الشرطة والمتظاهرون!

بسم الله الرحمن الرحيم

لم يقولوا: “سقطت سقطت مايو”
ولم يقولوا: “يسقط يسقط نميري”
لم يصيحوا: “فاشل فاشل يا نظام مايو”.
قالوا: “نريد ماءً والأنهار تجري من حولنا”.
إلى خبر الصيحة (أغلق مواطنون غاضبون بأحياء القوز والحلة الجديدة والرميلة شارع الغابة بالخرطوم لعدة ساعات احتجاجاً على استمرار قطوعات المياه لقرابة العشرة أيام وتدخلت قوات مكافحة الشغب وقامت بفض التظاهرات وإعادة حركة السير للشارع الرئيسي دون وقوع إصابات وسط المواطنين.. وروى عدد من المحتجين لـ(الصيحة) معاناتهم مع انقطاع المياه عن أحيائهم وقالوا إنهم يجدون صعوبة بالغة في توفير مياه الشرب وإنهم ناشدوا المسؤولين بحكومة ولاية الخرطوم بضرورة التدخل لإنهاء الأزمة وأشاروا إلى أن كافة مناشداتهم باءت بالفشل وأن لا جهة قامت بالاستماع إلى مشاكلهم وإيجاد الحلول لها. وأضافوا أنهم لجأوا إلى توفير المياه عن طريق أصحاب “الكارو” إلا أن ارتفاع أسعار برميل المياه قد أثقل كاهلهم، منتقدين ما وصفوه بالصمت المحيِّر لهيئة مياه ولاية الخرطوم وتجاهل انقطاع المياه بتلك الأحياء برغم توسطها للعاصمة الخرطوم، مناشدين والي الخرطوم الفريق ركن عبد الرحيم محمد حسين والجهات المختصة بالتدخل الفوري لحل الأزمة، خاصة وأن عيد الفطر على الأبواب وأن الحاجة للمياه تزداد).
لم أكن هناك حتى أسمع ما رددوا في تظاهرهم وهل فعلاً أغلقوا الطريق – شارع الغابة ? وهل يكفي سبباً العطش ونقص الماء الذي جعل الله منه كل شيء (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) وهل يحتاج عاقل لأن يذكّر بأهمية الماء واستعمالاته؟
هل للشرطة خيارات؟ أم كلمة مظاهرة لا يقابلها إلا العنف الرسمي ومُسيلات الدموع وصاعقات الأعصاب والعصي؟. ماذا لو بحثت الشرطة في مثل حالة عطشى القوز والرميلة عن حل آخر مثلاً تحرك كل سيارات الدفاع المدني وتملأها ماء وتوزعه على البيوت وهذا ليس حلاً نهائياً ولكنه يساهم في عودة الحياة إلى طبيعتها إلى أن تذهب جهات أخرى وتقول لهيئة المياه ما المشكلة؟ وما الحل؟
قبل أن تستعمل الشرطة الإرهاب الرسمي لماذا لا تتصل برئاسة الولاية الوالي والمعتمد ومدير المياه ما المشكلة؟ وكيف الحل؟ هل جفت أنهارنا أم جف الفعل الإداري وكيف تعطش مدينة تشقها ثلاثة انهار؟ ومن خطط لهذه المدينة أحياءها وأدخل أموال الخدمات في ميزانية لم تعد على المواطن تنمية ورفاهية ولكنها ذهبت للسياسيين وجعلت فطامهم مستحيل.
نعود للشرطة، هل قدرت الشرطة ظرف المتظاهرين في هذا الشهر الفضيل وهذا الصيف (العليل) وهم يدخلون بيوتهم ولا يجدون ما يغسلون به وجوههم ولا ماء وضوء ولا ماء شرب كيف تطاق هذه البيوت بلا ماء؟ وبعضها صمم على أن الماء دائم لا ينقطع وكيف حال دورات المياه بلا ماء. قبل أن يرفع الشرطي المؤسسة والفرد عصاه أو مسيل الدموع ليوجهها إلى مغبون فليتذكر أن هذا ليس عدواً وإنما مواطن أخرجه عجز إداري. فليمسك من الحل الوحيد ويبحث عن حلول ترضي الطرفين.

