المقالات والآراء

استراتيجية العودة لود ربيعة !ا

تراسيم

استراتيجية العودة لود ربيعة !!

عبدالباقى الظافر
[email protected]

قبل ربع قرن من الزمان عاشت قرية ود ربيعة بالجزيرة حالة فرح خاصة جدا.. القرية الطيّب أهلها وقّعت اتفاقية توأمة مع رصيفتها الطينة الدارفورية.. وتزوّج الطبيب الشاب خليل ابن أحد أعيان قبيلة الزغاوة من إحدى كريمات القرية الهادئة.. وخليل وزينات يصنعون بيتاً مثالياً يمثل أنموذجاً للوطن الكبير.
تمر سنوات طوال، وخليل الذي صنع التواصل الحميم بين الغرب الأقصى والوسط النيلي.. يعود ذات الرجل في ثياب محارب ويطرق بعنف على أبواب العاصمة الوطنية.. ثم يصل الغضب بمقاتلي العدل والمساواة أن يطالبوا بتقرير مصير دارفور.. ويضعوا حدود حلمهم في كوستى ودنقلا وأمدرمان..
السيّد أبورنّات ترك أهله في ضواحي مروي مغاضبا . وأصبح ناظراً يقضي ويمضي في غربنا الحبيب.. لم يخرج على نظارته أحد باعتباره غريباً.. ولم يحتج مواطن على عدله باعتباره شمالي المنشأ.
أحد أصهاري ذهب بليل من منطقة كورتي إلى دارفور.. وافتتح متجراً كبيراً في برام ..أهل تلك البقاع أسمو الوافد الحبيب بـ (الكريه) .. والتشبيه البليغ من باب المدح بما يشبه الذم.. واستمسك الحاج محمد بوطنه الجديد ولم يبارحه حتى أسلم الروح إلى بارئها.. وترك من ورائه ثروة طيبة وأسرة دارفورية سعيدة.
طافت بذهني هذه المشاهد.. وأنا أقرأ في الصحف.. أنّ استراتيجية غازي صلاح الدين الجديدة أثمرت قمحاً ووعداً وتمني.. الحكومة السودانية خصصت ما يقارب الاثنين مليار دولار لتنمية دارفور.. وهذا المبلغ لا يشمل نحو ثلاثمائة مليون دلار خصصت لتشييد طريق الإنقاذ الغربي الحيوي.
الحقيقة أنّ التواصل بين السودان الأوسط والسودان الغربي.. كان أكثر متانة إلى وقت غير بعيد.. فالسكة الحديد قبل أن تدفنها رمال النسيان.. كانت تمثّل همزة الوصل بين نيالا والخرطوم.. والشاحنات كانت تصارع الصعاب لتصل إلى فاشر أبو زكريا.. قبل أن يأتي حين من الزمان، ويحتاج الوصول إلى الجنينة إلى طوف عسكري ومؤن وتعزيزات.
جديد استراتيجية دارفور.. إنّها تمكّنت بمهارة طبيب بارع من وضع اليد على موضع الألم.. ومضت مباشرة إلى التصالح مع المواطنين.. عبر ضخ أموال ضخمة لصالح الخدمات.. عندما تصبح الحياة جاذبة وهانئة.. يصبح من المستحيل الاستثمار في الخيارات العسكرية.. ووقتها لن تجد الأجندة الحربية نصيراً في أرض دارفور.
حتى هذه اللحظة لم تبيّن الحكومة مصارف هذه الميزانية الضخمة.. والتي في تقديري يجب أن تركّز على قطاع الطرق أولاً.. ومن ثمّ الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وصحة.
إنفاق هذه الأموال لن يعود بالنفع على دارفور وحدها.. بل ستتمدد المنافع إلى سائر أهل السودان.. غربنا الحبيب عموماً مناطق غنيّة بالموارد المادية والبشرية.. إعادة وصلها بالسودان.. يعيد خليل إلى أهله في ود ربيعة.

تعليق واحد

  1. عودة خليل الي ود ربيعة تحتاج فيما تحتاج التي تغيير اساليب التفكير عند قادة العمل العام واهل الرأي في بلادنا والا ستفشل كل المحاولات مثلها مثل سابقاتها والحاسبة تحسب …… !!!!1

  2. نعم أخي سعيد .. وأنا أيضاً أود التصحيح بأن القرية التي تزوج منها خليل إبراهيم هى قرية الرضمة وليست ودربيعة .. فأنا من ودربيعة وأهالي قرية ودربيعة جميعهم أهلي ..

    خارج الموضوع ..
    الأخ / سعيد أظن برضو من أهلي وهو ( سعيد خالد) ..لك التحية

  3. ودربيعة عاشت وستظل زيتونة سلام . رجاءا الاعتزار فضلا لانو عندنا (حاج خالد) الله اطول فى عمرو لو كان بيعرف مكانك كان جاك ومعاوه شجرة زيتون و ( وشجرة البشرى) وودربيعة مفتوحة لكل الطيبين من البناء بلادى ولو عاوز تسكن تعال بنديك مربوع فى( بلاد الكنان)
    ودربيعة جميلة وانيقة وغنية بزهرات شبابها امثال الشاب العالم الفاهم الخلوق . نفخر به دايما سعيد ود خالد والوجية الظريف الفلتة فى الكمبيوتر سامى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..