اسس عنصرية ولونية بغيضة جدا ومستفزة جدا ، جعله يشعر اثره بالغبن والتقزز . . وهي ازمة مستعصية من ازمات السودان .
ولم يترك الذل والاهانة والضرب والتعذيب والزج به في زنازين النظام حين حكي ، ألما غبنا أكثر من تصرف احد زبانية الامن حين بصق ( تف ) في وجهه انسان امتهانا له واحتقارا لشخصه ودوسا لكرامته ، والعبارات التي سمعها ، لانها عبارات عنصرية مؤلمة ، فقط لانتماءه السياسي وككادرا قيادي مصادم في الجبهة الشعبية المتحدة .
واستنكار الجلادين لمواقفه المشرفة ، وقولهم له انت مسيري وتكون مع الناس ديل ، في الجبهة الشعبية المتحدة ، وفي حركة / جيش تحرير السودان ؟ !!!! .
هذا ما بلغه الجلادين وزبانية الجبهة الاسلامية والمؤتمر الوطني من سقوط وانحطاط وفشل وعنصرية !! .
الا رحم الله الرفيق الشهيد ياسر المدو حرقاس واسكنه فسيح الجنات ، وازف عزاء حارا باسم حركة / جيش تحرير السودان ، وباسم تنظيم النشطاء الشباب ، وباسم الجبهة الشعبة المتحدة ، وباسم الجبهة الثورية السودانية ، لاهله وعشيرته في زالنجي .. والعزاء موصول لشقيقه الاكبر الاخ فتاح المدو حرقاص ، فقد كان الاخ فتاح المدو زميل دراستي وجليسي جارا لي في كنبة واحدة في المرحلة الابتدائية لسنين عددا .
اسال ان يتقبل الرفيق ياسر المدو حرقاص بقبول حسن ، وان يلهم آله وذويه وكل الرفاق ، في حركة العدل والمساواة السودانية الصبر وحسن العزاء ، والسلوان .
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالي :
” ولنبلونكم بشيئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرا ور الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالو انا لله وانا اليه راجعون ” .
صدق الله العظيم
رحيل الكمرد ياسر المدو يؤكد لنا ، مؤكد وثابت واحد يتفق عليه الجميع وهو ان الجميع ميت وزائل .. ويبقي الرؤي والافكار والمناهج والوصايا باقية ، والثوار لم يورثو دينارا ولا درهما انما ورثو فكرا ونهجا وطريقة واضحة . ودولا آمنة مستقرة مزدهرة .. وصارعو ويصارعون الطغاة والجبابرة ويلقون العنت والمشقة ، ويسقط الطغيان ويحل العدل والحرية والمساواة ، ويبقي ارثهم خالدا للاجيال جيلا بعد جيل .
حيدر محمد أحمد النور
[email][email protected][/email]