تعويم الجنيه … مزيد من الاختلالات

محمد وداعة الله:

يعانى الاقتصاد السودانى من اختلالات هيكلية جوهرية تتمثل فى عجز الموازنة الدائم (العجز الرسمي حتى الآن تخطى 60%)، وتدهور قيمة صرف الجنيه تجاه العملات الحرة ، والعجز فى ميزان المدفوعات ، و التضخم ، بالإضافة إلى أعباء خدمة الدين الخارجي ( 2 مليار دولار ) ، وعزوف المستثمرين العرب و الأجانب ، وهروب رؤوس أموال باشرت فعلا في الاستثمار ،نتيجة لتخوفات عديدة ومعيقات كثيرة وأتاوات مؤسفة وفساد – مما جعل حتى ابناء السودان أنفسهم يفضلون اثيوبيا ودول شرقى آسيا كمجال آمن لاستثماراتهم ، بالاضافة إلى اخطر الاختلالات والمتمثلة في تفشى الفساد المالي والادارى ، بصورة لم يسبق لها مثيل فى تاريخ السودان، يضاف لذلك تدهور القطاعات الانتاجية الهامة كالزراعة والثروة الحيوانية وانهيار الصناعات الوطنية بشكل شبه كامل ،و تراجعت الصادرات غير البترولية إلى ما دون 15% وبالتالي ففي الوقت الذي اعتمدت فيه الدولة على البترول ( قبل الانفصال) بنسبة 65% من إجمالى الإيرادات ، ظلت مساهمة القطاعات الأخرى مبلغا مهملا وأعتمدت من بعد ذلك الميزانية بعجوزاتها المختلفة على الضرائب المباشرة وغير المباشرة والاستدانة الداخلية والخارجية والاعتماد على القروض فى محاولة لسد العجز في الميزانية و في ميزان المدفوعات ، و لجأت الحكومة إلى محاولة تأجيل الديون الخارجية و سعت إلى إعفاء جزء منها ، دون الحصول على نتائج ملموسة ، و كان آخر المحاولات الفاشلة مؤتمر اسطنبول ، و الثابت أن المجتمع الدولي لن يبدى مرونة مالية في ظل الأجواء الراهنة ، وهى أجواء تحمل في طياتها التهديد بالعقوبات والتدخل بموجب البند السابع، مما يضع البلاد كلها على طريق الانهيار الاقتصادي الكامل و شبح الحرب الأهلية ، و من ثم ضياع ما تبقى من السودان.

العلم عند الله متى تحل المشاكل بين السودان وجنوب السودان، و تتوقف الحرب، و يتوقف استنزاف موارد الدولة البشرية و المادية لمقابلة تكاليفها الباهظة، ، و متى يحل موضوع نقل البترول ، حتى تسهم أجرة الأنبوب ببعض الإيرادات و العملات الحرة ، إذن هذه اختلالات كبيرة و مزمنة ، ولن تنفع معها الحلول المؤقتة على علاتها ، وعلى الأرجح فإن هذه القرارات الاخيرة القاضية بتعويم الجنيه وتحرير سعر صرف العملات الحرة لن تصمد لاكثر من ثلاثة أشهر ، و اى تأخير في الوصول لاتفاق مع الجنوب حول موضوع البترول تحديدا ، سيعجل بانهيار الجنيه مرة أخرى ،عندما تنضب الموارد ( القروض ) الأجنبية التي حصلت عليها الدولة، وسينفلت الجنيه ويسقط متخطيا حاجز الـ 10 جنيهات . وفى بلادنا حيث تحدث الاعاجيب من كل جنس ، أصبح بنك السودان صرافة كبيرة تبيع العملات الحرة للصرافات وتستولى على عائداتها بالسعر الذى حدده بنك السودان نفسه ، حيث أصبح بنك السودان طرفا فى عمليات البيع والشراء للنقد الأجنبى ، وترك واجباته والتى أهمها وحسب مانص عليه قانون سنه2002 المعدل 2006 من المادة (8-1) وهى ( اقرار السياسات النقدية وتحديد سياسات سعر الصرف للعملة الوطنية) ، كيف بالله أن يقوم بنك السودان بتحديد سعر الصرف ليلا ، ويبيع صباحا العملات الحرة للصرافات ، كم من أموال تم تداولها في ذلك الليل البهيم ؟، دون وجود أية آلية محددة لتحديد سعر الصرف غير بنك السودان- هذا يحدث في بلادنا ، كما لم تحدد الانباء ماهى الجهة التي أجازت هذه القرارات ، هل هو مجلس ادارة بنك السودان ، أم المحافظ لوحده ؟ هل تمت إجازتها من القطاع الاقتصادي ، أو مجلس الوزراء؟ هذه أخطر القرارات تتخذ دون مسوغ قانونى أو دستورى وهى قرارات معيبة وتحتاج الى سند تشريعى من البرلمان مصاحبا بتعديلات فى الميزانية وسعر الصرف ، و إعادة النظر في الهياكل الوظيفية و الرواتب للعاملين و أرباب المعاشات ، و العمليات المصرفية القائمة و الآجلة السداد.

