مادة الثقافة الإسلامية في الجامعات السودانية الماهية والأهمية

مادة الثقافة الإسلامية في الجامعات السودانية الماهية والأهمية

دكتور / إسماعيل صديق عثمان إسماعيل
* أستاذ العقيدة والأديان المقارنة
[email protected]

بالرغم من أهمية هذه المادة لطلاب الجامعات بمختلف كلياتهم وبالرغم من الجهود التي بذلت لتطوير هذه المادة في الجامعات السودانية من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومحاولات اعتمادها كمادة أصلية في منهاج مطلوبات الجامعة في جميع الكليات ، إلا أن مفهومها ومفرداتها يختلف من جامعة إلى أخرى. وبعض الجامعات تعتبرها إجبارية تحسب درجاتها في المعدل التَّراكمي للطالب، وبعضها جعلتها مادة اختيارية لا تحسب في المعدل للطلاب. أما بعض الجامعات فقد أنشأت لها أقساماً بينما بعضها لا تدرس هذه المادة أو توكل تدريسها لأستاذ غير مختص كأستاذ اللغة العربية كما تفعل بعض الجامعات الخاصة . وتتمثل أهمية هذه المادة في كونها تسهم في بناء شخصية الطالب المسلمة الجادة والإنسان الصالح المتوازن فكرياً ونفسياً وسلوكياً. كما تبين شمولية الإسلام لكل جوانب الحياة الإنسانية وصلاحيته لكل زمان ومكان ،هذا إلى جانب تحصين الطالب فكرياً وخلقياً بما يمكنه من الصمود في وجه التحديات التي تواجهه وبما يمكنه من القيام بواجبه في نشر الإسلام والدعوة إليه في المجتمعات التي يفترض أن يتصل بها في المستقبل وذلك عبر ترسيخ العقيدة الإسلامية الصحيحة وربطها بآثارها السلوكية والاجتماعية وفقاً للأسس التي جاءت في القرآن الكريم والسنة المطهرة ،ثم تزويد الطالب بمصادر التشريع الإسلامي وخصائصه، وتبصيره بالمنهج الإسلامي الشامل لتنظيم الحياة في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهكذا يلم الطالب بمصادر المعرفة الخاصة بدينه ويحيط بالمنهج الصحيح في مجال العقيدة مما يزوده بالمقاييس والمعايير الإسلامية التي تمكنه من الحكم الصحيح على الأمور. كما تتجلي أهمية هذه المادة في تربية الطالب بما يجعله محافظاً على أصالته، وواثقاً من نفسه ودينه وأمته وتعمق انتمائه لها.
هذا وقد ماجت ? في الفترة الأخيرة -شبكة الانترنت بالدعوة إلي التيارات الفكرية المناهضة للإسلام عقيدةً ووجوداً مثل : الماسونية ، الشيوعية ، العلمانية والنظام العالمي الجديد ؛بل وشبكات للملحدين تدعوا صراحة للإلحاد والكفر والمعروف أن أكثر المتصفحين لشبكة الانترنت من طلاب الجامعات،كما ظهرت أسس أخلاقية جديدة للنِّظام الاقتصادي وسوق العمل، وينبغي إحاطة الطالب بالمستجدات الطارئة وتمليكه سبل معرفة المشروع منها والممنوع، وطرق اكتساب المال الحلال ، وإيضاح موقف الإسلام من المصارف الربوية. وهذا لن يتأتي إلا بالاهتمام بأستاذ المادة من حيث تأهيله وأن يكون حاملا لمؤهل عالياً في مجال الدراسات الإسلامية .وأن يكون له كسب علمي في الدراسات الإسلامية لأن هذه المادة تحتاج إلي سعة الفكر ، وعليه يمكن أن يدرس هذه المادة أكثر من أستاذ حسب التخصص . وذلك من خلال تعامله مع المادة كجزء من رسالته التي يحملها وفكره الإسلامي الذي يتعامل به في جميع أمور حياته المتصلة بالله سبحانه وتعالي وأن يكون قدوة حسنة في سلوكه وأخلاقه .كما يجب أن يكون لمادة الثقافة الإسلامية هدف إستراتيجي أولي هو بناء الإنسان الرسالي المتوازن فكرياً ونفسياً وسلوكياً. ولعل هذه مطالبة تضاف إلي مطالبات رجال الفكر والدين والعلم بأسلمة مناهج التعليم، وجعل الإسلام محور الدراسات كما هي مطالب أولياء الأمور بأن يزود الطلاب في الجامعات بقسط وافر من الثقافة الإسلامية يمثل الحد الأدنى من المعرفة التي ينبغي أن يحيط بها كل مسلم .
وهي حاجة ملحة اليوم يحتاج إليها أبناءنا في الجامعات ليرتبطوا بثقافتهم وينهلوا من معينها ، وينطلقوا في رحابها، وأن يقفوا على ثراء عطائها الإنساني،وتاريخها الحضاري وسمتها الأخلاقي. فهم من سيشكل هوية أمة المستقبل ؛ بل هم أساس الثقافة والقيم والمبادئ ليوم غد والتي يجب أن تكون امتدادا للامس المنبثق من العقيدة والفكر والهوية الإسلامية للأمة المكونة من جملة العقائد والتصورات والأحكام والتشريعات والقيم والمبادئ والأعراف التي نفخر بها وبكونها نابعة من دين إلهي سماوي منزل من العليم الحكيم . ولن يتم لنا ذلك إلا باعتماد الثقافة الإسلامية مادة أصيلة في منهاج مطلوبات الجامعات السودانية يلزم تدريسها في أقسام التخصص العلمي كافة في جميع الكليات والله الموفق والمستعان.

