ايها المؤتمر الوطني… هاك دليل الاستغلال

عجبتُ والمؤتمر الوطني يخرج على الملاء، ويقول إنه لا يستغل إمكانيات الدولة في حملته الانتخابية، بل ويطالب من يمتلك دليلاً على هذا الإستغلال أن يقدمه أمام الجميع، عجبت لذلك حقاً، وقد شهدت بعيني، رئيس البرلمان، الدكتور الفاتح عز الدين يأتي ليدشن حملته الإنتخابية، بأم بدة، وهو يمتطي فارهة الدولة التي تخصصها له، وأمامه يمضي قائد السارينة الذي تخصصه له الدولة، وتتبعه عربة الحماية التي خصصتها له الدولة مع طاقمها، وذلك دليل أوضح من عين الشمس على إستغلال موارد الدولة في حملات الحزب الانتخابية.
عجبت للمسئول السياسي بالحزب، د. مصطفي عثمان إسماعيل، وهو يقول إنهم يمولون أنشطة الحزب من إشتراكات الأعضاء، وفي بالى حديث نادر لمبارك الكودة المحافظ الأسبق لمحلية الخرطوم وهو يؤكد أنه لم يدفع من قبل إشتراكاً للحزب ولم يتسلم أى إشتراكات وظل يمول أنشطة الحزب من خزينة المحلية.
عجبت لقوة عين الحزب الغريبة، وهم يقولون إنهم لا يمولون الحملات الإنتخابية من مال الدولة، وإمكانيات الولايات تُسَخّر عبر عربات الأمانة العامة للحكومة للتبشير بمرشحي المؤتمر الوطني، ويظل كل الولاة يتنقلون بسيارات الدولة ويطوِعُون إمكانيات الولاية المادية رغم هزالها لدعم الحملة الإنتخابية للمؤتمر الوطني.
يريد المؤتمر الوطنى أن يقنع الناس بانه يمول حملته الإنتخابية من إمكانيات الحزب ولكن ذات الناخبون يشاهدون بأم أعينهم تسخير لها موارد الدولة لصالح مرشحي المؤتمر الوطني وبصفة خاصة فى الولايات.
المسئول السياسي الاول بالحزب “العملاق” يا سادتي يريدنا أن ننكر ما تراه العين ونقفز فوقه لنصدق ما يقولونه وكأن من قال هذا الحديث لم يركب العربة التي تخصصها له الوزارة في اي مشوار يتعلق بالانتخابات.
لا ادرى من أين يستمد هؤلاء قوة العين هذه وكأنهم يقولون إننا نملك هذا الوطن ونتصرف فيه كيف نشاء ومن بعد ذلك نقول ما نشاء ونطالب المواطن المغلوب على أمره أن يصدق ما نقول.
وإن كان الأمر هنا يتعلق بمفوضية الإنتخابات التي عليها أن تراقب، ولكن المفوضية المغلوبة على أمرها تنتظر بحسب النصوص القانونية أن يتقدم لها أحد بشكوى لتعمل على تكوين لجنة لها للتحقيق ومن ثم …. فالمفوضية نفسها لا تملك إلا أن تقول سمعاً وطاعة، كونها جائت باختيار دقيق.
يقول المؤتمر الوطني ان من يمتلك دليل على إستغلال موارد الدولة في الحملة الإنتخابية أن يتقدم به ونحن نتخير من بين الكثير من الأدلة والشواهد الكثيرة الواضحة للعيان، نموزج رئيس البرلمان الذي جاء لحملته محمولا على رتل فارهات المجلس الوطني ونقدم هذا بلاغ للمفوضية وللحزب وننتظر أن يتم التحقيق فيه وإتخاذ القرار وان كنا نعلم ان انتظارنا سيطول كثيرا.
ما نتحدث عنه من شواهد يمثل فقط الجزء الظاهر من جبل الجليد الذى تختفي غالبية كتلته تحت الماء ويظهر من القليل للعيان، فما لا نعلمه عن هذا الاستغلال بالطبع اكبر بكثير من الذى نعلمه ويعلمه الجميع، وإن كان ما نعلمه هذا كافيا لاثبات عكس ما يروج له المؤتمر الوطنى.
ان كان على احد ان يتقدم بشكوى للمفوضية فهم مرشحوا رئاسة الجمهورية والاحزاب السياسية باعتبار ان شكوى كهذه يمكن ان تكسبهم زخما اعلاميا وان كانت لن تخصم من المؤتمر الوطني شيئا باعتبار ان نتائجها ستظهر بعد نهاية الحملة الانتخابية بالتاكيد.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا أيها الكاتب يا رجل يا طيب هل تريد من الكذابين ان يقولوا الحقيقة يوما ؟ منذ أن كنا طلابا في نهاية السبعينيات و بداية الثمانينيات كنا نراهم حاملين السيخ و السواطير و يضربون الطلاب ثم في الغد يكتبون في صحفهم (قامت عصابة من الشيوعيين الكفرة بضرب الطلاب الأبرياء ….) لو الثعلب الكبير ظرط لأقنع الكذابين من حوله ليكتبوا في مانشيت صحيفتهم (ظرطة ضخمة من الحائط خلف الشيخ) … و لو قلت لهم إن الجدران لا تظرط لحلفوا لك أنهم سمعوا بآذانهم أكثر من مائة حيطة تظرط … لا فائدة من محاولة جعلهم يخجلون فهولاء قد نزع منهم الحياء .. هنتم فركبكم الكيزان و صاروا يكذبون و يملأون الدنيا ظراطا و يطالبوننا أن نستنشق روائح الظراط باعتبارها روائح الصندل …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..