نبوءة الطيب صالح بين انتفاضة جامعة الخرطوم وفيضان نهر النيل

نبوءة الطيب صالح بين انتفاضة جامعة الخرطوم وفيضان نهر النيل

مجذوب محمد عبدالرحيم منصور
[email][email protected][/email]

من هؤلاء؟ ومن اين جائوا؟ ومن هم؟ اسئلة طرحها عبر نحو افق بعيد في مجلة المجلة اديبنا الراحل الطيب صالح طيب الله ثراه.لم يهتم الكثيرون بالاجابة في حينها على هذه الاسئلة و لعل مرد ذلك يعود لاسباب كثيرة لسنا في مجال عرضها بعد كل هذه السنين.ولكن الشئ الذي اذكره ان قادة الانقلاب في ذلك الوقت سائهم ماكتب الطيب صالح ولذلك سلطوا عليه صاحب التعليق السياسي فكال له السباب واللعان ونعته باقبح الصفات لا لشئ الا لانهم ادركوا قبل غيرهم ان هذه الاسئلة اذا سعى الشعب السوداني للاجابة عليها فقد يعجل ذلك بزوال نظامهم قبل ان يبدأ لذلك اتهموه بكل شئ قبيح وهم لا يدرون ان كثيرين في العالم حولنا يعرفون عن السودان القليل ومن ذلك القليل الذي يعرفونه نهر النيل وجامعة الخرطوم والطيب صالح.
ولعل سنين الانقاذ العجاف قد اجابت على كل تساؤلات اديبنا الراحل فافعالهم وماوصلت اليه حال بلادنا من تشظي وتعصب وتدمير لكل شئ للمستشفيات والمدارس والجامعات وقبل كل ذلك لتماسك المجتمع واخلاقه وعاداته السمحة.شاءت الاقدار ان اكون طالبا في جامعة الخرطوم في سنة الانقاذ الاولى وللحقيقة والتاريخ اقولها بكل صدق وامانة ان الاحداث التي شهدتها الجامعة في تلك الفترة وما شاهدته من صور الترغيب والترهيب للطلاب للانضمام لعضوية الاتجاه الاسلامي اوصلتني لقناعة تامة ان هؤلاء الناس لن يتورعوا في عمل اي شئ للبقاء في السلطة ولو كان ذلك الشئء منافيا ومخالفا للدين الذي جائونا يحملون رايته وكان الاسلام دخل السودان مع انقلابهم المشئوم. وتذكرني حادثة لن انساها في احداث الجامعة في تلك الفترة فقد كانت بدفعتنا طالبة مسيحية شاهدت مافعله بعض اعضاء الاتجاه الاسلامي في ذلك الوقت بعدد من الطالبات (تمزيق ملابس الكثير منهن حتى اضطرت الطالبات الاخريات ان يخلعن بعض ملابسهن الاضافية لستر اخواتهن) علقت هذه الطالبة المسيحية وهي ترتعد خوفا بجوار مكتب البوستة على طريق النشاط بعبارة مازالت ترن في اذني( لايمكن ان يكون هؤلاء الناس اسلامين مع عدم معرفتي بتعاليم الدين الاسلامي غير اني سكنت بجوار مسلمين اعواما طويلة واعرفهم جيدا واعرف اخلاقهم وواصلت صراخها انا اعرف المسلمين جيدا ولكن غيري لايعرفهم اذا راى مارايت فقد يغير رايه ان كان يفكر في دراسة تعاليم الاسلام ومن ثم الدخول فيه- انتهى كلامها)والاسلاميون عندنا لايعرفون ان رسولنا عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال(لان يهدي بك الله رجلا واحدا خير لك من حمر النعم) وهم يريدون حمر النعم هذه ولم اسمع طوال حياتي ان هؤلاء الناس لهم نشاط دعوى وترغيب لايا من اهل الدينات الاخرى لدخول الاسلام فلا اعرف باي شئ خدموا الاسلام؟ ولماذا تشدقون بهذا الدين العظيم وهم لم يعملوا بابسط تعاليمه(فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).

والان وبعد مرور ثلاثة وعشرين عاما من حكم الانقلابيين تحققت نبوئة اديبنا الراحل الطيب صالح فقد عرفنا من هؤلاء ومن اين هم واصبح الخلاص مقرونا بانتفاضة جامعة الخرطوم وقد فعلت ذلك وبقى نهر النيل ساكنا هادئا يرافب الموقف من قريب ومياهه هادئة يعكر صفوها بين الحين والاخر مايغشاها من تأثير غبار الثوار ومايتبعه من رائحة الغازات المسيلة للدموع التي تطلق على المتظاهرين وقد لا يطول صبر النيل على ما يصيبه من اذى الانسان وعندها لن ينفع استعمال البمبان ولا الرصاص الحي مع هدير المياه وتكون محاولات السيطرة على مياه النيل ضربا من حب الحياة والتمسك بها

تعليق واحد

  1. هذه انتفاضة الشعب السوداني وليس جامعة الخرطوم وحدها
    لقد انتهى الزمن الذى كان ينسب فيه الوعي فقط للخريجين
    منظرين هذه الحكومه وجلادين وقتلة الشعب كلهم خريجين ودكاترة وحملة ماجستير والقلم ما بزيل بلم

    الثوره وقودها العمال و ستات الشاى والمهمشين والمغتصبه حقوقهم وكل الشرفاء
    لقد انتهى الزمن الذي يخرج فيه بعض الطلاب ويتغير النظام
    فهذه الحكومة شوهت كل ادوات التغيير المحترمه و اشترت بعض الطلاب

    واليوم نسميها ثورة الشرفاء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..