أخبار السودان

لشيخ الكاروري ..والحديث من على ظهر الفيل ..!

لسنا ..معاذ الله ..ممن يرمون الحديث على عواهنه طعناً في علمائنا الأجلاء ..فذلك ما لم يكن بالدليل يصبح إتهاما باطلاً يكون ذنب من يقترفه كجرم الذي يرمي المحصنات إن لم يكن أكبرعنه والله أعلم !
فهمُ لابد من إحترامهم وإجلالهم إن حصنوا وقارهم العلمي بعدم محاباة الحاكم الذي يحيد عن العدل ويتنامى الفساد في عهده الطويل أو يتعامى عن باطل بطانته.
لكن حينما يغض هؤلاء العلماء على مدى سني الإنقاذ الطرف عن كل مفاسد النظام بل ويدافعون عن أفعاله ويتهمون من قال أن في إبريقه بغله بأنه ضد الشرع التي تزعم العمل به زوراً وبهتانا هذه السلطة وقد دمرت كل ما كان عضداً لإقتصاد البلاد و ضربت في وحدتها وشتتت أهلها و أشعلت الحروب في كل أطرافها و قطعت شعرة معاوية مع كافة البلاد التي كانت ترفع قبعتها تقديرا لإنساننا وتنحني إحتراماً لأوراقه الثبوتية فصارت سبة تتحاشاها مؤاني ومطارات البلاد و ينفر منها العباد كما الأجرب..!
وهاهو الآن الشيخ الكاروري الذي لطالما اعتلى المنابر وهو يحلل بمنطق العارف لكل شيء ديناً وعلماً منافحا عن هذا النظام .. يتحدث اليوم ومن على محراب مسجده الحصري عن الفساد دون أن يشير الى مسئؤلية النظام المباشرة فيه وهو يفعل كمن يركب على ظهر الفيل و لكنه يضرب بالسوط على ظله !
وقبله تحدث الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف عن عدم شرعية التحلل بالنسبة لمن يضبط متلبساً بالسرقة وأنبرى فضيلته يشرح المقاصد الشرعية الحقيقية لمبدأ التحلل بعد أن نفد كبار اللصوص بجلوهم ولكم جنو ا..و إستفادوا من تجيير الشرع على يد علماء يعرفهم الشيخ لمصلحتهم ولصالح من يحمونهم أو الذين يتسترون عليهم وناموا بما نهبت اياديهم الآثمة..!
هذا الفيل الذي تنتقدونه يا شيخ الكاروري ..ركبتم عليه وقد كبر جسده وفاحت رائحة فضلاته منذ أن كان صغيرا ونما وأنتم على ظهره وقد عطلتم حاسة الشم خمسا وعشرين سنة ..ولم تعيروا كل الأصوات التي قالت لكم خافوا الله في دينكم وفي وطنكم وأنتم تغضون الطرف عن كل ذلك الذي بات الآن شاهدا على نفسه ولا يحتاح لآدلة ولا مستندات كما كان رئيس النظام ينكر إتهام أهل حكمه ما كنتم تتعامون عن رؤيته بل وأنتم صامتون عنه كمن في فمه ماء .. وحينما تريدون الحديث عن حسنات النظام التي تتضاءل في الميزان حيال كفه سيئاته ..كنتم تدلقون ماء الحقائق لتتسع الأفواه لقول الشعر في كافوركم أخشيدي العطايا الذي تقولون له الآن في خجل .. أعدل و أقطع دابر الفساد بعد أن بات مستعصيا على سيف عدالته الأعوج و الصدي والثلم ..!
قد يظلم الحاكم حينما تعميه السلطة عن محجة الحق البيضاء وقد تنكسر نفسه عن مواجهة المفسدين حينما يقولون له كما قيل لجحا أن الفساد في دارك.. فيسكت عنهم .. لكن أن يصمت علماء الدين ربع قرن من الزمان وهم يدلدلون أرجلهم من على ذلك الفيل و جسده يعلو بهم وحينما أحسوا بأن السقوط من ذلك العلو بات يشكل خطراً على رقابهم التي لواها الغرض عن قول الحق في كل هذا الذي حاق بالبلاد باتوا يتحسسون تلك الرقاب … فنقول لكم يا شيوخنا.. الضرب على ظل ذلك الفيل لن يفيد بعد الآن .. فقد تأخرتم كثيراً في إقامة صلاة الإستسقاء والتي لطالما أذن في مسامعكم المنادي لها لافتاً الى تشقق شفاه أرض الوطن التي إشتكت لطوبها من الظلم والفساد ..فصممتم المسامع وأغمضتم الأنظار .. يا هدانا وهداكم الله .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. * شكرا ايها الرائع.
    * لكن قناعتى الشخصيه يا اخى, ان امثال الكارورى و عبد الحى, و غيرهم كثر, من “علماء و تنابلة السلطان”, لا يمكن و لا ينبغى لهم, ان ينتقدوا فساد “حكومه و حزب المؤتمر الوطنى”, و لو وصل فسادهم السماء!, إلآ ب”إيحاء”!!..و أكاد اجزم بعدم إستطاعتهم فعل ذلك, حتى و لو تنزل عليهم وحى من السماء!: فلا هم “علماء الدين”..و لا هم الشرفاء من المواطنين..و لا هم “الرجال” من سلالة على عبداللطيف و المحجوب و عبدالخالق و محمود محمد طه!..
    * و تقديرى, ان “مسأله النقد!” هذه, “مسرحيه” اخرى!..ظل الدجال و النمس الحقود, حسن الترابى, يكتب لها “السيناريو” منذ زمن طويل!, ليكون “إخراجها” من خلال “الحوار”:
    1- فالثعلب المكار الحقود, عازم تماما, على تصفية حساباته “القديمه” مع تلاميذه القدماء, مهما طال الزمن!..و إبعادهم من السلطه كانت “خطوته الأولى!”..و الآن, حانت “الخطوة الثانيه”: محاكمتهم “امام المحاكم”, من خلال مخرجات الحوار فيما يتعلق بمحاربة الفساد, و على رؤؤس الأشهاد!!..و الأدله جاهزه, بدأ عرضها منذ فتره!..خاصه و ان الشيخ مهد لذلك منذ زمن, مفصحا صراحة عن “فساد الإسلامويين”..و كون ان “الفساد” اصبح احد “بنود الحوار”, ليس صدفه يا اخى!!..فالثعلب يفعل ما يريد!..يساعده على ذلك “صراعات الإسلامويين” و “مراكز القوه” داخل الحكومه و حزبها, و فسادهم المكشوف!!
    2- هذه الفكره الإنتقاميه الجهنميه, مع “عودة الشيخ للصف”, تصادفان هوى كبيرا و إستحسان لدى البشير و اسرته و صحبه “الميامين” من الفاسدين و المفسدين!:1- التخلص من “مراكز القوه” و عزلها نهائيا من الحياة السياسيه “الإسلامويه”. 2- تعزيز فرص بقائه الى حين “إنجلاء كابوس الجنائيه الدوليه”!.3- “مراكز القوه و لصوصهم”, و قد اصبحوا فى السجون و المنافى, هم كبش الفداء (كرامه و سلامه!) لفساد البشير و اسرته و بطانته و محسوبى المؤتمر من اللصوص المقربين!! 4- خداع الشعب السودانى و ايهامه بانه فعلا يحارب الفساد, حتى و لو كان وسط الحركه الإسلامويه!!
    3- خاصه و ان البشير يعلم علم اليقين, ان الشيخ لا يتوق لمنصب!..و لا شهره!..و لا مال!..و لن ينافسه على سلطه!, بقدر ما هو يسعى لإشباع “ذاته المريضه”, بالإنتقام الكامل الرهيب من هؤلاء “التلاميذ!”..بعد ان اشبعها إنتقاما و حقدا و تشفيا من الشعب السودانى قاطبة!
    * فالمجرمون كل بمكاسبه!, لا يختلفون ابدا على الضحايا, يا اخى..
    و لك تقديرى و تقبل تحيات الوطن!.