تعليق واحد

  1. السيد الفاضل
    قبل الخوض فى هذه الانشاء نطلب منكم كمتخصصين توضيح هل الاسلام الذى تتحدث عنه هو اسلام الجبهة الاسلامية و المؤتمر الوطني و الطيب مصطفى ام هو اسلام اخر ذلك اننا كفرنا بالاسلام الاول تماما و فقدنا فيه الثقة , اما اذا كنت تعنى اسلاما اخر فالرجاء كتابة توضيح بين يدين هؤلاء الذين يدعون الاسلام و رأي الاسلام فيهم .. بعدها سوف نفكر فيما تنادي به.
    والله المستعين.

  2. do you think teaching this subject will ,at all, , improve the students personality? hell no..this personality is naturaly built since early childhood and the bonding of the sudanese muslim to his religion is influenced by many factors the most important of whch is the economic factor….a supportive well educated family fair community laws that praise the good and criticise the bad and , a just govermental system are fundemental for build a strong perfect students personality…but what you suggest is start doing this when the student goes to the college which is too late to inject these concepts.if the above-mentioned points has been fulfilled we would not have needed to teach this subject…i think it is part of the fanatical behaviour of the goverment to impose this subject as they know it is part of the islamic decoration that they used to paint on the ignorant peaple who represent 90% of the total sudanses population ,

  3. الاخ الكريم معتز : تحياتي
    الأسلام الذي نعرف هو واحد لايتجزاء وليس هناك إسلام للمؤتمر الوطني وآخر لحزب الامة أو اسلام لزيد وغيره لعبيد ، دين الله الاسلام هو منهج واحد متكامل موافق للفطرة البشرية جمعاء ، وإن حدثت أخطاء في تطبيق هذا المنهج من بعض الافراد والجماعات فذلك لايحسب علي الدين وصحته ،وإنما اثمه علي من أخطأ ،وكفرك بالاسلام الذي سميته وفقدانك الثقة فيه ، هو كفر ببمارسة وسلوك من جعله مطية لتحقيق أغراضه – إذا فعل – أو هو كفر بمن أدعى في سلوكه الاسلام -إذا كان هناك من أدعى – وهو لا يحمل من الاسلام الا الاسم ، مقالي ليس فيه تحديد لجهة أو فرد وإنما هو مقال عام ، أبتغي به المصلحة العامة دون الدخول في مواقف تسيس حتي لا تصنف الاسلام لصنف ثالث هو اسلامي أنا ، هدانا الله وأياك إلي مايحب ويرضي ولك – بعد – شكري الجزيل وتقديري الجم .

  4. يا سيدنا كاتب المقال : في ردك على المعلق معتز قلت إن الإسلام الذي نعرف هو واحد ، حسنا ، لكننا نعرف أن هنالك وجهات نظر مختلفة عما هو سائد لكنها محجوبة بوجهة نظر صنعت تاريخا لم يحدث فمثلا لا تحدثنا مناهج التربية و لا مادة الثقافة الإسلامية عما حدث من أحداث حتى في عهد الرسول (ص) ، خذ مثلا الرق : المتداول و السائد أن هنالك دعوة لتحرير الأرقاء ((فك رقبة ، تحرير رقبة مؤمنة …الخ )) مثل أن تقول لمن يستفيد من تربية البقر : يمكنك ذبح بقرة لتتقرب من الله ، ذلك لن يفني البقر كما أنه لن يسارع بذلك إلا نسبة قليلة ( و التاريخ يثبت أن أعداد الرقيق تضاعفت بصورة فاحشة طوال عهود الدولة الإسلامية ) لكن لا أحد يورد الحديث المتفق عليه (ورد في الصحيحين) : عن ميمونة بنت الحارث : أنها أعتقت وليدة لها ولم تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم , فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه , قالت : أشعرت يا رسول الله أني اعتقت وليدتي ؟ قال : أو فعلت ؟ قالت نعم . قال : أما إنك لو أعطيتيها لأخوالك لكان أعظم لأجرك .) و هنا إما أن تكون لنا وقفة مع منهج تصحيح الأحاديث أو نفكر في حل هذه المعضلة … لا أحد يحلل لنا ما حدث في معركة الحرة إنما و منذ أسلافكم الذين لا يقيمون لمنهج التاريخ أي قيمة إنما يهتمون بالسند ، سارعوا لمحاولة طمس الرواية من أن مدينة الرسول قد تمت استباحتها ثلاثة أيام و افتضت فيها آلاف العذارى و حملت آلاف النساء سفاحا ، طبعا في عهد يزيد … ثقافة تتجاوز أحداث الفتنة الكبرى و معركة الجمل قطعا ستجعلنا نكرر نفس الأخطاء … الثقافة الإسلامية يجب أن تتجه لدراسة و تحليل الماض بعقلانية لا باسلوب التلقين لطلاب الجامعة لتكون أسئلة الامتحان من شاكلة : شخص سرق من حرز خفية مبلغا يزيد عن النصاب ليس له فيه شبهة نصيب فما هو حكم الشرع فيه ؟؟ من نوع : يذبح في الضحية و يقول باع فما هو ؟؟؟!!!