الصيحة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ويا معلّم الاجيال.. كفّيت ووفّيت .. تحليل مدرّس واعى!.. “امّك وِلدَت”! وهذه عبارة كانت ينتفض صائحا بها معلّم الاجيال الراحل والمرحوم بشرى عبدالرحمن المقبول حالما تاتيه اجابة عن سؤال يكون قد طرحه على طلابه يظل ينتظرها او يتوقعها من احدهم..حالما ينطق بها احد الطلاب الآ وتأتى العبارة مندفعة من الاستاذ فيصيح بها باعلى صوته مبتهجا..”امّك وِلدَت”!
    ذلك جيل من المعلمين رحمهم الله فى الفردوس الاعلى عاشوا فى زمان كان للمعلمين قدرهم ويجدون من الاجلال والاكبار ما لا اذن سمعت ولا خطرعلى قلب بشر .. بس يا حسره جاء زمان وجد فيه المعلمون ما لا اذن سمعت ولا خطر على قلب وكمان مالا عين رأت..(بس فى الاتجاه المعاكس !!!.. عشنا وشفنا مسؤول انقاذى كبير كانت اجابته عن تساؤل اول وزير تعليمى فى “عهد التوجه الحضارى واعادة صياغة الانسان السودانى” عندما سأل الوزير ذلك المسؤول (بالمناسبه ذلك المسؤول كان من تلاميذ الوزير فى سوابق الايام) المهم سال الوزير تلميذه المسؤول المنتفخ بعنجهية السُلطه..على استحياءبقوله” يا سيادتك! (خلّى بالك من يا سيادتك.!). اقول شنو لاخواننا كبار المسؤولين عن التعليم فى الوزارة(وكلاءالاقسام ومديرى التعليم فى الاقاليم) اللى جاءتنى اشارة باحالتهم على المعاش..(وهم مجتمعون ساعتها للاعداد لبداية العام الدراسى 1989-1990( بعد الانقلاب مباشرة)! كان رد المسؤول الانقاذى:”يا اخى (برضو خلّى بالك من يا اخى) نحن جايين بثوره شِلنا فيها الصادق المهدى اللى انتخبو الشعب.. خليك من دستة مدرسين ممكن نجيب غيرهم! موش كتّر خيرنا ادّيناهم معاشات! خليهم يروحو..ما حيغلبنا نجيب غيرُم.!!!.على كل حال رحم الله الرجلين (الوزيرالاستاذ الشيخ وتلميذه الفتى (مسؤول الانقاذ) وفعلا كان عدد المحالين للتقاعد من تلك المجموعة الاولى دستة مدرّسين(12)!

  2. الشرطة يا سيد أحمد هي عصىٌ في يد من يملك السلطة .. ولا تتحرك إلا بأمره .. ولو سقط هذا النظام فستكون آدة ابلماقبل في يد من يخلفه .. وأنت كمن يترك الفيل و يطعن في ظل الظل .. بل وكأنك تحمد للمتظاهرين أنهم لم يهتفوا بسقوط البشير أو الإنقاذ .. ولكنهم في الحقيقة هتفوا باصوات الصمت العطشى التي إحتبست وراء تشقق الأفواه الظامئة ليس للماء فقط وإنما لطعم الحرية و العزة التي داسها هؤلاء الحكام الذين أوهمهم عدم خوفهم من الله .. أن الشعب السوداني لم يعد يخيفهم بعد أن هدوا قواه بالجوع و خرخوا جيوبه بالمكوس و أخرسوا ألسنته بالعطش كما ظنوا متوهمين .. ولكن غضب الحليم إذا ثار فقل للظالمين أين المفر !

  3. ((م يقولوا: “سقطت سقطت مايو”
    ولم يقولوا: “يسقط يسقط نميري”
    لم يصيحوا: “فاشل فاشل يا نظام مايو”.))

    دائما بتضرب الجمار فى الفاضى …. يعنى كان ممكن تقول سقطت يونيو مثلا لكن ما بتقدر لانك انصرافى و بتطعن فى ضل ضل الفيل يعنى ما ضلو وبس ضل ضلو …

  4. يعني يخلو ليكم الاعتكاف و العمره و الافطارات الجماعيه عشان يوفرو ليكم مويه المشروع الحضاري ليس من اولوياته قفة الملاح و المويه و الاكل و لكن يهتم بالروح لا الجسد يعني من يهتم بالروح ينسي المويه و العطش و الكهرباء و قبل كدا لا كان عندكم بيتزا و لا هوت دوق و لا مويه و لا كهرباء و بعدين هو الناس دي ما عندها شغله غيركم و شكاويكم بقت كتيره يوم مويه و يوم كهربا و يوم مش عارف ايش و مافي واحد مات من عدم مويه و لا وسخ ما دام الروح سليمه و هذا محور تركيزنا هم عندهم مويه و كهرباء و لا يعانون و بالتالي لن يسمكم احد كانما تاذنو في مالطا اللهم عليك بالظالمين فانهم لا يعجزونك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..