أبالسماسرة نرتقي؟

في خبر أوردته ” الإنتباهة” الأسبوع الماضي أشارت فيه إلى وجود “سماسرة” يتحصلون على أموال “مضاعفة” وضخمة لاستخراج تصاديق للسياح، فضلاً عن عمليات تفتيش مستمرة وتعقيدات كثيرة في مطار الخرطوم، وصعوبات أكثر تواجه إدخال سياراتهم ـ أي السياح ـ وهناك شركات سياحية أغلقت معسكراتها وعرضت عرباتها للبيع بسبب هذه المعيقات … هذه الإفادات قيلت أمام وزير السياحة … وكأن هؤلاء القوم يسعون بالتدمير الشامل لمواردنا السياحية وإلا لماذا يضعون الأشواك في طريق السياح، ومع ذلك وزراء السياحة الذين تعاقبوا على كرسي الوزارة كانوا في كل مرة يصدعون رؤ,سنا بعبارات من شاكلة “العمل على تشجيع السياحة”، و”الارتقاء بمورد السياحة” ؟ هل سيكون الارتقاء بالسماسرة ، والفوضى…

عندما أسمع أن هناك “سماسرة” ووسطاء بين الحكومة وطالب الخدمة، سواء أكانت هذه الخدمة سياحة أو تصديقاً بقطعة أرض أو فتح اعتماد استيراد وتصدير أو أي نوع من أنواع الخدمة التي تُقدمها الدولة لمواطنيها أو لأجانب ، عندما أسمع أن هناك سماسرة بين الحكومة وطالب الخدمة، فإن أول مظاني وشكوكي واتهاماتي ستتجه نحو كبير المسؤولين في ذلك المرفق الحكومي الذي يقدم خدماته للجمهور، فإما أن يكون رئيس المرفق ومسؤوله الأول فاسداً أو غافلاً فاشلاً لا يدرك ما يدور في مؤسسته من فوضى وفساد… سمسار بين الحكومة وطالب الخدمة؟؟!!!!… ثم ما ألبث حتى يعلق بذهني مدير مكتب المسؤول فالبعض منهم يلعبون هذا الدور ودونكم القصة الشهيرة التي انفجرت عبر التسجيل الصوتي الذي فضح مدير مكتب أحد الوزراء وبعض أقاربه وأصدقائه البلطجية…

الدولة التي تسمح مؤسساتها ووزاراتها ووحداتها وأجهزتها بالعمل للسماسرة والوسطاء هي عبارة عن “سوق” وليست دولة، وحقٌ على منسوبيها كباراً وصغاراً أن يتخلقوا بأخلاق السوق من فهلوة وغش وخداع وسمسرة وفوضى وجشع…الخ…

الأمر الثاني الذي عجبتُ له في هذا الخبر أيضاً أن مطار الخرطوم يمارس التفتيش المكثف والمستمر والتعقيدات الشديدة في تفتيش السياح وسياراتهم الداخلة … والله لو أن بعض المسؤولين بالمطار يفعلون ذلك حرصاً على السلامة لا من أجل “الجرجرة” والبيروقراطية لكان أمراً حميداً، ولو أنهم يفعلون ذلك مع المغادرين المحملين بسبائك الذهب لما ضاع 70% من الإنتاج من بين أيدينا، ولما أصبح مطار الخرطوم اليوم كالغربال من كثرة ثقوبه ومنافذه المساعدة على التهريب….. اللهم هذا قسمي فيما أملك…

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..