اوباما … وحل الدولتين في بلاد السودان

اوباما … وحل الدولتين في بلاد السودان
يستعرض الكاتب ثروت قاسم جهود اوباما لاستيلاد دولة جنوب السودان الجديدة والمعوقات التي ربما عقدت عملية الاستيلاد , مشيرأ لموقف قوي الاجماع الوطني من عملية …
اوباما … وحل الدولتين في بلاد السودان
ثروت قاسم
[email protected]
مقدمة
نحن نعرف أن القضايا الخارجية , وعلي ذيلها المسالة السودانية , ليست من المشاكل التى تهم الشعب الأمريكى , أو تدعوه إلى تغيير تصويته من الحزب الديمقراطى إلى الجمهورى . فالانتخابات التكميلية النصفية الامريكية أجريت على أساس الوضع الاقتصادي الامريكي أولاً وأخيرأ !
ونعرف أيضأ أن أي تغيير فى المنظومة التشريعية في أكبر دولة فى العالم , ربما لن تترك أي أثر على بلاد السودان !
الانتخابات التكميلية النصفية الامريكية لم تحسم أمراً سوى عدم شعبية أوباما ، ولعله يعود الى قاعدته فهو خسرها , من دون أن يكسب الفريق الآخر !
اوباما يدرك أنه فى ظل الأخبار السيئة من الانتخابات التكميلية النصفية , ومن فلسطين , ومن العراق , ومن إيران , ومن أفغانستان، فإن :
+ أستيلاد دولة جنوب السودان , دون الام مخاض عسيرة , تبقى فرصته الوحيدة لصنع حدث دولى ناجح , خلال السنتين المتبقيتين علي فترته الرئاسية الاولي , وربما الاخيرة .
+ وحدها دولة جنوب السودان الوليدة , التي سوف تري النور علي أياديه , ستجعله يستحق جائزة نوبل للسلام التى حصل عليها !
+ ووحدها دولة جنوب السودان الجديدة ستمنح أوباما الإرث الدولى الذى يتوق إليه !
+ ووحدها دولة جنوب السودان المسيحية المستولدة من رحم دولة اسلاموية سوف تكون الدولة الوحيدة , وربما الاخيرة , في العالم التي سوف تري النور في عهده الميمون ! وسوف تكون مربوطة باسمه في التاريخ الانساني !
+ ووحدها دولة جنوب السودان الوليدة ربما رفعت من اسهمه الانتخابية وسط الامريكان السود واللوبي الصهيوني , عندما يبدأ حملته الانتخابية في نوفمبر 2011 , لولاية ثانية !
+ وحدها دولة جنوب السودان الوليدة سترفع من معنويات سمانتا باور , وميشيل جيفني وبقية مستشاريه الخاصين , المتعلق مستقبلهم باوباما , والذين يتوقون الي انجاز , أي أنجاز !
+ فى سنة 2011 ستكون دولة جنوب السودان الوليدة , بالنسبة إلى الرئيس الأمريكى ، بالأهمية نفسها التى كان عليها قانون الضمان الصحى فى سنة 2009.
وسواء باللين أو بالعنف ، بذكاء أو بحماقة سيقيم باراك حسين أوباما وحده دولة جنوب السودان الجديدة .
المشكلة صعبة ، فالخيار هو بين سياسة انقاذية تحاول بناء القصور فى الهواء ، وبين سياسة اوبامية ذكية تحاول تغيير الوقائع على الأرض.
السناتور كيري !
طلب اوباما من السناتور كيري العودة الي بلاد السودان ( وصل السناتور كيري الخرطوم يوم الجمعة 5 نوفمبر 2010 ) , التي كان قد غادرها يوم الاحد 17 اكتوبر 2010 , حاملا معه للبيت الابيض وثيقة ممهورة بتوقيع الاستاذ علي عثمان محمد طه .
احتوت الوثيقة علي صفقة شاملة يتعهد فيها نظام الانقاذ بما يلي :
+ يتعهد نظام الانقاذ بإجراء الاستفتاءين ( أبيي والجنوب ) في موعدهما , والقبول بنتائجهما ( ترجمة … قبول ضم أبيي للجنوب وقبول استقلال الجنوب ) !
+ وأهم من ذلك , يتعهد نظام الانقاذ بتعاون وثيق سياسياً وأمنياً واقتصادياً مع دولة جنوب السودان الجديدة ؟
في مقابل ان تتكرم أدارة أوباما بالنظر بعين الاعتبار لدعم استمرار نظام الانقاذ الديمقراطي علي كرسي السلطة في الخرطوم من خلال تطبيع العلاقات الامريكية معه تطبيعأ كاملأ وتفعيل الشطبات الاربعة :
+ شطب أمر قبض الرئيس البشير ,
+ شطب اسم السودان الشمالي من القائمة الامريكية للدول الداعمة للأرهاب ,
+ شطب الديون ,
+ شطب العقوبات الاقتصادية الامريكية !
