مقالات سياسية

فرانسس دينج

عبدالرحمن الامين

انشطرت لشقين وأنا أتابع مراسم تسلم الامين العام للأمم المتحدة ، بان كي مون ، لأوراق الدكتور فرانسس دينج سفيرا لجمهورية جنوب السودان بالمنظمة الدولية .كانت مشاعري خليط من شتي ، ورتق واحد فتقوه الي علمين ورئيسين وسمات دخول وخروج وسفيرين بالامم المتحدة ، وان كان فرانسس متوالية لانهائية القيم من وزن الاخر !
لو ان ثمة مرثية بطعم الفرح ، لكانت هي . أحسست بأن شيئا في شهق وطارت روحه ، وشئ آخر صرخ صرخة الحياة ، فماج الحزن مع زغرودة ! انها ذات الحال ، ربما ، التي أحسها الدكتور لكني رأيته مبتسما -هذا هو فرانسس .
لا أدعي بأنني من خلصائه ، لكني من جمهرة كبيرة تكن له الاحترام والمحبة . ان عرفت فرانسس فقد عرفت عنوانا للوسطية والتفاؤل . هذه الوسطية أكسبته الكثير من العداوات المؤقتة لمن تعجلوا الأمور . لا غرو ان اراده المتخاصمون في صفهم ، فهو سلاح فاتك. بيد انه كثيرا ما خذل المتشاكسون برؤي من يقول أنا معكم ولكن ! تركوه دوما شبه غاضبين بل وأحيانا مشككين في “موقفه ” لكنهم دوما عادوا اليه بعد حين ، مستشهدين بحكمة ماقاله يوم ان سعوا اليه ! فاحتفلوا بنصف موقفه .

كانت السيارة العائلية الرحيبة تنهب الارض لداره . حملت في جوفها كثر من الناهضين بهموم الشأن السوداني . تغدينا يومها بمنزل الصديق الدكتور لوال دينج ، وزير الدولة بالمالية ووزير النفط بعد سنوات لاحقة . في ذات الغداء قدم د. فرانسس دعوة مفاجئة للعشاء بمنزله ذات المساء وقد علم لتوه ان كثيرا من الحضور سيغادر المدينة اليوم التالي .غادر لبيته مبكرا لترتيب الوليمة . استمرت أحاديث السياسة وتحليلاتها بالسيارة . طال المسير وقد اختار سائقنا د.لوال دينج ان يشق كرش فيرجينا لواشنطن من الوسط سالكا طرقا داخلية باشارات مرورمتعددة بدلا عن جادة الدائري السريع . وفي لحظة صمت نادرة سأل د.منصور خالد السائق ( انت يا لوال …فرانسس ده اصلو ساكن وين؟ ) كانت الانجليزية أقرب الي لسان لوال فاجاب أنه يسكن علي طريق (جورجيا) في “البوردر لاين” الفاصل مابين واشنطن العاصمة وولاية ميرلاند . ونكتة من د.منصور محشوة بالكثير ( هو فرانسس ده حياتو كلها عيشة في البوردرلاين!)ضجت السيارة بالضحك واستلطاف اشارة ألمعية تقطر ذكاءا وتختزل قصة أمير دينكا نقوك وأبيي بل وتخربش علي جدار نصف مواقفه المعهودة التي ماأرضت كثيرين وماأغضبت سوي النصف لكنها أفرحت من تبقي !

هذه الوسطية المبذولة بسخاء ، سكنا أو مرئيات موقف سياسي ، جعلته نطاسيا متألقا في طب التراما السياسية وانقاذ المواقف المستعصية . في 1986 تهيأ معهد ودروولسون لندوة أعلنت أشهرا قبل أن يقرر رئيس وزراء السودان ،آنذاك، السيد الصادق المهدي وقف(كافة) الاتصالات مع الحركة الشعبية . ذهب اليه د. فرانسس بالخرطوم ليثنيه عن قرار المقاطعة للندوة مذكرا بأهميتها والرسالة السالبة التي ستتركها مقاطعة الحكومة لها وبخاصة ان الحركة الشعبية جددت التزامها بالمشاركة . ببهلوانياته المعتادة ، ارسل رئيس الوزراء رسالة لدكتور فرانسس يعلن فيها دعمه للندوة لكنه لم يشر عن اي قرار بشأن المشاركة فيها ولو علي مستوي السفير ! رأي الربان الديبلوماسي الحاذق السفير صلاح أحمد محمد صالح الدفرسوار في الرسالة ، فما أضاع فرصة العبور . قرر السفير صلاح تكليف نائبه الوزير المفوض يوسف سعيد،بتمثيل السودان في أعمال الندوة .موقف بدأه د.فرانسس باطلاع السفير صلاح علي الرسالة فغني السفير الابن رائعة والده “صه ياكنار ” – وماهمه شئ!

