لندن وواشنطن تدعوان للتحقق بعد تقارير أوكرانية عن تعرض ماريوبول لهجوم كيميائي روسي

دعت كل من واشنطن ولندن إلى التحقّق من صحّة معلومات عن تعرّض مدينة ماريوبول جنوب شرقي أوكرانيا لهجوم كيميائي روسي، وذلك بعد إعلان كتيبة آزوف الأوكرانية أنّ طائرة مسيّرة روسية ألقت “مادّة سامّة” على عسكريين ومدنيين أوكرانيين في المدينة المحاصرة.
وأعلنت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، الإثنين، أنّ بلادها تتحقّق من صحّة معلومات عن استخدام القوات الروسية أسلحة كيميائية في هجوم شنّته على مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة.
وكتبت تراس في تغريدة على “تويتر”: “هناك تقارير مفادها أنّ القوات الروسية قد تكون استخدمت عوامل كيميائية في هجوم على سكّان ماريوبول. نعمل بشكل عاجل مع الشركاء للتحقّق من التفاصيل”.
وشدّدت الوزيرة على أنّ “أيّ استخدام لمثل هذه الأسلحة سيشكّل تصعيداً وحشياً في هذا النزاع، وسنحاسب بوتين ونظامه”.
واليوم الثلاثاء، قال وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي، إنّ جميع الخيارات ستكون مطروحة على الطاولة للرد على أي استخدام للأسلحة الكيميائية في أوكرانيا من جانب روسيا.
وقال هيبي لشبكة “سكاي نيوز”: “هناك بعض الأشياء التي تتجاوز الحد، وسيكون هناك رد على استخدام الأسلحة الكيميائية وجميع الخيارات مطروحة على الطاولة حول طبيعة ذلك الرد”.
وفي واشنطن، قال المتحدّث باسم البنتاغون، جون كيربي، إنّ الإدارة الأميركية على علم بالتقارير الواردة عن هجوم كيميائي محتمل في المدينة الاستراتيجية، لكنّها لا تستطيع أن تؤكّد صحّتها.
وأضاف كيربي: “هذه المعلومات، إذا كانت صحيحة، فهي مقلقة للغاية وتعكس مخاوفنا بشأن إمكانية أن تستخدم روسيا في أوكرانيا موادّ مختلفة لمكافحة الشغب، بما في ذلك غازات مسيلة للدموع ممزوجة بموادّ كيميائية”.
وكانت البرلمانية الأوكرانية إيفانا كليمبوش قالت، في وقت سابق الإثنين، إنّ القوات الروسية استخدمت “مادة غير معروفة” في ماريوبول وإنّ أناساً في المدينة يعانون من فشل في الجهاز التنفّسي.
وكتبت كليمبوش في تغريدة على “تويتر”: “على الأرجح أسلحة كيميائية!”.
وأتت تغريدة البرلمانية الأوكرانية بعيد إعلان كتيبة آزوف الأوكرانية أنّ طائرة مسيّرة روسية ألقت “مادّة سامّة” على عسكريين ومدنيين أوكرانيين في ماريوبول.
وقال مؤسّس الكتيبة، أندريه بيليتسكي، في رسالة مصوّرة على تطبيق “تيليغرام” إنّه بعيد إلقاء الطائرة المسيّرة هذه المادّة المجهولة عانى أناس من فشل تنفّسي ومشاكل عصبية. وأضاف: “لقد ظهرت على ثلاثة أشخاص علامات واضحة على تسمّمهم بموادّ كيميائية حربية، لكن من دون عواقب كارثية”.
معلومات غير مؤكّدة
لكنّ بترو أندريوشينكو، مستشار رئيس بلدية ماريوبول قال عبر تطبيق “تيليغرام”، إنّ “المعلومات حول الهجوم الكيميائي غير مؤكّدة حالياً”، مشيراً إلى أنّ السلطات ستدلي لاحقاً بمزيد من “التفاصيل والتوضيحات،… ونحن ننتظر معلومات رسمية من العسكريين”.
من جهته قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الإثنين، إنّ روسيا قد تستخدم أسلحة كيميائية في أوكرانيا، ودعا الغرب إلى فرض عقوبات شديدة على موسكو للحيلولة دون مجرد الحديث عن استخدام مثل هذه الأسلحة.
وقال زيلينسكي في وقت متأخر من مساء الإثنين: “نتناول هذا بمنتهى الجدية”. ولم يشر إلى أن أسلحة كيميائية استُخدمت بالفعل.
وأضاف: “أود أن أذكر زعماء العالم بأن احتمالية استخدام الجيش الروسي أسلحة كيميائية نوقشت بالفعل. وكان ذلك يعني بالفعل في ذلك الوقت أنه كان من الضروري أن يكون هناك رد فعل أقوى وأسرع على العدوان الروسي“.
وتابع: “حان الوقت لإعداد هذه العقوبات بطريقة تجعلنا لا نسمع حتى كلمات عن أسلحة دمار شامل من الجانب الروسي… فرض حظر على النفط الروسي لا مفر منه. وأي حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا لا تؤثر على النفط ستستقبلها موسكو بابتسامة”.
وكان إدوارد باسورين، المسؤول البارز في قوات دونيتسك الانفصالية، تطرّق إلى إمكانية استخدام أسلحة كيميائية ضدّ المدينة الساحلية الجنوبية التي تقاوم منذ أسابيع القصف الروسي.
ونقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية للأنباء عن المسؤول الموالي لموسكو قوله الإثنين، إنّ القوات التي تحاصر ماريوبول قد “تلجأ إلى القوات الكيميائية التي ستجد طريقة لإخراج حيوانات الخلد من جحورها”، في إشارة إلى الجنود الأوكرانيين المتحصّنين في المدينة.
وتنفي روسيا باستمرار أن تكون قواتها قد ارتكبت أيّ جرائم حرب في أوكرانيا.
(فرانس برس، رويترز)