فـاجعة البحيرة.. دروس وعبر

شاهدت تغطية قناة الجزيرة الأخبارية لفاجعة البحيرة والتي فاق عدد ضحاياها العشرون روحاً ، وكانت رواية قائد المركب صاحب الحادثة مرتبة ومنطقية وواضحة ، فقد شرح لنا قائد المركب أن المركب كان قد تعطل بهم أثناء سيرهم ، ولاحظ قائد المركب حينئذ أنه حيال إصطدام وشيك بشجرة يطل جزءها العلوي أعلى سطح ماء البحيرة ، وأدرك أيضاً أنه بدون إستخدام الماكينة ?لأنها متعطلة- لا يمكنه تفادي الإصطدام الوشيك ، فما كان منه إلا أن قام بتنبيه التلاميذ بأنهم سوف يصطدمون بالشجرة وعليهم أخذ الحيطة ومن جانبه سوف يبذل جهده لتخفيف الأصطدام ما أستطاع.
حدث الإصطدام وثبت المركب وقامت إحدي التلميذات بإطلاق زغرودة الفرح معبرة عن نجاتهم وتجاوب معها باقي التلاميذ ثم غادر التلاميذ أماكن جلوسهم بالمركب للمشاركة مع زملاءهم ناسين أن الأمر سوف يخل بإتزان المركب.

بذل قائد المركب جهده في إعادة التلاميذ لأماكنهم وتحذيرهم من مغبة فعلهم لكن قدر الله كان أسرع فقد إختل توازن المركب وساعدت شدة التيار في إنكفاءه بمن فيه.
نستخلص من رواية قائد المركب الآتي:

1. وجود أخطار ملاحية متمثلة في سيقان وفروع الأشجار التي تظهر أعلى سطح الماء.
2. شدة التيار والتي كانت العامل الرئيس في غرق الأطفال لأن معظمهم يجيد السباحة.
3. سلوك التلاميذ داخل المركب كان العامل الأول الذي أدى لإنكفاء المركب.

التعامل مع الأخطار الملاحية

واضح وجلى أن أهالي البحيرة درجوا على إستخدام القوارب للإنتقال إلى الضفة الأخرى ، إذن فهو نشاط معلوم ومحفوف بالخطر ، وإذا أتيت بطفل لم يبلغ العاشرة وسألته عن ظنه بالمخاطر التي تحف هذا النشاط لأجابك بلا تردد “الغرق”….!!

إن السيد الوالي ومن قبله المعتمد يبدو أنهم يستخدمون الأنترنت في أشياء أخر غير فائدة البشر..!!؟؟

هذه الأشجار في البحيرة والتي رأيناها في فيديو قناة الجزيرة تمثل خطراً كبيراً يحيق بمن يمارس الملاحة في البحيرة ، وإجتثاثها على الأطلاق لا تبلغ تكلفته ما يكلف حفر بئر بترول…!!؟؟ لكنه عجز القادرين على التمـام…وما أقبحه

شدة التيـار

إن تأثير شدة التيار معلوم لمن درس الملاحة البحرية أنه يجب وضعه في الأعتبار ، فهو يرغم العائمة على السير وفق إتجاهه ، وهو يشكل خطر كبير لأنه شيء يسهل حسابه بينما يصعب الإحساس به على ظهر العائمة.

هنا يبرز دور الحكومات الواعية والتي تراعي حرمة النفس البشرية ، فشدة التيار معلومة متوفرة لدي الدفاع المدني قسم الإنقاذ النهري ، وفي حال بلوغ شدة التيار مبلغ الخطر يجب تبليغ كل المناطق التي تمارس فيها الملاحة النهرية وبالذات نقل الركاب من ضفة إلى أخرى ، ويجب على الحكومة حفاظاً منها لأرواح الناس منع الملاحة النهرية حتى يسمح الظرف بذلك.
وفي حالة قارب البحيرة المنكوب ، كان حري بقائد القارب أن يفرض عليه وجود ماكينة إحتياطي ، وشخص آخر يكون مساعد له ، ومجاديف لتمكنهم من التجديف حال تعطل الماكينة.

