مقالات سياسية

مسلسل فضائح سفارات الإنقاذ (الحلقة الثانية)

صديق جوليـــا

 

لقد إنتهت الحلقة الأولي من مسلسل فضائح سفارات الإنقاذ بعد وصول والد الطفل السوداني إلى مدينة بومبي في طريقه إلى السفارة السودانية في نيودلهي وإكتشافه أن ديك السفارة السودانية في نيودلهي لم يفهم كلمةً واحدة من المكالمة التي جرت بينه وبين ديك الرياض على الرغم من أن الهدف الرئيسي للمكالمة استفساره عن إمكانية استخراج جواز سفر لطفل سوداني عالق في مدينة بومبي مع والدته.. ومما يثير الدهشة أن ديك الرياض لم يتحدث معه عن أي موضوع آخر غير ذلك حتى نهاية المحادثة!.. وهذا ما أكده ليّ والد الطفل نفسه لأن “المايك” كان مفتوحاً مما مكنه من الاستماع لصياح الديكين بكل وضوح لكن بعد طلوع الفجر ووصوله إلى مدينة بومبي واتصاله بالديك الرومي المتحكر في السفارة السودانية في نيودلهي فاجأه بقوله وهو يصفق بجناحيه ليس لدينا إمكانية لاستخراج جوازات سفر لعدم وجود ضابط جوازات في السفارة ..! وهذا لعمري العذر الأقبح من الذنب. وبعد أن تمخض الجبل فأنجب فأراً شعر والد الطفل باحباط شديد للغاية وبدأ يندب حظه العاثر بعد أن تأكد مما لا يدع مجالاً للشك أنه قد سقط في الفخ وتعرض لمؤامرة كبرى نسجت خيوطها في دهاليز زواحف الإنقاذ لأن المحادثة التي جرت بين “الديكين” كانت بالعامية السودانية وليست بالسنكريتية التي لا يفهمها الديك الرومي في نيودلهي؟.. لماذا لم يفهم هذا الديك ما قاله ديك الرياض عبر الهاتف حتى لو كان مسطولاً أو مخموراً!..ولماذا لم يرد عليه فوراً ويخبرة أنه لا يملك صلاحيات لتقديم هذه الخدمة في سفارته حتى لا يغامر والد الطفل بالسفر إلى نيودلهي دون جدوى؟  فإذا كان هذا المعتوه مسطولاً في تلك اللحظة فوالد الطفل كان واعياً واستمع للمحادثة التي جرت بين الديكين حتى النهاية! ..هذا بالإضافة إلى أن فهم المكالمة لا يحتاج إلى ذكاء اصطناعي أو دروس خصوصية أو حتى درس عصر!..ومع ذلك لم يفهم ديك نيودلهي الكلام حتى تنتهي الرحلة بسلام! وإذا أعدنا عقارب الساعة إلى الوراء وأسمعنا البلطجية تسجيل المحادثة التي لم تستغرق سوى ثواني معدودة لاستطاع أي بلطجي فهمها بكل سهولة ويسر! .. لذلك أستطيع أن أقول لكم يا سادتي بكل جرأة لقد أضاعوا الطفل البرئ وأي طفلٍ أضاعوا..! بعد أن تعرض والده لمؤآمرة كبرى من طرف القطط السمان لأنه رفض أن يعلن ولاءه للنظام السري الارهابي! ..ولو كان أحد الزواحف الذين أعلنوا ولاءهم للتنظيم المأسوني البغيض لاستقبلوه بالورود ولفرشوا له السجادة الحمراء واستلم جواز ابنه قبل أن يشرب كأس “الكوكتيل”.  ولقد شاهدت بأم عيني كشاهد عيان كيف تجاهل قنصل سفارة الرياض المواطنين الذين كانوا ينتظرون مقابلته في السرى منذ الصباح الباكر عندما تسلل إلى مكتبه أفعى من الأفاعي المجلجلة وهو يحمل مجموعة كبيرة من الوثائق السرية فاستقبله استقبال الفاتحين وفتح له الباب على مصراعيه وتركه يختم جميع الوثائق بنفسه دون أن يطرح عليه سؤالاً واحداً عن مصدرها في وسط دهشة جميع الحاضرين!..ولمعلومية سفير خارجية الثورة أن هذه الفضائح كانت تحدث يومياً على مستوى سفارات السودان في عهد الإنقاذ البربري المغولي الهمجي البائد.  ودونك شهود يهوا وشهود الإثبات الذين ما زالوا على قيد الحياة.