كان اليوم في الرزنامة هو الأحد من بواكر صيف واشنطن البهيج . الكل خارج منزله للاستمتاع بأشعة شمس هي منزلة مابين الحر والربيع ، طعم الحلو مر . اتصلت بالدكتور فرانسس متابعة لأمر بيننا . رد علي ابنه بلغة أهل البلد. طلبت والده فصاح ( ياأبي محادثة لك ، أرفع السماعة وسأقفل من عندي ) .ظللت مستمعا وما هي الا لحظات والأب يطلب الابن قفل الخط ، وفجأة …حفلة “كاربة” فنانها أحمد المصطفي بعود مشدود الوتر: ( ليك من سحر الجنوب قسماتو***ومن طيب زهر الشمال نسماتو*أحبّو واحب نوناتو، نوناتو الفي وجناتو***أحبّو واحب تقديرو، أحب رمّان صديرو،وسيف لحظو حين ما يديرو،أموت ما بعشق غيرو)…مقطع كامل من جهاز التسجيل بصوت يعلو كما النسائم ، وددت لو تأخر فرانسس وترك صوت النقيب يسمو لتلكم الهضبة الشاهقة التي ما ان لاحت نتوءاتها ، شددنا عضلات رئاتنا وأفرغنا حمولة صدورنا للتزود بأنفاس جديدة بصلاحية النفخة الواحدة . ونفرة صعود تتشايل فيها أصوات علي حلاقيم ويتكئ نشاذ علي رخيم والكل بنيان مرصوص للكورال ، فيشتد الازر وتستر العيوب بلا سكتة القلبية ! ونفرة هبوط هي ترنيمات بالصوت الجيتاري التخين ، تؤدة بنقاء الحجيج اذ هبطوا من عاليهم .بدا لي ان أصابع د.فرانسس شلت من فرط نشوة الطرب فضلت مفاتيح التحكم لخفض الصوت ، تمنيت أن يطول بحثه عن المؤشر اللعين ….ياللحسرة ، انهار معبد البهجة فور أدارته قرص الصوت فاحتشم أحمد المصطفي بصوت خفيض في الخلفية ! عاد صوت فرانسس معتذرا عن الازعاج وماطيب خاطره الا عندما عرف ان المتحدث هو أنا وليس من رطانة أهل الديار ! قال ( بالله عليك هل سيصدقك احد ان قلت ان فرانسس دينج السوداني الجنوبي المسيحي استعاض عن خطبة القسيس في كنيسة الاحد بأحمد المصطفي وهو بأمريكا) ..صفعني السؤال بما أكتنز من مدلولات ذكية يصلح اي منها كفصل في دراسة الهوية والثقافة في وطننا المكلوم !

