أخبار السودان

متى نُطرد من سيكافا والكوميسا !!

زهير السراج

* تظن الحكومة أن الانضمام الى منظمة التجارة الدولية مجرد لعبة تتلهى بها، ووفود رسمية طالعة نازلة إلى ومن العاصمة السويسرية (جنيف)، مقر المنظمة، للفسحة والتسوق، وليس عملا كبيرا جدا يشمل جوانب كثيرة، ويسير بالاقتصاد السودانى نحو النمو والتطور، وهو ما ليس منتظرا من حكومة فاسدة، لا هم لها غير نهب ثروات البلاد وتدميرها، وانهاك شعبها المكلوم بالسياسات الفاسدة والغلاء والتجويع والظلم والقمع والغبن!!

* وصل الى جنيف قبل ثلاثة ايام (حاتم السر) وزير التجارة الخارجية، على رأس (وفد كبير) لحضور اجتماع مجموعة العمل الخاصة بالسودان بمنظمة التجارة العالمية، في الفترة من (12 إلى 16) يوليو الجاري، وحسب (مصطفى عثمان اسماعيل) سفير السودان بجنيف ومندوبه فى الأمم المتحدة بالعاصمة السويسرية، ووزير حارجيته (السابق) الذى لا يزال وصفه للشعب قبل بضع سنوات (بالشحاتين) يرن فى اذن كل سودانى، بأنه الاجتماع الرابع لمجموعة العمل الخاصة بالسودان لبحث الاجراءات التى اتخذها السودان لانضمامه للمنظمة، ولن يكون الأخير، وانه مازال من السابق لآوانه الحديث عن فرص انضمام السودان للمنظمة، قائلا: ” مازال ينتظرنا الكثير من المطلوب عمله في السودان، وفي جنيف، ومع عواصم العالم، لحصولنا على عضوية المنظمة” !!

* ونحمد الله على اعتراف سعادة السفير هذه المرة بأنه ما زال أمام السودان الكثير من العمل لتحقيق هذاالهدف ــ الذى يعد أمرا مهما جدا للانفتاح التجارى على العالم، وتسويق السلع السودانية ــ بعد تصريحات سابقة ذكر فيها أن مفاوضات السودان للانضمام لمنظمة التجارة العالمية تمضي بشكل جيد، كما انه إعترف أخيرا بأن السياسة ليس مكان فى التفاوض مع المنظمة، بعد ان كان هذا هو الادعاء المفضل للحكومة لتبرير فشلها فى حصول السودان على عضوية المنظمة التى تأسست فى عام 1995 وضمت فى عضويها آنذاك 125 دولة، اتفقت على أسس عمل المنظمة واهدافها وبرامجها وشروط ومتطلبات الانضمام إليها، وهى شروط ومتطلبات صعبة جدا، أهمها وجود نظم مؤسسية وقانونية واضحة وبنية تحتية مؤهلة لممارسة التجارة الدولية ?إلخ، وليس مجرد لافتات حكومية يستظل بها أهل الولاء والثقة ويتخذونها وسيلة لممارسة الفشخرة والاستمتاع بالسفريات الخارجية، كما يعتقد المسؤولون السودانيون!!

* بعد وقت قصير من تأسيس المنظمة، تقدم السودان بطلب العضوية، فتشكلت لجنة عمل ــ حسب قانون المنظمة ــ لنظر الطلب وتقديم المساعدة الفنية للسودان لاستيفاء متطلبات الانضمام الكثيرة والصعبة، وانعقدت الكثير من ورش العمل لتأهيل الوفود السودانية للتفاوض أولا، وتنويرهم بنوعية المذكرات التى يجب ان تقدمها حكومة السودان للانضمام الى المنظمة والتى تتضمن عددا من الجداول عن الإمكانيات السودانية فى مجال البنى التحتية، بما فى ذلك المؤسسات المالية والتكنولوجية القادرة على تنظيم وادارة العمل التجارى الدولى، والأطر القانونية وجداول التعرفات الجمركية التى ستلتزم بها الحكومة السودانية فى تعاملها مع الدول الأعضاء، وجداول المنتجات والصادرات ..إلخ!!

* وبما أن الحكومة السودانية لم تكن لديها المؤسسات والبنى التحتية والخبرات، بل حتى الأشخاص المؤهلين لادارة المفاوضات مع لجان المنظمة، فلقد تأخر السودان كثيرا فى تقديم المذكرات المطلوبة منه، وجاءت أول مذكرة فى عام 1999، أى بعد اربعة اعوام كاملة من تكوين لجنة العمل الدولية لبحث طلب عضوية السودان!!

* وللأسف، أظهرت المذكرة بعد مناقشتها باستفاضة مع الوفود السودانية المختلفة التى كان أغلبها يأتى الى جنيف لممارسة السياحة والتسوق، القصور الكبير فى الامكانات التى تؤهل السودان للحصول على العضوية، فأوصت اللجنة بإجراء المزيد من الجهد فى انشاء البنى التحتية والأطر القانونية، وتأهيل الكوادر المطلوبة وجداول التعرفات الجمركية …إلخ ، ثم اجتمعت فى عام 2004 لتبحث مدى تقدم السودان فى المجالات التى طلبت منه، ومرة أخرى وجدت أن نفس العيوب والنقائص لم يتغير فيها شئ، فأوصت مرة أخرى بالمزيد من العمل، ولكن ظل الحال كما هو عليه، منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا، رغم النصائح والمساعدات الفنية الكثيرة التى قُدمت للسودان لتأهيل بنيته التحتية التقليدية والالكترونية ومؤسساته المالية، ووضع أطر قانونية سليمة، ولكن لم يحدث شئ من كل ذلك، بل على العكس، فإن الوضاع ظلت تزداد سوءا من يوم لآخر، وفشل السودان حتى اليوم فى الحصول على العضوية رغم حصول الكثير من الدول الأفريقية عليها مثل أنجولا وبنين وبورندوى وأوغندا …إلخ، ومعظم الدول الآسيوية والعربية !!

