قصيدةٌ للثورة

عروة علي موسى

قامتْ تنفِضُ غُبارَ النومِ عليها
غضبةَ القلبِ المدثرِ
بين شرنقةِ الرقاءِ والوسنْ
وحيَ التمني
للحريةِ التي تسمو إلى السُحبِ المبشرِ برقُها
بالعشبِ والفألِ الحسنْ
مرَّتْ على صمتِ السنين
أيقظتْ روحَ الإخاءِ
فتعانقتْ كلُ الطوائفِ والسِحنْ
مهما يكون الآن ما يمكن أن يكون
كلُ إدعاءاتِ الطغاةِ تكسَّرت
قبعتْ على بؤسِ الإحنْ
أشعلتْ نيرانَها
ولظى التشفي
لا ضير من هذا الرَّعنْ
فالأملُ متعةُ ما يجيء
والنضالُ نضارةُ الآنِ الموشحُ بالمِجَن
هل تبلغُ الآهاتُ حجمَ بكائِنا ؟
وتترجم الروحُ الفسيحةُ ضدنا ما قد يُجنْ ؟!
كيف كان يمكن أن أجرّ القومَ من هذا الثُبات
لتبلغي أملَ الوطنْ ؟
مرّت على صمتِ السنين
والثورةُ بابُ معراجِ العارفين إلى النفور
والثوارُ آخر ما تبقى من قرارِ الشعبِ
في نفقِ العبور
نحتاجُ بعداً طاعناً في الرؤى
حتى نبوحَ بما نريد
ونقدِّر ما لا نطيق
نحتاجُ نوراً من بريقِ شهيدِنا القُرشيِّ
حتى نعتني
بطلائع الثوارِ تهتفُ في الطريقْ
نحتاجُ القليلَ من الصمودِ
لنزيدَ من وهج التحدي والحريقْ
يكبرُ الآن الشروقُ
يهتزُ عرشُ الطغاة الخائفين
وتتحدُ الفصول
من أي ناحيةٍ أتى الصمتُ الخَجول ؟
والحاكمُ صلفٌ طاعنٌ في اللؤمِ
فُلكٌ لا ترده عن شواطيء النسيان مصلحةٌ
ولا يناديه الفضول
لو جودتُ حين سكوته شعراً
وأنختُ للأسى إنكسار القلب
آياتٍ من قنادلَ تهدي دربها نوراً
لكذّبتِ القصيدةُ ما أقول
لو كان يمكنه المدثرُ بالرقاءِ والوسنْ
ألا توقظه صيحةٌ
ما راح حين بزوقها عمرُ الطغاةِ يطول
مرَّتْ على صمت السنين
أحرقت كلَ احتمالاتِ التراجع والخنوع
وحدُها تعانقُ ما لا نراه
وتعيدُ رسمَ خارطةِ الفصولْ
هل سيفتحُ التاريخُ لها الأبوابَ ؟
لتعيدَ للخرطوم ناديةَ الطلولْ ؟
وهل ستعبرُ أمنيتها حُرةٌ قادرة ؟
وترشُ صمت بوارها
بالبوحِ دنيا ثائرة ؟
وهل ستنجبُ ثورتُها
أنصافاً تشاطرها التمنى ؟
هل ستُنهي زمنَ الطغاةِ الماكرة ؟

عروة علي موسى ,,,
[email][email protected][/email]