
حفظ سجلات الاراضي لها تقدير كبير في كثير من دول العالم ، تسمي الجهة المناط بها عملية الضبط بالشهر العقاري ، الكلمة تنبئ عن اعلان وإخبار بحركة نقل ملكية الاراضي والعقارات لتحقيق العدالة ومنح الاطراف المتضررة الوقت لرفع الاعتراض في نقل الحيازة وبيان موانعها.
في السودان أرسي الحكم الانجليزي لوحدات تسجيل الاراضي والعقارات قدرا عاليا من الضبط ، توزيع الاراضي يتم عبر لجان ولا تمنح الاسرة الا قطعة أرض واحدة ، ثم تغير الوضع في عهد حكم (الاخوان) ، صار التمكين هو المبدأ في تمليك أعضاء التنظيم الميادين و ومتنفس الحارات وأراضي الاوقاف ، نقل الملكية يتم بليل وبيع عقارات الدولة ترهن للبنوك أو تباع سرا ، في خارج البلاد لم تسلم عقارات حكومة السودان من البيع والتخلص دون الرجوع الي السلطات التشريعية ودون اشهار أو اعلان وقائع الرهن والتخلص بالبيع.
قرارات المراجعة في تسجيلات الاراضي تقابل الان بكثير من المعارضة من قبل الاخوان ، حجتهم أن عمليات نزع الاراضي والعقارات تمثل تشهيرا ونسوا أنهم منعوا مبتدأ النشر أو الاشهار والإعلان حينما تملكوا الميادين العامة وأراضي كافوري ووسط الخرطوم ، بيع بيوت السودان في جنيف ولندن والتخلص من بعض الاوقاف في أرض الحجاز تم الامر بلا اشهار أو اعلان يمنح الفرصة للمعترضين . حصائل البيع والتخلص من الاراضي والعقارات الحكومية ضلت هي الاخري طريقها ولم تودع في حسابات وزارة المالية.
التعدي علي الاراضي في عهد حكم (الاخوان) مثل حالة من اغتصاب دولة وسلب أرضها وتخصيصها لفئة حزبية ضيقة عددا وعدة ، يحقق لها تملك الارض القوة والمال الذي يربو بتطاول السنين ثم يغدو عملة صعبة يرتفع ثمنها ويزداد الطلب عليها عاما بعد اخر. يمكنها ذلك من العودة للحكم كرة أخري بشتي الطرق ، الحال يمكن أن يقارن باعتداء قبيلة مستضعفة بليل علي قبيلة كبري في عهد الجاهلية وسلب أراضيها وتهجيرها.ومثلها في الحاضر هو ما تقوم به اسرائيل مع الفارق.
للأسف ، بعض زعماء حركات الكفاح المسلح كانت أولويتهم بعد اتفاق سلام جوبا هو نعت نزع الاراضي والعقارات من الاحوان بالتشهير ، فات علي أولئك الزعماء وهم في المعارضة رفع الصوت والمطالبة بمبدأ إشهار وإعلان نقل ملكية العقارات والأراضي في السودان ، الاولوية لإنفاذ اتفاق السلام يحسبه العاقل في الوقوف حاليا مع أصحاب المصلحة في معسكر كلما وبقية معسكرات النازحين في دارفور ، بدلا عن ذلك ،اختار بعض الزعماء الدفاع عن تملك الاخوان للأراضي والعقارات في كافوري وعلي شارع النيل وأخري بآلاف الافدنة في أخصب مناطق السودان الزراعية .
اشهار وإعلان حركة نقل ملكية الاراضي والعقارات ومراعاة ضبط سجل الاراضي يجب أن تكون انفاذا للسلام الذي تنشده شعارات ثورة ديسمبر المجيدة ، عدالة تملك الاراضي والعقارات يحقق الشرعية دون منازعات لاحقة توصف وتنعت بحركات تشهير، بعض زعماء حركات الكفاح المسلح — هداهم الله— ما زالوا عند محطة قسمة الثروة وهم يعلمون جيدا أن التمكين نقل ثروات السودان الي حضن متنفذي تنظيم الاخوان ، فالدفاع عن غنائم التمكين ربما حقق قسما أكبر من الكيكة يحصل عليه عضو التنظيم القادم من الفلوات لينيخ المطايا عند عتبات الامراء الجدد الذين حصلوا علي أراضي وعقارات ميادين وأوقاف تمكينا بعد غزو امارة السودان واغتصاب أرضها وحتي بعض معارضيها من أهل الرأي والقلم.