حرب النهر والسياسة المائية

عبد المنعم سعيد
في عام 1899 نشر ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا الأشهر أثناء الحرب العالمية الثانية كتابه عن «حرب النهر» (The River War) وكان النهر هو النيل وليس غيره، وكانت الحرب قد انتهت توا في سبتمبر (أيلول) 1898 بدخول كتشنر ومعه تشرشل إلى أم درمان لكي يتم وأد الثورة المهدية من جانب، واستعادة السودان إلى مصر بالمشاركة مع بريطانيا هذه المرة. هذه الحرب لن تجد لها أثرا في الكتب المدرسية المصرية، ووجودها قليل في كتب التاريخ العربية، وإذا جاءت فقد كانت في إطار الحديث عن الثورة والمقاومة للاستعمار. أما الدور المصري همش وبات منقادا للإرادة الاستعمارية بعد أن أصبحت مصر محتلة هي الأخرى. والحقيقة هي أن المسألة لم تكن كذلك، أو على وجه الدقة لم تكن كلها كذلك، فالجيش الذي حارب في السودان كان جيشا مصريا (وسودانيا أيضا) حتى لو كان تحت القيادة البريطانية، وتمويل الحرب كلها جاء من الخزانة المصرية عندما قدمت في بداية الحرب ثلاثة ملايين جنيه إسترليني، وبعد أن نضبت قامت مصر بتمويل ما تبقى رغم الحالة التعيسة للخزانة المصرية آنذاك. كانت الحرب بالنسبة لمصر ذات طبيعة استراتيجية من الدرجة الأولى، ليس فقط لأن «السودان المصري» خرج عن الطوع، ولكن مياه النيل كانت الشريان الحيوي للحياة في مصر.
وربما كان بعض المصريين محقين عندما يحتجون على قول هيرودوت إن مصر هبة النيل، وإنما هي هبة المصريين الذين نجحوا في أن يولدوا من النهر حضارة باهرة، بينما فشل آخرون في هذا الاتجاه، ولكن الحقيقة تبقى أن النيل جعل مصر دولة نهرية بامتياز، فكان فيها ما كان في الدول النهرية الأخرى في العالم حيث قامت الحضارة وازدهرت. ولذا وفي كل العصور كان العمل على استمرار تدفق مياه النيل دون مقاطعة واحدا من المحاور الرئيسة للأمن القومي المصري، وساعدها على حمايته أن توازن القوى بين مصر ودول حوض النيل كان دوما لصالح المحروسة، ومن ثم فإن هذا التهديد ظل كامنا أكثر منه ظاهرا، وعملت السياسة المصرية على أن يبقى الأمر كذلك من خلال علاقاتها الأفريقية والإقليمية والعالمية أيضا. ولكن هذا الأمر الذي استمر لآلاف السنين ما لبث أن مزقه إعلان إثيوبيا عن تحويل مجرى النيل الأزرق استعدادا لبناء «سد النهضة»، وهو الأمر الذي أدى إلى اضطراب كبير في السياسة الداخلية المصرية طارت فيه الاتهامات المتبادلة بين الحكم والمعارضة في سخونة شديدة، وإلى قدر من التخبط في سياستها الخارجية ليس ناجما بالضرورة عن الحدث ذاته ولكن مما أحاطه من ملابسات، وما طرأ عليه من غموض حول عما إذا كان ذلك هو فقط الموضوع أم أنه البداية التي يليها ما هو أخطر.