وبعد أن أدرك والد الطفل أنه أصبح في ورطة حقيقية بسبب مؤآمرة الزواحف بدأ يفكر في حل سريع لمشكلته قبل أن يداهمه الوقت ويضطر إلى طلب إجازة إضافية.. لقد كان يعتقد أن المهمة لن تستغرق سوى يوماً أو بعض يوم في أسوأ الاحتمالات يعود بعدها إلى مقر عمله مع زوجته وطفلها لكن ما كل ما يتمنى المَرْءُ يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السّفَنُ.. لقد وضعته الأفاعي السامة في موقف لا يحسد عليه مما جعله يترحم على الأيام الخوالي ويندب حظه العاثر لكن لات وقت مندم.. ليس لديه وقت يضيعه في الندم على ما مضى يجب عليه أن يسارع الخطى حتى لا يعود بخفي حنين بعد أن أدركه الوقت وأصبح قاب قوسين أو أدنى من مطلع الشمس..ومما زاد الأمر سوءاً عدم وجود قنصلية سودانية في بومبي على الرغم من أهميتها القصوى نظراً لوجود آلاف الطلاب السودانين الذين يدرسون في جامعة بومبي والجامعات المحيطة بها في ولاية “ماهاراشترا” هذا بالإضافة إلى أن المدينة تعتبر العاصمة التجارية والسياحية ومركز صناعة الأفلام السينمائية ولكن برغم أهميتها الكبرى مع الأسف الشديد لا توجد بها قنصلية سودانية حتى الآن ! صدق أو لا تصدق يا وزير خارجية الثورة! .. وهذا إن دل على شئ إنما يدل على مدى تخلف الكيزان الفكري والثقافي خاصةً إذا علمنا أن العاصمة الهندية نيودلهي تبعد عن مدينة بومبي مسافة 1157 كيلومتر تستغرق ما يقارب ساعتين بالطائرة في الأحوال الجوية الاعتيادية..وأكثر من أربعة وعشرون ساعةً بالقطار.. بربك كيف يصنع آلاف الطلاب السودانيون في الهند إذا كانوا في حاجة ماسة لخدمات سفارة بلادهم التي تبعد مئات الكيلومترات عن جامعاتهم؟ إذن لا بد من البحث عن حلول بديلة في مدينة بومي قبل التفكير في السفر إلى نيودلهي!  تخيلوا يا سادتي مدى الكوارث التي واجها هذا المواطن ونحن نعيش في عصر التكنولوجيا والأقمار الصناعية والفضاء الإسفيري.. ومع ذلك لم تستطع كلاب الإنقاذ حل هذه المشكلة الصغيرة في أكبر سفارة سودانية تسيطر عليها الأفاعي السامة.

