ولماذا لا تربح زين سودان ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

في الأنباء أن شركة زين سودان قد حققت أرباحاً عالية في الربع الأول من العام وإن مداخيلها قد نمت بنسبة 17% ..وإن الأرباح قد بلغت 51%. لا أحد ينكر نمو الشبكة وعدد المشتركين ..فقد كانت الشركة الأولى التي تقدم الخدمة في السودان قبل غيرها ممثلة في موبيتل ..حتى تم شراؤها وضمها إلى مجموعة زين وصارت زين سودان.. وأنشئت شركات الاتصالات الأخرى لاحقاً..لكن هل يعني ذلك جودة الخدمة ؟ الواقع يقول أن زين والشركات الأخرى تهتم بعدد المشتركين ..دون أن تلقي بالاً كثيراً على تجويد الخدمة ..فمن ينساق وراء الاعلانات والميزات التي تطلقها الشركات ..يتصور أننا في عالم من الخدمة المراعية للمستهلك..حتى تكتشف أن الربح وحده هو الهدف..وقد بان ذلك في التوسع الكبير بلا ضوابط في بيع الشرائح ..حتى صارت شرائحها تفرش في الأرض مع بواقي الطماطم والخضروات ومبيض الملابس وسم الفار..ما أفشل كل ضوابط استخدام الشرائح وانتشار الاتصالات والرسائل السالبة دون الوصول إلى الجناة.. ولم تفلح الجوائز التي منحت بحوافز التسجيل ولا المواعيد التي ضربت لأكثر من مرة نتيجة تضرر السلطات الأمنية بهذه الفوضى وليس المشتركين..لذا فمن الطبيعي مع عوامل أخرى أن تكون طاقة الشبكة أقل من حجم الشرائح المبعثرة في السوق..وبالتالي سوء الخدمات..وكم يأتيك الصوت المسجل الكذوب عن إغلاق المتصل عليه لهاتفه ..أو الاعتذار لعدم التمكن من الوصول إلى المشترك..دون أي تحسين لذلك..
ولئن كان ما سبق عن الاتصالات الهاتفية..فحدث ولا حرج عن خدمات الانترنت..فرغم ارتفاع أسعار الخدمة .. فإن البطء الناتج عن عدم الاهتمام بالبنية التحتية .. والإبطاء المتعمد أحياناً بفعل السلطات ..قد جعل المستهلك ضحية لا صريخ لها في هذا المجال..ففي كل مرة ..يعلن عن باقة أو خدمة نظير اشتراكات معينة.. فيتمتع المشترك لفترة محدودة..ثم تنهار الخدمة وتبتدع أخرى وهكذا دواليك..وربما كان آخرها خدمات الباقات السريعة العريضة من زين تحديداً.. فقد كانت خدمة الشهر 5 قيقا نظير 42 جنيهاً ..ولكن في الشهور الأخيرة ..ساءت إلى مستوى مريع ..شخصياً قمت باشتراك قبل نحو شهر بجهاز الكونكت ..فما أن تم شحن الرصيد وكتب رمز الخدمة..حتى أتت رسالة الشكر في ثوان محدودات على اختيار الباقة.. ولكن ما أن تم الاتصال ومحاولة تقليب المواقع ..إذا بالمثلث اللعين الذي ينبيك عن محدودية الخدمة..قد أصبح الضيف الدائم الثقيل أسفل الشاشة..والخلاصة أنني لم استفد من الخدمة سوى ساعات محدودة ورميت الشبكة بالكونكت ليعيرني صديق آخر مكسور الشفرة ..لاختار الشبكة الأقل سوءاً عند الحاجة..وقد ساءت هذه الخدمة تحديداً مع ارتفاع سعر الدولار..وكان ضم جميع الخدمات العريضة والسريعة في باقة اليوم الواحد نظير أربعة جنيهات في اليوم..ما يعني أن عليك اقتطاع مبلغ 120 جنيه شهرياً من دخلك المحدود لتتمتع بالخمة..فأي خدمة هذه وأي نشر لبيانات الربح على أكتاف وامتصاص دماء المشترك المغلوب على أمره ؟
وقد عدت لمحاولة إرسال هذا المقال بعد قراءة بيان الأرباح ..لأجد أن خدمة الانترنت قد انقطعت عن سوداني ..وهذا هو دأبنا مع شركات الاتصالات ولا حول ولا قوة إلا بالله.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مقال رصين وغايه فى الروعه والاهميه . كنت دائما اتسائل هل مشكلة النت هذه خاصه بى وحدى رغم انى اشتريت جميع الخدمات المطروحه فى السوق من كل الشبكات الا ان المشكله لا زالت قائمه ورغم ذلك لا التمس احتجاجات تذكر من قبل المستهلكين رغم ان شركات الاتصالات تجمع الارباح الهائله من دماء الفقراء . اتمنى ان يسجل الناس احتجاجاتهم على هذا الظلم . تحياتى

  2. يااستاذ معمر
    زين وسوداني وام تى ان وكنار ديل كلهم عصابات ولصوص يمتصون عرق وجهد ودماء
    شعبنا المبتلي بكل لصوص الأرض.

    الشى المحير أن أرواح هذه الشركات في أيادينا نحن الشعب السوداني ومع ذلك لم
    نحرك ساكنا وكأنه كتب علينا أن لانحرك ساكنا ونحن نرى اللصوص والمحتالين يفعلون
    كل مايحلو لهم وانحنا بس نعاين ونمصمص شفايفنا.

    والله لو امتنع الناس عن التعامل بداية مع شركة زين لمدة اسبوع واحد لأنهارت بذات السرعه
    التى تحقق بها تلك الارباح المهوله ثم يقبل الناس بعد كده لتأديب شركة سوداتل بنفس الطريقه
    ليأتي الدور بعد ذلك على ام تى ان وكنار.

    في مصر القريبه دى قبل كام شهر أطلق زبائن شركات الاتصالات حمله للتوقف عن تعامل مع شركات الاتصالات
    لمدة يوم واحد فقط بسبب ردائة الخدمات فما كان من شركات الاتصالات الي ان ركعت تحت أقدامهم وقامت علي
    الفور بتحقيق كل مطالب الزباين …ثم عادت ريمه لقديمها مره تانيه لتفاجأ شركات الاتصالات بحمله أعنف
    وأشد ضراوه من الأولي كادت ان تؤدى بكل شركات الاتصالات لولا تدخل وزير الاتصات الذى أجبر كل شركات الاتصالات
    علي تخفيض أجور الخدمات للحد الذى يراه المشتركون عادلا والغاء كل سرعات الانترنت البطيئه والزام كل الشركات باستبدالها بالانترنت فائق السرعه وحدد لهم نهاية شهر ابريل الماضي كموعد أخير لتنفذ كل طلبات
    المشتركين وتعليمات وزارة الاتصالات مالم سيتم سحب والغاء تراخيص اى شركة لا تلتزم بذلك.

    هل من الممكن أن يحدث عندنا مثل مايحدث في مصر ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..