أمريكا تدعم التمرد ضد للنظام وتريد له أن يبقى حتى تنفصل المناطق المتمردةحلقة (4)

خلصت في الحلقة الماضية إلى أن أمريكا حققت مبتغاها واطمأنت على نجاح مخططها لتمزيق السودان عندما ضمنت توحد النظام والتجمع المعارض له على الاعتراف بالقرار الذي أجادت (طبخه) بسبب غفلة المعارضة والحكم التي غابت عنهما المصلحة الإستراتيجية التي تحتم ألا يكون الصراع بينهما حول السلطة من يصر على أن يبقى فيها ومن يريد أن يستردها حتى لا يكون ثمنه اختفاء السودان من خارطة إفريقيا تنفيذا لقرارها بتحرير السودان من الاستعمار العربي وهو قرار الاعتراف بحق تقرير المصير الذي لم تقصره على الجنوب وحده وضمنته ما أسمتها المناطق المهمشة والتي تقصد بها المناطق التي ترفض الهيمنة العربية بسبب الفوارق العنصرية في دعوة مباشرة لها لتتمرد ولتصعد من الحرب العنصرية لان هذه الحرب تسهل مهمتها في تمزيق السودان وليس فصل الجنوب وحده لهذا فان الصراع من اجل السلطة بل أصبح أداة في يد أمريكا لتحفي مخططها بعدان أصبحت كتلتي الصراع طوع بنان أمريكا من يريد إن يسترد السلطة ومن يريد إن يبقى فيها وكلاهما لم ينتبه إلى أن الثمن المقابل لهذا الصراع ضياع السودان,
لهذا ما أن ضمنت أمريكا انه لم تعد في السودان أي من القوتين المتصارعتين على السلطة من ترفض قرار الاعتراف بحق تقرير المصير في بلد ليس مستعمرا لأي جزء فيه ولكن لم يعد بيد أي طرف منها أن يرفع صوته رافضا هذا المبدأ الذي امن عليه كلاهما بعد أن اعترفا رسميا بحق تقرير المصير طمعا في دعم أمريكا لهم في الصراع من اجل السلطة.
لهذا فان أمريكا ما أن تسلمت ملف السودان رسميا بمواقف الطرفين فإنها لم تقف فقط على العمل على فصل الجنوب والذي حققته باتفاق نيفاشا الذي صممته وإجازته وفق ما تريد تحت استسلام النظام وتحت صمت التجمع الذي لم يعد يجرؤ على رفع صوته معارضا وهو الذي عبد الطريق لتمزيق السودان يوم قدم طمعه علة وحدة السودان (بسبب حساباته الخاطئة طمعا في دعم أمريكا له للعودة للسلطة ).
لهذا لم يكن صعبا على أمريكا أن تكشف عما قصدته عندما مصت في القرار على أن تقرير المصير حق (للجنوب والمناطق المهمشة) حيث وسعت من دائرة التمرد يومها الذي لم يعد يقتصر على الجنوب وإنما انضمت إليه ثلاثة مناطق في السودان في النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور لينكشف علانية ما قصدته أمريكا بالمناطق المهمشة حيث استغلت المناطق التي تواجه فوارق عنصرية وتحمل أحقاد تاريخية للهيمنة العربية وهو ما يصب في توسيع دائرة المناطق التي تحقق لأمريكا ما أسمته تحرير السودان من الاستعمار العربي.