وفي محاولة يائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه طرق والد الطفل جميع أبواب القنصليات الأجنبية دون جدوى حتى الباب العالي في القنصلية السعودية لم يسعفه عندما اتصل به وتباحث معه حول إمكانية استخراج وثيقة سفر لابنه حتى يتمكن من اصطحابه ووالدته إلى الرياض لكن مع الأسف كان رد القنصل السعودي سالباً ومضطرباً لأنه غير مخول باستخراج وثائق سفر إطلاقاً..فإضطر والد الطفل في نهاية الطوفان للاتصال مرة أخرى بالسفارة السودانية في نيودلهي لمناقشة القضية من زاوية أخرى وطرح عليهم فكرة استخراج وثيقة سفر للطفل البرئ.. ولكن جاء الرد سريعاً وسالباً أيضاً.. وكان المتحدث هذه المرة ديك آخر من ديوك الإنقاذ علمت فيما بعد إنه يدعى ” ديك سوبا” يبدو لي من أقرباء عجوبة التي خربت سوبا.. كان رده مختصراً لأنه لا يملك صلاحية لاستخراج مثل هذه الوثائق..وقال بالحرف الواحد إن الخدمة الوحيدة التي يمكن تقديمها لوالد الطفل في هذه الحالة هي إرسال طلب بالحقيبة الدبلماسية إلى الخرطوم لاستخراج جواز السفر لابنه ولكن هذا الإجراء البليد يتطلب أيضاً إحضار الطفل إلى السفارة السودانية في نيودلهي لتعبئة البيانات الخاصة باستخراج الجواز.. تخيلوا أيها الثوار مواطناً سودانياً يضطر إلى قطع آلاف الكيلومترات جواً وبحراً وبراً على حسابه الخاص من أجل تعبئة استمارة فارغة؟.. حاول والد الطفل إقناع “ديك سوبا” لكي يرسل له استمارة فارغة بواسطة البريد الممتاز لتعبئة البيانات المطلوبة وإعادتها إلى السفارة بالبريد السريع (DHL) مع صورة فتوغرافية للطفل حديث الولادة كسباً للوقت لأن الإجازة التي منحت له من مقر عمله أوشكت أن تنفد ولكي يتفادى تكاليف الرحلة الباهظة لأنه سيضطر لاصطحاب زوجته أيضاً.  مرة أخرى باءت المحاولة بالفشل بعد أن أكد له “ديك سوبا” أنه غير مفوض بارسال استمارات فارغة خارج نطاق السفارة وإذا فعل ذلك قد يتعرض للمسآلة القانونية!..إذن لا بد من الوصول إلى نيودلهي وإن طال السفر بعد أن فشلت جميع الرحلات الماكوكية لاستخراج وثيقة سفر من القنصلية السعودية والقنصليات العربية الأخرى في بومي..!  تخيلوا يا سادتي مدى حجم المعاناة النفسية والمادية التي تعرض لها هذا المواطن السوداني من أجل استخراج جواز أو وثيقة سفر لابنه على الرغم من أنه يعلم علم اليقين إن إجراءات استخراج الجواز أو وثيقة السفر لابنه يمكن أن تكتمل في سفارة السودان في الرياض بكل سهولة ويسر لولا تعنت ونفاق زواحف الإنقاذ الذين لا يقدمون مثل هذه الخدمات إلا لأسيادهم ولمن يلبسون قمصان الأفاعي ويهتفون بصوتٍ عالٍ هي لله..هي لله لا للسلطة ولا للجاه.. أما إذا كنت مواطناً مخلصاً لدينك ووطنك يجب أن تكون مستعداً لتحدي الزواحف السامة ومعاملاتهم أللأخلاقية!.. وبناءً على آلاف المواقف المخزية والمعاملات اللإنسانية التي تعرض لها المغتربين السودانيين في جميع السفارات السودانية في عهد “المافيا” البغيض أطالب وزير خارجية الثورة بشدة القيام بتشكيل فرقة “كوماندوز” للتدخل السريع لتطهير وتفكيك سفارات سودان الثورة وبصفة خاصة سفارتي الرياض ونيودلهي من جميع الأفاعي السامة والقطط السمان التي ما زالت تشكل تهديداً خطيراً للمغتربين السودانيين ونحن على استعداد تام لتسليحها بالرشاشات السريعة وقاذفات الـ آر.بي.جي ((RPG قاتلة الدبابات والأفاعي السامة والقطط السمان (يتبع).

صديق جوليـــا

[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..