إن هذا القرار سينعكس سلبا على أحوال المواطن المعيشية وسيزداد الفقراء فقراً ، وسيصل التضخم الى أرقام خرافية ، كما أن المواد الاستهلاكية ومدخلات الانتاج الصناعى والزراعى سوف تتضاعف اسعارها نسبة لزيادة سعر الدولار وزيادة الرسوم الجمركية – هذا القرار سيؤثر على حليب الاطفال والاستطباب والتعليم. المهم ، هل سيوقف هذا القرار المساعى الجارية لرفع الدعم المزعوم عن المحروقات .؟ لا فائدة من تجريب المجرب ، صدق الزعيم المصري سعد زغلول، و قد دنت ساعته ، و زوجه تحاول جاهدة تطمينه ، ما فيش فايدة غطيني يا صفية .

الصحافة

تعليق واحد

  1. السودان علي طريق جديد يقول (غطوني وصوتوا) إذا ما إتلقي حل عاجل لممهازل الإقتصادية والالمعيشية الحاصلة دي

  2. اقتباس ( و اى تأخير في الوصول لاتفاق مع الجنوب حول موضوع البترول تحديدا ، سيعجل بانهيار الجنيه مرة أخرى ،عندما تنضب الموارد ( القروض ) الأجنبية التي حصلت عليها الدولة، )
    ايه الذكاء دا – استحي يا راجل من نفسك – واحد + واحد تساوي 2 في علم الاقتصاد مش 4 !!! حقوا تعرف ان الناس ما اغبياء يصدقوك والله يصدقوا الكلام السطحي وكلام التخدير ويسمعوا اسطوانة مشروخة انو في قروض اجنبية حصلت عليها الدولة ؟ اتحداك ان تشرح لينا من وين حصلت عليها؟ وكيف حصلت عليها ؟ وما هي ضمانات هذه القروض ؟ من المؤسف ان تكون بوق لمثل هذه دعايات التي يروج لها الابالسة وزمرة الفاسدين والاقلام الماجورة وكتاب العهر والماخورة
    افيدك يا خبير يا افكاتو ان الرئيس البشير نفسه مشى لقطر يطلب قروض وفشل – اكثر حاجة حصل عليها من امير قطر (وعد) مجرد وعد بدعم المنتخب السوداني – ووزير المالية نفسه اجتمع العام الماضي بوزراء المالية العرب وخرج بخفي حنين – وتجي انت الليلة تشكك في انهيار الجنية وارتفاع الدولار – وبعدين من اين لك ان بترول الجنوب في حالة عبورة سيوقف انهيار الجنية وقد تفشى الفساد وعم القرى والحضر

  3. يناس داير اعرف سعر الدولار واليورو في السوق الاسود كم؟؟؟؟؟
    ارجو الافادة باسرع مايمكن لو سمحتو

