نفايات، نفايات ولاية الخرطوم

بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت على الصحف قبل فترة إعلاناً ملوناً صادراً من ولاية الخرطوم يحدد مخالفات النفايات التي تستحق غرامات. قائمة طويلة أجازها مجلس تشريعي ولاية الخرطوم فيها غرامات حسب الجهة المخالفة مثلاً مخالفات المصانع بعشرات الملايين وتنخفض كلما صغرت المؤسسة.
قرأت أيضاً ان ولاية الخرطوم ستوفر حاويات النفايات والأكياس واستشففت أن ولاية الخرطوم ستقضي زمناً تعلم الناس سلوكاً جديداً حتى يعتادوا أين ستوضع مخلفات المباني وأين توضع مخلفات المصانع وفيم توضع مخلفات المطاعم وكيف توضع نفايات البيوت ومتى تخرج إلى الطريق العام.
بعد أن ترهق ولاية الخرطوم نفسها وتطمئن على أن مواطنها صار مثقفاً ومتعوداً بعد ذلك تنزل العقوبات على المستهترين او المتخلفين عن الركب الحضاري والمسببن للوساخة عن عمد.
كلنا يحب النظافة (إلا الفاطين سطر).
بعد هذه المقدمة الطويلة وحسن الظن في ولاية الخرطوم تعالوا شوفوا هيئة نظافة ولاية الخرطوم من أين بدأت بالأمس داهمت مجموعة تابعة لهيئة النظافة سوق السجانة وبدأت حملة غرامات بدأتها بأرقام خرافية الفي جنيه حتى تساوم على مبالغ أقل وأمامي الآن عدد من (الإيصالات ) وضعنا لها قوسين لأنها ليست أورنيك (15) المعتمد من الدولة للتحصيل وهذه ايصالات بيضاء يمكن لأي مطبعة طباعتها وتضع الرقم المتسلسل بختم الرقم المتسلسل المعروف والذي يباع في الأسواق كما التمباك، حمانا وحماكم الله.
الإيصالات التي أمامي مروسة هكذا (ولاية الخرطوم/ وزارة المالية والقوى العاملة/ هيئة نظافة ولاية الخرطوم/ نموذج مالي إيرادات) بعدها يذكر السبب المشهور رسوم تسوية مخالفة) والمبالغ متفاوتة 380 ج ، 500 ج ، 480 ج،750 ج.
دفع تجار سوق السجانة المخالفات لأنها بدأت بألفين والجماعة جاملوهم وخلوها ليهم 500 ج.
هذا النهج المتعجل في عقوبة التسوية المالية أو الغرامة الفورية بدون محاكمة وكأنها مطلوبة لذاتها وليس تأديب الناس ليتحقق الهدف الأسمى مدينة نظيفة ولو شكلاً. هنا حدثت الجفوة بين المواطن والسلطة التي بدأت برنامجها بالمقلوب لم توفر المعينات، لم تربِّ ولم تدرب فقط بدأت بالعقوبات ونسأل الله أن لا تكون هذه الإيصالات غير شرعية ولا تصب في خزينة ولاية الخرطوم.
بالله في هذه الايام التي انقطع فيها الماء عن كثير من أحياء ولاية الخرطوم وتوقفت فيها محطة سوبا (بالمناسبة سؤال لهيئة نظافة ولاية الخرطوم ألا توجد غرامات للذين لا يستحمون؟) وبعد كل هذه المعاناة تلاحق المواطن غرامات النفاياتية. يا لها من دعاية انتخابية محسوبة حساباً دقيقاً.
سوء التعامل مع التجار مالياً لا (يحنن) أي لست مشفقاً عليهم لأنهم سيضعونه على المواطن أضعافاً في غلاء الأسعار كل قرش يدفعونه للدولة يضعونه على سلعهم أضعافاً مضاعفة.
