مقالات وآراء

حرب الحروب ، وأم الحروب .. وخطاب الخرطوم القديم الجديد

حسن بشير هارون

تقول الطرفه ، رغم ان المجال ملئ بالمأسى والجراح ، لكن الشئ بالشئ يذكر لتوضيح المقال والشرح المفيد .
ان قروى بدوى من ارياف السودان القصى اشترى راديو من مدينة الخرطوم اثناء زيارة خاصة للخرطوم بسعر غالى جدا .
ثم حمل الراديو وذهبه به إلى قريته (مرحيليه) أقصى اطراف،السودان . يالعجب ما ان فتح المذياع حتى سمع (هنا امدرمان ) فقال له صاحبه [هنا مرحيليه وليس امدرمان )
واستمر خطاب،الغلاط والمغالطه بين (هنا امدرمان ) و (هنا مرحيليه)حتى انجلت المعركه بتحطيم الراديو بأنه كضاب مضلل ناكر للحقيقه .

حاليا ما يدور فى الإعلام يشابه ذلك تماما
انه خطاب الخرطوم الذى ظل منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا لا يرى الا (هنا امدرمان ) حيث الشعب السودانى هو شعب الخرطوم ان خالفته كل شعوب الأطراف. وما نشهده ونسمعه فى اعلام الخرطوم الرسمى إنكار للحقائق المتعلقه بشعوب السودان وجيوش السودان وقبائل السودان .

كل من يذكر السودان بشعب واحد او جيش واحد هو شبيه بمن يقول هنا امدرمان وهو فى (مرحيليه)
ما زال السودان شعوب متعدده ، الحمية القبليه والجهويه اكبر،من اللحمة الوطنيه . السياده والاعزاز للقبيله او الجهة قبل ما يسمى بالوطن وهو اطارى نرجسي يتسلق به الساسه مراقى السلطه عندما يفقدوها يعودوا لمنابعهم القبليه والجهويه لسندهم لتحقيق الأهداف النبيله وغير النبيله أيضا

هكذا فعلت حركات وقادة الجنوب منذ اقرى جادين وجوزف لاقو وحتى جون قرنق ثم سار على نهجهم مالك عقار والحلو وعبدالواحد نور ومن قبل يعقوب يحى بولاد ثم جاء بعده مناوى ورهطه ودكتور خليل ابراهيم القتيل وأخيه جبريل ابراهيم .
عليه أن حرب الحروب،وأم الحروب، ان لم تتجاوز خطاب الخرطوم ولغة (هنا امدرمان) فإنها لن تفضى الا إلى ما افضت اليه نيفاشا وانفصال الجنوب بتكلفة عاليه جدا كان يمكن أن تكون أقل لو كان خطاب الخرطوم ولغة (هنا امدرمان) عقلانيه راشده تقودها العقليه المدنيه او المؤسسيه كانت متأصله معترفه.
واقع الحال شعوب السودان ما زالت قبليه تستنصر بانتماءها القبلى ان كان ابنها ظالما او مظلوم . ثم تتحول القضيه إلى ثأر اذا هزم صاحبها .
حرب الحروب او ام الحروب،نهايتها وايقافها لا يتم الا بالاعتراف بالواقع ومحاورته بعقلانية ورشد دون الركون إلى نرجسيه(هنا امدرمان) وخطاب الخرطوم الذى مع الأسف يجهل لغة الحساب والتاريخ والواقع
الحساب،يقول تعداد السودان معروف .
-الإقليم الاوسط حوالى ١٠ مليون
– العاصمة الخرطوم حوالى ٩ ونص مليون
-دار فور حوالى ٩مليون
-إقليم كردفان حوالى ٦ مليون
-الشرقى حوالى ٥ مليون
– الإقليم الشمالى حوالى ٢ مليون
لكن الملاحظ ان نص سكان الخرطوم والاوسط والشرق من انتماءات دار فور مما يرفع نسبة الدارفوريين إلى اكثر من ٢٠ مليون اى نسبه ٥٠% من سكان السودان إضافة إلى ان نسبه قلة الوعى التى ترجح كفة الانتماء القبلى إلى القومى .
اما من حيث سرد التاريخ فإن السودان بمؤسسيته لم يستطيع مطلقا هزيمة تكتل قبلى سواء كان فى الجنوب او جبال النوبه او النيل الأزرق او دار فور .

فكل قاطنى القصر،الرئاسئ وفدوا اليه حربا او تفاوضا عبر انتماءهم القبلى الجهوى .
اما واقع اليوم يشير ان جماعة الدعم السريع والموالين والمساندين والداعمين يجمعون كل المصوغات المذكوره فضلا عن تمكنهم من الوصول إلى(هنا امدرمان) الذى لم تحظى حركة مسلحه او جيش من الوصول إليها او تاسيس قوة داخل المراكز برؤية سياسيه تتوافق،مع بعض مفاهيم القوة الحديثه فى منظار الحكم والاداره ومدنية الدولة والتغير من مواعين الماضى المؤسسى النمطى إلى سياد الشعب على المؤسسيه نفسها حتى لو كانت نظامية كالجيش والامن

خلاصة قولنا لنهاية حرب الحروب وأم الحروب لابد من التلاقي الفكرى اولا فى معرفة وتعريف مكونات وشعوب السودان بدلا من لغة (هنا امدرمان) وخطاب الخرطوم النرجسى النظرى خاص اهل الياقات الملونه والكرفتات المذركشه الذين يملئون الفضائيات و(هنا امدرمان ) ضجيجا وصياح.

حسن بشير هارون

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..