حتى وقت كتابة هذا المقال كانت السياسة المصرية، ومعها السودانية، قد قبلت الإجراء الإثيوبي ووضعته في إطار التعاون المشترك مع دول حوض النيل متمنية أن يكون ذلك منهجا جديدا في العلاقة يتناسب مع «العلاقات التاريخية» بين مصر وشقيقاتها في أفريقيا. لم يخل الأمر من غصة في الحلق حاولت القيادة المصرية تجاوزها نظرا لخطورة المسألة، فالقرار الإثيوبي جاء قبل أن تصدر اللجنة الثلاثية بين إثيوبيا والسودان ومصر تقريرها عن السد فجاءت الخطوة من أديس أبابا كما لو كان المقصود منها جعل مصر والسودان يتعودان على سياسة الأمر الواقع. والأخطر أن السلوك الإثيوبي في اللجنة لم يكن تعاونيا بل كان هدفه إحباط الضمانات لمصر والسودان حتى لا يتأثر نصيبهما من مياه النيل. في الوقت نفسه، لم يصدر من الجانب الإثيوبي ما يشير إلى قبوله بالمنهج المصري الجديد إزاء مياه النيل والذي يقوم على التفرقة ما بين «حوض النيل» و«مجرى النيل». فما يسقط من الأمطار على «الحوض» يصل إلى أكثر من 1600 مليار متر مكعب من المياه بينما يجري في النهر ما هو قريب بالزيادة والنقصان من المائة مليار متر مكعب فقط. الفارق الضائع الهائل هو ما يحل كل مشكلات أفريقيا من المياه إذا ما تم استغلال المياه المفقودة عبر مساحات شاسعة من الأراضي المفتوحة. والحقيقة أن مصر على مدى القرنين الماضيين قدمت بالفعل إلى السودان وأوغندا والكونغو وغيرها من دول الحوض مساعدات كبيرة لبناء السدود، وحفر القنوات، وتنظيم الري من أجل جذب المياه الضائعة إلى مجرى النيل بالإضافة إلى توليد الكهرباء وتحسين محاصيل الزراعة. كل ذلك كان دليلا على سلامة المنهج، ولكن تطبيقه على نطاق واسع لا يمكن حدوثه دون تعاون واسع مع إثيوبيا التي يخرج منها 85 في المائة من مياه النهر، وتأتي لها نسبة كبيرة من مياه الأمطار.
مدى السلامة الفنية لسد النهضة، بل ومدى المنفعة والضرر منه، ليسا هما موضوعنا، ولكن الموضوع هو أن السد يرتبط بمجموعة من الوقائع التي لا بد وأن تكون مقلقة لمصر. فهو يجري في مناخ التوقيع على الاتفاقية الإطارية لتعاون دول حوض النيل والتي كان يفترض فيها إقرار المنهج التعاوني المصري ووضع الشروط التي تتيح لكل الأطراف الحصول على المياه التي وفق هذا المنهج هناك منها ما يكفي ويزيد. هنا عزلت مصر والسودان بعد توقيع ست دول رئيسة، وبينما كانا يعرفان المشروع فإن إثيوبيا لم تقم بإخطار أي منهما بخطواتها المقبلة، ولا قدمت الكثير من المعلومات المطلوبة للجنة الثلاثية. والأخطر من ذلك أن إثيوبيا بدأت تتصرف في الساحة الأفريقية كما لو كانت الدولة الإقليمية العظمى استنادا إلى عدد سكانها البالغ 85 مليون نسمة، وانتصارها على إريتريا، ووجودها العسكري في الصومال، ونموها الاقتصادي الملحوظ. كل ذلك كان يمكنه أن يجعل إثيوبيا أكثر اطمئنانا، ولكن يبدو أنها قررت توجيه إهانة إلى مصر والسودان تجعلها صاحبة الحق في تقرير مصير المنطقة ومياه النيل.
الوضع كله هكذا لا يمكن فصله عن أمرين: أولهما أن الخطوة الإثيوبية تأتي في وقت تبدو فيه الأوضاع الاستراتيجية المصرية في المنطقة الأفريقية والشرق أوسطية وقد تدهورت إلى حد كبير. وثانيهما أن مصر وهي تفتقد استراتيجية جديدة تتناسب مع أوضاعها بعد التغيرات التي جاءت على الدولة بعد يناير 2011؛ فإنها أيضا تفتقد «سياسة واستراتيجية مائية» تعينها على مواجهة تحديات التنمية الصعبة للبلاد. مواجهة الأمرين ممكن إذا ما أخذا بالجدية التي يستحقانها!!
