أخبار السودان

حكاية المحكمة الجنائية الدولية..!!

عندما أعلن أوكامبو اتهامه للبشير بارتكاب جرائم حرب في دارفور ووضعه في قائمة المطلوبين للعدالة ثارت في شوارع الخرطوم مظاهرات (رسمية) من ذلك النوع الذي برع فيه النظام السابق، يحشد موظفي الحكومة المغلوبين على أمرهم والتلاميذ الصغار من وراء ظهر أولياء أمرهم الذين يحسبون أن أطفالهم في المدرسة ولا يدرون أنهم اقتيدوا خلسة ليملأوا عين كاميرات التصوير وتبدو الصور (حاشدة)..

في تلك الأيام العجيبة وصل إلى الخرطوم المستشار القانوني للمحكمة الدولية ودعا مجموعة من الصحفيين للالتقاء به.. لا زلت أذكر كلماته بكل وضوح.. سخر من المظاهرات وقال ليس هكذا تعالج القضايا (القانونية).. وقال، بدلاً من إضاعة الوقت الأفضل أن تتوجه الحكومة السودانية مباشرة للتعامل القانوني فتلقي القبض على أي مسؤول ورد اسمه في لائحة الاتهام ليقدم إلى المحاكمة داخل السودان.. ذلك وحده الأسلوب الذي يمنع تدخل المحكمة الجنائية الدولية.. لأنها تعمل حينما لا يكون القضاء الوطني قادراً أو راغباً في أداء مهمته ومحاسبة المتورطين في أعمال ضد الإنسانية..

والقاعدة القانونية المعروفة تؤكد أن الإنسان لا يحاكم بنفس الجريمة مرتين.. فإذا ما خضع لمحكمة وطنية داخل السودان فإن ذلك يمنع عرضه على المحكمة الجنائية الدولية حتى لا تتكرر المحاكمة في نفس الجريمة مرتين.

الأن يدور لغط عجيب حول تسليم المخلوع للمحكمة الجنائية الدولية.. إذا وافقت الحكومة السودانية على تسليم المخلوع فهي بذلك تعترف أمام العالم كله أن القضاء السوداني غير قادر أو راغب في محاكمة ومحاسبة المخلوع.. فهل فعلا قضاؤنا الوطني السوداني غير قادر على إنفاذ القانون في المخلوع؟

الإجابة على السؤال خطيرة للغاية لأنها تضرب في كل الاتجاهات.. ليس القانونية أو السياسية وحدها بل حتى الاقتصادية، بالله قل لي من هو المستثمر الذي يجلب أمواله للاستثمار في بلد أقر واعترف أن قضاءه الوطني غير قادر أو راغب في محاكمة موظف دولة حتى ولو كان بدرجة رئيس جمهورية..

الدولة التي تسلم مواطنيها ليحاكموا في قضاء أجنبي آخر تعلن على رؤوس الأشهاد وللعالم أجمع أنها دولة عارية من القضاء المستقل النزيه.. وأنها تعاني من حالة غياب (دولة القانون).. فهل السودان دولة فاشلة تعطل القضاء فيها؟

ومع ذلك يطل سؤال آخر.. وماذا إذا مثل المخلوع أمام المحكمة الجنائية الدولية ثم صدر الحكم لصالحه .. تحت أي عذر مثلاً تقاعس الاتهام في إقناع المحكمة ببراهين وأدلة واضحة تؤكد أنه هو من أمر بالقتل والتشريد.. بالله تخيلوا معي عندما يعود المخلوع من المحكمة حاملاً صك البراءة!!

طبعاً لا تقل لي لن يحدث ذلك، فكل شيء وارد طالما أن القاضي في النهاية يعمل وفق قناعته بما يعرض أمامه.. فقد يفشل الاتهام..

لكل هذا .. لا أتفق إطلاقاً مع من يطلب تسليم المخلوع للجنائية.. لدينا قضاء قادر وراغب في تحقيق العدالة إشاعة مبدأ المحاسبة والمسؤولية..

عثمان ميرغني

التيار

‫13 تعليقات

  1. يا با شمهندس عثمان — بطل ورجقة و إستهبال — إنتا بعضمة لسانك قلت الملشيا الهجمت عليك بالضرب لحدت ما قربوا يقدوا عينك إتعرفوا – و زمان ما كانت قادر تاخد حقك لانو مافي قضاء نزيه – (حاليا البشير سقط و شبع سقوط )وبلاغك مازال مفتوح مالك ما مشيت حركتوا عشان يحاكموا ليك الناس الاتهجموا عليك في ظل هذا القضاء الانتا مقتنع بيه و (الذي يعمل في ظروف طبيعية).