* ولكن ما الغريب فى هذا الفشل لدولة فشلت حتى فى الاحتفاظ بعضويتها فى إتحاد رياضى لكرة القدم، فكيف لها أن تكد وتجتهد للإنضمام الى منظمة كبرى تتحكم فى حركة التجارة العالمية، ولها شروط صعبة ومعقدة جدا، مثل منظمة التجارة العالمية؟!

* مع هذا النظام الفاسد المفسد، أشك فى أننا نستطيع الاحتفاظ حتى بعضوية الكوميسا (السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا)، أو سيكافا (اتحاد دول شرق ووسط أفريقيا لكرة القدم) !!

[email][email protected][/email] الجريدة الالكترونية

تعليق واحد

  1. أحسنت يا ود السراج…لكن للحياة لمن تنادي…أفسد وأفشل دولة هي السودان للأسف الشديد…دولة بها من الموارد والعقول مايمكنها من الإرتقاء لمصاف الدول المتقدمة…لكن إحترنا أين العلة …

  2. 1-السودان فى المرتبة الثامنة من اصل عشرة دول فى العالم- المصدر صندوق النقد الدولى 2- السودان فى المرتبة السابعةمن اصل اكثر عشرة دول فسادا فى العالم -المصدر منظمة الشفافية الدولية 3-السودان فى المرتبة الخامسة من اصل عشرة دول تسمى الدول الفاشلة ويتوقع انهيارها- المصدر – وزارة الخارجية الامريكية 4-السودان فى المرتبة التاسعة من اصل عشر دول تنعدم فيها حرية الصحافة -المصدر هيومن رايتس وتش 5-خمسة وستين فى المائة من اطفال السودان مصابون يسوء التغذية – المصدر منظمة الصحة العالمية وهذا قليل من كثير من التقارير التى تصدرها منظمات وهيئات عالمية ذات مصداقية سوف نوالى نشرها ليعلم الجميع اين وصل الحال بالسودان فى عهد الابالسه .

  3. كلنا فاشلون نعمل جرد حساب صغير منذ الاستقلال وحتى الان ماذا انجزنا غير الفشل الحكم العسكرى مانفع حكومة الاحزاب مانفعت كله جربنا ماعارف باقى شنو ماجربناه حرب وقتل وتشريد جربناه الوضع الحالى الفاشل الفاسد هو نتاج تراكمى لفشلنا حتى الانفصال جربناه اعتقد ان نحاسب انفسنا اولا حتى نصل ربما لتفكير يهدينا كيف نبنى سودان ناجح وقلع اى نظام استبدادى اما نقعد كل مرة نقول النظام فاشل وفاسد وهى حقيقة لن نصل لاى نتيجة ايجابية.حلايب ونتؤحلفا والفشقة اراضى سودانية

  4. أحسنت يا ود السراج…لكن للحياة لمن تنادي…أفسد وأفشل دولة هي السودان للأسف الشديد…دولة بها من الموارد والعقول مايمكنها من الإرتقاء لمصاف الدول المتقدمة…لكن إحترنا أين العلة …

  5. 1-السودان فى المرتبة الثامنة من اصل عشرة دول فى العالم- المصدر صندوق النقد الدولى 2- السودان فى المرتبة السابعةمن اصل اكثر عشرة دول فسادا فى العالم -المصدر منظمة الشفافية الدولية 3-السودان فى المرتبة الخامسة من اصل عشرة دول تسمى الدول الفاشلة ويتوقع انهيارها- المصدر – وزارة الخارجية الامريكية 4-السودان فى المرتبة التاسعة من اصل عشر دول تنعدم فيها حرية الصحافة -المصدر هيومن رايتس وتش 5-خمسة وستين فى المائة من اطفال السودان مصابون يسوء التغذية – المصدر منظمة الصحة العالمية وهذا قليل من كثير من التقارير التى تصدرها منظمات وهيئات عالمية ذات مصداقية سوف نوالى نشرها ليعلم الجميع اين وصل الحال بالسودان فى عهد الابالسه .

  6. كلنا فاشلون نعمل جرد حساب صغير منذ الاستقلال وحتى الان ماذا انجزنا غير الفشل الحكم العسكرى مانفع حكومة الاحزاب مانفعت كله جربنا ماعارف باقى شنو ماجربناه حرب وقتل وتشريد جربناه الوضع الحالى الفاشل الفاسد هو نتاج تراكمى لفشلنا حتى الانفصال جربناه اعتقد ان نحاسب انفسنا اولا حتى نصل ربما لتفكير يهدينا كيف نبنى سودان ناجح وقلع اى نظام استبدادى اما نقعد كل مرة نقول النظام فاشل وفاسد وهى حقيقة لن نصل لاى نتيجة ايجابية.حلايب ونتؤحلفا والفشقة اراضى سودانية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..