في هذا السياق , وبعد مغادرة السناتور كيري الخرطوم في 17 اكتوبر 2010 , أعلنت أدارة اوباما تجديد العقوبات الاقتصادية الامريكية علي نظام الانقاذ , لأن الطبيخ في الحلة الأنقاذية لم يستو بعد !
ما أحلي الرجوع اليه ؟
طلب اوباما من السناتور كيري الرجوع للخرطوم ( الجمعة 5 نوفمبر 2010) , لتاكيد أمرين مهمين لنظام الانقاذ , كما يلي :
أولأ :
تتعهد ادارة اوباما بالنظر بعين الاعتبار الجدي في طلبات نظام الانقاذ الاربعة المذكورة اعلاه . خصوصا التعهد بتجميد ( وليس شطب ) أمر قبض الرئيس البشير , لمدة عام , قابل للتجديد , كل سنة , الي يوم يبعثون , أو يوم رجوع الوديعة الي صاحبها ! مما يمكن الرئيس البشير من معاودة السفر , بأطمئنان , الي رياح الدنيا الاربعة , خلال فترة تجميد أمر القبض !
ثانيأ :
أخطار نظام الانقاذ بمشروع قانون السلام والاستقرار في السودان الذي يزمع السيناتور كيري تمريره , قبل يوم الاستفتاء في 9 يناير 2011 , من الكونغرس الامريكي ! القانون الذي سوف يدعم جهود اوباما , تشريعيأ , في ( مساعدة ) بلاد السودان .
وتحتوي هذه ( المساعدة ) الامريكية علي الاتي :
+ ضمان عقد عمليتي الاستفتاء في مواعيدهما ,
+ وضمان احترام نتيجتهما بواسطة نظام الانقاذ ,
+ وتقديم مساعدات امريكية معتبرة لدولة جنوب السودان الجديدة !
+ والسماح بأستمرار شحن النفط من جنوب السودان شمالا من دون الخضوع للعقوبات الامريكية المفروضة علي دولة شمال السودان !
وطلب اوباما من مستشارته الخاصة ميشيل جيفني ( مستشارة الرئيس الأميركي في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض للشؤون الأفريقية ) مرافقة السيناتور كيري في رحلته الي الخرطوم , لتنبيه اوباما ( أثناء تواجده في الهند ) بأي معوقات ربما يضعها نظام الانقاذ في طريق بلورة خطة اوباما للسودان !
هذه الاجراءات , ( وبالاخص مرافقة مستشارة اوباما الخاصة , التي هي أقرب اليه من حبل الوريد , للسيناتور كيري , في رحلته الي الخرطوم ) , تؤكد الاولوية القصوي التي يوليها اوباما لاستيلاد دولة جنوب السودان الجديدة في سلاسة ويسر , وتقديم اللبن من الثدي الامريكي للمولود الجديد , الي ان يشب عن الطوق , ويتم فطمه دون انتكاسات !
معادلة اوبامية ربحية للجميع !
إصرار اوباما علي احداث أختراق في المسالة السودانية يبدو أمرا جيدا , بالنسبة للحركة الشعبية ( لانه يضمن ميلاد دولتهم الجديدة ) , وكذلك بالنسبة لنظام الانقاذ ( لانه يضمن أستمرار حكمهم من الخرطوم علي بعض البعض المتبقي من بلاد السودان ) .
معادلة اوبامية ربحية للجميع !
الا الشعب السوداني الضحية في هذه العملية !
حل الدولتين
اوباما يسعي الي تفعيل حل الدولتين فى بلاد السودان وفي فلسطين !
وربما يكون اوباما قد وصل الي قناعة بفشل مساعيه لتفعيل حل الدولتين في فلسطين ! فمن باب اولي , أذن , ان يركز جهوده لتفعيل حل الدولتين في بلاد السودان :
+ حتي لا يرجع من غزوة السودان بخفي البشير !
+ وحتي لا تكون فترته الاولي , وربما الوحيدة , صفرية من الانجازات الدولية !
+ وحتي يمكنه ان يسوق نجاح حل الدولتين في بلاد السودان الي اللوبي اليهودي والكوكس الاسود في امريكا , عندما يبدأ حملته الانتخابية الرئاسية في نوفمبر 2011 !