  2. (الدولة التي تسلم مواطنيها ليحاكموا في قضاء أجنبي آخر تعلن على رؤوس الأشهاد وللعالم أجمع أنها دولة عارية من القضاء المستقل النزيه.)
    هل انت مقتنع بان القضاء نزيه ولا كتابة والسلام

  3. كلامك هذا مردود عليك رواندا وصربيا ارسلت متهمين الي المحكمة الجنائية واصبحت دولهم اكثر احتراما في عيون العالم وقبله للاستثمار العالمي القضاء سوداني فاسد والقانون السوداني ليس فيه مواد تحاكم مرتكبي جرائم الابادة الجماعية دولة تعتمد على الجوديات في حل مشاكل القتل الجماعي تقول لي قضاء سوداني

  4. خلاص بدأت يا عثمان
    امشي شوف قضيتك في ظل القضاء العادل
    من الذي املي عليك الكتابه في هذا الموضوع
    من المستفيد من عدم محاكمه البشير في الجنائيه
    بطل لخبطه

    1. عثمان ميرغني يطالب بعدم تسليم البشير للجنائية ليس حباً في البشير و لا حرصاً علي مصلحة السودان بل تنفيذاً لسياسة تنظيم الأخوان المسلميين لأنهم يدركون تماماً أن البشير سوف يورطهم في قضايا إرهابية . لذلك أرجح بأن يقوموا بإغتيال البشير و كل المطلوبين للجنائية .

  5. ثم لماذا لم (يتجوعل) البشير ويسلم نفسه فداء لشعبه
    فإن كن مذنبا نال جزائه وإن كان غير ذلك عاد لوطنه مكرما
    لماذا يطالب بالتضحية بثلثي الشعب إن كان رأس شخص واحد يكفي لذلك ؟

  6. من الاجدى والانفع تسليم المخلوع للجنائية لان القضاء عندنا حدث ولاحرج ثم حتى لوحكم على البشير كيفما كانت الاحكام ربما تكون مع وقف النفيذ لعامل السن وبعدين البشير ركبو اتعسمت من عدم الرقيص يقوم يموت لينا غم ساكت داخل الحراسة ويصبح مثل المرحوم محمد مرسى وهاك يامنظمات مجتمع مدنى وحقوق انسان وكيزان بدعوى ان الحكومة تسببت فى قتله

  7. والله يا عثمان ميرغني كنت مخدوع فيك ولوقت طويل ظنا مني (وان بعض الظن اثم )بانك كوز لكن صاحب مبدأ واخلاق , فاليوم كشفت وجهك الكيزاني الحقيقي؟!!! اين هذا القضاء الذي تتحدث عنه ؟ الا تعلم حال ما يسمي بالقضاء السوداني وما فعلوه فيه ناسك؟ والله اليوم احتقرتك كثيييرا مثل هذا المقال يجب الا ياتي منك يا اخي عييييب عليك

  8. اذا كانت هناك عدالة لماذا لم توجه تهمة القتل في دار فور وهو شاهد علي نفسه بدل هذه التهمة أيهما أكثر جرما

  9. أيهما أكثر وأكبر جرما حيازة عملة اجنبية ولا القتل في دارفور واعترف الجاني علي رئيس الأشهاد….
    لماذا لم توجه له هذه التهمة بدل التهمة الهزيلة …
    اين القضاء والعدالة (موجودين بالسودان؟؟؟؟؟ )

  10. يااااسى عثمان يا كوز يا رهيب اذا الجنائية عارف ان القضاء فى بلدك نزية ابدا ما كان طلبت زعيمك الرقاص … ياكوز اذا عندك قضية فى المحكمة بتاعت نزاع فى ايجار شقة بتاخذ سنة ودا مابتستاهل اكثر من شهر وتقول قضاء نزية روح بالله .بلا كلام فارق هو اذا في قضاء نزية ماكان بلدنا وصل لهذة الحالة سواء زمن الرقاص او الان كل واحد البلد راح فى شربة مية

  11. يااااسى عثمان يا كوز يا رهيب اذا الجنائية عارف ان القضاء فى بلدك نزية ابدا ما كان طلبت زعيمك الرقاص … ياكوز اذا عندك قضية فى المحكمة بتاعت نزاع فى ايجار شقة بتاخذ سنة ودا مابتستاهل اكثر من شهر وتقول قضاء نزية روح بالله .بلا كلام فارق هو اذا في قضاء نزية ماكان بلدنا وصل لهذة الحالة سواء زمن الرقاص او الان كل واحد البلد راح فى شربة مية. شكلكم ياناس الراكوبة كيزان درجة اولى كل تعليق تقول مكرر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..