انتهت اللعبة

لقد صبر شعبنا البطل واُبتلي ابتلاء عظيما منذ نيله استقلاله مرورا بكافة الحكومات والدكتاتوريات التي تعاقبت على حكمه وليست الانقاذ وحدها من تسبب في كل هذه الجراح ( ولكنها عمقتها بدلا من مداواتها ) خلاف ماكنا نؤمل ، وقد طفح الكيل الآن وماعاد هناك من متسع او مساحة للصبر بعد ان تعمقت الاحزان وزادت المرارات بشكل ماساوي وطريقة دراماتيكية .
ففي كل بيت سوداني قصة حزن اليمة لم تنساها ذاكرة أهلها ، وهذاالشعب المتميز المتفرد الذي صنع الاستقلال واكتوبر ورجب وابريل وخرج عن بكرة ابيه في مواكب مهيبة فرحا بعودة هجليج الى حضن الوطن يستحق كل الاحترام والتقدير بكافة الوان طيفه الحزبية والسياسية والفكرية والثقافية والمجتمعية ، إنه شعب لايستحق ان يطلق عليه لقب (الشماسة وشذاذ الافاق أوالخائبين) (ولايستحق القتل لمجرد إنه تظاهر عندما ضاقت به الظروف والحياة وعندما لم يجد حليب الاطفال ومايسد الرمق ويكفي للعلاج والتعليم)
نحن شعب شرس ومقاتل من الدرجة الاولى ويفوق سيدنا ايوب رضي الله عنه في الصبر وتحمل الابتلاءات ، ان شعبنا شعب كريم مهذب مؤدب مكانه عاليات السحب ، وهذا ثابت ومعروف عنه بشهادة الاعداء قبل الاصدقاء ، وتحضرني في هذا الصدد مقالة منشورة بصحيفة الشرق الاوسط في العام 2004 لمسئول السياسة الخارجية بالاتحاد الاوربي آنذاك السيد خافير سولانا بقوله (إن الشعب السوداني واحد من أعظم شعوب الدنيا) وأقول لكل من أخطأ في حق الوطن والشعب أن يعتذر إن كان حياً وليغفر له الله ويسامحه إن كان قد توفي ، وهكذا تمضي وتسير الامور وكل شئ الى فناء ، وكل دور اذا ماتم ينقلب ، والايام دول ، ومنها يجب ان نتعلم ونتعظ ونتفكر ونتدبر في امورنا فاما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الارض.
إن المرحلة والظرف الذي يمر به وطننا جد عصيب وصعب والقوى الكبرى الطامعة في خيرات وطننا تعدّ في الاستراتيجيات والخطط في عواصم المدن الباردة ، ويقف خلفها ثلة من الانتهازيين واصحاب المصلحة الذين باعوا وطنهم رخيصا بحفنة دولارات ، وتمرقوا في مستنقع الفساد والانتهازية واصبحوا في خانة العمالة والارتزاق ، ففي وقتنا الراهن تحديدا لاصوت يعلو على صوت الوطن بعد أن تكبدنا من صنوف العذاب والجحيم مايعجز القلم عن تسطيره، وبعد ان صرنا في المرتبة الاولى متصدرين قوائم الفساد العالمية وكشوفات انعدام الذمم والضمير الاخلاقي والوطني .
