مهمة في مقديشو

تراســـيم..
مهمة في مقديشو !!
عبد الباقي الظافر
في الفاتح من يوليو الجاري كانت لجنة الانتخابات المستقلة في جمهورية أرض الصومال التي لم يعترف بها أحد..تعلن فوز زعيم المعارضة أحمد محمود سيلانيو ..على غريمه الرئيس الحالي طاهر كاهن ..الرئيس المهزوم لم يشكك في النتيجة ..بل وعد بتسليم السلطة الى خليفته المنتخب بأسلس مايكون . في الجزء الآخر من الصومال ..يعترف كل العالم باستثناء أسمرا بحكومة الشيخ شريف ..حكومة المحاكم الإسلامية والتي ما أن وصلت إلى قصر الحكم ..حتى أصابتها ظاهرة الانشطار ..شباب المجاهدين شقوا عصا الطاعة على شيخهم الشاب ..واسموا حكومته حكومة المرتدين . الشباب بدأوا في تطبيق الإسلام وفق مفهومهم الخاص ..منعوا السيدات من ارتداء مشد الصدر ..وأجبروا الرجال على إطلاق اللحى ..أما الرياضة فهي عندهم ضرب من عمل الشيطان ..الاستماع الى الموسيقى يجر صاحبه جراً إلى السجن . لم تكتف حركة شباب الصومال بترويع ما تبقى من شعب الصومال ..بل بدأت في تصدير ثورتهم الشابة الى خارج الحدود ..اختارت الحركة ليلة نهائي كأس العالم ..لتدشين نشاطها الخارجي .فقتلوا أكثر من سبعين مدنياً في كمبالا ..وتأتي غزوتهم هذه انتقاما من يوغندا التي ينشط جيشها في حفظ السلام في مقديشو ..وذلك استجابة لطلب الحكومة الصومالية . حركة الشباب الآن في عنفوانها ..تحتل 70% من الصومال الشقيق ..وقوتها العسكرية تقدر بنحو سبعة آلاف فرد .. والشعارات التي يرفعونها جعلت قلوب كثيراً من شباب العالم الإسلامي الغاضب تهفو قلوبهم الى مقديشو وإن طال السفر.. الحركة الآن تدق بعنف على أبواب قصر شيخ شريف في مقديشو بل إن بعض من حراسه الشخصين قد تركوه وانضموا لجيش الشباب الزاحف . الاتّحاد الأفريقي بدأ يتحرك..وفي خاطره تجربة طالبان في أفغانستان ..ومن المتوقع أن تعلن قمة كمبالا قرارات كبيرة بشأن الصومال ..ربما تقضي بزيادة عدد القوات الأفريقية في الصومال ..وتغير من تفويضها لتصنع السلام بدلاً من الاكتفاء بحفظه . على الخرطوم ألا تقف على الرصيف ..وتسعى مع الجوار الأفريقي لإعادة الأمل للصومال ..أي موقف قوى من السودان في هذا الصدد ..يمثل إشارة إيجابية للمجتمع الدولي ..ويؤكد للاتحاد الأفريقي الذي ظل يناصر السودان أن الخرطوم معهم قلباً وقالباً . الحرب على التطرف يجب أن تكون هماً سودانياً ..فهذه الحكومة ذاقت الكثير من لسعات التطرف ..فإن لم تشارك العالم في هذه الحرب .. فسيتعين عليها وحدها وفي عقر دارها مواجهة هذه الحرب .
التيار