
الدمار الذي الحقه نظام (الاخوان) بالسودان وأهله لا ينقص في أثره عن ذلك الذي احدثته الحرب العالمية الثانية خلال الفترة من سبتمبر1939م الي سبتمبر 1945م فالأثر ذات الاثر كساد اقتصادي وبطالة بين خريجي الجامعات غير مسبوقة وسعر الجنيه السوداني كل يوم هو في شأن مهيض القدر أمام الدولار وبقية العملات العالمية الاخرى.
دمار العالم في الحرب العالمية الثانية بسبب المعارك التي نشبت بين دول المحور تقودها المانيا واليابان في جانب وقوات الحلفاء بقيادة تحالف أوروبي تقوده بريطانيا وفرنسا يتساوى معه تحزب (الاخوان) وتعاضدهم لسلب وظائف الخدمة المدنية حكرا لجماعتهم ففعلهم بمثابة رص الصفوف وترسانة الاسلحة مقابل العدو وهم (غير الاخوان) الذين نزعت وظائفهم لصالح عام دولة (الاخوان) و تم استدعاء خلاياهم النائمة من دول الخليج بعضهم أطباء عموميون وفي اعترافاتهم عند الوهلة الاولي فور قدومهم للسودان أفصح أن الراتب في الوظيفة خلال مهجره لم يتجاوز الالفين دولار ثم في خلال أقل من عشر سنوات بعد هجرته قافلا لبلاد التمكين ومع عمليات التخصيص تحول بلا درس وإعادة تدريب الي خبير في فن التفاوض للحصول علي القروض ومن وراء ذلك العمولات بعذر اقامة مصانع السكر ويطلق قولته المشهورة (أنا ما كيشة) ثم أطباء الاسنان يتحولون الي خلع وظيفة وزير الخارجية بالتناوب منهم من بكي لا ندري بأية عاطفة والبشير يغادر جنوب أفريقيا نافذا بجلده من قبضة محكمة الجنايات الدولية وشقيق الرئيس ذاك سيسجل التأريخ في صفحاته دمارا أحدثه يعادل قنبلة هيروشيما لأنه أتي بما لم تأت به الاوائل في الافساد اذ أفسح مكانا للأجانب ليصبح السودان وطنا لهم مقابل ثمن معلوم ثم مزج تربة السودان الاقتصادية ببيئة أجنبية حيث ردف الغرباء معه في استثماراته داخل السودان ومنح لنفسه الحق أيضا في بناء جسر ومحبس لما نهبه من أموال أهل السودان لتظل بعيدا في بلاد الغرباء.
تلك مقاطع بسيطة تقرب صورة الدمار الذي أحدثه (الاخوان) في السودان خلال ثلاثين من عجاف السنين ويتباكون اليوم علي ثمانية أشهر زعموا أن حكومة ثورة ديسمبر 2018م أستغرقتها ولم تأت بالجنة الموعودة في أرض السودان وتناسوا أن قياس الوقت بين الدمار والاعمار له حقوقه ومتطلباته فتحطيم مشروع الجزيرة وتركه أثرا بعد عين لم يكن يحتاج لبناء خزان سنار وحفر قنوات الري وتجهيز البنية الاساسية داخل المشروع من وحدات سكنية وخط سكة حديد فتخصيص وبيع أصول المشروع تطلب لجنة قضت بليل تسليم المشروع لمتنفذين ثم لجان مماثله لتغيير فلنكات السكة حديد لصالح جهة (أخوانية) نافذة ومثلها لجان حولت خط هيثرو ومن بعده الخطوط الجوية السودانية الي نسيا منسيا ثم الغاء شعار الطائر الازرق وغاب عن مطارات العالم وهكذا لا يحتاج الدمارالي فسحة من الزمن بل يتم عبر لجنة وجلسة واحدة منها ترفع التوصية التي سبق بليل صنعها وتدبيرها وقسمة المنافع بين ظلامها علي المتنفذين بينما الاعمار والبناء يحتاج الي المال والوقت.
برنامج التعافي الاوربي بعد الحرب العالمية الثانية أحتاج لمشروع مارشال خلال الاعوام 1947-1951م بينما التعافي السوداني أغفله (الاخوان) وحاجة البلاد لصنوه وخيرا فعلت ادارة فترة الحكم الانتقالي بمجلسيها السيادي و الوزراء وفرقت بين متطلبات الدمار ومستحقات الاعمار والبناء ومع غياب مشروع مماثل لمشروع مارشال لتحقيق تعافي السودان كان البديل طلب المساعدة من المجتمع الدولي ولجنة فنية متخصصة تحت الفصل السادس للمساعدة في ازالة أثار الدمار الذي خلفته قوات (الاخوان)في أرض السودان وتركت العباد أهل السودان يرزحون في دوائر الفقر والبطالة والكساد الاقتصادي و جائحة (كورونا) أرسلها الله جند من جنوده لتعكس حجم الدمار الذي خلفه (الاخوان) في البنية التحتية بالسودان بعد حربهم التمكينية التي استمرت لثلاثين سنة.
وتقبلوا أطيب تحياتي
مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد