موسي هلال واللعب في ميدان السياسة

الذين يتابعون موقف موسي هلال منذ اعتصامه وسط أهله بمنطقة مستريحة يدركون المازق التي تواجهها الحكومة، فالشيخ موسي هلال حليف قوي للحكومة منذ اندلاع احداث دارفور وقد لعب موسي هلال دوراً بارزاً في مقاومة الحركات المسلحة في دارفور لصالح الحكومة ولكن تاتي رياح الحكومة بما لا تشتهيها , خرج موسي هلال غاضباً و لا ندري علي وجه الدقة ما الخلاف بينه وبين المؤتمر الوطني , ولكنه اعلن عن تشكيل مجلس الصحوة وطالب بالإصلاح ليس في اطار حزبه المؤتمر الوطني ولكن علي مستوي الدولة والمطالبة بالاصلاح ليست جديدة داخل حزب المؤتمر الوطني فقد ارتفعت أصوات تطالب بالإصلاح والإصلاح الجذري ولما لم تستجيب قيادة الحزب آثر البعض السلامة فصمتوا والبعض الآخر خرجوا من الحزب تلاحقهم اللعنات وأسسوا احزابا جديدة مثل غازي صلاح الدين وأصحابه ، ولكن موسي هلال شذ في ذلك فهو يطالب بالإصلاح من داخل الحزب كعضو فيه وقيادي في الدولة عضواً بالمجلس الوطني ومستشارا بديوان الحكم الاتحادي ولما لم يجد آذانا صاغية قرر الذهاب إلي أهله واعتصم هنالك أي أوي إلي ركن شديد !! ومن هنالك بدأ في اطلاق التصريحات بعضها صادمة للحكومة وبعضها تتسم باللين واللطف , الجديد في مسألة موسي هلال ليس في مطالبته بالإصلاح ولكن في تأبطه السلاح مهدداً به ومساوماً , ففي لقاءه الأخير بصحفية التيار اخرج موسي هلال الهواء الساخن الذي يعتمل في صدره وترك الباب موارباً وبهذا نستطيع ان نقول ان موسي هلال أصبح لاعبا جديداً في ميدان السياسة في هذه البلاد في ظاهرة تشير إلي غياب هيبة الدولة…. فالأحزاب السياسية والتي تنتهج نهجاً سلمياً في معارضة السلطة والسعي إلي الحكم بالطرق السلمية المعروفة والحركات المسلحة والتي فرضت نفسها بقوة السلاح فاضطرت الحكومة للتفاوض معها أصبحت واقعاً في الساحة السياسية ومقبولا الي حد ما ولكن موسي هلال لا إلي هؤلاء ولا إلي هؤلاء في منطقة وسطي فهو يدعي انه ما زال عضوا في الحزب الحاكم و مسئول في الدولة ويؤكد باستمرار انه لم يعلن تمرداً علي الدولة ومع ذلك فهو يتأبط السلاح ويحتل مناطق ويفرض سلطته عليها في شمال دارفور والحكومة وحزبها الحاكم تتفاوضان معه من حين إلي آخر أليس في الأمر غرابة !! أبلغ الوهن بالبلاد والحكومة إلي هذه الدرجة ، الحكومة التي تقاتل الحركات المسلحة التي ترفض التوقيع علي اتفاقيات السلام …. الحكومة نفسها تعتقل سياسين وتقدمهم للمحاكمة تحت تهم تقويض النظام الدستوري تصل العقوبة فيها إلي الإعدام لا لسبب سوي توقيعهم اتفاقاً مع حاملي السلاح هذا الاتفاق يدعوا إلي السلام وترك القتال !!ولكن في حالة موسي هلال تلزم الحكومة الصمت !! انتظرنا يوماً ويوما أخر حتى نستمع لرأي الحكومة أو الحزب، والقوات النظامية حول الحديث الخطير الذي أدلي به الشيخ موسي هلال ولكن وحتى كتابة هذا المقال لم نسمع ببيان يوضح ملابسات حديث موسي هلال ومواقفه والذي أدلي به لصحيفة التيار علي ما في هذا الحديث من تهديد بأنفراط عقد الدولة وذهاب ريحها ولكن لا حياة لمن تنادي… لعل الحكومة تنفست الصعداء عندما تراجع موسي هلال عن تهديده بتعطيل الانتخابات في المنطقة التي يسيطر عليهاً بل زاد علي ذلك تاييده لترشيح الرئيس البشير ، وتناست ان الأمر اخطر من ذلك فكم شيخا مثل موسي هلال في دارفور بل في النيل الأزرق وجبال النوبة…. يمكن أن يكرر سيناريو موسي هلال، الم يقل موسي هلال ان السياسة التي لا تحميها القوة لا قيمة لها , نخشى ان يكافا موسي هلال بمنصب رفيع ربما النائب الاول لرئيس الجمهورية فالرجل يستنكف أن يكون الرجل الثالث في الدولة فهو يطمح في رئاسة البلاد وهذا حقه الدستوري ولكن ليس علي طريقته ……الابتزاز .. التهديد باستخدام القوة , أن تعامل الحكومة والحزب الحاكم مع موسي هلال بهذه الطريقة اقل ما يقال فيها انها ازدواجية التعامل وهي وبطبيعة الحال يغري الاخرين باتباع طريقة موسي هلال ….مما يعني انفراط عقد البلاد أيدي سبأ علي ما فيها من هشاشة وعدم استقرار،فهل نطمع ان يحقق الرئيس وعده بنزع السلاح من الجميع وابقاءه في يد القوات النظامية فقط , ام أن ترفيعا لموسي هلال سوف نشهده بعد الانتخابات …..المسرح السياسي السوداني متخم بلاعبين كثر بعضهم لايلتزمون بقواعد اللعبة السياسية الناعمة بل يعتمدون القوة سبيلا للوصول الي الحكم وفي هذا خطر ماحق للبلاد والعباد والمؤتمر الوطني يبشرنا بالاستقرار وبحسم التمرد ولكن واقع التجربة تشير الي صعوبة ذلك ان لم يكن مستحيلا… التحية لموسي هلال لوضوحه ولوضعه النقاط فوق الحروف بطريقة لا لبس فيها ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة .
بارود صندل رجب
المحامي
[email][email protected][/email]
يلعب شنو دا زول جاهل ….وسبحان الله البلد دي ما يظهر فيها الا الجهلاء
اي مكافأة لموسى هلال قبل او بعد الانتخابات سوف تكون لها آثار كارثية على البلاد وعلى الحركات المسلحة وغير المسلحة.
موسى هلال لا يصلح ان يكون نائبا اول ولا ثاني ولا حتى خامس في رئاسة الجمهورية ولا حتى رئيسا للسودان وذلك بأنه بالاضافة الى جهله فهو عنصري من الدرجة الاولى وقبلي ولا يعرف القومية والوسطية والوطنية الا الاسم فقط وقد لا يعرف حتى مدلولات الاسماء.
ظاهرة موسى هلال ظاهرة امنية حكومية بحتة تريد الحكومة استعمالها في المرحلة القادمة والمحافظة على شعر معاوية بين الحركات الدارفورية الاخرى المدعومة من فرنسا والاتحاد الاوروربي للقيام بحروب بالوكالة.
ظاهرة موسى هلال واحمد هارون وحسبو والحاج ادم ظاهرة امنية ترعاها حكومة المؤتمر الوطني كقطع الشطرنج ..
الحكومة تعتمد على القبلية لحل مشاكل السودان وهذا اسوا ما قامت به الحكومة حتى الآن..