كل شئ عن فرانسس دينج لا يأتي الا وفيه بعض من متشابكة الهوية والثقافة والدين التي أوردت بلادنا مواطن الاهوال ، ومافتئت علي عنفوانها التدميري حتي بعد ان انفصل الجنوب ، وتشققت جذوع دارفور وكردفان والشرق . بيد أن الطيب مصطفي بن العباس وحوش كافوري ، في جهة مقابلة ، يذبحون الذبائح ويبشرونا بسودان عربي في نقاء بكر زيت الزيتون . بحسبهم ان الوطن هو كوجه مايكل جاكسون ، قابل للتعديل الجراحي من فاطس الأنف وجاعد الشعر وغليظ الشفاه !
في لحظة صفاء حدثني عن موقف هو فصل آخر من تأزمات السودان . قال انه ابان عمله كوزير دولة بوزارة الخارجية استدعاه مدير المكتب التنفيذي في واحدة من جمع هذا المكتب الذي لايعرف التثاؤوب ولا يعترف لا بأيام ولا بساعات الدوام ( وتلك خارجية أخري ، رحمها الله ). انفجرت بوادر مشكلة كبري اطرافها ليبيا وفرنسا وتشاد والسودان . استلزم الامر ، علي خطورته ، قرارا سياديا فوريا .تم الاتصال بمدير مكتب الرئيس نميري الذي نقل للرئيس بأن الدكتور فرانسس في الطريق اليه بمسكن أصهاره بأمدرمان . تأبط الوزير أوراقه وملفاته وبالذات الورقة المسماة ( خطة البدائل ) التي هندسها دبلوماسيو الخارجية كخارطة طريق للخروج من المطب الهوائي بأقل الاضرار . دخل د.فرانسس علي نميري الذي باغته بدعابة عالية الكثافة ( ناس الخارجية ديل مايخلوا الزول حتي يرتاح مع أهله يوم الجمعة !). اعتذر الزائر بلطفه المعهود مؤكدا للرئيس بأن اجتماعه سوف لن يتجاوز نصف الساعة. قال له ان سوف يستثمرالوقت بتوزيعه علي بضعة محاور : عرض للمشكلة ومستجداتها، استعراض حزمة البدائل المقترحة وتبصيره بما لها وما عليها، توقعات ردود الافعال ، الرد علي تساؤلاته ، الاتفاق علي اجراء وأخذ موافقته علي القرار النهائي …والانصراف ! ترك نميري كل هذا واستدعي جديدا ( انت عارف يافرانسس أهمية يوم الجمعة في الاسلام ؟) أجابه ، فزاد وأوعي . صمت نميري ليعاود ( طيب يافرانسس ليه ماتسلم ياخ ؟ انت راجل فاهم الاسلام تمام! والله العظيم لو أسلمت ح يكون عندك أجر كبير جدا )! طار عقل الدبلوماسي الرزين الذي ، بقدرة فالق الحب والنوي، تسبب حضوره للبحث في مشكلة دولية ، الي مشكلة ذاتية ..ومعقدة جدا ولربما ترخص الرئيس/الداعية في شرح أهمية الختان في الاسلام اذ لا حياء في الدين !.
عندما أستغرق الرئيس الواعظ في دعواه ، خرج الدكتور فرانسس عن قيود عدم مقاطعة الرئيس -قال له ( لكن ياريس مش عندكم سورة في المصحف بتقول “لكم دينكم ولي دين “؟ ) ضرب المنطق الداعية المبتدئ في صميم منطقه ، فالتقط المقذوف وقذفه به ( خلاص ، مادام انت عارف ده كلو يبقي اسلامك ضروري لأنك لو مااسلمت ح تكون زي الكفار بتاعين قريش اللي عرفوا الدعوة ورفضوا يؤمنوا ..ولا شنو ؟”)…أعتقد نميري انه أطبق علي رقبة وزيره “الكافر” وماتبقي له الا النطق بالشهادتين ، فرفسه الدكتور فرانسس برد صافع ( ياسيادة الرئيس برضه أنا بعرف أيات كثيرة في المصحف بتقول انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ، مش كده؟) ترك ابن شيخ دينكا نقوك رئيسه يهمهم ويتمتم وفتح ملفاته وبدأ الحديث عن نذر الحرب الناشبة علي حدودنا الغربية !