المرحلةالحالية بالتأكيد ليست للهرجلة والعشوائية والمحاصصة والترضيات والمجاملة ، ولا للشعارات البراقة الزائفة ، ولا للجان فاقدة المحتوى والعمق والقيمة ، ولا للمؤتمرات والحوارات العقيمة إن لم تكن حوارات جادة الغرض منها مصلحة الوطن ، ونقولها بالصوت العالي في هذا الظرف العصيب لا لأصحاب المصلحة والمفسدين والفاسدين في الارض
المرحلة الحالية هي مرحلة الضمير الوطني الحي ، والانسان السوداني القويم الملتزم بمصالح وطنه ورقي شعبه وحقهم في رغد العيش والحياة الكريمة ، فهذا الوطن الذي يسمى السودان يسعنا جميعا ، وهو واحد من أجمل الاوطان ، وله نكهة ومذاق خاص كنكهة الاناناس الفلبيني المخلوط بالمنقة الكسلاوية ، وشعبه من اكرم واميز شعوب الدنيا قاطبة
لقد صبر شعبنا وآن له أن يستريح ويتفرغ لبناء وطن وحضارة عظيمة تبهر وتذهل العالم كما فعل مهاتير بماليزيا ، وكما فعلت اليابان بعد قنبلة هيروشيما الذرية، ونحن شعب يمتلك كل ادوات ووسائل الحضارة المطلوبة فافسحوا لنا المجال اثابكم الله ، واتركوا خلافاتكم جانبا ، ومكنوا هذا الشعب ليس من السلطة والجاه والثرورة بالطبع ، بل مكنوه من الثورة والانعتاق وتفجير الطاقات ليقرر مصيره بلا تدخل أو تاثير من أحد
اعقدوا مؤتمراتكم وجمعياتكم العامة ، نظموا انفسكم وجماعاتكم ، ارسموا خارطة طريقكم قدموا برامجكم ومرتكزاتكم الفكرية والايدولوجية بشرط ان يكون ذلك من حر مالكم وبعيدا عن اي شئ له تأثير وذي علاقة بمصالح الامة فشعبنا ووطننا قد صار مسخا مشوها امام محاولات التدمير الممنهج لذاته وقدراته ومكتسباته على الرغم من اننا امة تستطيع الوصول للهدف بالسرعة المرجوة بفضل الامكانات والوسائل السودانية الخاصة التي تمتلكها وتتميز بها عن غيرها من الشعوب ونعتقد أنه لايزال هناك شعاع أمل بنهاية النفق يستطيع شعبنا النفاذ من خلاله ومن ثم الوقوف على أرجله ونأمل تمكيننا من ذلك في الزمن الضائع او من خلال الاشواط الاضافية الاخيرة
لقد انتهت اللعبة وعرف كل واحد مصيره ، ورأي الشعب فيه ، وفي السياق ذاته اكتملت كافة التجارب المعملية ، وانتهت جميع السيناريوهات والمراحل وتم استنفاد كل الخطط والنتيجة النهائية هي الفشل الذريع والعودة لمربع الحوار .
على المترفين والانتهازيين والفاسدين واصحاب المصلحة التي لاتصب في مصلحة الوطن الافاقة من حلمهم الطويل فقد انتهى كل شئ وأدرك الوطن والشعب ماينفعه ومايضره
استيقظوا ايها الضالين من سباتكم فهذا البلد ليس ضيعة لكم تتصرفوا فيها كما تشاوؤن ولم يعطكم أحد حق الولاية عليه وعلى خيراته ، وعندما اقول الضالين المترفين فانني اعني بهما (اي شخص أو جهة ارتكبت جرما في حق هذا الوطن وشعبه الابي )
نحن ابناء تهراقا ومهيرة واحفاد دقنة وعلي عبداللطيف وإخوة المك نمر، نحن تاريخ وحضارة وعظمة لن تمحها خطرفة بعض الحمقى وترهات بعض الصقور ، نحن شعب ذكي جدا ظللنا نراقب بعين فاحصة مايحدث في وطننا منذ الاستقلال وحتى تاريخه وقد استفدنا تماما من العظات والعبروالدروس وتجارب السنين وادركنا قيمة الحياة بشرف ومعنى ان تكون مواطنا صالحا وانه لايبقى في النهاية الا الصحيح ، نفهمها طايرة كما يقولون، وقد صبرنا على الاذي والمكاره واعطينا كل من تولى ذروة سنامنا الفرصة تلو الاخرى ورغما عن ذلك صدمنا بالنتائج واحبطتنا التخبطات
لقدفقد شعبنا أي بارقةأمل في اي تغيير أو إصلاح يذكر ، ودونكم المقالات العديدة التي تذخر بها صحيفتكم الاليكترونية الغراء ، لقد صرنا في الوقت الراهن شعبا بلاهوية يتحين فقط الفرصة للانقضاض على فريسته ولازلنا قابضين على جمر القضية ، وقد ملَ شعبنا شعارات الجوع والهزيمة والاستسلام ودعاوي الانتهازيين وعلى الباغي تدور الدوائر.
[email][email protected][/email]
خايف يا طارق بعد كلامك السمح دا نجي نكتب ليك حضرنا ولم نجدكم