الزبير سعيد ومريخ السلاطين

وأما المريخ فهو مريخ مدينة الفاشر التي ظلت ضاجة بالأحداث الصاخبة حتى قبيل أسابيع، وأما الزبير سعيد فهو ذلك المرهف الناحل الذي يجلس علي دسك الإبداع في صحيفة الخرطوم منذ سنوات.
الزبير هذا رغم الرهق والعرق الذي. يتصبب من جسده بسبب العنت العام والخاص ولكنه يمتلك ذهناً متقداً وبصيرة لا تنام وحيوية تمكنه من التقاط الصور والعبر المختبئة داخل المشهد العام ويمر عليها الكثيرون مرور الكرام.
قبل يومين التقط الزبير منفرداً طرف خيط بعيد مندس في حدث رياضي عابر لم نشاهده إلا من زاوية كرة القدم والنقاط والأهداف وخلافها، ولكن الزبير كان يتأمل في هذه المباراة بين مريخ الخرطوم ومريخ الفاشر في أفق أكثر اتساعاً وأوسع مدلولاً، وأعمق من مجرد مبارة كرة قدم انتهت بالتعادل السلبي واقتسام النقاط
فجلس الزبير ليكتب مقالاً ذكياً ينضح بالدلالات واختار له هذا العنوان (مريخ الفاشر أقوى من الحركات المسلحة!!). ولعل هذا العنوان وهذا الارتحال الجميل لاصطياد هذه الدلالات العميقة هو أجمل لقطات المباراة والزبير هو نجمها الأوحد بغير منازع.
ما أهم أن يكون مريخ الفاشر أقوى من الحركات المسلحه وأقوى من كل الأحزاب السياسية وما أجمل أن تكون كرة القدم أقوى من السياسة، وأهم البلدان التي تنام على فراش الطمأنينة من المغرب هي تلك التي تقبع السياسية وأحزابها في آخر اهتماماتها ولا تمارس إلا في نطاق ضيق ومحصور ومحدود.
والبلدان المحتقنة هي تلك التعيسة التي تتمدد السياسية وأخبارها في كل المستويات وينحسر كل ما عداها. خذ سوريا ومنذ اندلاع الحريق فيها هل أخرجت للناس نجماً في الشعر أو الغناء أو التمثيل أو كرة القدم؟، إنه فقط بشار والشبيحة وداعش (ظلمات بعضها فوق بعض) كلما ازدهر مريخ الفاشر كلما ذبل السلاح وبمقدار نقاط هلال كادقلي تتمدد مساحات السلام والأمان الاجتماعي والذين يصفقون لهدف وتمريرات فيصل العجب أكبر من عضوية حركة عبد الواحد محمد نور وحميمية الونسة والمزاح في مدرجات التشجيع أصدق من مجالس الصلح المزعومة ونجوم الكرة يسكنون قلوب الناس أكثر من زعماء الأحزاب السياسية والحركات الوهمية، وإن ما تطفئه هذه الأنشطة الرياضية أكثر نفعاً ووضوحاً من كل المواثيق التي يكتبها سماسرة الحرب ثم يبلونها ويدلقون ماءها
اليوم التالي
نحنا ذاتنا ما ذهب ودهب وتبر واغلئ من الذهب الوانا وقلوبنا وكلامنا حتئ الاسود لامع زي الياقوت الاسود (اندر واغلئ زمرد في الوجود ولا يوجد الا محروس عند مولاه وفقط )
اخي حسن اسماعيل لم اقرأ مقال الزبير النابه دوما ولكني من الذين يقولون كرة القدم وبالذات في السودان جزء من اليات تكوين الانسان القومي والذي هو مصيبة مصائب السودان وذلك اضافة لاليات اخري مثل الداخليات في نظام التعليم القديم واشياء احري اكتب عنها باستمرار بحثا عن مشروع للدولة لحياة الانسان القومي كمصر مثلا ولكن الانقاذ خربت كل شئ حتي الداخليات التي عرفتنا في زمان مضي علي بعضنا وجمعتنا ومزجتنا بماء الوطن ها هم شلعوها مع انهم من تربيتها واهم ما في الداخليات انها عرفتنا علي بعض وفي الاسلام اهم مبدأ في الحياة الاجتماعية التعارف (يا ايها النا انا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفا ) انظر للخطاب بالناس كانها ثقافة كونية وكيف تامن ان لم تعرفه ثم يبتدأ التدرج في العلاقة الي المصاهرة مثلا فتنمحي القبلية تدريجيا وتبني الوطنية والانقاذ حاربت الرياضية والفن وها هي عادت لهما بعد انفض سامر الجماهير عنها الهاء وترعي تمزيق المجتمع كما في الصحف الرياضية وكتابها الذين يدفع لهم بسخاء فاصبح مطلوبا لصعوبته حتي لو بذبح الوطن نحن لدينا تريد ان تحكم فقط ولا يهمها ما يحدث حارج اسوارها !!!