الشرق الاوسط
وإنما هي هبة المصريين الذين نجحوا في أن يولدوا من النهر حضارة باهرة، بينما فشل آخرون في هذا الاتجاه،!!!!!!!!!!!!
الحضارة الكوشية دي كانت علي ضفاف الامازون وله شنو؟؟؟
أن توازن القوى بين مصر ودول حوض النيل كان دوما لصالح المحروسة،!!!!!!!!!!!
كمين عدوة، هو كمين سقطت فيه القوات المصرية بقيادة منزينجر باشا بالقرب من عدوة في 7 نوفمبر 1875 والاحباش ابادوا فيه الجيش المصري بالكامل
معركة جوندت كانت مذبحة للقوات المصرية لم ينج منها سوى نحو 300 جندي انسحبوا إلى مصوع تحت قيادة العميد الأمريكي دورنـهولتز ورؤوف بك. قتلى الجيش المصري كان بينهم آرندوب وأراكل نوبار (ابن أخي رئيس الوزراء المصري نوبار باشا) والكونت زيشي ورستم بك. قتلى الإثيوبيين بلغوا 500 في ذلك اليوم. غنم الإثيوبيون 2200 بندقية و 16 مدفع – اثنان من تلك المدافع ما زالا يزينان الساحة الكبرى لمدينة أكـسوم العاصـمة التـاريخية للحـبشـة وعرق الأمـهـرة. اثيوبيا المعاصـرة أطـلقت اسـم جوندت على أسـمى وسـام عسـكري لديها.
لكن يبدو أنها قررت توجيه إهانة إلى مصر والسودان تجعلها صاحبة الحق في تقرير مصير المنطقة ومياه النيل.!!!!!!!!!!!!
الناس ديل بيحشرونا معاهم في اي حاجة وبالذات المصايب البتجيب الهواء للسودان …ياتري حنبلغ سن الرشد متين ووصاية المصريين تترفع عنه؟؟؟؟
مصر وهي تفتقد استراتيجية جديدة تتناسب مع أوضاعها بعد التغيرات التي جاءت على الدولة بعد يناير 2011؛!!!!!!!!!
حتي ولو كان نظام مبارك لسه موجود ولو الاجعص منو (نظام عبدالناصر) برضو ما كان حيغير من الامر شئ
وماذا عن الحضارة النوبية وبعانخى الكوشى السودانى العظيم الذى حكم مصر اكثر من 60 سنةوماذا عن مملكة نبتته.
انته منو عشان تورينا تاريخ السودان ومنو السألك عن الحضاره المصريه علي نهر النيل ………..وبصراحة كده السودانين مصلحتم مع الحبش وبصراحه شديده نظره المصرين الي السودانين نظره استعمارية الي السودان كقطر ونظره عبودية الي السودانين كبشر ……….خلاصة الموضوع نحن مع قيام السدود ف اثيوبيا ونوكد بانها لاتؤثر علي حصة السودان وبالعكس سوف يجري النيل الازرق طول العام نسبه لتوليد الكهربا ف سد القرن الاثيوبي وعـــــــــــــــــــلي المصرين ان يزهبو بعيدا عنا لحل مشاكلهم مع الجاره اثيوبيا وان كان المصريا حقا يحترمون السودانين ويتحدثون عن وادي النيل وما ادراك بالاشقاء عليهم الخروج فورا من الاراضي السودانية كيفي استعمار القرن العشرين من قبل مايسمي بالمصرين يازول فنحن ف القرن الحادي والعشرين ………..سامع الكـــــــــــــــلام ده…؟
لصحاب المقال اذا اقفلت الحضارة السودانية وهي مملكة نبتة وكوش ومروي عن عمد او غير ذالك فان التاريخ لا ينسي وطالما تعامل المصريين تجاه النيل بمبدا نحنا ومن بعدنا الطوفان ما كان يصلح في الامس فانه لا يصلح اليوم لا ن لكل زمان رجال على المصريين ان يحصدو ثمار ما حصدو وان يرضو بسياسة الامر الواقع
اقتباس:”كانت الحرب بالنسبة لمصر ذات طبيعة استراتيجية من الدرجة الأولى، ليس فقط لأن «السودان المصري» خرج عن الطوع، ولكن مياه النيل كانت الشريان الحيوي للحياة في مصر.”
