أنا ماشي نيالا!

يا لهول ذاك الرعب الذي أصاب أهل نيالا من انفجار مخزن ذخيرة مساء الأحد يتبع لقوات “الدعم السريع” أحدث قوة تضاف إلى القوات المسلحة السودانية، والذي خلف خمسة قتلى وعشرات الجرحى، وتدمير للمباني، وتكسير للقلوب جراء التساقط العشوائي للقذائف في أحياء المطار والكنغو وحي رايق وحي الخرطوم بالليل وحي الوادي وحي كرري، والسوق الكبير، وغيرها من أحياء المدينة، حسب التقديرات والمسح الأولي، وتنزلت حمم القذائف على الناس كما تتنزل الأرزاق من السماء، لتسمو قيمة الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره.
تعازينا الحارة لأهل الموتى ونسأل الله الشفاء العاجل للجرحى، ونرجو التعويض المجزي لمدمري البيوت، ومكسوري القلوب والخواطر.
إنه تكرار للاستهوان بأرواح وممتلكات المواطنين، حيث لم يكن الانفجار الأول من نوعه الذي تشهده مدينة نيالا بل عاشت المدينة رُعباً مثله مرات ومرات، فقدت البلاد إثره الأنفس والأموال والثمرات، نسأل الله الصلاح والتعمير.
يجيء الانفجار في ظل أجواء مشحونة بأخبار معارك بين الحركات المسلحة والحكومة بشرق دارفور وشمالها، وتخريج دفعة جديدة من قوات الدعم السريع في ذات اليوم، في إيحاء بأن المعارك دخلت المدينة، مما يزيد من الرعب وهول الدوي وتهدم البيوت فوق رؤوس أصحابها، وهو حدث بكل تأكيد يؤثر على معاش الناس واقتصاد البلاد وله تبعاته.
وكان التعليل عليلاً بحسب روايتي والي جنوب دارفور المهندس آدم الفكي الذي قال في أول تصريح بعد الحادث إن الحادث سببه ارتفاع درجات الحرارة، ليعود مرة أخرى ويقول سببه التماس كهربائي، والمدينة معروف إنها بلا كهرباء أو أنها في حالة انقطاع مستمر، نسأل الله الهداية. ونهديكم جلالة “أنا ماشي نيالا”، والتي تعبر عن واقع أشبه باليوم:
يا هوي يا ميري * سمبلة ماهية مافي
ده الواسطة خرب الدولة * بقى سمبلة ماهية ما في
بين الجبلين فقدنا رجال * طابورنا الحار ما بندار
أنا ماشي نيالا يا هوي هوي * عاجبني جمالا سمبلا
يومنا ما جا يومنا ما جا * السونكي ركب هي ها
يومنا ما جا صبيان فزيتو * السونكي ركب فزيتو

[email][email protected][/email]