القدم بالقدم

لم أكن أود الخوض فى قضية خادمات المنازل السودانيات بالسعودية لعدة أسباب… أولاً ان القضية ليست بجديدة حتى يلوكها الإعلام بهذه الضجة ثانياً فالمهنة معروفة عالمياً بغض النظر عن التسمية فما هو العار فى مهنة خادمة أو ماذا يسمى الموظف أو حتى المهندس أو الطبيب بأوراق العمل والعقودات ؟ فهو مخدم (بضم الميم مع فتح الدال) وهى مرادفة لخادم بينما صاحب العمل هو المخدم (بضم الميم مع كسر الدال) بينما ملك المملكة السعودية بجلالة قدره يوصف ب(خادم الحرمين الشريفين) ولا فرق مابين الإثنين فى التسمية فمن تعمل فى التنظيف والغسيل بالمنازل خادمة ,وخادم الحرمين الشريفين الآخر خادم وكل يخدم فى وظيفته, أما الأغرب فى القضية هو التصريح المسؤول بمنع سفر من يحملن جوازات سفر مهنته عاملة منازل أو خادمة منازل (ما فرقت) وعلى الأساس يجب منع سفر كل السودانيين للخليج والسعودية لأنهم كلهم خدم وفق تعريف عقودات العمل (مخدم بكسر الدال ومخدم بفتحها) ثم من قال بأن أصحاب المهن الأخرى بالجوازات السودانية أمثال راعى وعامل وسائق وغيرها بمنأى عن الإهانات والإستفزاز ثم ان القرار بمنع صاحب أى مهنة مخالف لنصوص ومواثيق حقوق الإنسان وقبلها مخالف لدستور البلاد فللمواطن حق حرية السفر ما لم يكن محظوراً منه حسب قوانين الجوازات والهجرة,و المنع هنا يعد بمثابة محاكمة النوايا أى ان يجرًم الشخص بنيته فى إرتكاب جريمة بدخوله لدولة ما بطرق غير قانونية أو لمكوثه بالدولة المعنية بعد إنتهاء فترة زيارته لها إن كانت تاشيرته (زيارة ) وما شابه ذلك مما يعد مخالفة لقوانين الجوازات والهجرة, ثم من ذا الذى قال بأن خادمات الداخل وضمنهن الفراشات بالمؤسسات الحكومية منها والخاصة يجدن المعاملة التى تليق بهن كمواطنات شريفات وماذا نسمى الحملات المستمرة على بائعات الشاى ,لا لسبب سوى إنهن فضلن الإسترزاق بشرف لتوفير اللقمة الحلال لمن يعلن بالرغم من مغريات إمتهان بيع الخمور والإنحراف إلى المزالق الأخرى وما أكثرها وأربحها وأنعمها! وبدلاً من حمايتهن من الذئاب البشرية التى لا ترى فى كل أنثى خرجت إلى الشارع طلاباً للرزق الحلال سوى فريسة سهلة الإقتناص لتلبية رغباتهم الجنسية المنحرفة المريضة فبدلاً من حمايتهن تقوم الدولة التى تمثل الآن دور الراعى الأمين الغيور على سمعة نسائه ثم لماذا لا تسأل هذه الدولة الغيورة :ما الذى أخرج النساء إلى الخارج للعمل سوى كخادمات منازل أوفى الكباريهات؟ فالإجابة على هذا السؤال وحده الذى ينهى جولة اللقط الذى نحن فيه حول منع سفرهن إلى الخارج بهذه المهنة فهلا وفرت الدولة الغيورة لنسائها مصادراً للعيش الكريم ولمن يعلن حتى لا يخرجن كخادمات ذليلات يجلبن العار للبلاد! ودعك عن النساء هل وفرت الدولة وظائف لخرجيينا الذين تقاسمتهم المهاجر وهل تعلم عن أعمالهم هناك شيئاً؟أما من هم بالداخل فماذا فعلت لهم الدولة وهل تملك لهم منجاة من الإحباطات التى يعيشونها! فما لكم كيف تحكمون بالله عليكم! فدعونا بالله وتفرغوا لما أنتم فيه من ورطة وطن سلمكم قياده فأحلتم كل أهله إلى خدامون يلهثون وراء لقمة العيش من (قومة النباه وما ضاقلو قوت الفاه) يعملون فى كل الاتجاهات فعن أى خدم وخادمات منازل تتحدثون؟ نهديكم طرفة قديمة منسوبة للراحل الدكتور عوض دكام صاحب الدعابة الحاضرة(عليه الرحمة ) وذلك عندما عاتبه أحد اصدقائه بعدم حضوره لأداء واجب العزاء فى والدته علماً بأن الرجل لم يحضر لعزاء والدة الراحل عوض دكام والتى توفيت قبل والدته فرد عليه دكام بسرعة بديهته المعروفة:( القدم بالقدم وكان على الأمهات الاتنين خدم).
[email][email protected][/email]
علماً بأن الرجل لم يحضر لعزاء والدة الراحل عوض دكام والتى توفيت قبل والدته فرد عليه دكام بسرعة بديهته المعروفة:( القدم بالقدم وكان على الأمهات الاتنين خدم).
أو كالنكته الثانيه عندما إشتكت له أخته محصلى الجبايات الذين شتموها ،فطيب خاطرها قائلآ (ديل شتموا خادم الحرمين نامن إنت يا خادم الديم)،،رحم الله د عوض دكام فقد كان ذكيآ،أنيقآ،خفيف الروح،وحاضر النكته وحتى على نفسه،،
عمرها السودانية ما عملت خدامه وكمان بره البلد الا بعد الجوع والنجوع الوقعن فيه والله يجازى الكان سبب وهن راضيات بالمهنة والكفيل ما راضى سبحان الله …
والعلاج علة نمط البصيرة ام حمد سبحان الله
كل الصدمة والضجة الاعلامية سببها:
أن كلمة خادمة بدأت تتطبق على بنات جعل وبنات شايق.
دوام الحال من المحال.
ونحن كنا أكثر الناس ترويجا لقول المتنبى:
لا تشترى العبد الا والعصا معه ان العبيد لانجاس مناكيد.
كل الذى حصل أن هذا العربى اللعين اشترى العصا مع الخادمة التى كانت تظن أنها حرة وتختلف عن بنات جلدتهاالخادمات.