وإذا سألت أي من هؤلاء التجار غداً لماذا سعر هذه السلعة مرتفع ستأتيك الإجابة يا اخي ندفع ضرائب وجمارك وموية وكهرباء ونفايات.
استعجال التسويات أول علامات فشل هيئة النظافة.
الصيحة
[email][email protected][/email]
بما لدى من قدرة عجيبة و حكمية غير طبيعية فى تحليل الشخصية السودانيه الى مكوناتها الاولية، بحكم الفترة الطويلة التى عملت فيها بمركز الدراسات الاستراتيجيه -قسم السوادن- بالاسكندرية.
فاننى ارى فى هذا الكلام أعلاه تلاقيط افكار فجة ومقرفه تذكرني بما يكتبه اطفال المدارس.
فلقد قصد صاحب هذا الهباب أن يروج الى صرف انظار السوادنه عن مشاكلهم الحياتيه؟
هاتفتنى صديقتى دكتوره عوضيه دخان وقالت لى ان السوادنه بيشتكو من النفايات و الوسخ و العفن فضحكت حتى انشطرت قلاقيلى وقلت لا يا حضرتك دول السوادنه اكبر نفايات فى تاريخ البشر فلم تتمالك د. عوضيه نفسها من الضحك المتواصل حتى لحظه نشر هذا المقال
فى نهاية الامر السوادنه (قعر الحله السوداء) ليس لديهم كرامة فلماذا يتنكرون على هذه الحقيق و الدليل انه سيكون هناك عشرات الردود كلها ستخلص الى حديث نكره غير مسنود وغير صحيح منسوب لعمر بن العاص والثانى ستلخص حول سمعتهم فى الطاعه واحترام الاسياد ولعمرى هذا هو حال السود (تقدير الخادم لسيده.
رحم الله الخديوى عباس حينما وصى محمد ابو ودان قبيل سفره لاخذ مكتبه الجديد كمدير لمديرية بربـر فقال له ( خـــدلك ســوط جامــد وياك علشــــان السوادنه يفهمـــــوك )
“بالمناسبة سؤال لهيئة نظافة ولاية الخرطوم ألا توجد غرامات للذين لا يستحمون؟”
قال بتظارف كمان حرم يفرضوا غرامة على الناس المابتستحما اهلك فى الجزيرة كلهم حيخشوا السجن
خاصةبتاعين الخضارو ناس السوق الشعبى والبلفوفوا فى الاحياء بحثا عن الخرد
فى المانيا وفرنسا لأنى شاهدت التجربة بنفسى وايضا باقى الدول الأوروبية وبقية العالم المتحضر تقوم البلدية بوضع حاويات فى خارج الحى لمساعدة السكان لوضع كل ما لا يحتاجونه بالأضافة الى الزبالة . فتوجد حاويات للأكياس والزجاج ( البلاستيك ) واخرى للورق ( يتم تدويره لصالح جمعيات مكافحة السرطان ) واخرى للملابس القديمة ( يتم تنظيفها وارسالها للصليب الحمر ) ويتم تعيين يوم كل ( 15 ) يوما لأخراج الأثاثات التى يرغب اصحابها فى التخلص منها.
اولا : الدولة لم تعد دولة رعاية بل دولة جباية و كل يوم تبتدع انواع جديدة من الجبايات سواء جباية مباشرة او غير مباشرة او غرامات لا يسندها قانون او احكام قضائية و ليس للمواطن حق الاستئناف!
ادارة النفايات هذه اساسا لا توفر حاويات لوضع النفايات و بالتالي لا يجد المواطن مكانا لرمي النفايات فيضطر لالقائها في الشارع … في البيوت يحتفظ المواطن بكيس او جوال ملئ بالمخلفات العضوية لفترة قد تمتد لايام اذا فاته حضور عربة النفايات التي يستعين العاملون فيها بصفارات…
حكومة في القرن الحادي و العشرين تعجز عن معالجة النفايات و تنشط لتحصيل الجبايات