  4. لماذا اصلاً تكون هنالك سوق سودة ؟؟؟ هل تستفيد منها الدولة ؟؟؟ طبعاً لا ؟ أن المستفيد منها هم تجار العملة المتعاونين مع تجار الجبهة وكل من يحصل علي مبالغ كبيرة بسهولة كتجار الجبهة والمهرباتية وتجار المخدرات والخمور واصحاب الأستثمار الطفيلي ( بائعي الشاورما والحلويات ) اي الشوام والأتراك والمصريين من التجارة في العقارات وغيرها ؟؟ الذين يحولون مبالغ مهولة تشتري من السوق السودة ( اسم الدلع لها = السوق الموازي )
    قيمة عملة اي بلد بالعالم تحددها قيمة انتاجه وحوجة العالم له ؟؟؟ قيمة المارك الألماني تحددها منتجات المانيا التي لا يمكن للعالم الأستغناء عنها ؟؟؟ هل يمكن للعالم ان يستغني عن الأدوية والكيماويات اوالماكينات او السيارات الألمانية الخ ؟ المانيا تبيع في اليوم الواحد مئآت الأطنان من الأسبرين فقط لجميع انحاء العالم ؟؟؟ والي الآن لا يوجد أسبرين في العالم يجد رواجاً مثل أسبرين شركة باير الألمانية ذو العلامة المعروفة والصندوق الأخضر؟؟؟ والدولار له قيمة مش عشان خاطرعيون الأمريكان ولكن لأن العالم لا يستطيع الأستغناء عن صناعة الطائرات والعربات والأسلحة الأمريكية وغيرها والتي تدر عليهم يومياً مليارات الدولارات ؟؟؟ و لنتأمل الوجه الآخر للعملة ؟؟ لماذا عملة الصومال او السودان او تشاد ليس لها قيمة محلية او عالمية ؟؟؟ لأنه ليس لهم اي انتاج يحتاجه العالم ؟؟؟ وعليه لا بد لهم من ان يعيشوا عالة علي المجتمع الدولي المنتج وعلي المعونات والقرصنة والتسول علي موائد دول الخليج مططاي الرأس وفاقدي الأحترام ؟؟ اي خبير اقتصادي يتكلم عن الأقتصاد ويجد مبررات لضعف الجنيه السوداني ويعزو ذلك لنتيجة سياسات بنك السودان وفزلكة وزير المالية وأقتصادي الكيزان وينسي ان السبب الرئيسي هو عدم الأنتاج فهو مخطيء ؟؟؟ وعليه ان يراجع نفسه ويخرج من صندوق الأكاديميات وان لا ينظر فقط لرأس الهرم ويتجاهل قاعدته ؟؟؟ فلا يمكن ان تكون للجنيه السوداني اي قيمة محلية او عالمية الا بالأنتاج ثم الأنتاج ثم الأنتاج ولا شيء غير الأنتاج ؟؟ عندما كان السودان من أكبر مصدري القطن في العالم وكانت مصانع لانكشير بأنجلترا تعتمد عليه اعتماداً كلياً كان الجنيه السوداني يعادل حوالي 3 دولار وثلث ؟؟ وفي مصر كان الجنيه السوداني له قيمة كبيرة ويتهافتون عليه لأن تجارة الجمال والجلود والسمسم وغيرها كانت لها قيمة تجارية عالية وتعتمد مصر عليها في الغذاء والصناعات . فأذا اردنا ان يكون لجنيهنا قيمة فعلية محلية وعالمية فلا بديل غير الأنتاج ثم الأنتاج ؟؟؟ وللأسف الشديد هذا الموضوع ليس في اجندة الكيزان وأقتصادييهم المنتفعين ولا يرقي خيالهم المريض لأستيعابه قاتلهم الله؟؟

  5. مافيش فايدة غطيني يا صفية !. بس ياجماعة الخير لماذا لانتقابل فى الفيس ونبدأ حملتنا ونضرب موعدا للخروج , لى موعد فى ابى جنزير وفى كل فج هيهات ننسى الموعدا

  6. كيف الحال يا شباب.
    اعتقد ان الحل الجذري للمعضلة الاقتصاديه التي يمر بها السودان تكمن في احد الامور التاليه:
    1)عودة الاستعمار البريطاني مره اخري
    2)استعادة الاراضي الجنوبية بالقوة ليعود السودان دولة واحدة كما كان.
    3)انضمام السودان لمصر ليصبحان دولة واحدة.
    4)ان يخرج الشعب للشارع لتغيير النظام الفاشل القابع علي صدورناويقتلناببطء.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..