سلوك الأطفال داخل القـارب

ماهو معلوم أن الأطفال غير مسئولين من سلوكهم ، وهذا ما يرهق الكبار ويعظم دورهم ، ومن رواية قائد القارب نجد أن سلوك الأطفال داخل القارب كان عامل في الأخلال بإتزان القارب وعمل على إنكفاءه.

ويبرز السؤال الكبير وهو أين المشرف على هؤلاء الأطفال على ظهر القارب…؟؟

هل من العبط أن يكون هنالك شخص مسئول من الأطفال على ظهر القارب…!!؟؟ كيف للأطفال أن يعوا أن مغادرتهم لأماكنهم وبقاءهم في جانب واحد من جوانب القارب سوف يؤدي إلى إنكفاءه..؟؟

يا أيها المسئول ، ماذا كان يضيرك إذا قمت بفرض تعيين شخص مشرف على الأطفال حال صعودهم على ظهر القارب..؟؟

رواية الوالد المكلوم عمر سليمان:

يا أخي عمر والله لقد حملت كل معاني الرجولة وأنت تتحدث لقناة الجزيرة ، ليتك رئيسنا يا عمر سليمان ، أسأل الله العظيم أن يرزقك بيت الحمد في الجنة…اللهم آمين

بكل لسان عف وثبات ذكر الأخ عمر أنه فقد بناته كلهم ، وهو موقن أنه أمر الله ، لكنه ذكر أنهم قد شكوا حتى ملوا ، وذكر أيضاً أنهم كانوا يحسون بأن هذا اليوم آت ، يوم الكارثة ، وذلك لأنهم يدركون أن أطفالهم يذهبون إلى المدرسة بشكل غير آمن على الأطلاق.

ومن رواية الأخ عمر نستشف أن ممارسة الملاحة على ضفتي البحيرة لم تكن شيء آمن تألفه النفس ، وإنما كان شيء يفعلونه لعدم وجود البديل ، فقد أشار الأخ عمر إلى المدرسة التي كان يذهب إليها أبناءه بيديه وذكر أنهم يرون المدرسة من على الضفة الأخري ، ورغم ذلك عليهم وضع فلذات أكبادهم في فوهة الخطر كل صباح لعدم وجود البديل.
بواعث عدم الأحساس بالأمن من ممارسة الملاحة في البحيرة

1. عدم وجود مرابط آمنة تمكن مستغلي القوارب من عملية الصعود والنزول من القوارب
2. القوارب في أساسها غير مصنعة لخدمة نقل البشر ، وإنما هي قوارب صيد
3. إفتقار القوارب لمعدات السلامة
4. عدم تحديد حمولة القارب من الركاب وإنما هي شيء متروك لقائد القارب ليبت فيه

رواية السيد المعتمد

كان السيد المعتمد مرتبكا في حديثه ، حتى أن والد البنات الخمس كان أكثر رباطة جأش منه في حديثه ، وختم المعتمد حديثه بعبارة لو خلطت بماء البحر لغيرت طعمه ولونه من قبحها.

ذكر المعتمد أن الحادث طبيعي..لا شبهة جنائية فيه..!!؟؟ وهل يعني هذا أن صفحتك بيضـاء أيها السـاذج..!!؟

ومن قبل المعتمد مهد رئيس الجمهورية أبو العابثين بأن صرح أنهم سوف يبنون مردسة وووووووو…!!

مهد رئيس الجمهورية للعابثين أن يجتهدوا لقفل ملف القضية وعدم البحث عن المقصرين بوعوده التي إذا سألناه سؤال بسيط ماذا كان يمنعك من بناء المدرسة قبل موت الصغار…!!؟؟

إنا لله وإنا إليه راجعون…

مصابنا أن رئيسنا بلغ به السفه مبلغ يجب وضع حد له عااااجل غير آجل.

[email][email protected][/email]