+ عندها , وفي أسوأ الفروض , سوف يرجع اوباما في عام 2012 الي شيكاغو , مودعأ البيت الابيض , وفي سيرته الشخصية مفخرة نجاح حل الدولتين في بلاد السودان , وأستيلاد دولة جنوب السودان الجديدة !
وربما شالت الهاشمية الرئيس سلفاكير واطلق علي دولته الوليدة اسم : اوباما لاند ؟
ولكن يجب ان لا يشغلنا الجانب المشرق من النظر الي الجانب المظلم من المسالة !
في العجلة الندامة !
ربما يكون في إصرار أوباما علي استيلاد دولة جنوب السودان , رغم كل المعوقات , وبدون الاخذ في الاعتبار بعض الحساسيات الشمالية , خطرا علي عملية الاستيلاد , وعلي الجنين الجديد . وكما يقول المثل ، فإن في العجلة الندامة , وانها كذلك من الشيطان ! والسذاجة تؤدى إلى الكارثة ! والنيات الطيبة غير القائمة على الوقائع , ربما تقود إلى الجحيم .
أذا حاول أوباما فرض أستيلاد دولة جنوب السودان الجديدة بالقوة , وبدون عملية قيصرية تساعد فيها القابلة الشمالية , فربما نزل الجنين ميتأ !
الاخفاق الأمريكى في هذه الحالة سوف يؤدى إلى زعزعة الاستقرار ، ويشجع على العنف ، ولا يترك وراءه غير الخراب .
وفي هذه الحالة , سوف تتم أضافة بلاد السودان الي قائمة الفشل الامريكية في العراق وافغانستان والباكستان وفلسطين وايران !
ملاحظة مهمة ؟
هل لاحظت , يا هذا , أن السناتور كيري لم يقابل , في كل زياراته للسودان , أيأ من زعماء قوي الاجماع الوطني ؟ ادارة اوباما , بل المجتمع الدولي , أختزل المسالة السودانية في ثنائية المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ! وأهمل قوي الاجماع الوطني , وكانها قوي صفرية , لا حول لها لا قوة !
ولكن هل قوي الاجماع الوطني فعلأ قوي صفرية ؟
دعنا نري :
المرحومة قوي الاجماع الوطني !
نجح المؤتمر الوطني في خصي وتفتيت المعارضة الشمالية . والمثل كذلك صحيح بالنسبة للحركة الشعبية في الجنوب مع المعارضة الجنوبية !
حزب الامة القومي ؟
أطرشني !
الحزب الاتحادي الديمقراطي ؟
البركة فيكم !
الحزب الشيوعي السوداني ؟
قول بسم الله يازول … انت بتهضرب ؟
وسدد الرئيس سلقاكير الضربة القاضية لقوي الأجماع الوطني ( تحالف جوبا ) بأتهامه ,( الخرطوم ? الاربعاء 27 اكتوبر 2010 ) , الواضح الفاضح لكل واحد من زعمائها , الذين سماهم بالاسم ( الصادق المهدي , محمد عثمان الميرغني , الترابي , ومحمد إبراهيم نقد ) , بأن كل واحد منهم يمارس التدليس والنفاق السياسي , لأنه لو جاء الي الحكم سيحكم بالشريعة الاسلامية , كما المؤتمر الوطني , الذي له فضل الوضوح والجهر بذلك !ً
حتي محمد إبراهيم نقد , يا سلفاكير ؟
كترت المحلبية , يا ريس !
مما دعي الدكتور منصور خالد المغلوب علي امره ( يتيم أخر بعد قبيلة المسيرية , علي موائد لئام الحركة الشعبية ؟ ) لكي يبل راسه , ويستعد لعبور صحراء العتمور ! بينما لايزال الديك ياسر عرمان يعوعي , والرئيس سلفاكير يسن في سكينه , ويحمر في البصلة ؟ اما الاعلامية المتالقة صباح احمد فلم تملك نفسها من البكاء المكتوم , وهي تحاور القيادي ( حتي الان ؟ ) في الحركة الشعبية , وليد حامد , وهي تتحسر علي اشاعة تجريده من عربته ومخصصاته , بعد الانفصال !
ولنبلونكم بشي من الخوف والجوع ونقص في الاموال والانفس والثمرات … ؟
أسمعك تنصح , الدكتور منصور خالد المسكين , الذي فقد ظله ومرجعيته الفكرية , تحت بووت الرئيس سلفاكير , بقراءة كافوريات المتنبي , لعله يجد فيها بعضأ من سلوي , وهو يستعد لعبور العتمور ؟
كانت تلك ايام نضرات , يا دكتور , والان سؤ الخاتمة !
ولا حول ولا قوة الا بالله !