لو أجريت استفتاءا بواشنطن الاكاديمية أو طواقم تنفيذييها ، قدامي أو محدثين، عن شخصية سودانية واحدة يثقون فيما يجري به لسانها تحليلا للشأن السوداني أو الأفريقي ، لقالوا لك بلا كثير تردد : فرانسس دينج ! يعرفونه معرفة حقة بل وفيهم من يعتقد بأن وجوده بينهم ، وليس في موقع قيادي في بلده ، هو أكبر شهادة علي قرية ظالم أهلها ووطن يشوي زبدة مثقفيه. عرفوه كمستمعين وقرأوا له مؤلفات ظلت ترفد نوعيا عقولهم وتغذي مكتباتهم برؤي ثاقبة في متعرجات السياسة الدولية حتي بلغت الاربعين كتابا اليوم !
زاوج د.دينج في عقله النير بين مخرجات تعليمنا (قبل ان يتسلط عليه مأمون حميدة وثيران المستودع اللاحقون ) في جامعة الخرطوم وجامعة ييل ، أرفع جامعات امريكا في مساقات عدة منها الدراسات القانونية حيث نال الماجستير والدكتوراة . وانطلق في فضاءات العمل الدبلوماسي مبتدئا من قسم حقوق الانسان بمنظمة الامم المتحدة ( 1967 -1972). استقدمه الدكتور منصور خالد ليصبح سفيرا للسودان بكل من كندا ، الدنمارك ، فلندا ، النرويج والسويد والولايات المتحدة وفيما بين هذه التقلبات الخارجية وزيردولة بوزارة الخارجية .
بعد ان ترك منصبه بالسودان ، حضر لواشنطن للاقامة مع زوجته الكندية منذ 40 عاما السيدة دورثي لدويغ وانجاله الذكور الاربعة دونالد ، دانيال ديفيد ودينس .
وبدأت رحلة أخري من العطاء النوعي التي ان أفردت صحائف سيرتها ، فاما ان يصيبنك الاعجاب ان تمثلت الاحقاق ، أو كثير من الحسد ان غرك مانلت من معارف !
بدأ في مؤسسات لاتحتفي الا بالعلماء . أصبح زميلا بمؤسسة روكفلر ثم اكتشف درب مركز ودروولسون للباحثين العالميين ضيفا ثم باحثا مقيما ? فقفي أثره د. منصور خالد في 1978 ومن بعده السفير صلاح عثمان هاشم ونفر آخرين آخرهم السفير د.نورالدين ساتي . انتقل ببحوثه الي راجمة بحثية ذات صيت ونفوذ هي معهد بروكنز . وماأدراك مابروكنز! مطبخ الرؤي السياسية ومعمل الاستراتيجية الوظيفية لسياسات أمريكا الخارجية . ويكفي للتدليل ان ببروكنز ولدت فكرة كامب ديفيد علي يد وليام كوادنت ! انضم د.فرانسس دينج لهذا المعهد كباحث رفيع ولمدة 12 عاما أنهمك خلالها في تخليق برنامج عن أفريقيا استفادت منها الخارجية الأمريكية في صياغة تصوراتها العامة ، ولاتزال تفعل . شعر د.فرانسس بحنين الي قاعات الدرس فتلقفته جامعة مدينة نيويورك كمحاضر متميز بمركز الدراسات العليا فيها . تركها وعاد للضفة المقابلة تماما لبروكنز في ذات الشارع الفاصل ، محاضرا بقسم الدراسات الدولية جامعة جونزهوبكنز. ارتحل بعدها في داخل مدينة واشنطن كأستاذ زائر متميز بمركز جون كلوج التابع لمكتبة الكونغرس .وماغادره الا زميلا في مركز الدراسات الدولية بمعهد ماساشوستيس للتكنولوجيا ، أحد الحاضنات الاشهر للمعرفة الامريكية المتخصصة .
مابين 1992 -2004 عمل تحت الأمين العام ، 12 عام أخري مع أفريقيين متفرقا الهوي والمزاج الاداري – بطرس غالي ثم كوفي . وظيفته تحت كليهما كانت مبعوثا لشؤون المهجرين داخليا .
مابين 2002 والعام الذي تلاه ، اصبح زميلا رفيعا بالمعهد الامريكي للسلام الذي عاد اليه لعام آخر مابين 2006-2007 كمدير لبرنامج دعم السلام في السودان . ثم خمسة سنوات أخري مع أمين عام للأمم المتحدة الاسيوي الراهن ، بان كي مون ، ممثلا خاصا له لمكافحة التطهير العرقي (مايو 2007 -يوليو2012) .

أما نصيبه من التكريم ذي الدلالات الكبري فقد استهله البابا في الفاتيكان عام 2000 عندما خصه بجائزة روما للسلام والعمل الانساني. وفي 2005 فاز مناصفة بجائزة قراويمير مع السيدة روبيتا كوهين (أفكار لتحسين النظام العالمي )،
وفي 2007 حصل علي جائزة مؤسسة ميراج المخصصة لقيادات الحلم الأمريكي .

لا أدري لماذا يتداخل شريط أحمد المصطفي في ذاكرتي فيلتف ببعض مما تبقي من أغنية ذلك اليوم ، وخاتمة من أغنية نهضت تمشي ….؟ ربما هو طعم الحديث عن فرانسس دينج ، احتفاءا ودمعة !

