صدقت يا تيراب..!!

دارفور تحتاج إلى معجزة إلهية..
لقد صدقت والاعتراف بالفشل فضيلة لم تعُد بيننا..
كاذبٌ هو من يدعى بأن هُناك انجاز يوازى سنوات الحكم الطويلة لهذا النظام أو لغيره من الأنظمة التى سبقته ، ضاعت السنوات بلا شئ نذكُره نحن أو التاريخ من بعدنا ، لقد أضاعت السياسة العرجاء وأهلها وطناً وجدوا فيه كل مُعينات الاستقرار ومقومات بناء الدولة الحديثة على أرضه ولم يفعلوا ، أضاعوا بلادنا فى اللا مُفيد وضاعت تبعاً لذلك كل أوقاتنا فى ما لا يهُمنا وتذيل الوطن العزيز وإنسانه عندهم قائمة اهتماماتهم ، وما زالت عجلة الصراعات تدور وتطحن فى كل ما تبقى لدينا من إنسان وما لديه من مكتسبات أورثها له الآباء..
بدأت الصراعات تنهش فى جسد الوطن المُنهك حتى جعلته كسيحاً لا يقوى على الوقوف والاعتماد على نفسه وأصابته بعاهات مستديمة لن تُجدى معها المُسكنات والجراحات الطفيفة والحلول الفطيرة ، بأيدينا نحن كان السبب لا من أجل النهوض به بل أطماعنا الشخصية واشباع نفوسنا المريضة التى لا تشبع ولن ترتوى ، شلالات من الدماء سالت وفقد الوطن بعضاً من شبابه وبلا مقابل ، لا سلام ساد ربوع الوطن ولا رفاهية تحققت وعُدنا إلى مربعات تجاوزها غيرنا من زمانٍ بعيد وما زلنا نتصارع ، شطرنا جزء عزيز من بلادنا بعد أن امتد الصراع فيه لأكثر من نصف القرن من الزمان وكانت النهاية انفصاله عنّا ، والاقتتال يستمر ودماء أبناءنا تسيل ونحن نُقاتل بعضنا بعضاً فى ما تبقى لنا ..
لقد صام أهلنا فى دارفور ولم يفطروا حتى على البصلة كما يقول المثل..
لم ولن يفطروا أبداً إن انتظر أهلنا الحل عند الحكومة أو الحركات المسلحة وقد طال أمد الصراع وتأزمت الأحوال ولا أمل يلوح رُبما تعود به الحياة إلى ما كانت عليه سابقا ، جاءكم اليوم الأستاذ مصطفى تيراب وزير الدولة بوزارة الثقافة بما لم يأت به غيره لا من أهل الحكومة ولا المعارضة المسلحة أو غيرها ، جاءكم يدعوكم للاعتماد على الله سبحانه وتعالى وعلى أنفسكم لتجاوز هذه المحنة ، لن تُحل قضية دارفور إلا بمُعجزة إلهية تُعيد الأمور إلى نصابها ولا تنتظروا الحل من غيره ، هكذا أوصاكم إبنكم المشارك قبلاً فى حركات دارفور والمُشارك الحالى فى النظام القائم وهو يعلم أكثر من غيره إن كان هُناك من حل يُمكن انتظاره..
(أدعو أهل دارفور بألا يعتمدوا علينا وعلى حملة السلاح في تحقيق طموحاتهم فقد فشلنا في ذلك خلال الفترة الماضية وعليهم أن يعولوا أولا على الله سبحانه وتعالى وعلى أنفسهم )..
لقد صدق الرجل اختلفنا معه او اتفقنا فقد قالها …
والله المُستعان..
بلا أقنعة..
صحيفة الجريدة..
[email][email protected][/email]