وفي هذا السياق , فقد أجتمعت الاحزاب والمنظمات المعارضة ( الاربعاء 13 اكتوبر 2010 ) المسماة , تجاوزأ , قوى الاجماع الوطني , واصدرت إعلان موقف وطني موحد .
هل لاحظت الكلمتين ( إعلان موقف ) ؟ قوى الاجماع الوطني اصبحت تقنع باعلان المواقف وتقديم الطلبات والرجاءات , دون العمل الميداني لتفعيل مبادراتها , ونزع حقوق الشعب السوداني من ابالسة الانقاذ ! اذ ما ضاع حق وراءه مطالب جسور !
ونقول المسماة , تجاوزأ , قوى الاجماع الوطني , لان الحزب الاتحادي الديمقراطي قاطع القوي وبالتالي الاجتماع , كما لم يشارك الشيخ حسن الترابي في الاجتماع ! فأختل بالتالي الاجماع الوطني ؟
وجه اعلان قوى الاجماع الوطني طلبات ورجاءات محددة للمؤتمر الوطني وكذلك للحركة الشعبية . ولكن بالنسبة للمؤتمر الوطني وكذلك بالنسبة للحركة , كانت كل الطلبات تعجيزية , ومدعاة للسخرية ؟
قرأ كمال حقنة الاعلان , والطلب بقيام الدولة المدنية الديمقراطية المؤسسة على المواطنة , والتي تحترم التعدد الديني والثقافي والعرقي واحترام حقوق الانسان وسيادة حكم القانون.
وضحك كمال حقنة وهو يردد لنفسه :
فعلأ سجمانين ؟ دولة مدنية لتدمير دولة الانقاذ الدينية ؟ عندما يلج الجمل في سم الخياط !
وعندما وصل الي طلب الاعلان تحويل ألية معالجة المشاكل القومية من ثنائية الي قومية جمعية تشاركية , شعر بالغثيان , ومزق الأعلان أربأ أربأ , ورمي بشذراته في سلة المهملات !
وسوف يبقي الاعلان وشذراته في هذه السلة الي يوم الدين !
قوي الاجماع الوطني لا تملك علي اي الية لتفعيل طلباتها ومبادراتها , التي اصبحت مدعاة للسخرية , وتحصيل حاصل , وكلام ساكت , بل كلام الطير في الباقير !
قوي الاجماع الوطني تنبح , وبعير المؤتمر الوطني والحركة الشعبية تحث الخطي لا تلوي علي شئ !
وقبل ذلك وفي يوم الجمعة 8 اكتوبر 2010 , لطم مجلس الامن قوي الاجماع الوطني علي خدها الايسر , بعد ان لطمها في ابريل 2010 علي خدها الايمن ! بقبوله , وقتها , بنتائج انتخابات ابريل المزورة , وما افرزته من مؤسسات تشريعية وتنفيذية , رغم أقراره بأنها انتخابات لم توف بالمعايير الدولية ( كلمة الدلع لمزورة ! ) !
هرولت قوي الاجماع الوطني لتلبية دعوة مجلس الامن للقاء بهم في فندق السلام في الخرطوم , ( يوم الجمعة 8 اكتوبر 2010 ) , وكلها أمل في خبطة سياسية معتبرة , رغم تعامله المشين مع كذبة ابريل الانتخابية !
استمع اعضاء مجلس الامن لدفوعات وبيانات قادة قوي الاجماع الوطني , والشاي والقهوة حايمات بين الحضور ! وفي النهاية , وبعد ان فت قادة قوي الاجماع الوطني ما في صدورهم من مواجع , خاطب رئيس مجلس الأمن قادة قوي الاجماع الوطني , قائلأ :
( شكرأ يا شطار ! سوف ننظر في مقترحاتكم الجميلة بعد عقد الاستفتاء في ميعاده , والاعتراف بنتيجته من جانب المؤتمر الوطني !
دعونا نركز علي عقد الاستفتاء في ميعاده حاليأ . هذه هي أم المشاكل حاليأ ! مع السلامة ! واسمعوا الكلام يا شطار ! ) !
وخرج حكيم الامة من الاجتماع , يتبعه اقرانه الشطار , يتلبسهم الأحباط , وتلفهم الحيرة , وهم يضربون اخماسهم في اسداسهم في اعشارهم , ويعضون علي اصابعهم من الغيظ !
قوي الاجماع الوطني … باي باي ؟
أسمعك تنصح , الدكتور منصور خالد المسكين , الذي فقد ظله ومرجعيته الفكرية , تحت بووت الرئيس سلفاكير , بقراءة كافوريات المتنبي , لعله يجد فيها بعضأ من سلوي , وهو يستعد لعبور العتمور ؟
?!?