مقالات وآراء سياسية

القيادات العاجزة

[email protected]

الحكومات المتعاقبة فشلت في تطوير بنية اقتصادية قوية، كما فشلت في إنجاز مشاريع فعالة ومتوازنة للتعليم والصحة في مختلف انحاء الوطن، إذ كان ومازال جل ميزانية الدولة يصرف على الحرب والامن والدفاع.

وأكبر فشل لكل الحكومات المتعاقبة يظل هو تغذية الجماهير بشعور وطني ضعيف ومهتز، كثيرا ما تطور الي شعور بانعدام الوطنية وبالتمييز والاستعلاء ضد الاخر الوطني، هذا الشعور المبهم بالوطن والاحساس الخالي من الوطنية ضرب مشاريع التغيير في مقتل، وصادر كل الامال التي صنعتها الثورات الشعبية.

أس هذا الفشل يرجع بدرجة كبيرة إلى غياب الرؤية الوطنية الشاملة لدى الاحزاب والقيادات التي إستغلت السلاح للوصول إلى السلطة بدون امتلاكها لمشروع وطني حقيقي، هذه الأنظمة الشمولية استقطبت إليها مجموعات وافراد بلا قيمة ولا مؤهلات وصلوا فيها عبر الولاء والمحسوبية إلى مراتب أعلى من مقدراتهم، واصبحوا في غفلة من الزمان يتحكمون في مصير الأمة بكاملها.

التخبط السياسي الذي لازم الحكومات المتعاقبة في تبني توجهات متضاربة، تارة غربا وتارة شرقا وتارة نحو القومية او الشيوعية او الاسلامية، قاد الى الفشل الذريع في بناء الدولة السودانية النامية والمتطورة، وتعدت هذه التوجهات المتناقضة لتفخخ شعور الجماهير بقناعات ملتبسة شوهت في نظرها السياسة وألبستها أثوابا من الخداع والانتهازية.

كل هذا قاد الى تكوين خاطئ للشخصية السياسية في السودان، حيث أصبح الكل يأنس في نفسه الكفاءة لقيادة الامة، فامتلئت الاحزاب السياسية السودانية بمجموعات من الهتيفة الذين وجدوا انفسهم بين ليلة وضحاها يتحولون من مجرد أشباه سياسيين إلى قيادات حاكمة مناط بها التقرير في مصير الامة، هذا الامر لم يحدث فقط بعد ثورة ديسمبر وإنما حدث في معظم الحكومات العسكرية التي اتت برؤساء لا يصلحون للقيادة اطلاقا، فاوردوا البلاد موارد الهلاك.

في ظل هذه الهيمنة المختلة لم يستطع الكادر الوطني المؤهل الحصول على فرصة حقيقية في قيادة البلاد، وقاد هذا إلى اختلالات حرجة في ميزان النمو والتطور للدولة، وانسداد في أفق تطوير السلطة، مما دفع بالكثير من هذه الكوادر المؤهلة إلى الاغتراب او الانزواء.

هذه هي الصورة الراهنة للدولة السودانية، قيادات عاجزة ووطن فاشل، صورة مشوهة لأحلام الجماهير، اذا لم تفلح ثورة ديسمبر في تغييرها، فستضيع تضحيات الشباب والشهداء عبثا، ويغرق السودان مجددا في الحلقة الجهنمية.

يوسف السندي

‫5 تعليقات

  1. صدقت ..هناك محترفين للسياسة تجدهم في كل حكومة ..دي شغلتهم السياسة و التشاكس من اجل المناصب و المصالح الخاصة لهم و لذويهم و انصارهم ..بدون خطة لتطوير البلد او النهوض بها ..انظر الي جميع الاحزاب التي في الساحة ..نفس القيادات و نفس الأسماء و مشاركين في الحكومات المتعاقبة و احيانا في المعارضة ..بدون هدف او رؤية ..الشباب الغير مسيس و الوطني فجر ثورة عظيمة ..و اتي محترفي السياسة و المرتزقة من الحركات و جنرالات الجيش و سرقوا الثورة و اصبحوا يتحدثون باسمها بدون وجه حق

  2. Avatar photo يقول عاوزين معلومة او حتى صورة عن الشخصية الامنجية الغامضة الكوزة الخطيرة/ رندا الخفجي هاتكة اعراض السودانيات:

    الزول دا كوز غواصة داخل حزب الامة القومى الرجاء الحذر منه بيحاول يكتب مقالين تلاتة ضد جماعته الكيزان الارهابيين لكن المقال الرابع بيكون بيدافع عنهم وبيشكر فيهم وبيهاجم الثورة ويسخر منها
    الحذر من الغواصات الكيزانية في داخل الاحزاب السياسية
    الا هل بلغت

  3. الشيوعيين بقيتوا تصرخوا من السندي
    عافي منه اب ذرد

    أضرب يا سندي
    بل كيزان اليمين واليسار

    1. ده كوز مركب مكنة حزب لمة – الكيزان فرع حزب اللمة

      الشيوعيين قالوا الثورة اجهضت واختطفت لذلك نحن لن نشارك فى الجريمةالثانية الكبرى بعد جريمة الاعنصام – الا تعلم ان حمدوك التقى بالشيوعيين للمرة الثانية بحثا عن دعما لمبادرته التى ترمى للمصالحة مع الكيزان (النظاف) وفقا لنصيحة مستشاره ياسر عرمان احد دهاقنة الهبوط الناعم …مع انه لايوجد كووووز نظيف ابدااا

      وهل تعلم ان حزب لمتك انت وهذا الغواصة الرخيصة الثمن المدعو السندى قد دب الصراع بين اجنحته الداعمة والمعارضة لمبادرة حمدووووك ياهذا ال كوفيد حزب لمة19

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..