جائزة محمد وردي للتميز الموسيقي الأفريقي .

محمد عبد الله برقاوي ..
في ذكرى رحيله التي تدخل عامها الخامس بحلول اليوم الثامن عشر من فبراير ..ينداح شريط ملون بقصة مسيرته الطويلة أمام مساحة النظر في أفق المودة والشجن و يتراقص عبر غلالة الدمع التي انسكبت حزناً عليه عندما رحل جسدا ذلك الفرعون الشامخ وبقيت أكثر شموخاً إهراماته الغنائية راسخة في وجدان هذا الشعب بل وتمددت قاماتها لترمي بظلالها في دواخل من هم خارج الحدود أفريقيا وعربيا .. مثلما سكبت تلك الأعين دمع الفرح ورموشها تتراقص مع نغماته التي تفردت تحلق بجناحات الروعة في فضاءات العشاق للوطن وللحبيبة وللنيل ولأفريقيا ولعروبته الممتزجة بنوبيته الضاربة في عمق التاريخ .
فبالأمس وفي عشية ذكرى رحيلهما معا طوت جائزة الطيب صالح للإبداع سجاد دورتها السادسة وهي تمثل في حد ذاتها وشاحاً على صدر منظميها وهلالاً تعتزبه كل جباه من فازوا بها في شتى فروعها .
وهي بالطبع إتجهت بكلياتها عربياً ..وهذه اضافة للأدب العربي بل سدا للفجوة التي جعلت المبدع السوداني على فرادة إنتاجه يقبع خجولاً لا يسعى لمنابر التكريم ..فشده الطيب صالح بجسارة الروعة ليصبح هو من يكرم الآخرين في عقر الدار التي توافد اليها المحكمون والمتنافسون ليكتشوا أن السودان يسمو دائما بأدب حقيقي ولكنه يتوارى بتواضع الكبار و لايأخذ الآخرين بعلو الصوت الإعلامي فقط !
وإذا كان الطيب صالح قد مد جناح الشوق إجتذابا لتكريم الحرف العربي على أرض السودان ذلك الوطن الفصيح .. فان لمحمد وردي يد قد سلفت ودين مستحق أفريقيا لما بذله من جهد لتصبح تلك القارة الطروب عاشقة للفن السوداني مثمثلا في شخصه فمنحته لقب فنانها الآول .. وهو خيط لابد أن تلتقطه احدى الجهات لتخصيص جائزة باسم ذلك الفرعون الأشم ، كأن تسمى جائزة محمد وردي للتميز الموسيقي الأفريقي فتصبح الجناح المكمل لتحليقنا باسم السودان في فضاءات الإقليم عربيا وأفريقيا ..والرجل يستحق كما أن السودان مؤهل بكل عراقته الفنية لمثل هذا التكليف الذي لا غضاضة في أن يكون ايضا تشريفا يعيد قوة النبض الى قلب أفريقيا الذي أوهنه اللهث السياسي الأهوج بعيداً عن مضمار دوره الذي لطالما لعبه في كل حقب زمانه الجميل .
[email][email protected][/email]