  2. جزاءك الله خيراً الاستاذ محمدعبدالله برقاوي علي هذا المقال الرائع ، وهذا الكاروي منافق ودجال منه لله

  3. ايها الرئع دوما محمد عبد الله برقاوي انت وامثالك الابطال اصحاب الاقلام الجريئة التي لم تخاف في الحق لومة لائم سر وعين الله ترعاك وان النصر لقريب انشاء الله هذا هو حال شيوخ وعلماء السلطان
    ولكن الله ليس بغافل عنهم

  4. الشيخ الكارورى من علماء (السلطان) حيث أفتى بجواز قتل المتظاهرين فى سبتمبر بحجة أنهم خرجوا عن طاعة ولى الامر ؟؟ لقد كتبت مقالا عن هيئة علماء السودان بعنوان( هيئة علماء السودان تاريخ من الخزى وموالاة الحكام ) ذكرت فيه أن الحكومة الاستعمارية طلبت منهم فتوى حول الامير عثمان دقنة وهو يقاتلهم فردوا بأنه من الذين يحاربون الله ورسوله وصدروا فتواهم بالاية ( انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الارض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا فى الارض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الاخرة عزاب عظيم ) وقد منحتهم الحكومة الاستعمارية كسوة الشرف على هذه الفتوى وقد وصفها الاستاذ محمود محمد طه بأنها كسوة عدم الشرف

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..