سيّد نفسك مين أسيادك؟

حمدان كمبو
ماك هوين سهل قيادك سيد نفسك مين اسيادك؟ ديل اولادك وديل امجادك ونيلك هيلك جرى قدامك تحت اقدامك رجع صداك وسجع نحاسك وانت نسيج الفداء هندامك وانت نشيد الصبح كلامك وعطر انفاسك ارفع صوتك هيبة وجبرة خلي نشيدك عالي النبرة خلي جراح اولادك تبرا.
من رحم المعاناة يتولد الإبداع، ثلاثون عاما من المعاناة والتشرد والتشرذم ونهب امول الشعب، واللعب بعقول البسطاء، والتجارة باسم الدين (هي لله هي لله..) وبث الكراهية في نفوس الشعب وحياكة المؤامرات والفتن والتفرقة العنصرية والمحاباة واكل أموال السحت، نعم ثلاثون عاماً من الاقصاء والتمكين الممنهج. أخيرا أبدع الشعب وخرج الي الشارع ليقول كلمته.
بعد نفاذ صبر الشعب ان الأوان ليدلي بكلمته في وجه الطغاة. انطلقت ثورتهم المجيدة، ثورة المجد التليد، ثورة الشعب، ثورة الجياع، ثورة الشباب، المهنيين، الأحزاب المعارضة، ثورة ضد القهر والاستبداد سمها كما شئت المهم انطلقت ثورتهم.
خرج الشعب السوداني لأعاده امجاده، خرجوا من كل فج عميق خرجوا من الدمازين عروس النيل الأزرق، ومن عطبرة بلد الحديد والنار ارض الصمود ومن بورتسودان درة الشرق ارض عثمان دقنه، ومن الجزيرة الخضراء ارض المحنة، ومن الأبيض شيكان وام دبيكرات ومن فاشر السلطان ومن القضارف ارض الخير دنقلا الحبيبة، والخرطوم امدرمان وبحري.
خرج شبابنا قالوا لا للظلم، لا للاستبداد، حرية سلام وعدالة الثورة خيار الشعب نعم خرجوا كالأسود الضارية رسخ في مخيلتهم ان الحرية والكرامة فريستهم يهتفون بلا كلل او ملل يطاردهم كلاب الأمن يكرون ويفرون ثم ينطلقون كالبرق ينشدون التغيير وعندما تطلق عليهم الشرطة ومليشيات النظام الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي بواسطة القناصة ويسقط واحداً منهم يصبحوا كالمجانين ويهرولون ويزداد هدير صوتهم ويهتفون حرية سلام وعدالة الثورة خيار الشعب كأنها ترياق حياتهم والسبيل الوحيد لنجاتهم.
الكل في الميدان بداية من الأطفال والنساء شيبة وشباب بل حتى ذوي الاحتياجات الخاصة وصولا الي الشرفاء من المهنيين والمناضلين لذا الجميع يريد التخلص من الطاغوت والمستعمر البغيض الذي احتل البلاد باستجلاب مرتزقة من غرب القارة لقتل واغتصاب النساء وإبادة شعب الهامش على مدى الثلاثيين عاما التي قضاها في الحكم لذا أصبحت مسالة الثورة لهم مسالة حياة او موت.
نعم يا سادة هذا هو السودان وهؤلاء هم السودانيين الذين عرفتهم البشرية بأنهم صانعي الثورات، لذا ثورتهم تأتي بصورة مختلفة عن الاخرين (محل قبلت القاهم معايا زي ضلي لو ما جيت من زي ديلا واسفاي وامأساتي واذلي) الاروع في هذه الثورة انها خرجت دون تحريك من أحد، فالشعب هو قائد قطار الثورة والكل خلف الشعب.
النظام يرتعد ويرتجف لا يدري الي أين يذهب كما نطقها الخال الرئاسي (نشيل بقجنا ونمشي وين)؟
اخيراً: على العقلاء من أهل هذا النظام الاستجابة لصوت العقل وحث البشير لتسليم السلطة والانحياز لإرادة الشعب والذهاب بما تبقي من كرامتهم ان كان لديهم كرامة أصلاً. وعلى المنتفعين من النظام نقول لهم ان الفرصة لا زالت أمامهم فعليهم الوقوف في صف الشعب عسى ولعل ان يغفر لهم سوءاتهم والعودة الي طريق الصواب (ليس عيب ان تخطي ولكن العيب التمادي في الخطأ).
كما ان الشعب يثق في القوات المسلحة السودانية ويعلم دورهم في حفظ ممتلكات البلاد من أي كائن كان وعليهم الاستعداد لحسم هذه الفوضى ووقف كل من يريد ان يتلاعب بمكتسبات الشعب.
كما ان على الشرطة ان يدركوا ان هؤلاء اخوانهم وأبناءهم خروجوا من اجلهم ومن اجل كرامتهم.
رسالة اخرى الي قائد قوات الدعم السريع حميدتي ان كان فيك ذرة ولاء للوطن كما تتدعي فأمامك الان فرصة تاريخية، واتتك على طبق من ذهب لا تفوتها أعلن انحيازك للشعب. أوقف كل الانتهاكات والمظاهر السالبة التي دنست ثوبك وانت تعلم ان هذا النظام كما صرحت قبل بضعة أيام هم اس البلاء وسبب المعاناة اقطع عنهم الدعم هم الان يخططون لتصفيتك لأنهم لم يعجبهم حديثك. انتبه لنفسك هذه المرة وحذاري ان (يشتغلوا فيك سياسة) اشتغل فيهم انت (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين).
كما أوجه رسالة أخيرة للشعب السوداني أنتم منبع فخرنا استمروا في الاحتجاجات ولا تتوقفوا هذا النظام يحتضر وهو الان يلفظ انفاسه الأخيرة لا تتركوا له مجال لالتقاط أنفاسه أنتم أمام فرصة تاريخية لإعادة امجاد البلاد والعودة الي الطريق الصحيح إرادة الشعب لا تقهر ما ضاع حق وراءه مطالب والحق يؤخذ عنوة ولا يطالب به.