كل هذا شهده السودان وتهددته تطوراته والقوى السياسية حاكمة ومعارضة غافلوا عنه وتجاهلته عمدا بسبب الصراع على السلطة لهذا لم يصعب على أمريكا إن تشعل نيرانه لأنه الطريق لإنجاح مخطط المذيق لهذا أعمت الرغبة في السلطة كافة أطراف الصراع خصما على إستراتيجية الحرص على وحدة السودان. التي يفترض أن تكون الهدف الأول والأخير
والمشكلة إن أمريكا كلما تكشف عن نواياها وتقدم الأدلة عليها تغض أطراف الصراع من الجانبين النظر إليها وإخضاعها للدراسة والاعتبار كأنها لا تسمع ولا ترى ولعل أهمها:
1- إن أمريكا وحلفائها هي التي خططت لتمرد هذه المناطق وهى التي ترعاه وتموله بالمال والسلاح والغطاء الرسمي عالميا بعد أن أصبح معترفا به دوليا وموازيا للسلطة نفسها
2- بالرغم من أن أمريكا مبدئيا ولاعتبارات كثيرة ضد طبيعة النظام الحاكم في السودان لموقفها المبدئي من الإسلام وتعتبره عدوا دون ادن شك إلا أنها في نفس الوقت تكتيكياً احرص عليه من أي حكم بديل حتى يتحقق لها تنفيذ مخططها لتمزيق السودان لأنه يساعد على التمرد ولان النظام وما يتبعه من صراعات على السلطة في السودان يصب في إنجاح المخطط
3- لهذا السبب وفى ظاهرة هي الأولى والأغرب فان أمريكا تعمل على بقاء النظام رغم كراهيتها له مبدأ لأسباب تكتيكية فإنها في نفس الوقت ترعى التمرد على النظام وترعاه وتدعمه بلا حدود إذكاء للفتنة والصراع هو طريقها لانجاج المخطط
4- المفارقة الكبيرة والتي اعتبرها إعلانا مباشرا من أمريكا لنواياها الحقيقية والشريرة تجاه السودان إلا إن القوى السياسية المتصارعة سياسيا والمتحاربة لم تلتفت لما كشفت عنه أمريكا مرغمة ولكن أحدا من الجانبين حكومة ومتمردين لم يوليه اهتمامه حتى يستخلص منها هي الدرس حرصا على وحدة السودان فأمريكا التي تدعم التمرد في المناطق الثلاثة لغرض تقسيم السودان والتي تحرص في نفس الوقت على بقاء النظام التي ترفضه وتكتفي بان ترهقه بالمشكلات حتى لا يستقر فان أمريكا لما فوجئت ببيان يصدر من حركات التمرد في المناطق الثلاث والذي أعلنوا فيه اتفاقهم على إن مصلحتهم تكمن في أن يتحجوا ويوجهوا جهودهم لإسقاط النظام باعتباره الحل الجذري لمشاكلهم فلم تتردد الحكومة الأمريكية في أن تصدر بيانا رسميا ترفض فيه الاتفاق بين الحركات المتمردة للتوحد والتوجه لإسقاط النظام بل وتتهدد الحركات بان ترفع عنها الدعم المادي والسلاح بل الاعتراف الدولي بها حتى نبقى كل حركة متمردة في منطقتها فقط الأمر الذي كشف علانية تآمر أمريكا على وحجة السودان لان توحد الحركات الثلاثة إن قدر لهان ينجح فان نجاحها يعنى فشل مخطط التقسيم لأنه يعنى في نهاية الأمر التأكيد على وحدة السودان.
والمؤسف انه رغم إن أمريكا قدمت الدليل القاطع على مخططها فان القوى السياسية المعارضة والمتمردة والحاكمة لم تستوعب الدرس الموقف الأمريكي وإلا لكان لها موقف يصب لصالح إفشال مخطط التقسيم بالتوافق بأي شكل على وحدة السودان والوصول لكلمة سواء تؤمن مصلحة السودان وليس مصلحة أي طرف وهو ما لم تهتم به أيا من الأطراف
وكونوا معي في الخلقة الأخيرة
خارج النص:
تعقيب على الأخ فتحي عثمان فتحي والتي تعرض فيه لما أوردته عن من تولوا إدارة المؤسسات المصادرة.
أولا يا فتحي من البداية أشرت إلى إنني كلفت بشركة عثمان صالح وقلت إن الصدفة هي التي حملت ذلك بسبب الباخرة لهذا فاني لم اخف هذه الحقيقة ولا افهم لماذا أخفيها وهى موثقة بالمستندات دون حاجة لان تكون عاصرتها أنت أو غيرك فهي حقيقة موثقة بالمستندات و أنا افخر بها إن كنت تدعى غير ذلك.
ثانيا إنني لم أتعرض لمن تم اختيارهم لإدارة المؤسسات حتى تصححني بان تورد أسماء البعض الأخر فإنني قد أشرت فقط لمن تم انتدابهم من وزارة التجارة التي انتمى إليها وهم كثر اذكر منهم السيد عمر المبارك ومحمد احمد حمد واحمد مكي إسماعيل وعطا المنان حمزة وكمال عبدالحليم وغيرهم فانا لم أورد الآخرين حتى تصححني باني لم اذكر هيبة أو حبيب القاضي أو غيرهم فهذا جانب لم أورده فكيف تصححني في أمر لم أتعرض له (لو عندك موضوع تانى ما في داعي للف حتى تذكرني بان هناك شهود فهل أنكرت أنا ذلك وشكرا لك على أي حال وخليك واضح وموضوعي فنحن الآن نوثق للتاريخ وهذا يتطلب الأمانة والشفافية
أمريكا تعمل على تقسيم المنطقة كلها الى كيانات صغيرة يحكمها جنرالات أو قوى تقليدية عشائرية من السهل التحكم عليهم وادارتهم ضمن برنامج الاقتصاد العالمي.
لم تستطيع امريكا حتى الآن تنفيذ هذا المخطط في المنطقة الاقليمية الا في السودان اضعف الدول و أكثرها هشاشة
بسبب تركيبة النظام الحاكم وبسبب عقلية المواطن السهلة الأنقياد ( عرضة عرضتين ويكبروا، سوداني طيب )
صدقت