مقالات سياسية

المعارضة ضعيفة.. (يعني مبسوطين)..!

عثمان شبونة

* دعيهم إذا صادروا النهر
واستبشري إن عراكِ الذبول
غداً لن تموت العصافير
قبل الوصول إلى النهر
لن تتهاوى قبيل الرحيل الخيول..!!
دقّي دفوف نحاسك..
عرِّي عناقيد كَرْمِكِ.. لا تخجلي
فعيون الشوارع مخصية
دعيهم.. فإن سيوف أمية غدت خشبية..!
قولي لعاصفة الليل
هاتي بلاغتك الشاتمة
فإني ثقبتُ جراح الكلام
جلوتُ حقيقة عصر الذبيحة
وقولي لهم عند باب الدخول:
مهرِّجةً لن أكون بليلِ الدراويش
لن أُضْحِكَ المومياء الكسيحة
ولا… لن أرش المساحيق
في وجنات المرايا القبيحة..!

(1)
القبح في قصائد محي الدين فارس تعادله مرحلة (الطغيان) التي عاشها في الثمانينيات؛ وبث فيها من عروق الغضب ما صار شجراً يمشي إلى اليوم.. فعفواً لاستعارتنا مقاطعه الثورية (بتصرف) في التقديم والتأخير؛ لا غير..!

(2)
تتغير الأشياء كيميائياً من تراكم الزمن؛ فإما أن تفسد أو تتصلب.. الخ.. لكن من خصائص بعض أحزابنا أنها تسيل (مع الرائحة..!!).. لا تمنحها التجارب سوى مساحيق لزجة تقابل بها الآخر وفق الضرورة أو (اللا ضرورة) (فتركنه) حتى وإن بلغ حراكه ووعيه عنان السماء… إنها (درقة) الخائف.. تراه دائماً يطمئن نفسه في مواجهة (نمر) أو (كديس) ليمنح ذاته طاقة؛ وإن نفد زيته.. كذا حال حزب المؤتمر الوطني الذي لا يغيب طويلاً عن نشيده الوطني المحبوب بلحنه المشروخ: (المعارضة ضعيفة…!!).. ثم تحشو كوادره بقايا التصريحات تدليلاً على وهن المعارضين.. كل ذلك بلغة (سنة أولى روضة) المعروفة..!!

(3)
المتعارف عليه ــ في الفصل الابتدائي للسياسة ــ أن ضعف المعارضة مؤشر يسئ لحزب السلطة بأوجه عديدة؛ ليس أولها (مُرجيحة الكبت) ولن تكون آخرها (تهمة) تحول الوسط الحزبي إلى سوق للبيع والشراء على حساب مستقبل الشعب (مع المتاهة الحرجة) والعشوائية..!

(4)
عشاءً وصباحاً تدفع الملايين فواتير (الحرب الخاصة) التي يكون طرفها حزب (محدود القيمة) يطوي ميقات الوطن الميت في (جزلانه)؛ بينما تنفلت الفوضى في الحياة العامة؛ لأن الرشد أصبح في عبقرية (الأنا وحدها) وليس في خفض أنين المحتاجين والمسلوبين من الكرامة في أبسط الأشياء الممكنة..!

(5)
الماكينة الاستفزازية للمؤتمر الوطني تتغذي بإمكانات البلاد؛ في مواجهة هذا الشتات المعارض الذي لا تنقصه الجرأة في الرد والشتم؛ إنما ــ حقاً ــ تنقصه الشجاعة في ابتكار وسائل جديدة مؤثرة يمكن أن يطيح بها (الخزعبلات) العابرة والمتكررة.. وأول هذه الوسائل أن تكون ثمة وسيلة إعلام محترمة تنأى بنفسها عن دورانية (ردود الفعل) وتشتغل بكشف الوجوه.. وأولها ما تيسر في القصيدة..!!

(6)
أقصدوا ــ جميعاً ــ قبلة الوطن (المسلوق) بالخطايا والجحيميات؛ فإن أكبر الأحزاب عمراً صار اليوم بلا موقف.. وجاز لنا وصمه بالتشبيه المخفف: (إنه مثل مواقف المواصلات في عهد الخضر؛ فارغة، أو لا تدوم على حال)..!!!
أعوذ بالله
ــــــــــــ
الأهرام اليوم
[email protected]

تعليق واحد

  1. مشكلة الحزب السلطوي لا يفرق بين ادارة اسره بمنزل وادارة دولة بها كل الشعوب والالسن وليتهم يفهمون الدهماء

  2. الأستاذ/ شبونة أخنزال اللا في ضعف المعارضة أو بمعنى أخر يتوهمه الحاكمون أن الأمر مستقر هو ديدن الجهلاء محدودي الأفق.ولكن مايدهش الأ يخاف هؤلاء على سلامهم الأجتماعي ومستقبل أجيالهم( فحسب علمي أن الموت حق) وسلامة وأمن أسرهم وأنهيار الدولة أن ظلوا في طغيانهم يعمهون,تنازلوا عن قليل لتتمتعوا بما كسبت أيديكم زوراً وتنعموا براحة بال لا يدركها من فارق الوزارة أوالسفارة وظل يلعن في سوء أدارة كان شريكاً فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..