فقدنا الصواب يا شبابنا
يا ابو عبدة وين احبابنا
لو متنا هم أسبابنا
العودة يا أربابنا

ماذا اؤمل …..ماذا اؤمل
ماذا اؤمل حيران ببكي و بأمل
ولهان ببكي و بأمل وحيد ببكي و بأمل
آآآآآهــــ يا هوايا و آآآآآآآآآهــــــ يا منايا
وحيد سهران برايا انيس دمعي و بكايا
آآآآآآهــــ يا كناري و آآآآهــــــــ يا قماري
طيري لي تعالي وحيد ليلي و نهاري

للاطلاع علي مقالات الكاتب السابقة في ارشيف الراكوبة :
http://ara.alrakoba.net/articles-action-listarticles-id-88.htm

عبدالرحمن الامين
[email protected]

تعليق واحد

  1. اخي الأستاذ عبدالرحمن
    السلام عليكم ورحمة الله…
    تقف كل الكلمات عاجزة عن التعبير..عن هذه القطعة الأدبية الجميلة التي زينت بها عقولنا وأذهاننا، كما زينت بها موقع (الراكوبة).
    كلام جميل للحد البعيد أدب وفكر وسياسة وتحليل ودين وفن..
    حفظك الله اخي عبدالرحمن وأبقاك ذخراً للسودان.

  2. استاذنا عبدالرحمن اجمل وارق التحايا لك ايها الكاتب الكبير لقد اضفت لنا معلومات قيمة ولولا الراكوبة لماتحصلنا علية في هذة الدولة دولة المؤتمرجية
    في الحقيقة الكلام عن الاديب والسياسي الكبير فرانسيس دينق دايما تذكرني بالراحل الوحدوي د/قرنق دي ميبور وكذلك القانوني والسياسي المحترم ابيل الير فهولاء النخية من المفترض ان تكون دعما ونهضة واستقرار اكاديميا وسياسيا وقانونيا لهذا الوطن الكبير لولا هولاء السادة الاصفياء الانقياء والذين ادخلوا هذا الوطن الكبير المتعدد والمتنوع ثقافيا وعرقيا ودينا وهذة لعلم كل الوحدوية والمثقفين عوامل ثراء وغنن ونعمة ولكن جاءناهولاء الضالين الفاسدين وباسم الدين الذين يدعو الي الوحدة والمعاملة الكريمة بالحسني ؟
    فهذا هو قدرنا ان نفترق وان نحترب في كل الاتجاهات واخواننا في الدين نقتلهم وكلة بسبب العرق والتميز في اللون والبشرة لعمري انها لجاهيلة وهي التي فرقت ابناء الوطن الواحد وكلنا امل ان ترجع لنا ايها الجنوب الحبيب وان ترجع لساستنا عقولهم وكذلك تجار الحرووب ومن منبر الراكوب هذا ادعو كل الناس للنبذ التمييز بكل انواعة واشكالة وعدم التعالي علي الغير فانهانتنة وانها القهقهرررررررررررري؟

  3. الاخ عبد الرحمن
    السلام عليكم ورحمة الله…
    كلام جميل للحد البعيد أدب وفكر وسياسة وتحليل ممتاز و لكن نحن فى زمن غريب صار فيه أعلامي و مفكري السودان أمثال الطيب مصطفي و بقية الظلاميين الذين لايفقهون في الدين و لا السياسة و لا ادبيات الاسلام الراقية و الاسلام منهم بري ز..
    شكرا الاخ عبد الرحمن علي المقال الجميل

  4. الله الله على كل هذا العلم والمفخره اتمنى من ابناء وطنى يتطلعوا لهذا الكنز الثقافى ويحذوا حذوه عندها نكون , واتمنى من رجل مثل الدكتور ان يخدم السودان ككل بتوحد البلاد واعاده البيت اجمل مما كان , عندما يطلع اصحاب فكر الجهاز التناسلى على هذا الكنز الثقافى يجب ان يتواروا خجلا خدمتا لنا من الفضائح .

  5. تبارك الله الذي وهبك هذه الملكات الابداعية الاصيلة والخلق المنصف للناس .
    يسلم هذا القلم المتميز ياأستاذ

    وتستمر الثورة …….

  6. فرانسيس دينق هو من حسم موضوع الهوية السودانية حيث قال ( لم اصح من نومي مفزوعاً في يوم الايام واسأل نفسي من أنا ومن اين اتيت ؟ لأني متيقن في داخلي انني سوداني انتمي لأرض المليون ميل وليس هناك اكبر هوية من هذه الهوية)……

    يا ليتنا كلنا كنا نحن مثل احساس الدكتور فرانسيس دينق ولم يراودنا شكل في أننا سودانيون ننتمي لأرض المليون ميل ومن يراوده شك في ذلك ويبحث عن هوية أخرى يفتخر بها غير السودان فليذهب الى حيث يراوده شكه بشرط ألا يرجع لنا اذا لم يجد (وجه) في المكان الذي اراده له ان ينتمي لأننا صرحة لن نقبله…….