  5. دكتور / إسماعيل صديق عثمان إسماعيل

    كلية العقيدة ان تبدا من الاعتقادثم تشرع فى التبليغ به,
    ,ولكن المناهج فى كلية مثل كلية الطب هي ان تبدا بالشك اي انها لا تقبل بالمسلمات
    ما علاجكم لهذا التعارض داخل مؤسسة واحدة بل حيال عقل واحد او طالب واحد,

    وانت تقوم بتحصين الطالب هل يشمل هذا التحصين حجره
    من النظر فى الجهد العلمي حول نفس الاسئلة التى تعالجها الاديان
    الله وحدة الوجود,الاخلاق,الانسان
    اي هل لكم موقف من الفلسفة كمنهج تفكير؟
    بالرغم من انشغالها بنفس الاسئلة العويصة
    وجهودها الجبارةحيالها؟
    وايضا هل تعتقد ان العقل الحر خطر على التوحيد ام هو خطر على النظم المستبدة؟

    دكتور / إسماعيل صديق عثمان إسماعيل
    احيي فيك روحك العالي وانت ترد على الاخ معتز.

  6. الأخ /فاروق بشير ، تحياتي
    بعض مواضيع الفلسفة لا تقوم على أسس علميّة، بل هي تصورات فلسفيّة تتناقض مع معطيات العلم الحديث،وليس لديها الضمانات التي تجعلنا نطمئنّ إلى أنّ تطبيق هذه الفلسفة أو تلك سيأتي بنتائج إيجابيّة. وهاهي المجتمعات الغربيّة لاتزال تنزلق في متاهات الفلسفة الماديّة. أما النتائج فهي ماثلة في الواقع الاجتماعي الغربي. وتكمن خطورة هذه الافكارفي أنه يراد لها أن تكون فلسفة البشريّة على مستوى العالم. ولم يتم تقديم تجربة ناجحة تسوّغ قبول مثل هذه التجربة الخطيرة على كيان المجتمعات والأسر والأفراد والإنسانيّة. بينما يختلف المنهج الاسلامي القائم على الوحي الالهي فالله أعلم بمن خلق،أعطيك مثالا : وهو يصلح لدعاة الفلسفة كمنهج تفكير وتطبيق ومن هؤلاء المنادين بالمساواة بين الجنسين :فقد جاءت الدراسات العلميّة في العقدين الأخيرين لتثبت أنّ الفروق البيولوجيّة بين الذكر والأنثى تنعكس بوضوح على طريقة التفكير، وعلى الميول، وعلى السلوك. وقد انعكست هذه البحوث العلميّة في عالم التربية، حيث تتبنى الغالبية العظمى من علماء التربية سياسات تربويّة تقوم على أساس الفروق بين الجنسين، وضرورة مراعاة هذه الفروق في العمليّة التربويّة. أي أنّ البحوث العلميّة ومعطيات علم التربية جاءت منسجمة مع الإجماع البشري، الذي يقوم موقفه على أساس علمي، وهو التجربة والملاحظة عَبر آلاف السنين. هذا مع ملاحظة تُوازن الشريعة الإسلاميّة بين مصالح الفرد ومصالح المجتمع، فلا هي اشتراكيّة تهضم حق الفرد، ولا هي رأسماليّة تهضم حق المجتمع. وإنّ ما تدعو إليه فلسفة المساواة والجندر اليوم لهو إغراق في الفرديّة إلى درجة تهدد كيان المجتمعات التي هي ضمانة لحقوق الأفراد. وهي تظلم المرأة عندما تدعو إلى التماثل بين الرجل والمرأة، وهي بذلك تُجهض الدعوات الجادّة إلى المساواة، لأنّ المساواة تقتضي أن نأخذ الفروق بعين الاعتبار حتى نوازن في الحقوق والواجبات، وعلى ذلك قس في جميع أمور التفكير المبني على الفلسفة ، أما العقل أخي فاروق فقد احترمه الاسلام فيما خلق له ولعلك فهمت ما أقصده ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..