1.ما هي جنسية كاتب المقال عبدالمنعم سعيد؟؟
2.ألا تتفقون معي أن المقال يكتنفه بعض الغموض وضاع على القاريء ما يرمي اليه الكاتب لأن الكلام غير متساوق وغير متماسك.
3.من الاقتباس أعلاه يفهم أن دافع المصريين في دخول ما يسمى حرب النهر الى جانب البريطانيين هي مياه النيل، ماذا كانت قدرة السودانيين الخارقة آنذاك التي تجعل المصريين يقلقون على مصير مياه النهر عام 1898 ؟؟؟
4.المجنون في ذمة الواعي.
5.الواحد بقى يتعقد من أي كلام ما راكب عدله ويقول كاتبنو ناس كاك كاك كاك كاك كوووك كوووك…………
(واستعادة السودان إلى مصر بالمشاركة مع بريطانيا هذه المرة) –
كاتب المقال – يا سيدي مصر نفسها كانت مستعمرة تركية ثم بريطانية – المقال كان يستقيم كالاتي ضم السودان الى مصر الواقعة تحت الاستعمار التركي ثم البريطاني –
(والحقيقة أن مصر على مدى القرنين الماضيين قدمت بالفعل إلى السودان وأوغندا والكونغو وغيرها من دول الحوض مساعدات كبيرة لبناء السدود، وحفر القنوات، وتنظيم الري من أجل جذب المياه الضائعة إلى مجرى النيل بالإضافة إلى توليد الكهرباء وتحسين محاصيل الزراعة).
وين ده يا حبيبي اي مساعدات ومتى كان لمصر فائض ميزانية حتى تقدم المساعدات – مصر دولة لا تملك قوتها فكيف تقدم مساعدات يا ابو الفهم – مصر دولة دوما كانت فقيرة ودوما معدمة فمن اين تساعد – اما لو قصدك حفر قناة جونقلي ههههههههه قناة بيحفروا فيها سبعين سنة ولسع ما اكتمل ربع حفرها – ول قصدك على خزان جبل اولياء الذي تم بناؤه في غفلة من حكام السودان النعاج – خزان في دولة لخدمة دولة اخرى .
( ولكن يبدو أنها قررت توجيه إهانة إلى مصر والسودان تجعلها صاحبة الحق في تقرير مصير المنطقة ومياه النيل).
يا حبيبي انت ليه حاشر السودان مع مصر – اثيوبيا تمعن وتصر على اهانة مصر لوحدها ونرجوك ما تعمل لينا فيها شاطر السودان واثيوبيا سمن على عسل – اثيوبيا ومن خلفها اسرائيل تعملان على جر مصر لمستنقع صراعات القرن الافريقي – المستنقع الذي لا خروج منه وورونا شطارتكم يا المصريين . بس بعيدا عن السودان لانو نحن صاحيين ليكم يا …… يا جيران هههههه .
د. عبد المنعم السعيد كان رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام في عهد حسني مبارك وكان أيضا قياديا في مكتب العلاقات بالحزب الوطني بقيادة حسني مبارك وهو الآن رئيس مجلس إدارة صحبفة المصري اليوم… فماذا تتوقع من سادن الفرعون الذي احتل مثلث حلايب والحوض النوبي والجزء السوداني من جبل عوينات؟