    اما الطيب مصطفى ومن لف لفه فلنا معهم لقاء وليعربدوا حتى يأتى ويوم اللقاء وانه لقريب ان شاء الله……….

  7. درر والله ومعرفتي بالدكتور يوما بشارع الجمهورية مع زوجته الفارعة الطول والبضا كعمود الرخام وبطول الدكتور بسوادة الجميل اعادت لي الذكريات وتواضعه الجم تحياتي له عبرك

  8. اخي الأستاذ عبدالرحمن كان ومازال فرانسيس رجل أمة وبيتة مفتوح لكل السودانين مثل داروالده في أبيي وسهل لهولاء الكلاب كثيرا عند حضورهم لأمريكا وعلى رأسهم رأس الحية الترابى وعوض الجاز عندما كان حفارقبور في أمريكا تف تففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففف علي الكيزان

  9. والله أمركم غريب يالسودانيين!تحتقروا أنفسكم وتمدحوا أعدائكم!الجنوبيين المثقفيين هم من مزق السودان. فقدحملو السلاح قبل أن يصل المستعمر إلى بلده واستمرت الحرب خلال جميع الحكومات الديمقراطية والعسكرية.لا يجمعنا مع الجنوبيين شئ لا عرق ولا لغة ولادين. أنسيتم يوم قتل الهالك جون قرنق ماّذا فعلوا في الخرطوم؟قتل على الهوية وتدمير لكل ماهو شمالي ونحن بريئون من دم قرنق. أفيقوا من سباتكم وأعرفوا أعدائكم وكفاية سذاجة وطيبة

  10. Unfortunately I don?t have Arabic on this keyboard, bearing in mind that I am not that eloquent with English, so accept my apologies in advance?
    First of all, I believe all of us must extend our thanks to Mr. Al-amin, for well-articulated article? Unfortunately what he wrote have showed how atrocious we?re! If we assumed that we were a nation ?for the sake of argument only? with such people, and calibers we end up to what we are today?? This something!!
    Dr. Frances and many others from the south and the north must endure the responsibility for where we have end up?
    Sudan since independence unfortunately has suffered a lot from our intelligences, more than we have from this idiot militaries!
    I wish if all our scholars will give this more in-depth study?, this could be a true case-study for whole world so to avoid such a fate.
    Sad were we have end up ???

  11. اخي الأستاذ عبدالرحمن
    السلام عليكم ورحمة الله…
    من زمان ما شافت عيني وصف جميل ورائع بالاسلوب الرائع السهل الممتنع التحية من خلالك للدكتور الرائع روعة بلادي ، كان الدكتور فرانسيس دينق صديق لوالدي عليه رحمة الله ، ارجو منك انت تكتب عن بوناملوال وابيل الير حتى يكتمل العقد الفريد لابناء
    مع مؤدتي
    محجوب معني

  12. بروف فرانسيس

    أنت وجيلك فعلا كنتم زوهور يانعه من خورطقت وإلى جامعة الخرطوم الما كانت خمج وصدق شاعنا لكبير ودالريح حين قال:

    زانت أرضها
    وأصبح بعضها ينافس بعضها
    ألوان الزهور

  13. شكرا استاذنا عبد الرحمن ..التحيه لك اولا علي قطعتك الادبيه الجميله

    والرائعه …هؤلاء هم الجيل الجميل والاصيل من الجنوبيين

    كالخيول المسومه ..بوث ديو ..وكثيرون كثيرون غيرهم ممن باعوا بيوتهم ورحلوا

    لدول المهجر ..او ذهبوا للوطن الجديد ودموعهم تذرف مما فعله الاوغاد من هذه

    الحكومه او المتواطئين معه من الجنوبيين الرجرجه الذين يديرون الحكومه حاليا

    واللهم لا شماته استاذنا عبد الرحمن ..لكني اؤكد لك بان الوطن عائد لا محاله

  14. الأستاذ عبد الرحمن،

    شكراً على هذا المقال الجميل… و لكن هناك أكثر من سؤال عن إتجاه فرنسيس دينق الحقيقي إذ أن صورتك للرجل تختلف ١٠٠٪ عن الصورة التي ترسمها له صحافة الغرب… هل مر عليك مقال برويرترز بعنوان

