«هواء» للبيع!

على سبيل المزاح، بدأت شركة كندية، تعبئة الهواء في أكياس بلاستيك، وبيعه إلى أحد المواقع الإلكترونية، ولكن انتهى بها المطاف إلى تحقيق مبيعات كبيرة حول العالم من زجاجات الهواء النقي المأخوذ من حديقة «بانف» الوطنية (أقدم حديقة وطنية في كندا، أنشئت عام 1885) في جبال روكي، وهو أغلى 50 مرة من ثمن زجاجة من المياه المعدنية في الصين.

وفي مقابلة مع صحيفة «تلغراف» البريطانية، قال المؤسس المشارك لشركة «فيتاليتي إير» (هواء الحيوية) موزس لام: «بيعت أول شحناتنا، وكانت تضم 500 زجاجة من الهواء النقي في أربعة أيام»، مشيرا إلى أن هناك شحنة أخرى تم شراؤها في طريقها إلى الصين التي تشهد ارتفاع مستويات تلوث الهواء، وظاهرة الضباب الدخاني، تحتوي على 4000 زجاجة إضافية.

والعام الماضي تأسست شركة «فيتاليتي إير» (هواء الحيوية)، في مدينة إدمنتون، خامس كبرى مدن كندا، ولكنها بدأت بيع منتجاتها في الصين قبل أقل من شهرين.

واعترف لام بأنه بدأ شركته على سبيل المزاح، عندما قام هو والمؤسس المشارك تروي باكيت، بملء كيس من البلاستيك بالهواء، وبيعه بأقل من 50 بنسا على الموقع الإلكتروني للمزادات «إي باي»، وباع الكيس الثاني بمبلغ 160 دولارا، وأضاف «حينئذ أدركنا أن هناك سوقا لهذه السلعة».

وفي الوقت الراهن تبيع «فيتاليتي إير» الهواء النقي المعبأة في زجاجات والأكسجين في جميع أنحاء أميركا الشمالية والهند والشرق الأوسط، ولكن الصين لاتزال هي أكبر سوق في الخارج، ويتركز معظم عملاء الشركة في المدن الكبرى بالمناطق الشمالية الشرقية والجنوبية من البلاد، حيث أصبحت التحذيرات من التلوث الشديد أمرا شائعا، وزادت معدلات الوفيات جراء الأمراض التي يسببها.

وقبل أيام قليلة، نشرت وكالة أبناء «شينخوا» الحكومية، صورة على موقعها الإنترنت لوسط المدينة (بكين)، الذي ظهر بالكاد يمكن رؤيته تحت غطاء كثيف من الضباب الدخاني، وعكست الإحباط المحلي بتعليق مكتوب أسفل الصورة، قالت فيه «الضباب الدخاني الكثيف ضرب الصين، مجددا!».

والشركة الكندية ليست الأولى التي تبيع الهواء النقي للصينيين، ففي العام الماضي، حصل الفنان ليانج كيجانج الذي يعيش في بكين على ما يعادل 512 جنيها استرلينيا، مقابل بيع إناء زجاجي معبأ بهواء مأخوذ من رحلة عمل في جنوب فرنسا.

الأنباء