    The wonks who sold Washington on South Sudan

    اقرأه يا أستاذ و أعد كتابة مقالك من جديد لو سمحت

  15. تنويه:
    انشودة صه يا كنار للشاعر الصاغ محمود ابوبكر وليس الشاعر احمد محمد صالح والد السفير صلاح
    عموما مقال رائع واوفيت في حق االرجل ولا سيما ان والده من حكماء السودان فهذا الشبل من ذاك الاسد

  16. I found myself obligated to comment once again on this topic!
    I wonder if we could someday utilize Dr. Francis and his Southern & Northern colleagues to reunite our beloved Sudan once again.
    It might sound unrealistic, but who knows, it might work out? Scums right now not only in the north of Sudan, South also suffer from the same filth, and as a matter of fact SPLA in
    the south is the other face of the coin to fundamentalists we have back north
    I wish if we could elaborate more on such a notion?

  17. أحيث شرعت قبل أسابيع أنقل لهم وأناقش معهم كتاب الدكتور فرنسيس دينق عن ذكريات بابو نمر و
    THE MAN CALLED DEGNG MAJOكثر من رائع يا ود المين . أسمح أن أنقل مقالك بضبانتها لأخواني وأخواتي بمنتدى ( دلنج – سودان ) K
    كم نحتاج لمثل هذه المقالات الروائع لمعرفة الرجال ، وقديما قيل :( معرفة الرجال فلاح ). نرجو أن يقرب الدكتور فرنسيس دينق ما بين السودانين ، كما كان والده دينق ماجوك والناظر بابو نمر .

  18. الرجل المناسب قي المكان المناسب .!!..ان لم تفعل حكومة الجنوب الا هذا فيكفيها .؟؟
    عندما تغيب الاغراض والضغائن والاحقاد والعنصرية والكراهية ومنبر (عجوبة ) تبدو الاشياء جلية ولا تحتاج الى بحث وعناء .؟؟

  19. اخي عبد الرحمن
    تهوم بنا دائما حيث لا امنيات وتجعلنا نعتصر الحلو مر ونبكي على الاطلال قلمك الرفيع يطيش بعقولنا ادبا وسياسة وعلم بارك الله فيك وفي ال الامين ولك المودة والمعزة

  20. قدرنا ان نفقد هؤلاء …اسفي على وطني . وبالجانب الاخر , ياتيك الصادق المهدي على صهوة حصان …ولا تعليق

  21. فرانسيس دينق رجل اكاديمي من الطراز الاول ومهذب نفسيا ومحبوب عالميا عندما ياتي الى السويد لالقاء محاضرة في احدى الجامعات يتسابق اليةكل الاكاديميين والعلماء وطلاب الجامعات ولاتتسع القاعات من كثرة الحضور التحية لكاتب المقال وللدكتور فرانسيس

  22. المادة جيدة جدا.[img]http://s05.flagcounter.com/mini/MECnk/bg_FFFFFF/txt_FCFCFC/border_FFFFFF/flags_0/.jpg[/img][img]http://s09.flagcounter.com/mini/ZbQh/bg_FFFFFF/txt_FCFCFC/border_FFFFFF/flags_0/.jpg[/img]

  23. الاخوة …ابوخالد وصwudoof
    يبدوا ان هناك خطأ في المقصود بالرد فانت كتبت يامن سميت نفسك بسوداني غيور .والعنوان الرد على بت حامد..
    انا كتبت في تعليقي “قدرنا ان نفقد امثال هؤلاء اي اعني قدرنا ان نفقد امثال الدكتور فرانسيس دينك وهذه صيغة اسى على فقدنا له هو وامثاله من الافذاذ.وكتبت اسفي على وطني اي اسفي على وطنا يفقد امثال الكتور فرانسيس دينك و كتبت جملة مقابلة وفي الجانب الاخر يأتيك الصادق المهدي على صهوة جواد اي ان في هذا الوطن من يجنح نحو الثرثرة والعرض .فقط قصدت المقارنة .اظن الان موقفي واضح حدا ولايستحق مثل هذا الرد الذي اعتقد انه خطأ فحسب ارجو الاعتذار لاني لا اسمح بتشويه فكرتي ومواقفي .فهذا كل ماملك في هذه الدنيا .
    مع احترامي لراي الاخر مهما كان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..